
بسم الله
والصـلاة والسـلام على إمام المحتسبين , وبعــد ..
يكثر الحديث في مجالس الرجال .. عن المرأة السعودية .. وعن تدهورها العاطفي .. والتشكيك في أنوثتها الأصلية .. ودائماً ما نجـد - ذبحها - على مائدة المقارنات .. مع الجنسيات الأخرى .. وبالذات من فئة (( تأبرني ))
حتى أصبحت محاصرة من الرجل .. سواء من زواج المسيار الذي أصبح خياراً مطروحاً بقوة في المجتمع السعودي بسبب كثرة الطلاق وارتفاع العنوسة .. أو من عقدة المقارنة التي تنهي كيانها كأنثى !! وتجعلها تفقد السيطرة على حياتها كزوجة ملزمة أن تقوم بواجباتها الشرعية والإتيكيتية على أكمل وجـه ..
وحيث أني من الجنس الآخر قد عركتني الحياة .. وعركتها في هذا الجانب .. فإني أحب أن أضيف هذه النقطة البيضاء في رصيد المرأة السعودية المغلوب على أمرها .. والمهضوم حقها .. في الغالب .. والتي تبقى الجدار الأقصر في هذا الموضوع ..
ولا أريـد في المقابل أن (( أدغدغ )) مشاعر النساء في مثل هذا الطرح .. فعندي ما يكفي من (( الدغدغه )) ..
إلا أنها كلمة حق .. وتأكيد شيء .. يغفل عن الكثير من أخواني معاشر الرجال .. في عالم فاتن .. و طرح إعلامي مهيج .. وقصص بعيدة عن الواقع .. يذكرها أشخاص في مجالس عامرة بعرض المفاطيح .. و لتح برقان شاهي .. بنوعيه الأخضر والأحمر
ولا أخفيكم أني أصبحت (( أغتث )) من سماع بعض القصص التي ينقلها .. البعض على سبيل التمني أو التميلح .. في الجنسية الآخرى .. سواء في استقبالها للزوج .. أوفي تغسيل أقدامه .. بعد التعب .. وكأنه فاهم وش هو يقول .. والحقيقة إنه ما يدري وين الغنم سارحة سمع الناس تقول .. فقال مثل ما قالوا !!
ولست هنا أيضاً في معرض الدفاع عن بعض النساء السعوديات .. (( الرفلات )) .. والتي ارتكب أهلها بحقها جريمة لا تغتفر .. في عدم تهيئتها كأنثى مكملة لزوجها .. يجب أن تسخر جميع ما فيها من مشاعر وطاقة و قدرات ظاهرية وباطنية .. للوقوف مع الزوج الذي فضلها على كثير من نساء العالمين .. ثم يعيش في مجتمع مليء بالمشاكل والهموم التي لا تنتهي ..
ولا أقبح في نظري .. من عدم تربية الزوجة على خـُـلق (( التودد )) للزوج .. والذي لو استوعبته الزوجة تماماً .. وطبقته بحذافيره مع الزوج .. لعاشت جنةً في الأرض .. ولرأت سيدها في أعين الناس .. عبداً لها محققاً جميع أمانيها المستطاعة !!
ولعل ما جعل كثير من أبناء جنسي .. يطرقون قصص الجنسيات الأخرى .. ويكثرون الأماني .. في المجالس .. هو بسبب فقدان هذه الصفة الغائبة .. عن قاموس الزوجة .. ويعتقدون أنها موجودة .. في قوم (( تأبرني )) .. فتميل العواطف هناك تلقائياً !! وليس كما تعتقد الكثيرات .. أنه بسبب الشكل فقط ..
ولن أسترسل في هذا الجانب .. فالموضوع ذو أبعاد .. وحتى لا أطيل عليكم .. فإني سأذكر لكم قصة رأيتها بعيني وسمعتها بأذني .. تبرهن لكم أن الفتاة السعودية بالجملة .. (( زي العسل )) إذا وفق الله .. وعرفت كيف تستثمر قدراتها .. لينجح المشروع (( الزواج )) وتحافظ على رأس المال (( الزوج )) .. بإذن الله
(( الـقــصـــــــــــة )) ..
