بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) 30 الأنبياء
على اختلاف التفاسير في معنى (كانتا رتقاً ففتقناهما) :
* منهم من قال ملتصقتين ففصل بينهما.
* ومنهم من قال ، جعلهما سبع سموات بعد ان كانت واحدة ، وسبعة أرضين بعد أن كانت واحدة.
* منهم من قال ، انه فتق السماء بالمطر والأرض بانبات نباتها ويؤيده سياق الآية (وجعلنا من الماء كل شيء حي..) وكذلك قوله تعالى: (والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع).. وبما أن القرآن يفسر بعضه بعضاً فأرى بأنه يحمل الرقم واحد في تفسير معنى الآية بشرط أن نجعل المعنى الأول (ملتصقتين ثم فصل بينهما) والثاني (جعلها سبع سموات وسبع أراضين) ، يمكن حدوثهما بالتزامن مع هذا الرأي ..والله أعلى وأعلم
المهم في الأمر ليس الترجيح ، بل المهم هو التالي...
أن الرتق في كافة المعاني السابقة ( ليس هو بداية ايجاد السموات والأرض) وهو ما يقوله أهل الاعجاز العلمي معتمدين في ذلك على رأي العلم الحديث في بداية الخلق...
والسؤال الآن:
كيف علينا أن نفهم بدء الخلق كمسلمين من خلال الكتاب والسنة ؟!!!
الجواب ... والله ولي التوفيق
لنعرف أولاً كيف كان الخلق ، قبل ايجاد السموات والأرض.. هل كان هناك فعلاً (سديم غازي) كما يدعي الملاحدة أنه سبب وجود كل الجمادات من كواكب ونجوم وشموس ؟! يعني خلقت نفسها والعياذ بالله تعالى ...
أم أن الوضع غير ذلك .. نهائياً ؟؟!!!
لنقرأ هذه الأدلة بتمعن :
هنا ستقرئون دليلاً يبين ما الذي كان موجوداً قبل خلق السموات والأرض
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ) 7 هود
يتبين من الآية أن الله جل في علاه .. قبل أن يخلق الأرض سبق ذلك بأن خلق عرشه على الماء ... وسياق الآية يدل على وجود العرش فوق الماء قبل خلق السموات والأرض ..والله أعلى وأعلم
وهذا دليل من السنة النبوية ....
قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، وخلق عرشه على الماء
الراوي: أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3109
خلاصة حكم المحدث: حسن
بعد ذلك ... لنتعرف على أول المخلوقات وهو القلم:
عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله من شيء القلم فقال له : اكتب ، فقال : وما أكتب يا رب ؟ قال : اكتب القدر ، قال : فجرى القلم بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة ، ثم رفع بخار الماء ففتق منه السموات
الراوي: أبو ظبيان المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/33
خلاصة حكم المحدث: أولى بالصحة
ولهذا الحديث شاهد في البخاري أن خلق القلم وما كتبه من مقادير كان بعد ايجاد العرش على الماء ..
عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم ، فقال : ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن ، فقال : ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن ، إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ، قال : ( كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السماوات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال : يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، فإذا السراب ينقطع دونها ، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم .
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7418
خلاصة حكم المحدث:
وحديث يشهد لهما من صحيح مسلم ...
كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . قال وعرشه على الماء . وفي رواية : مثله . غير أنهما لم يذكرا : وعرشه على الماء .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2653
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وبعد أن عرفنا ، كيف كان الكون قبل خلق السموات والأرض .. لنتعرف الآن من ماذا خلقت السموات والأرض ؟!
قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) 11 فصلت
ماهو هذا الدخان ؟!
من تفسير ابن كثيرلهذه الآية يتضح ما هو هذا الدخان:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان" وَهُوَ بُخَار الْمَاء الْمُتَصَاعِد مِنْهُ حِين خُلِقَتْ الْأَرْض
وهو يعني بقوله (المتصاعد منه) أي من الماء الذي كان العرش عليه ، ويشهد لذلك إخوتي الحديث السابق واكرره هنا ...
عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله من شيء القلم فقال له : اكتب ، فقال : وما أكتب يا رب ؟ قال : اكتب القدر ، قال : فجرى القلم بما هو كائن من ذلك إلى قيام الساعة ، ثم رفع بخار الماء ففتق منه السموات
الراوي: أبو ظبيان المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تاريخ الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/33
خلاصة حكم المحدث: أولى بالصحة
لم يكن هناك ماء سوى الذي خلق الله تعالى العرش عليه .. وهناك قول لابن مسعود بأن هذا البخار ناتج من تنفس ذلك الماء ... والله أعلى وأعلم
نعرج الآن على نظرية نشوء الكون:
وهي باختصار أن الكون كان (سديماً) غازياً ثم انفصلت عنه بنفسها الكواكب والاجرام ، واتفقت على نظام في الدوران حول بعضها بمجراتها ساعدت الجاذبية في تكونه....
والآن,,,أين ذكر الخالق من عدم ، في هذه التفسيرات الملحدة ؟!!!!!!
ألاترون أن حديثهم هذا يدل أن السموات والأرض على أقل الأحوال لم تخلق من عدم ... ؟!
سبحانه وتعالى عما يصفون ... هل مادة السموات والأرض كانت موجوده ولكنها مقوقعه في داخل بوتقه ثم انفجرت من الكبت مثلاً .... إنه المضحك المبكي ، مضحك لأنه مبدأ ملحد تافه ، ومبكي لأن غالب المسلمين يقولون به ... وللعلم حتى أهل الكتاب أنفسهم يؤمنون بأن السموات والأرض مخلوقه من بخار الماء المخلوق فوقه العرش وأنها كانت عدماً وأوجدها الله عز وجل ... وهؤلاء الملاحدة قد فرضوا نظرياتهم على أهل الأرض جميعهم إلا من رحم الله جل في علاه تقدس سبحانه عن اهمال خلقه فهو المتكفل بكل شئونهم ... ولا أشك أن وراء نظريات الملاحدة مساويء كبيرة على عقول اهل الارض واستيعابهم ليتم السيطرة عليهم بكل سهولة في أوقات الحسم !!!
أقرب مثال يشبه الايجاد من عدم ، هو خلق أمنا حواء عليها السلام ، فقد خلقت من ضلع أبينا آدم عليه السلام ، فهل كانت مثلاُ تحت ضلعه مخفية ثم توفرت أسباب خروجها على أرض الواقع أم أن الله تقدس في عليائه أراد خلقها وايجادها من العدم ... والسموات والأرض مخلوقتان من مادة وهي (بخار الماء) أو (الدخان) كما جاء في الآية السابق ذكرها .... وهذا يؤكد أنها كانت عدم ولم تكن شيئاً مذكورا ....وناقة صالح ليست عنا ببعيد فقد خرجت من صخرة كائن حي يأكل ويشرب بإرادة رب العالمين.....والله أعلى وأعلم
ولا زالت هناك عدة نظريات سيتم الحديث عنها ومناقشتها كل على حدة ، جميعها تثبت أن المتحكمين في زمام العلوم الفلكية هم أهل الالحاد خصوصاً ... وليس لنا سوى التسليم والانقياد لما جائنا في الوحيين...والله من وراء القصد
دنيا ماعليها حسافه @dnya_maaalyha_hsafh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️