ال تعالى: (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله) أخذ بمجامع ذلك القلب البريء إلى الله، وعلمه توحيد الله والعبودية لله، فخذوا بمجامع قلوبهم إلى الله خذوهم بنصيحة مؤثرة وموعظة بليغةٍ تأخذهم إلى محبة الله ومرضاته، فكم من نصيحةٍ من أبٍ ناصح، وأم مشفقة نفعت الأبناء والبنات ما عاشوا أبدا.
(د.محمد المختار الشنقيطي)

اريبه @arybh
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
قاعدة الدعوة عند أهل الحديث الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
القاعدة الأولى: التوحيد أولاً
هذه القاعدة الكبرى هي الفاصلة بين أهل الدنيا وأهل الآخرة المتصدين للدعوة إلى الله تعالى، فالأنبياء وأتباعهم إلى يوم القيامة لا يقدمون على التوحيد شيئاً البتة ولا يحدثون الناس بشيء قبل التوحيد إطلاقاً كما قال خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله – وفي رواية إلى أن يوحدوا الله- فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة) الحديث ، فحتى الصلاة لا يأمرهم بها حتى يطيعوه إلى التوحيد؛لأن مثل من يأمرهم بالصلاة وهم على شرك كمثل من يأمرهم بها وهم محدثون، والشرك نجاسة فلا بد من التطهر منه قبل الدخول في غيره.
والتوحيد فرقان يفرق بين الحق والباطل ويفرّق بين أهل الحق وأهل الباطل ولذلك ينفر الناس من الأنبياء إذا دعوهم للتوحيد ويشتمونهم ويعادونهم ثم يفيء إلى الحق أطهرهم قلباً ولهذا السبب ابتعد دعاة الباطل أفراداً وجماعات عن الدعوة للتوحيد لأنهم يريدون تجميع الناس لأجل الدنيا والتوحيد يفرقهم، فهو مضاد لمقصودهم تماماً، وبهذه القاعدة الواضحة يمكنك معرفة الصادقين من الدعاة من غيرهم فاعتبرهم بهذه القاعدة.
وقارن بين دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وبين الدعوات الكثيرة المعاصرة كدعوة فرقتي الإخوان المسلمين والتبليغ يتبين لك الفرق بين المحق من المبطل والمصلح من المفسد والذي نفع الله به من الساعين في الأرض ليفسدوها بعد إصلاحها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد.