نظريات تهمك.. في مجال السمنة!

علاج السمنة والنحافة

تحدث زيادة نسبة الدهون في الجسم من خلال زيادة عدد الخلايا الدهنية أو حجمها أو الاثنين معا، إلا أن نقص نسبة الدهون تتم فقط من خلال نقص في حجم الخلايا وليس في عددها. وإن الخلايا الدهنية التي توجد في جسم الإنسان عند وصوله سن البلوغ هي خلايا ثابتة وأبدية لا تنقص مدى العمر في العدد ولكنها قد تنقص في الحجم، وهناك تفاوت بين الأفراد في فاعلية هذا النقص الذي يحدث في حجم الخلايا الدهنية طبقا لما يسمى بالنقطة المبرمجة الثابتة.

نظرية النقطة المبرمجة الثابتة

إن التوازن بين الطاقة التي تدخل جسم الإنسان عند تناوله الطعام وبين الطاقة التي يصرفها عند القيام بأعماله اليومية يحدث بصورة دقيقة ومنظمة بدليل أن معظم الأفراد يحافظون على وزن ثابت تقريبا خلال مرحلة الشباب، وحسب الدراسات فإن مقدار التغير في وزن الجسم يدور حول نقطة ثابتة تقريبا هي الوزن الطبيعي لهذا الشخص والذي يدافع عنه الجسم ليبقيه ثابتا.

ومن الأدلة التي يقدمها الباحثون في مجال السمنة لدعم نظرية النقطة المبرمجة هي حقيقة أن استهلاك الشخص لمجرد 250 سعرا حراريا في اليوم الواحد سيؤدي إلى زيادة الوزن بحدود 12كغم في السنة، وبالتالي فإنه خلال عشرة سنوات من المفترض أن يزيد الوزن بمقدار 120 كغم. وبما أن هذا لا يحدث أبدا، لا بد وأن هناك آلية معينة تعمل على تنظيم وزن الجسم ضمن حدود ثابتة. ومن الأدلة الأخرى التي يقدمها الباحثون في هذا الخصوص هي الصعوبة الشديدة التي يلقاها الأفراد الذين نجحوا في إنقاص وزنهم بالاحتفاظ بهذا الوزن الجديد رغم حرصهم الشديد على عاداتهم الغذائية.

ويضيف أصحاب نظرية النقطة المبرمجة أنه إذا كان بإمكان الجسم أن ينظم درجة حرارته الداخلية ومستوى السكر في الدم ضمن حدود شبه ثابتة وهو فعلا ما يقدر عليه، فلا بد إذا أن يكون بوسعه تنظيم وزن الجسم ونسبة الدهون.

وإذا تذكرنا مركز الجوع والشهية والعوامل الكثيرة التي تؤدي إلى حفز أو كبت مراكز الشبع والجوع، وتذكرنا دور الأنزيمات في خزن أو استهلاك الدهون كمصدر للطاقة، وأضفنا لهذه العوامل الفسيولوجية عامل الوراثة ودوره في التركيب الجسماني للفرد وقابليته للسمنة فإن نظربة النقطة المبرمجة لا يمكن دحضها كليا، وبالتالي فإن هناك عوامل وظروف خاصة تؤدي إلى رفع أو خفض النقطة المبرمجة للإنسان.

وتفيد نظرية النقطة المبرمجة أن لكل إنسان نقطة مبرمجة خاصة به فيما يخص تحديد مستوى الدهون في الجسم، وهذه النقطة تبدأ عملها مبكرا وبالتحديد في مرحلة تكاثر الخلايا الدهنية في الأشهر الثلاث الأخيرة من حياة الجنين والتي يتسارع نموها في السنوات الأولى والثانية من عمر المولود، وإن الوراثة وكمية الغذاء التي يتناولها الطفل في هاتين المرحلتين هما العاملان الحاسمان في تحديد النقطة المبرمجة الأولية.

