الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد
هذه نصيحة الشيخ الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى إلى إخوانه الدعاة وطلاب العلم أحببت نشرها وتذكير أنفسنا بها ، أنقلها بتصرف يسير.
قال - رحمه الله تعالى :
" الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنـته إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان، وينهى عن الظلم والبغي والعدوان، وقد بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل عليهم الصلاة والسلام جميعًا من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى وحده، وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله سبحانه، والتفرق، والتشتت، والاعتداء على حقوق العباد.
وقد شاع في هذا العصر أن كثيرًا من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير من إخوانهم الدعاة المشهورين، ويتكلَّمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين، .... وهذا المسلك مخالف لما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم من جهات عديدة، منها:
أولًا: أنه تعدٍّ على حقوق الناس من المسلمين، بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذين بذلوا وسعهم في توعية الناس، وإرشادهم، وتصحيح عقائدهم، ومناهجهم، واجتهدوا في تنظيم الدروس والمحاضرات، وتأليف الكتب النافعة.
ثانيًا: أنَّه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات والفرقة، وكثرة القيل والقال فيما بينهم، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة والجماعة، المعروفين بمحاربة البدع والخرافات، ...الخ
ثالثًا: أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة، والكذب عليهم، والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم.
رابعًا: أنَّ في ذلك إفسادًا لقلوب العامة والخاصة، ونشرًا وترويجًا للأكاذيب والإشاعات الباطلة...الخ.
خامسًا: أنَّ كثيرًا من الكلام الذي قيل لا حقيقة له، وإنما هو من التوهمات التي زيَّنها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها، .....
سادسًا: وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به، ولا يثرَّب عليه، إذا كان أهلًا للاجتهاد. فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي هي أحسن، حرصًا على الوصول إلى الحق من أقرب طريق، ودفعًا لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين...الخ
فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما كتبته أيديهم، أو تلفظت به ألسنتهم، مما كان سببًا في إفساد قلوب بعض الشباب، وشحنهم بالأحقاد والضغائن، وشغلهم عن طلب العلم النافع، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال....كما أنصحهم أن يكفِّروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها، مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل، ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليه من قولهم، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى الله وتكون نافعة للعباد، وأن يحذروا من التعجٌّل في إطلاق التكفير، أو التفسيق، أو التبديع لغيرهم، بغير بينة ولا برهان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما» متفق على صحته.
ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه إلى العلماء المعتبرين، ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر، ويوقفوهم على حقيقته، ويزيلوا ما في أنفسهم من التردد والشبهة... الخ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
عزيزة غازي @aazyz_ghazy
عضوة جديدة
نصيحة الشيخ الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى إلى إخوانه الدعاة وطلاب
2
207
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ويعطيكِ العافية