الماسة2001

الماسة2001 @almas2001

محررة برونزية

نظرات عابث تحرقها

ملتقى الإيمان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
أختي الحبيبة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية من عند الله مباركة طيبة .. أرسلها لكِ من قلبٍ مُحِب .. ونصيحة من روحٍ تشفق على نفسها وعليك .. فمن صفات المؤمن أنه يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. وأنا أحب لنفسي رضا الله تعالى والجنة فأحببتهما لكِ .. رغم أني لا أعرفك .. ولكنك أختي في الله .. ألم نلتقي على التوحيد وكلمة لا اله إلا الله ! ويا لها من رابطة قدسيّة تجمع بين المؤمنين فتشتد أواصر الأخوة بينهم وتقوى عُرى الحب فيه .. ألم يصفهم ربهم تعالى فقال عز من قائل : " إنما المؤمنون إخوة " .. فأرجو أخيتي أن تقبليني أختاً لكِ وتتقبلي نصحي النابع من هذه المفاهيم والقِيَم ..

أختي الحبيبة ..
قد وهَبَنا ربنا جلّ وعَلا الحياة من بعد موت .. وأسبغ علينا نِعَمَه ظاهرة وباطنة .. وحَبَانا بكل ألوان العطايا .. " وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها " .. وشرّع لنا سُنناً وقوانين إن نحن سرنا عليها وانتهجناها في حياتنا كانت لنا سعادة الدارين وإن نحن بعُدنا عنها تهنا في سراديب الحياة ! المظلمة .. فالطريق واضح المعالم .. ومن يبتغي الجنان والرضوان عليه أن يُخلِص الجَنان للرحمن .. وأن يهتدي بشريعة الإسلام .. وبما شرّعه الربّ الكريم وأتى به النبيّ الأمّي من عند الله تعالى .. ويسلّم تسليما كاملاً ويرضى .. " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ان يكون لهم الخِيَرة من أمرهم " .. ثم هو ذكر للمولى جلّ وعَلا .. والتماس طاعته بغية رضاه والمداومة على ذكره ففي البُعد عنه التعاسة والهلاك .. " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى " .. سبحان ربي ..
أعذريني إن أطَلت .. ولكنها مكامن نفسٍ أشفقت أن تحيد عن الهدى .. ولو قليلا .. نسأل الله تعالى الهداية والثبات .. فهو الحميد الأكرم ..

