
بكل فرح الدنيا استقبلته عاش معي كالشمس المشرقة في حياتي لاتعرف الأنزواء
كان كالبدر سارياً أمامي لايعلم من أمور الدنيا سواي
كل يوم كنتُ آراه يكبرُ أمام عيني يخطو ويتعثر يبكي ويغضب
و كانت الأفكار والخواطر تتقاذفني من كل جهة ..
والأسئلةُ تُحاصرني ؟؟ أحاول أن ابتعد ولكن لاأستطيع
إلى أن جاءت اللحظات التي اكتشفتُ فيها .. أنه ليس طبيعياً
شرح الطبيب لي حالته تحدث وتحدث ولكني في عالم آخر ..
أخذت عيناي تدور مابين طفلي تارة ومستقبله تارة أخرى
فقد كشف لي الغطاء عن معاناة ليس لها حدود ولكن حاولت أن أقف من جديد
أن أبحث عن أملٍ ولو بسيط يأخذني لعالم كله أمل ..
وحتماً ستزول كل أحاسيس الوحدة القاسية , وعذابات الألم
حين يكون الله معنا .. سبحانه ماأعظمه
طفلي الحبيب ~~
سيكون القادم من الأيام , أولى خطوات التفاؤل
وأول عتبات الحياة سنخطوها معاً
سنضحك سوياً .. وسنحكي للعالم بأننا سنتجاوز الألم
اطـــــفـــال الــتــوحــــد،،،
لايفهــمون عـــالـــــــمنا...
لنـفــــهم نحن عــــالــــمهم ...
قرأتُ تلك العبارة وحاولت البحث عن عالمهم والغوص فيه ..
بالقراءة والبحث عن معهدٍ يضمهُ سجلته ودخلت معه فعلاً عالماً آخر قد لايحكي الواقع
رأيتُ أطفالاً بعمر الزهور لهم مواهب ومشاعر وقدرات مختلفة ولكنهم لوحدهم
في كل صباح حينما أدخل المعهد أشعر بألم يعتصرُ قلبي
ذلك طفلٌ يداعبُ نفسه ويضحكـ ...
وتلك فتاةٌ تحاول تسريح شعرِها ...
وهذا يحاول الاقتراب مني ولكنه يفشل فيعودُ إلى ألعابه
وتلك المعلمة تحاول أن تمّد يد المساعدة
وهذه تحاول في طفلها أن ينطق ولو بكلمات بسيطه ليفهم العالم من حوله
ورغم ذلك ...
حاولت ان أرى التوحد علي انه قدرة مختلفة وليست إعاقة
حاولت ن أري القدرات التي وهبه الله له بأنها نعمة وفضل
مضت الأيام والسنين وطفلي مازال يتعلم ولكن ببطْء شديد
تغمُرني السعادة عندما يتعلم شيئاً جديداً أحسُ بأني امتلكتُ الدنيا
كنت عندما آتي لأصطحابه للمنزل ..
يقفزُ فرحاً تنتابني لحظات يفرُ الدمع معها ~~
وكأنه يقول لي : خذيني ولاتتركيني وحيداً هنا ..
أُحدثُ نفسي ..
رحمة ربي أوسعُ من كل شئ ولن تتلبد أيامنا بالغيوم مادام أن الله معنا ...
. ففي الأزمات عبيرُ الحياة , وعند الاختبار , سنعبر لحظة الألم بمجاديف حبل الله
لنكون أقرب إلى السماء من الأرض , وإلى النور من التراب , حين تمضي بنا الدنيا
وسنحلق ياطفلي في السماء بأجنحة شفافة , وسنلبس طوقاً من الياسمين ؛ ليمتعنا بشذاه .
وولكن مازالت ...
تلك الفئة , تتطلع بكل التفاؤل إلى ما يُثلج صدرها , وإدخال السرور عليها
- لاسيما - وأنهم يحتاجون إلى الرعاية . وإلى الوقوف بجانبهم وتفهم عالمهم
وحتى تكتمل فرحتهم لابد من الدعاء لهم ..
قصتي لم تنتهي بعد فمازلتُ أعيش فصولها ..
تعجز كلماتي , وتتوارى حروفي , ويخجل قلمي أن يكتب
ففي كل يومٍ لي حكاية أسطرُ فيها تقدماً
كل يومٍ لي درس .. أتعلم منه لغة الصبر
ومضة ..
أطفال التوحد أحباب الله .. فلا تتركوهم للصمت والعزلة ..
امنحوهم فقط بعض الحبّ الذي يسكن قلوبكم فهم يستحقون منكم الكثير الكثير .
غاليتي أم رسولي ..
أطفال التوحد هم فعلاً أحباب الله حالهم
حال باقي الأطفال وقد يكونون أكثر ..
أطفال تقوقعوا في عالم خاص بهم !!
قد يكون عالماً مليئاً بالحبور والسرور!!
فهم لا يعرفون غيره ..
واليقين هو أنهم رغم مرضهم قادرون على
الإبداع ولكن بطريقتهم !!
فقط يحتاجون من يفهمهم ويشد على أياديهم
تقبلي مروري