تابع الكثير من أطياف المجتمع
قصة الفتاة التي اطلقوا عليها الفتاة الحافية
والقليل القليل جدا من تناول الموضوع بطريقة تربوية واخلاقية وايجابية
من هنا كان انطلاق موضوعي هذا
وبداية أسأل :
لماذا تصبح افرازات المشاكل في المجتمع
اخبارا وعناوين صحفية تزيد المشاكل اشتعالا
بمعنى أن هذه الحادثة كانت نتيجة أخطاء كثيرة في المجتمع
وبدلا من وقفة جادة وعلمية وحكيمة تتناول اسباب المشكلة وكيفية علاجها
نجد ان هناك صرف كامل عن العلاج وتجيير الحادثة لصراعات بين طرفين
طرف يؤيد وطرف يعارض ....
طرف يشتم في الفتاة وطرف يشتم في الهيئة وطرف يشتم في الشباب
اضافة الى ان هناك انتهازية سيئة تحاول دائما اقتناص اي مشكلة للانتقاص
من الهيئة ......
مشكلتنا اننا ننظر الى القضية الخاصة بكل تفاصيلها التي لايحسن فيها ان نتناول
الخصوصية
ونتجاهلها كحالة وصورة مصغرة تنبىء عن خلل كبير في المجتمع .....
هذه الفتاة اعتبرها ضحية مهما كان حجم تقصيرها
نسأل الله تعالى ان يحسن حالها ويصرفها عن الشر .....
لكن هي ضحية من ؟؟!!!!
هل هي ضحية مطاردة الهيئة كماصورها تقرير صحفي بالأمس وللأسف
ام هي ضحية شباب عابث يطاردها في الطرقات ؟؟!!!
ام هي ضحية ثقافة ؟؟!!
لن نتحدث عن الفتاة فهذه قضية خاصة لابد نسلم امرها للجهات الامنية فهي التي تحقق
وتعلم كل التفاصيل ونكل امرها الى الله وندعوا لها بالهداية وحسن العاقبة
بعيدا عن التشهير الذي مارسته المواقع الالكترونية والصحف واظهار صورتها وصورة الشباب من حولها
ولقطات من المشهد
وانا اعتبر ان التصوير في مثل هذه المواقف يجب الا يكون الا من الجهات الامنية لاهداف امنية
اما تصوير الشباب والمارة وتصوير الصحفيين للفتاة فهذه انتهاك صارخ لخصوصية الاخرين
بل جريمة بحد ذاتها وتشهير
اقول لن اتحدث عن القصة كحالة خاصة فهذه لها ظروفها
بل لننظر اليها من بعد آخر يهم كل فتاة فالسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه
لتسأل كل فتاة نفسها
قبل ان تبدأ أي طريق
لتسأل عن نهاية هذا الطريق المتوقعة
حين تدخل في عالم خيالي حالم ثم ماتلبث ان تصحو على كارثة تهز كيانها من أساسه
تقودها الثقة العمياء
تغشاها سحابة التقليد
وتحيط بها ايحاءات التجربة .. جربي .... غامري ... غيري حياتك ....
تدفعها صويحبات السوء
وبينما هي في انتظار لحظات الانس والمتعة والسعادة ومرحلة جديدة تغير مرحلتها السابقة
تجد نفسها في كابوس مرعب
من ابتزاز مجرم او سقوط في قبضة الامن او ضياع عفة ونهاية حلم فتاة
او انحدار مهيييب مع مجموعة تزيدها غيا يوما بعد يوم وتجندها معهم
لتعلم كل فتاة ان السقوط لن يكون في يوم وليلة بل هو عبر مراحل
فان زلت قدمك
فاحذري
فان زلة القدم الاولى تعبر بك نصف المسافة فارجعي وراجعي نفسك
لن استعرض معك صرخات والم وحسرة الكثير من اخواتنا ممن وصلن الى مرحلة من القهر والالم
فبعضهن اليوم في عذاب نفسي بسبب خطوتها الاولى
وكم من الفتيات اليوم تفكر في الانتحار والسبب ضغط نفسي رهييب من المبتز وخوف كبير
من عاقبة الخيارات الصعبة التي وضعت نفسها فيها وقد كانت في غنى عنها
لاتغتري بأوهام المسلسلات المنحطة فان قنوات الفضاء التغريبية تغرق البيوت لتغير من ثقافته
فتغرقه بمشاهد في غاية
الرومانسية والحب والتضحية والتفاني وكلها كذب لان من يقوم بتلك الادوار هم من اشقى الناس
واكثرهم تزعزعا في حياتهم الزوجية
لاتعتقدي ان استغراقك في عالم النت سيجعلك تنتقلين اليه انما هو عالم افتراضي وابتلاء كبير
فهو كما البئر اما ان تسقطي فيه وفيه تهلكين او تشربي منه الماء العذب فترتوين ...
ليكن لك شخصية وهوية وعزة لا تكوني سهلة المنال ولا تكوني امعة
بل عليك ان تنمي من شخصيتك وتكسبيها الدراية والمعرفة وتتسلحي بالخبرة وتستفيدي
من الفاضلات والناجحات وكيف كانت الهمة عالية فرزقها الله تعالى على حسن نيتها
لاتغتري بكثرة الشر وتنوعه وكثرة وسائله وعلو صوت اهله
فانما هو شر مهما ضخمته الحناجر الكاذبة
من المؤسف ان هناك من تعتز بمطاردة الشباب لها
من المخجل ان هناك من تتجول في الاسواق وتستعرض بجهازها الجوال ولبسها غير المحتشم
وهي تظن بذلك انها شخصية ذات اهتام ومتابعة
أي متابعة هذه ؟؟!!!!
وأي شخصية مهزوزة هذه ؟؟!!!
لتفكري ... لحظة
ماالذي دعاهم لمطاردتك
هل هو رجاحة عقلك فادركوها بلباسك
هل هو طهر قلبك فعلموه بنوعية جهازك
ام انها مطاردة شهوانية للجسد
ونحن نعلم ان من يطارد الجسد فلايهمه الا الجسد
فيمضغ العلكة ويرميها بعد الفراغ منها .....
وانا اربأ بك وامثالك ان تكوني فريسة لهؤلاء الوحوش الفارغين
لا ادري كيف لفتاة في سيارتها ان تستعرض لخمسة شباب في سيارتهم
هل تريد ان تكون ضحية لهم جميعا ؟؟!!
ام تريد ان تختار منهم واحدا ؟؟!
ام ماذا تريد
هل هي تمارس هواية المطاردات
واي هواية هذه التي وقودها العرض والشرف والعزة ؟؟!!!
للأسف هناك فتيات قادتهن الغفلة المفرطة والغباء الى ان يتورطن في علاقات
محرمة مع اشباح في النت او عمالة في السوق او غيرها
فاي ضياع هذا ؟؟!!!
أشغلي نفسك بمايفيد ويمتع
وتجنبي مزالق ومنحدرات اللذائذ والشهوات
ولايقودك الهوى بل حكمي عقلك ليضبط ماتهوين
وختاما
ليتنا نتناول الحوادث بشيء من التروي والنظرة الواقعية
فهذه الحادثة للفتاة الحافية فيها درووس وعبر
تناولته مختصرا من جانبك كفتاة ومادورك
والا فالجوانب كثيرة في هذه الحادثة
فجانب الشباب الفارغ يحتاج موضوع مستقل ليعلي من مستوى الوعي لديهم
وطريقة تفكيرهم ......
وشكرا لكم ....
كاندريل @kandryl
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
مجرد وجهة نظر