وإذا تم الإفراط في تناول الطعام في مرحلة الطفولة واستمر ذلك إلى مرحلة المراهقة التي تتميز بأنها المرحلة الأخيرة التي تتكاثر فيها الخلايا قبل وصولها لعددها النهائي والثابت فإن الخلايا الدهنية التي تتكون تكون كثيرة العدد بسبب تزايد عملية الغذاء ويكون من الصعب خفضها بعد ذلك مقارنة بالأفراد الذين يفرطون في تناول الطعام بعد اكتمال تثبيت عدد الخلايا (أي بعد سن المراهقة) حيث أنه في هذه الحالة فإن حجم الخلايا هو الذي يزداد وليس عددها.

وتكون الخلايا الدهنية عند المصابين بالسمنة عادة أكبر حجما من تلك الموجودة عند الأفراد العاديين وذلك بنسبة 40% تقريبا وذلك بسبب زيادة كمية الجليسيريدات الثلاثية المخزونة فيها. وبالمقابل، فإن الخلية الدهنية تنقص في الحجم من خلال نقص الجليسيريدات الثلاثية المخزونة فيها.

وإن وجود النقطة المبرمجة العالية في الخلية الدهنية لدى الفرد الذي كان سمينا ومن ثم قلل وزنه يُحدث ضغطا على الجسم لأن الخلية تحاول جاهدة أن تعود إلى حجمها الطبيعي الذي كانت عليه قبل فقدان الوزن، وهذا الضغط البيولوجي هو الذي يؤدي إلى عودة السمنة بسرعة للجسم بعد النقصان خصوصا إذا كان النقصان قد تم من خلال الريجيم لوحده، ولكن النشاط والحركة المقرونان بالريجيم يقللان من احتمال عودة السمنة خلال وقت قصير من خلال إحداث تغيرات فسيولوجية وكيميائية داخل الجسم.

وبما أن فقدان السمنة (الوزن الزائد من الدهن) يتم من خلال نقص في حجم الخلايا الدهنية وليس من خلال نقص في عددها فإن علاج السمنة الناجم عن زيادة عدد الخلايا يكون أصعب من علاج السمنة الناجم عن الزيادة في حجم الخلايا وحده، حيث أن عدد الخلايا الدهنية الكثير معناه تعدد مستودعات الخزن فيها والذي يعمل الجسم على ملئها وتضخيمها، وهذه هي السمنة المفرطة. وإن العوامل الوراثية مثل نوع الهيكل العظمي (نحيل/عادي/ضخم)، وكذلك سمنة الوالدين أو أحدهما إضافة إلى كمية ونوعية الغذاء في مراحل العمر الأولى هي التي تحدد ارتفاع النقطة المبرمجة الثابتة عند الأفراد وإن النشاط البدني المنتظم والقائم على أسس علمية صحيحة هو أهم عوامل خفض النقطة المبرمجة.

خسارة الدهون

ومن الاعتقادات الخاطئة أن القيام بتدريب موضعي لمنطقة معينة سيؤدي إلى خسارة الدهن من تلك المنطقة أو ذلك الجزء من الجسم الذي تم تدريبه مثل تمرينات البطن التي يتم القيام بها باستمرار للتخلص من الدهون في تلك المنطقة، وإن هذا الاعتقاد خاطئ علميا.

حيث أثبتت عدة دراسات أنه ليس هناك شيء اسمه نقصان الدهن من منطقة معينة، وإن التمرينات لم تؤدي إلى خسارة الدهن من منطقة البطن ولكن الخسارة كانت من جميع الجسم بما في ذلك البطن، على أي حال، تمرينات البطن مفيدة لتقوية الجدار البطني وزيادة صلابة عضلات البطن وبالتالي فهي تمرينات مضادة لترهل البطن وليس لسمنة البطن، وإن نفس الشيء ينطبق على تدريبات الساقين مثل رفع وخفض القدمين وثني ومد مفصل الحوض (من خلال ثني ومد الساق للخلف وللأمام) والتي يزعم البعض على أنها تمرينات تؤدي إلى خسارة الدهن من الفخذين والأرداف.

منقول.
2
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اسيرة الأمل
اسيرة الأمل
شكرا قلب الليل على الموضوع
عاشقة الغروب15
مشكووووووورة قلب الليل 000 :24: :24: