خلق الله الحياة الدنيا لحكم عظيمه،وجعل مابها من الزينه والمتاع؛اختباراًا
للناس وامتحاناً لهم..
كما قال الله تعالى:..{ إِنَّا جَعَلْنَا مَاعَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا
لِنَبْلُوَهُمْ اَيُّهُمْ اَحْسَنُ عَمَلًا }......
وقد تنوعت نظرة الناس إلى هذه الحياة بحسب عقائدهم واتجاهاتهم ويمكن إجمال
ذلك في نظرتين:
-النظرة الصحيحة للحياة الدنيا.:
وهي التي تجعل ما في الحياة من مال وزينة وقوى مادية
وسيلة يستعان بها لعمل الآخره ويشارك الإنسان في عمارتها
والإستفادة مما سخره الله فيها بما يعين على تحقيق الغاية
من خلق الناس وينظر إليها بوصفها دار ممر ومزرعه للآخره
ومجالاً للتسابق في الخيرات،ولا ينافي ذلك التمتع بما أحل الله
له من الطيبات،والدنيا في الحقيقة لا تذم لذاتها،وإنما
يتوجه المدح والذم إلى فعل العبد فيها...
قال الله تعالى:..{ وَابْتَغِ فِيمَآ ءَاتَآكَ الله الدَّارَ الْأَخِرَةَ وَلَا تَنسَ
نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ ولَا تَبْغِ الْفَسَادَ
فِي الْأَرْضَ إِنَّ الله لَا يُحَبُّ الْمُفْسِدِينَ }......
-النظرة الفاسدة للحياة الدنيا.:
النظرة الفاسدة هي التي تجعل هذه الحياة الدنيا ومابها من متع
وملذات ومفاتن غاية يسعى إليها وتفنى الاعمار في تحصيلها،فتجد
تفكير صاحب هذه النظرة مقصوراً وعمله محصوراً في تحصيل ملذاته
العاجلةوالاستمتاع بها مع الغفلة عن الله والدار الآخرة وقد توعد الله
أصحاب هذه النظرة بالوعيد الشديد،ويشمل هذا الوعيد كل من أراد
بعمل الآخرة الحياة الدنيا وعاش بها عيشة البهائم حتى ألغى عقله
وسخر طاقته وضيع أوقاته في الأمور الفانية والإعراض عن الله والدار الآخرة
ومن امثلة هذا الصنف ماذكره الله في قصة قارون..
فقال الله تعالى:..{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُنَ الْحَيَاةَ
الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآأُتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍ عَظِيمٍ }......
فقلوب الذين يريدون الحياة الدنيا وعقولهم متعلقه بها،ومثل ذلك من ينبهر
بما عند الكفار من تقدم صناعي واقتصادي فيعجب بهم ويدعو إلى اقتفاء آثارهم
مطلقاً مع تناسي انحطاطهم الأخلاقي وسوء عاقبتهم في الآخرة،فلم يميز بين مايؤخذ
منهم ويشاركون فيه من المحاسن والمنافع ومايترك مما هم فيه من المفاسد والإنحرافات...
المصدر ..
لنرقى بالقران @lnrk_balkran
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ويجعل طرحك في ميزان حسناتك
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك ولوالدينا وللمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
اللهم امين