نصيحة " لا تتزوّج من متعلّمة " !

الملتقى العام



نصيحة .. لا تتزوج متعلّمة !

عادة يطلبونها شقراء ، أو سمراء ، أو بيضاء شعرها كستنائي أو أسود ..
البعض يريدها طويلة والآخر قصيرة ، ممشوقة أو نحيلة ...
كلها خيارات تعرض على الخاطب قبل أن تبدأ أمه المسكينة رحلة البحث الطويلة عن عروس مناسبة !
لكنّه حقَّاً فاجأني ..حين زلّ لسانه بما يكشف خبايا عقله ، فقالها بعفوية وهو يحفر ضرس زبونه البائس الذي قاده حظّه العاثر ليستسلم لقسوة يديه : " نصيحة : لا تتزوج فتاة متعلّمة " !

أنا لا أتحدّث عن رجلٍ آتٍ من العصر الحجريّ ، ولا عن أمّيّ لا يرغب بالفروق الثقافيّة بينه وبين عروسه ، إنني أتحدّث هنا عن طبيب درس في الخارج ، وعاد بشهادة في طبّ الأسنان ، أحاطها ببرواز أنيق وجعلها تتصدر عيادته !
ثمَّ تابع........... : " المتعلّمة ترهقك بطلباتها ، تتعبك بذكائها ، تسألك عن كلّ شاردة وواردة
أما تلك التي لم تنل قسطاً من التعليم فستكون أنت كلّ حياتها ، وستجتهد لترضيك ، وستكرّس حياتها من أجلك ! "

اكتشفتُ بعدها لمَ لزمت الكثيرات من فتياتنا المتعلمات في وطننا العربي بيوت الأهل ، وجلسن دون خاطب واحد يطرق أبوابهنّ ! لم حُرمن طعم الأمومة وهنّ المتعلمات الواعيات المثقفات الجميلات ذوات الحسب والنسب والدين ؟
وعرفتُ أيضاً لم أرغمت كثيرات على ترك مقاعد الدراسة !
إنه ذلك الخاطب الذي يأتي دائماً مستعجلاً ، يريد فتاة الرابعة عشرة لتكون أماً لأولاده ، وسيّدة في بيته ، ولا يهمّ إن امتلكت قلب طفلة ، وعقل طفلة ، وثقافة طفلة ..
لم تنل حظاً من أيّ علم ، ولا حتى العلم الشرعيّ إلا النزر البسيط منه ، ولم تتفقه في الدين فتكتمل صورة المسلمة صاحبة الهدف في داخلها ، ويبقى مصيرها حكراً على الخاطب ، فإن كان صالحاً أصلحها وجعل منها درّة حقيقيّة ، وإن كان فاسداً أفسدها وأفسد الجيل القادم على يديها ..
ومن يهتمّ إن نشأ الأولاد متأخرين في مدارسهم لسبب أن لا أحد يعلّمهم ، أمهم لا تهتم بهم ، لا تتابعهم ، وكيف تفعل ؟ وفاقد الشيء لن يعطيه أبداً .. إلا في حالات فردية وقليلة جداً !

ترى .. كيف تنشأ المشكلات العائلية ؟ ألا تنشأ من أمّ لا تقدّر معنى الحياة الزوجية وأب لاه عن كلّ شيء إلا عن نفسه ؟ ألا تزداد المشاحنات بسبب ضغوط تكبدتها طفلة لم تذق بعد طعم الحياة !
مشكلة بعض رجال العصر هي تلك النظرة السوداء للمرأة المتعلّمة ، وكثير من التشاؤم حيال الارتباط بها .. وإطلاق اتهامات خالية من الإنصاف في وجه كلّ متعلمة بأنها مغرورة أو متعالية ........إلخ ، لمجرّد حادثة أو اثنتين حصلتا لأحد مقرّب أو بعيد .. يجعلها قاعدة عليها يقوم منهجه في الحياة ، وتكون قضيّة ينادي بها في كل محفل ومناسبة (( لا للمتعلّمــات )) !
كيف ونحن أبناء دين أحبّ العلم ونادى به وحثّ ورغّب به ، كيف وبالعلم تبنى العقول التي عشش فيها الظلام طويلاً .. وبالعلم تبنى أمّة تفتقر إلى الحضارة اليوم أيما افتقار ..

ومهما ارتفعت درجات المتعلمين والمثقفين من الرجال في عالمنا ، فإننا حتماً سنجد أمثال ذلك الطبيب الذي درس في الغرب ولم يتعلّم سوى خلع تلك القبّعة السخيفة التي يغطّي بها رأسه احتراماً للمرأة عند تحيّتها – على حدّ زعمه - ، وبعض كلمات إعجاب بقالب لا قلب فيه ولا روح ..
تمنّيتُ لو كتبتُ له نصيحة مكان شهادته المعلّقة في العيادة ..
بدل أن تعالج نخر الأضراس .. تفقّد جيداً ذلك النخر الذي يعبثُ بعقلك !






نور الجندلي
4
795

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام اليزيد
ام اليزيد
أولا أرحب بمرورك الخاطف لمجلسنا
شرفت صفحتنا بزيارة قلمك المتميز

أما موضوعك
سريعا قفزت لذهني صورة ذلك لرجل الذي يطالب بالعكس : (( أريدها متعلمة ))
عندما اشتكى أن زوجته لاترقى إلى فكره ولا تستطيع أن تفهم مراده
ثم إنها تربي الأولاد بصورة قديمة قدم الجهل حسناته ـ وما أقلها ـ وسيئاته
أعتقد أنه أنه لو اختارها ذات دين لتربت يداه



بورك نورك الساطع يا نور
سكارلت
سكارلت
السلام عليكم

ربما بالفعل ساهمت بعض النساء المتعلمات بتشويه صورة المرأة
المتعلمة والمثقفة بغرورهن وغطرستهن بما يحملن من شهادات , ولكن
أين دور الرجل في كبح هذه الغطرسة والتعامل معها بحكمة وعقل !!

للمصادفة ... قريب لي يعمل طبيبا وذات يوم سمعته يقول :

قد يلومني البعض على زواجي بفلانة لانعدام التكافؤ العلمي والثقافي
بيننا , ولكني بكل صراحة أعتبر نفسي سعيدا ومستقرا في حياتي
الزوجية , على عكس لو تزوجت مثقفة تردد على مسمعي نظريات
وشعارات وتجادلني في كل صغيرة وكبيرة وتحاول أن تفرض رأيها
بحجة ثقافتها وتعتبرني ندا لها .

وعلى النقيض قد يندم بعض الرجال على زواج كهذا عندما يكتشفون
البون الشاسع في الثقافة مع زوجاتهم , خاصة إن كان يحب الحوار
والنقاش , فيضيق ذرعا بسطحية الزوجة وضحالة تفكيرها

طلب العلم واجب على كل مسلم ومسلمة , لا بد من التسلح به من أجل
إنشاء أجيال سليمة فكريا وأخلاقيا ودينيا بالدرجة الأولى

جزاك الله خيرا غاليتي نور على الموضوع القيم وعودا حميدا
زنبقة السفح
زنبقة السفح
قاتل الله الجهل ...
بحور 217
بحور 217
إنما يريدون من علمها ما ينفعهم أو يحقق أغراضهم ...

وفي الجانب الآخر جاهلة مستسلمة راضية بكل شيء حتى المهانة ...

يريدونها جهازا منزليا بمواصفات متطورة تناسب الذوق والغبات ... !



بوركت يا نورنا