قبل الزواج يطمح الرجال والنساء بالكثير.. مؤسسة ناجحة وأولاد أذكياء وشريك عمر لا مثيل له. وتبدأ الحياة سعيدة هانئة في الأشهر الأولى، ثم يتحول كل شيء إلى روتين قاتل ويبدأ النكد.
الرجال يشتكون من الزوجات وإهمالهن وفتور في العلاقة، والنساء يركضن هنا وهناك ليثبتن جدارتهن داخل المنزل وفي ساحة العمل في ظل حالة من التأفّف الدائم وعدم الرضا.
هو يشكو الإهمال وهي تشكو الظلم، فمن له ومن عليه؟.
«في بداية الحياة الزوجية تكون طموحات الزوج والزوجة كبيرة وكثيرة، لكن بعد مرور فترة بسيطة على الزواج تبدأ الخلافات بينهما نتيجة تسلل بعض الجفاء والفتور إلى علاقتهما، مما يدفع بالرجل لأن يلوم زوجته دون أن يعلم انه السبب والمسؤول الأول عما آلت إليه حاله، لأن معظم الزوجات يتعاملن مع أزواجهن بحسب مقولة: «العين بالعين، والسن بالسن».
مظلوم معها
«المرأة أكثر رقة من الرجل، وبسبب تعقيدات الحياة وانهماك الرجل وانشغاله عنها تصاب بالاكتئاب والملل، وتبتعد عنه رويداً رويداً بمشاعرها في الوقت الذي يريدها الرجل ان تتفرغ له تماماً. وعدم حصوله على ما يريد في الوقت الذي يريد يدفعه للشكوى منها ومن إهمالها له، لكن هل يسأل الرجل نفسه عن سبب إهمال زوجته له وابتعادها عنه؟ طبعاً لا لأنه يرى نفسه «المحور» الذي تدور حوله ومن أجله الزوجة!.
لماذا تهمله؟
هناك عدة أسباب تدفع المرأة لأن تهمل زوجها،وهي:
* إذا وصلت الزوجة إلى مرحلة الاكتئاب من وضعها المعيشي فإنها ستهمل كل شيء حولها، وبالطبع سيكون الزوج أول هذه الأشياء.
* عندما تشعر الزوجة ان زوجها لا يسعى للاهتمام بها ولا يقدم لها شيئا مقابل ما يأخذه منها، فمع الأيام ستمتنع تلقائياً عن تقديم أي شيء له، وان لم يقدرها على ما تبذله من أجله، فلن تستعد لتقديم أي تضحية من أجله لاحقاً.
* ان لم يصغ الزوج لزوجته عندما تتحدث معه وفضل عليها شاشة التلفزيون، فهو بذلك يبعدها عنه شيئاً فشيئاً.
* إذا شعرت الزوجة ان زوجها يهتم بغيرها أكثر منها، وانه ينساها تماماً عند حضور الاصدقاء أو الأقارب، فستعتبر أنه يهملها ويمنحها فرصة لترد عليه وتهمله.
هي أيضاً مخطئة
لكن و لا تغفل دور المرأة في عملية الفتور والإهمال، وتحمّلها المسؤولية مناصفة مع الزوج، : «كل من الزوج والزوجة مسؤولان عن حالة الفتور العاطفي، وان كان هناك أي حق على الزوج في تعامله الجاف مع المرأة، فإن ذلك لا يعطيها الحق في الرد عليه بالمثل وإهماله، وإلا ما معنى كلمتي المودة والرحمة اللتين اتفقا عليهما في بداية زواجهما؟».
شعور مؤقت
:«لا يجب أن يستسلم الزوج والزوجة امام مصاعب الحياة اليومية كي لا يخسرا زواجهما، ومثلما نحمل المرأة مسؤولية رعاية ولمّ شمل الأسرة، علينا ايضا ان نحمل الزوج مسؤولية أمنها وحمايتها، بصون مشاعرها وكيانها كإنسانة لها حقوق عليه. فالزوج عادة، وبعد مرور بعض الوقت على زواجه، يغير من معاملته لزوجته، فلا يعود يسمعها الكلام الجميل الذي عودها عليه في بداية زواجهما ولا يهتم بها، كما في السابق، ما يؤدي الى إشعارها ان حياتها معه باتت مجرد روتين يومي، وعلى هذا الأساس تتأزم نفسية الزوجة وتبدأ بإهمال نفسها وبيتها ومن ثم زوجها».
لا تقدمها لها
«من واجب الزوج ألاّ يقدم لزوجته فرصة لتهمله، فهو في البداية قد يعتبر ان الأمر مجرد شعور اعتيادي، لكنه لن يبقى كذلك لأن الوضع سيتأزم وستكثر المشاكل والخلافات بين الزوجين وبشكل سيؤذي مشاعر ونفسية أطفالهما.
ليس هذا فحسب، بل من الممكن أن يبدأ كل طرف بالبحث عن بديل لشريكه في ظل جو من الكآبة والتوتر الدائمين، ما يعني انتهاء العلاقة الزوجية بينهما».
خمسه نصائح لها:
وجوب اتباع خمس خطوات لكي تتجنب الوقوع في فخ الفتور والإهمال في علاقتها مع زوجها، وهي:
1 إذا شعرت بأي انزعاج من أي تصرف بدر عن زوجك تجاهك فعليك أن تصارحيه بذلك مباشرة، لا ان تهمليه لأنك ستزيدين بذلك من إهماله لك.
2 لا تتوقفي عند الأمور الصغيرة في حياتك الزوجية مع شريك عمرك، فأنتما من جنسين مختلفين ومن الطبيعي جداً ان تكون تصرفات كل منكما مختلفة عن تصرفات الآخر، وان كانت بعض تصرفاته لا تناسبك فتأكدي ان بعض تصرفاتك لا تناسبه ايضا.
3 ذا شعرت ان زوجك لا يصغ إليك تماماً وأنت تتحدثين معه، فهذا لا يعني انه يهملك، بل ربما لم تختاري الوقت المناسب للتحدث معه، لذا حاولي دائما ان تتحدثي مع زوجك بعد ان يأكل ويرتاح ويكون متفرغاً تماماً لك حتى تحصلي على كامل اهتمامه.
4 لا تسمعي نصائح من احد حول علاقتك مع زوجك، فإذا كان زوج صديقتك مثلا يعاملها بطريقة معينة، فهذا لا يعني ان هذه الطريقة تناسب زوجك، لأن لكل فرد طبع وأسلوب خاصين به.
5 عاملي زوجك بالطريقة نفسها التي تحبين ان يعاملك بها، وتأكدي انك اذا عاملته بلطف وحنان ورقة، فإنه سيرد لك طريقتك في التعامل معك.
اربعه نصائح له:
1 لا تترك زوجتك في المنزل لتخرج وتسهر مع اصدقائك بشكل مستمر، بل اتفق معها على خروجك في يوم محدد في الأسبوع، على أن تخرج هي ايضا مع صديقاتها في ذلك الوقت.
2 عندما تكون معها اهتم بها خاصة امام الآخرين، وان اهتممت بغيرها قليلا، حاول ان تعوض ذلك مباشرة.
3 ان تحدثت زوجتك معك ولو في الوقت غير المناسب، اصغ اليها قليلا ثم اطلب منها بلباقة وكياسة ان تؤجل الكلام الى وقت تحدده لها، بأن يكون بعد العشاء وأنتما تشربان الشاي مثلا.
3 احرص دائماً على الجلوس مع زوجتك والتحدث إليها واترك الجريدة والتلفزيون للأوقات التي لا تكون فيها بجانبك.
i love you