بين مجتمعنا الصغير.. ( البيت )
ومجتمعنا الكبير .. روابط وأواصر لايستطيعان التنصل منها ..
فالبيت هو الوحدة واللبنة في بناء صرح المجتمع الواسع
وهو الجزء الأخضر الغني بصبغة الحياة .. في شجرته الوارفة ..
ومن التربة التي تستمد منها الجذور مقوماتها ..
ومادة الحياة التي تصنع غذاءها .. تتمخض الشجرة عن ثمرٍ ..
يكون نتاج تفاعلات تلك الأجزاء الحيوية ..
فغصن يحمل ثمراً فجاً ..
وآخر ثمراً سرعان مايتعرض لآفات التلف فيفسد ..
ومنها ماهو صنف آخر ..يجمع بين الإثنين ..
لكن في العموم حين يكون المنبت طيباً .. والضوء رائقاً .. والغيث جوداً ..
يغلب على الإنتاج الجودة والتميز ..
ولا يسلب من رونق مظهره وطيب مخبره..
الثمار الفاسدة المتسللة هنا وهناك ...
هكذا حال مجتمعينا الصغير والكبير ..
كلّ منهما .. يتأثر .. ويؤثر ..
ونحن في محيط هذا الكيان الكبير لسنا بمعزل عن الآخرين
حتى أقصى بقاع الأرض..
فالعالم كله غدا قرية صغيرة .. .. وأصبحت المجتمعات كالروافد ..
قد تتلاقي بغيرها .. وقد تمتزج بها وهي تصب في محيط العالم الكبير ..
لم نعد كما كنا في معزل ..
نحن الآن نعيش على حافة التغيرات في عالم بركانيٍّ ..
لانعلم متى سيثور ..!!
ومجتمعنا كغيره أصبح شجرة في مهب رياحٍ تأتيها من كل حدب وصوب ..
ونحن مسؤولون كُلاًّ وأفراداً عن وضع مصدات لاتقائها مااستطعنا ..
مصدات تمتص رياح السلبيات التي تحاول أن تجتث أصولنا وتطيح بنا..
وعلينا أن لاننسى وسط هذه التيارات ..
أمواج العنف والدمار التي تخلخل بنياننا من الداخل ،
فهي العدو الخفي .
جيــــــــل التغيــــرات :
هو جيلٌ.. غض العود .. لين العجينة .. سهل التطبع ..
يشب مرافقاً ومصاحباً التغيرات الهائلة في عالم التكنولوجيا المنفتح.
جيلٌ... طلٰق السذاجة ..
جيلٌ ... لم تعد تستهويه قصص الأطفال والمكتبة الزرقاء والخضراء ..
وحكايات الأم والجدة عند المساء ..
تسلمه للرقاد حيث تنمو وتنطلق ملكات الخيال..وينمو الإبداع الفكري ..
أصبح لهذا الجيل طموحات أخرى ومثاليات أخرى يتطلع إليها..
وثقافة أخرى يتطبع بها منذ نعومة أظفاره ..
ثقافة ( الإبهار ) الجديدة التي تضع العالم كله بين أصابعه ..
ينقله .. ويتنقل معه كيف يشاء ..
ومما يسر ويحزن في آن واحد أن الطفل الذي لم يعي تماماً لغة التخاطب ..
ولم يفك حرفاً .. يبرع في استعمال مفاتيح عالم النت ..
ويقف الكبير أمامه .. كالتلميذ أمام مدرسهِ .. يتعلم منه بعض المهارات !.
والحقيقة التي ننكرها في جدل أحاديثنا عن أخطار ( الانكشاف البشري )
و( العري الذاتي ) ونستنكرها ..
ونعزم على وقاية النشىء من مكروباتها ..
الحقيقة أقول .. أننا لانصنع موقفاً جاداً أزاء ذلك ..!!
نحن نترك للجيل النامي الحبل على الغارب ..
المهم آن يكون في موضع نستطيع منه ملاحظته ..
المهم أن لايغيب طويلاً عن دائرة رعايتنا ..
وأن لايصاحب رفاق السوء على أرض الواقع ..
ولكن نتناسى أو نغفل عن أسوأ رفيق يصاحبه حتى الفراش ..
هذا الرفيق المسلي الذي يوافق هواه .. ويطاوعه .. ويغريه إليه
حتى يحكم عليه قبضته ..
ثم يسلبه تفكيره المركز .. وتلقائيته وبراءته ..
ورواء بصره .. ويشتت انتباهه ...
يتقاسم يومه .. يؤاكله ويشاربه ...
ونحن منا من. يهون الأمور ولا يرقب النتائج ..
ومنا من اختار أوسط الحلول ..
ومنا من ترك سفينه بلا قائد .. فانجرف الزورقَ بالتيار !.
