أصحاب الخاتمة الحسنة ..
وجوههم تلألأ نوراً في حياتهم..
وعند موتهم.. وعند لقاء ربهم..
وذلك من أثر الطاعة عليهم
وصدق الله إذ قال: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)..
مما فسرت به هذه الآية قول منصور رحمه الله
إذ قال: سألت مجاهد عن قول الله (سيماهم في وجوههم) أهو أثر يكون بين عيني الرجل؟
قال مجاهد: لا ربما يكون بين عيني الرجل مثل ركبة العنز
وهو أقسى قلباً من الحجارة ولكنه نورٌ في وجوههم من الخشوع
قال سفيان الثوري رحمه الله: يصلون بالليل فإذا أصبحوا رؤيا ذلك في وجوههم..
بيانه قوله عليه الصلاة والسلام: (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) رواه مسلم وغيره.
قلت: وقال الحسن رحمه الله عن (سيماهم في وجوههم)
قال: هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة.
* *
يقول الشيخ حفظه الله:
أراني أحدهم صورة فلما نظرت إليها فإذا بها صورة لامرأة
متبرجة.. بيضاء جميلة.. كاسية عارية..
فقلت له: اتق الله ولماذا تريني هذه؟! أما خفت من الله يا عبد الله؟!
فقال لي: أريكها لأخبرك أن هذه التي ترى هي هذه!!
فنظرت إلى الصورة الأخرى فإذا بامرأة قد اسود وجهها..
والظلمة قد ظهرت على ملامحها.. وهي ميتة مقتولة بيد زوجها..
وكان آخر عملها من الدنيا كأس الخمر بيد والسيجارة بيد..
وعلمت بعد ذلك أنها إحدى المغنيات المشهورات أعاذنا الله وإياكم أجمعين..
شتان بينها.. وبين تلك الفتاة (جارتي)..
نعم إنها جارتي.. في حي الذي أعيش فيه..
أبوها نحسبه من الصالحين.. لا يترك صلاة في المسجد البتة.. ابنته في الرابعة والعشرين من عمرها..
فرحت بوظيفتها معلمة وإن كان المكان بعيد عن بيتها.. كانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة.. يذهبون سويا ويرجعون سويا..
وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله.. قالت لهم قبل شهر رمضان: (إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله فأنا أعلم العلم )..
وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها..
الشيخ: أنا أعرفها.. أنا أرى حجابها رحمها الله..
وقبل موتها.. طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه
فأخذها وكان ذلك في منتصف شهر رمضان..
وبعد الجمعة بيومين ..
في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ تخرج من بيتها صائمة وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لصلاة الفجر
وكانت تتلو القرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض
وماتت والقرآن بيدها!..
حصل الحادث المروع وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة..
ماتت في يوم الاثنين من رمضان..
وقد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!..
ماتت وقد صلت الفجر.. ولم تنم بعد صلاة الفجر بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام..
ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة..
ماتت والقرآن في يدها..
ماتت وهم يخرجونها من العربة ويقولوا الذين أخرجوها:
واللـــــــــــه أننا أخرجناها من العربة ووضعناها في الإسعاف ولم يظهر من جسدها قدر أنملة!!..
فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها تقول:
(لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد، لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد) ..
بكى الشيخ حفظه الله وهو يقول:
ماتت كما تتمنى..
كاد أبوها أن يجنّ عليها..
لما رآني وقد دخلت أعزيه احتضنني وأمام الناس بكى وأجهش بالبكاء ورفع صوته
وقال: (أبر أولادي بي هذه يا محمد)..
هنيئا لها على القرآن والبر والدعوة والصيام ورمضان.. تموت رحمها الله......
في شريط (مشاهد رأيتها من غسل الأموات لسوء الخاتمة وحسن الخاتمة)
فضيلة الشيخ محمد بقنة الشهراني

الــفـرآولــهـ @alfraolh_12
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الفراشه المبخوته
•
جزاك الله خيرا واحسن الله اليك

جــــــــــــــــــــــزاك الله خـــــــــــــــــــيرا .. وبــــــارك فيــــــك
وجعلك من عباده الصالحين
ودمتي بحفظ الرحمن
وجعلك من عباده الصالحين
ودمتي بحفظ الرحمن

الصفحة الأخيرة