نعمه المصــــــــيبه

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
..



إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم , وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم



قال الله تعالى :( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)


وقال : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)


و قال : ( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )


وقال: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا )


وقال رسول الله .. صلى الله عليه وسلم


( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) . رواه الترمذي وقال حديث حسن.




أكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء
لاشك أن الانسان معرض للنكبات والمصائب ، ولكنه لاينبغى أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذى ابٌتلى بتلك المصائب .
.
.
.


أجعل مصيبتك عباده ..
تصبر عليها ولو كانت عظيمه
أشكر ربك وأحمده لتلك المصيبه ..
كن مع الله في السراء والضراء ، في الشده والرخاء
فأن الله إذا أحب عبد إبتلاه






*




تأمّــل :


أحد السلف كان أقرع الرأس ، أبرص البدن ، أعمى العينين ، مشلول القدمين واليدين ، وكان يقول : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً " فَمَرّ بِهِ رجل فقال له : مِمَّ عافاك ؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول . فَمِمَّ عافاك ؟


فقال : ويحك يا رجل ! جَعَلَ لي لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، وبَدَناً على البلاء صابراً !


..


قال عليه الصلاة والسلام : (من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر) . رواه البخاري ومسلم .


..


فوائد الإبتلاء :


تكفير الذنوب ومحو السيئات .
رفع الدرجة والمنزلة في الآخرة.
الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها .
فتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله.
تقوية صلة العبد بربه.
تذكر أهل الشقاء والمحرومين والإحساس بالآمهم.
قوة الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بأنه لاينفع ولا يضر الا الله .
تذكر المآل وإبصار الدنيا على حقيقتها.


..


والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:


الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.


الثاني : موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.


الثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.


والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله


قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). رواه مسلم.


واقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً لمنزلته
أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء.
وتؤخر عقوبته في الآخره


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد) رواه مسلم.


والبلاء له صور كثيرة :


بلاء في الأهل وفى المال وفى الولد, وفى الدين , وأعظمها ما يبتلى به العبد في دينه.





ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إاذا نزل به البلاء تسخط و سب الدهر , ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.


..


• هناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة وأبصر الوعد والثواب الجزيل :


أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف ويتعامل بما يتناسب معه.


ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه و لايكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة , ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.


ثالثاً: أن يذكر مصاب الأمة الإسلامية العظيم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى انقطع به الوحي وعمت به الفتنه وتفرق بها الأصحاب " كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "


رابعاً: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "


خامساً: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به , فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.


سادساً: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء , وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .


سابعاً: أنه ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فأراد الله أن يرفع منزلته و يكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة.


ثامناً: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا , فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من غفلته ورجوعه الى الرشد.


فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة , وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة .


قال وهب بن منبه : لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء


و قال رسول الله : ( يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي


..


ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :


(1) الدعاء:


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.


(2) الصلاة:


فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.


(3) الصدقة"



(4) تلاوة القرآن:


" وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"


(5) الدعاء المأثور:


"وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون"
وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.


..


فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .
فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .
فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء
وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ،
وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا
وأنه لن يغلب عسر يُسرين .


فلا حزن يدوم ولا سرور = ولا بؤس يدوم ولا شقاء


فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن
ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل !
ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء
وفي سُمّ الحية ترياق !
وفي لدغة العقرب طرداً للسموم !




..


لك الحمدُ مهما استطالَ البلاء
ومهما اسبتدَّ الألم
لك الحمدُ أنَّ الرَّزَايا عطاء
وأنَّ المصيباتِ بعضُ الكَرَم
ألم تعطني أنت هذا الصباح ؟!
وأعطيتَني أنت هذا السَّحر؟
فهل تشكرُ الأرضُ قَطْرَ المطر ؟
وتجزعُ إن لم يجدْها الغمام ؟
شهورٌ طِوالٌ وهذي الجراح
تمِّزقُ جنبيَّ مثلَ المُدَى
ولايهدأُ الداءُ عندَ الصباح
ولايمسحُ الليلُ أوجاعَه بالرَّدَى
ولكنَّ أيوبَ إن صاحَ صاح
لك الحمدُ أن الرزي نَدى
وأن الجِراح هدايا الحبيب
أضمُّ إلى الصدر باقاتِها
هداياك مقبولةٌ هاتِها
أَشُدُّ جِراحي وأهتفُ بالعائدين
ألا فانظروا واحسدوني
فهذي هدايا حبيبي
وإن مسِّت النارُ حرَّ الجبين
توهِّمْتُها قبلةً منك مجدولهً من لهيب
لك الحمدُ يارامياً بالقدر
وياكاتباً بعد ذاك الشفاء
..


..الموضوع منقول للامانه..وجعل من كتبه يجزاه الجنه
أسأل الله رب العرش العظيم أنْ ينفعني وإياكم به
والحمدالله رب العالمين ، والصلاه والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
0
303

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️