دُقٌَ ناقوس الخطر .. فلننتبه ..!!
عدوان يتربصان بنا ..
من الداخل عدو خفي بيننا .. ينشر الرعب والدمار ..
منّا وفينا.. ونحن منه براء ..!
ومن الخارج عدو يعمل على طمس معالم أصولنا
واسترقاق أفكارنا .. بما يقدمه لنا من ( السمّ في الدسم )
لنكن على وعي .. لأجلنا ولأجيالنا .
لغــــــــة النســيان :
من البديهي أن ذاكرة الإنسان تخف مع تقدم الأعوام ..
والنسيان يصبح أمراً طبيعياً ..
لكن المضحك المبكي تفشي هذه الظاهرة في النشئ ..
حتى عند الأطفال .. بشكل ملفت ..
لايفتأ الصغير يردد جواباً واحداً على أغلب الأسئلة :
نسيت ..!!!
لاندري هل هو تأثير إدمان النت فقط ..!
أم هو أيضاً أسهل الحلول للهروب من الإجابة ..!
ربما لم ينتبه البعض لهذا ..
فليفعل وليرصد من الواقع وسيرى صدق ذلك ..!
ولكـــــــــــــــــن ..!
هناك استثناء للمجتمعات الصغيرة ( الأسر ) الواعية ..
التي تدرك ماذا يحيط بها وماذا ينتظرها .. ؟
وتعرف حجم الخطر المتربص ..!
وتدرك دورها وصدق وحجم فاعليتها ..!
وما هو سلاحها الذي به تواجه هذا الغزو الفضائي ؟
ليس من العالم الذي فوقنا .. ولكن من عالمنا الأفقي ..
وكيف تزرع حب الوطن والانتماء إليه في نفوس الناشئة ..
لتتصدى لموجات العنف والإرهاب التي تجتث سلام أمتنا ..
لكي تزرع زهور السلام في قلب أوطاننا ..
لكي لاتخرج عن حظيرة الإسلام ...
ولا تلتقط من مفرزات العالم إلا الأجمل والأنسب والأليق بنا.
والعـــــــــــــلاج ...؟؟
لاشك أن غرس مبادئ الإسلام ..
وحب القرآن وانخاذه رفيقاً ومعلماً ..
ونشر الوعي الديني .. وإحياء التراث البطولي الإسلامي ..
وتطويع وسائل التواصل السريع لخدمة القيم والمبادئ الإسلامية
وربط الدين بكل عناصر حياتنا ..
وصنع عنصر التشويق والجذب بكل مانقدمه...
في إطار ديننا الحنيف ومجتمعنا المسلم ..
وبيان عمق تأثير ذلك على حياتنا وفاعليته في استقامتها وطمأنينتها ..
وترسيخ حقيقة المعاد والجزاء في أذهان الجيل الناشئ في المجتمع
كل ذلك سيساهم في بناء أفراداً واعين مدركين ..
يفرقون بين الصالح والطالح .. وما ينفعهم وما يضرهم ..
مدركين للحسنات والسيئات التي تخامر عالمنا الحديث..
الذي يتمخض كل يوم عن جديد ..
عاشقين لتراب الأوطان .. دائبين على غرس أشجار السلام بها
فبغير السلام .. نفقد الطمأنينة ..
وبغير السلام لن تعمر في الأرض الديار...
ولن نلحق الركب الحثيث ..
وأخـــــــيراً نقـــــــول :
العاقل من وعى واتّعظ .. ومن أخذ من الأمور أوسطها ..
وما يوافق جوهر الدين وروحه ..
وتقاليد المجتمع .. وقيمه المتوارثة
وابتعد عن الأطراف .. والتطرف .. والميل كل الميل ..
وثبتت جذور مبادئه .. أمام رياح العالم الهوجاء.
( خذ من نفسك لنفسك ، وتزود من يومك لغدك ،
واغتنم عفو الزمان، وانتهز فرصة الإمكان )..
فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الحبيبة فيض:
طرحكِ.. مميز
تتهافت من ثناياه شذرات فكر مستنير،
وتستوطن دوحة اليراع الفاتن..!
من يقاوم جمال حروفكِ الجذلى يافيض؟!
ومن يعبر شعاب فكركِ دون توقف وتأمل؟!
بوركتِ ياماطرة..
ولا حرمنا الله من روائعكِ القيّمة..!
ونور وسكينة من الرحمن تغشاكِ!!
طرحكِ.. مميز
تتهافت من ثناياه شذرات فكر مستنير،
وتستوطن دوحة اليراع الفاتن..!
من يقاوم جمال حروفكِ الجذلى يافيض؟!
ومن يعبر شعاب فكركِ دون توقف وتأمل؟!
بوركتِ ياماطرة..
ولا حرمنا الله من روائعكِ القيّمة..!
ونور وسكينة من الرحمن تغشاكِ!!
تغريد حائل :الحبيبة فيض: طرحكِ.. مميز تتهافت من ثناياه شذرات فكر مستنير، وتستوطن دوحة اليراع الفاتن..! من يقاوم جمال حروفكِ الجذلى يافيض؟! ومن يعبر شعاب فكركِ دون توقف وتأمل؟! بوركتِ ياماطرة.. ولا حرمنا الله من روائعكِ القيّمة..! ونور وسكينة من الرحمن تغشاكِ!!الحبيبة فيض: طرحكِ.. مميز تتهافت من ثناياه شذرات فكر مستنير، وتستوطن دوحة اليراع الفاتن..! من...
الحبيبة تغريد :
حروفك المميزة وتعابيرك المنتقاة يتدفق زهواً بها قلمك ..!
و صدى تغريدك يتردد في القلوب ..ويستأثر بالإعجاب ..!
أشكر لك عمق تفكيرك وإحاطتك بالموضوع ..
وفهم أبعاده ...
كما أثني على جهدك وإخلاصك في العطاء والاهتمام
وما سكبته من عطر المعاني وجميل البيان
دمت أديبة الواحة وليكن لقلمك نبض جديد
وعطائي المتواضع لن يألو ولن يقصر ..
جزاك الله الجنان وأفاض عليك السكينة .
حروفك المميزة وتعابيرك المنتقاة يتدفق زهواً بها قلمك ..!
و صدى تغريدك يتردد في القلوب ..ويستأثر بالإعجاب ..!
أشكر لك عمق تفكيرك وإحاطتك بالموضوع ..
وفهم أبعاده ...
كما أثني على جهدك وإخلاصك في العطاء والاهتمام
وما سكبته من عطر المعاني وجميل البيان
دمت أديبة الواحة وليكن لقلمك نبض جديد
وعطائي المتواضع لن يألو ولن يقصر ..
جزاك الله الجنان وأفاض عليك السكينة .
يبدو أن أبعاد التغيرات لاتكاد تلامس مشاعر الأقلام
أو تثير فيها عمق التفاعل ...
ويبقى لدينا الإدراك بأهمية مسألة التغيرات والتقلبات
وتغلغلها إلى جذورنا .. وسلبياتها وإيجابياتها
وبارك الله من أدرك وتفاعل .. والعبرة بالنوع لا بالكثرة
ونعم من شارك وللجميع الشكر .
أو تثير فيها عمق التفاعل ...
ويبقى لدينا الإدراك بأهمية مسألة التغيرات والتقلبات
وتغلغلها إلى جذورنا .. وسلبياتها وإيجابياتها
وبارك الله من أدرك وتفاعل .. والعبرة بالنوع لا بالكثرة
ونعم من شارك وللجميع الشكر .
أبدعتي يافيضاً من الإبداع ..
كم راقت لي مقالتك المتكاملة الشاملة لمعضلة العصر التي لا نعرف حقاً كيف نواجهها ..
إنها تكنولوجيا ذات حدين .. وحدها اللاذع قد يكن في مجتمعنا أعمق وأكثر تأثيرا .. صحيح أن تأثيره على النشئ الجديد أشد وقعة ولكنه أيضاً أثر بشكل سلبي كبير لا يمكن تجاهله على جيل القدوة .. جيل الكبار ..
نسأل الله الثبات والعافية
عناقيد شكر لفيضنا وقد لا تكفي .. فمجهودك جبار في جميع الأقسام وإن قل التفاعل!!فالأجر على الله
كم راقت لي مقالتك المتكاملة الشاملة لمعضلة العصر التي لا نعرف حقاً كيف نواجهها ..
إنها تكنولوجيا ذات حدين .. وحدها اللاذع قد يكن في مجتمعنا أعمق وأكثر تأثيرا .. صحيح أن تأثيره على النشئ الجديد أشد وقعة ولكنه أيضاً أثر بشكل سلبي كبير لا يمكن تجاهله على جيل القدوة .. جيل الكبار ..
نسأل الله الثبات والعافية
عناقيد شكر لفيضنا وقد لا تكفي .. فمجهودك جبار في جميع الأقسام وإن قل التفاعل!!فالأجر على الله
الصفحة الأخيرة
يسعدني تقديرك للطرح بمبادرتك في المشاركة
بقلمك الواعي ، و تفاعلك الجميل ، وتعبيرك السخي ..
قلمك من القلة التي تترك أثراً ومعنى حين يخط ..
مرورك أضفى على المقالة روحاً واستوعبها بعمق
وأدرك مرماها ..
بارك الله بك وألف شكر .. ويزيد ..
وأختم : كلنا تلاميذ في مدرسة الحياة ياسناء !.