أختي الحبيبة ..
عندما شرّع ربنا أحكاماً وفرض فرائض .. كان ذلك لمصلحتنا والله هو الغنيّ عن العالمين .. " وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون .. " فالعبادة هي الغاية من خَلقِنا .. ومع أننا نأتي أموراً قد نظنّها دنيويّة بحتة إلا أننا من خلال نيتنا فيها نكون في عبادة .. وهذا ما يميّزنا عن سائر الخَلق ممّن ارتضوا غير الاسلام دينا .. نسأل الله تعالى السلامة .. فها نحن نشرب ونأ! كل ونلهو ونتزوج .. ولكن لو وقفنا حتى عند هذه المتاع التي تحاكي الشهوة التي زرعها ربنا جلّ وعَلا فينا فلو نحن جعلنا نياتنا لله تعالى .. كُتِب لنا الأجر وارتفعت درجاتنا في جنان الخُلد .. إن شاء الله تعالى ..
والله تعالى – من حِكمه وعدله فينا – شرّع لنا أحكاماً ليضبط المجتمع البشري ويحميه من الرذيلة لو انتهج درب ربه .. فنراه جلّ وعَلا خلق الرجل والمرأة وزرع في كلٍّ منهما مشاعر فِطريّة تجاه الآخر .. ينجذب إليه ويكمله .. حتى تستمر الحياة .. ولكنه في نفس الوقت شرّع ما يضبط هذه العلاقات فلا يهيمون على عماها .. ومن هذه الضوابط كان النهي عن الإختلاط والتبرج والسفور .. ومن رحمته بالمرأة أن فرض عليها الحجاب .. حتى يحميها من نظرات عابث تحرقها .. فلو كانت عندك ألماسة ثمينة .. هل كنت تضعينها في غرفة الجلوس على طاولة مهملة .. أو في مكان عام تتناولها الأيدي ؟؟ أم أنك كنت حفظتيها في خزانتك وأقفلت بابها وأحكمت الإقفال ؟؟
هذه جوهرة في الدنيا .. لا قيمة لها في الآخرة .. لكنك انت الجوهرة أختاه .. وربي جلّ وعَلا أراد لكِ الحفظ والصون .. فأنتِ العالية الغالية في دين الله تعالى .. أنتِ الأم! والأخت والزوجة والحبيبة .. من يريد لها أن تكون عرضة للفاسدين المارقين !! بل أنت درّة يُراد لها العفاف والرقي .. بعيداً عن أيدٍ لاهية وقلوب عابثة ..
قد تقول إحداهنّ .. أنني قوية وأستطيع المحافظة على نفسي .. نعم أختاه .. ولكن ألا تحبين أن يرضى عنك ربك ويباهي بحجابك الملائكة ؟ غيرك يأتي الصلاة والصيام ويتقرّب بالنوافل والقرآن .. ولكن ألا تعلمي أنك عندما تكونين في حجابك فأنت في طاعة مستديمة .. لأنك تُظهرين الإسلام وتدعين له من حيث لا تشعري .. ثم إن كنت تستطيعين المحافظة على نفسك .. ألا تخافين أن تفتني شاباً قد يمضي بجانبك فيهفو قلبه لك وينشغل بكِ !
وربما قالت قائلة .. أنا لست متحجبة ولكني أفضل من الكثيرات المحجبات .. بورِكتِ أخيتي .. ربما كلامك صحيح .. ولكن ماذا لو اجتمع الحجاب مع التقى والأخلاق العالية .. ألن تكوني درّة بحق ؟
" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .. نعم .. ولكن من كمال الإيمان الإنصياع لأوامر المولى تبارك وتعالى .. ومحاولة توافق الباطن والظاهر .. فيكون حجاباً ظاهراً يقيك شر العابثين .. وحجاباً داخلياً عن المعاصي والذنوب .. فتكتمل صورة المرأة المحجبة التي ي! ريدها الإسلام .. فتنمو الدعوة على يديك وتزرعي الخير وتكوني سنبلة للعطاء سامقة ..
أعرف الكثيرات ممّن يخفن الحجاب .. ويعتبرنه خطوة رهيبة في حياتهنّ وكأن حياتهنّ على مفترق طرق .. ووالله الذي لا اله غيره إنها لأسهل خطوة في طريق التغيير .. ولا يحتاج الأمر أكثر من القليل من الإرادة والتوكل عليه سبحانه .. وستجدين أخيتي اللذة في الإلتزام بشرع الله تعالى تعتري جسدك الطاهر .. إذ أنك اعلنتِ هويتك للعالم اجمع .. هذه هويتي .. أنا مسلمة والسلام !
أما عن دعوى الإقتناع .. فلن أطيل فيها .. فهناك أخوات حين تسألهنّ عن تأخير الحجاب يقلن : حتى نقتنع ! نقتنع بماذا ؟ نقتنع بفرض فرضه ربنا جلّ وعَلا علينا ؟! وهو الأعلم بالأصلح لنا .. هو خالق الخَلق .. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. قد اختار لنا الأفضل بفضله وكرمه .. والأحوط للمرأة المسلمة أن تكون حرّة بحجابها وليست أمة لشهوة الموضة والحضارة الزائفة .. فهلاّ تحررنا وانتهجنا نهج ربنا جلّ وعَلا ؟؟

غاليتي ..
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " .. ألم يأن لنا أن نلتزم بشرعٍ قويم .. ونتوجّه بقلوبنا و! أرواحنا إلى ربٍّ رحيم .. نسأله الثبات والعون ونُريه منا خيراً .. العمر يمضي والوقت يمر .. بأسرع ما يمكن أن يكون .. فهو آخر الزمان حيث ارتفعت البركة من الأوقات .. رحماك يا ذا الجلال والإكرام .. إن لم ترحمنا لنكونّن من الخاسرين !
ماذا ننتظر حتى نتوب ونُنيب لربٍّ غفور .. أما زالت هذه الدنيا الفانية تبهرنا ببريقها الزائف ! أما زال القلب يميل لدنيا تغُر .. أما زالت النفس تحنّ لموضة يقدّمها لنا أعداء الله من اليهود وغيرهم حتى يشغلونا عمّا خُلِقنا له .. أما زالت الروح معلّقة بعادات وتقاليد وخوف من الإتهام بالرجعيّة والتقوقع !
الله الله في التوبة والإنابة والعودة لشرعٍ قويم ..
الله الله في السعي لرضا ربٍّ رحيم ..
الله الله في انتهاج درب الصالحين ..

أختاه الغالية ..
إنها دنيا فانية .. وهي إلى زوال .. فلا يغرّنك بريقها .. واعتلي سلّم النجاة .. وارتقِ في العزم دوما .. وكوني شامةً في الناس رمزا مُلهِما ..
إنها العلياء تبغي مسلما .. فكوني بحجابك عنواناً لأمجاد الأُلى .. والله هو الموفق والمستعان ..

ولكل ذي ودٍ سلام ..
1
383

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورده الجوري
ورده الجوري
جــــــــــزاك الله خيـــــــــر..اخيتي
اثابك الله