كنت في أحد المجمعات التجارية الكبيرة المفتوحة .. وأثناء تسوقي السريع .. مررت مسرعاً .. بسيب خاص بالأحذية - أكرمكم الله - وإذا بزوج وزوجته .. ويظهر أن الزوج يريد أن يشتري حذاء .. وقد تردد بين نوعين .. فرأيته لابساً الحذاء .. و (( مـادٍ )) رجله كأنه عارضة أزياء
و زوجته مقابلة له .. لترى شكل القدم بالحذاء الملبوس .. و أثناء مروري إليهم .. وعدم علم الزوجة (( الله يحفظها )) بقربي منهم .. سمعتها تقول :
تهبـّـل وش ملحها عليك .. ودي أحب رجلك من زينها
طبعاً صرّفت عمري بسرعة ..
وتأكد لي إن .. السعودية (( سنعة )) و (( أجودية )) إذا عرفت كيف تاكل (( عقل )) زوجها ..
(( قبل الختام )) ..
قال النبي صلى الله عليه وسلم .. (( تزوجوا الولود الودود )) ..
أعود إلى التنبيه إلى قضية التودد .. وأنه (( سر )) نجاح أو فشل الزواج .. بأمر الله .. ولا أقصد بأن تكون الزوجة متوددة له في حال الهدوء .. واستقرار الأمور فقط .. فهذه سهله وتتساوى فيها النساء .. ولكن أؤكد على أهميته .. وتأديته في حال وجود المشاكل .. ووقفة النفس .. (( الزرقنة )) بين الزوجين .. وهذا الذي لا تطيقة أكثر النساء .. ولو فعلته الزوجة لرأت زوجها .. في أحب ما ترى الزوجة زوجها .. أسرت قلبه وأخذت بلباب عقله .. ولا يرى أجمل وأفضل منها .. ولو أتته بنات (( هدولاك )) حبواً ..
وهذا ما يفسـّـر لنا .. تعامل بعض الأزواج (( الهادي )) مع زوجاتهم .. ولينهم الزائد .. وهو بخلاف طبيعتهم المعروفة (( الوخـْـشـَة )) أثناء تعاملهم مع أقرانهم الرجال حين الجلوس معهم ..
بل لا أبالغ القول .. إنني سمعت من بعض الرجال .. أنهم يدعون الله .. ويتمنون أن تكون زوجاتهم في الدنيا .. زوجاتهم في الجنـة .. ما شاء الله !!
ويزداد العجب .. عندما تعلم أن زوجة هذا الزوج الوديع المحب .. (( بنيـّـة حلال )) في مصطلح النساء .. عندما يصفون إمرأة .. ولا يريدون أن يذموا شكلها !! فالأمر إذا لا يتعلق بالشكل فقط !!
ولا أرفع الملامة عن الزوجة .. إن كانت لم تجـد من يربيها على هذا الخلق الجميل .. والصفة الرائعة .. أن تربي نفسها عليها .. وتنمي من قدراتها .. في هذا الجانب .. حتى لا تترك مجالاً للزوج .. أن يغث (( كبدها )) مع كل سالفة .. بأنه ينوي ياخذ له (( غندورة )) من هاك الديرة
(( ختامـاً )) ..
لا يعني ذلك أن أقلل من بنات الأجواد .. من جنس (( تأبرني )) فكل قوم فيهم .. معلّي ومدلي .. والله يستر على الجميع ..
ولكن أرثى لحال الكثيرات من بنات البلد .. و أنا أرى حياتهن الزوجية بائسة .. و يقتلها البرود العاطفي .. بسبب تضييع وإغفال أمور بسيطة مثل الصفة التي ذكرتها .. وما يترتب على فقدها من أمور محزنة
منقوووووووووووول
منقول جميل فعلا..
واساس الحياة الزوجة طيب العشرة..
والتودد والكلام المعسول يأتي بنتيجة رائعة..
وهذا هو السحر لحلال..
اللهم اجعل لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما..
بوركتِ..