نعم فقد قدمت استقالتي من المجد .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أحبابي في هذا اليوم جئتكم بخبر حزين ليس ككل الأخبار ....!!


وبعد هذا العطاء والخدمة المتواصلة اللتي بدأت قبل أنطلاق قناة المجد,,


يعلن الأستاذ اسماعيل العمري مدير برامج المجد استقالته .....!



نعلم أن الخير في الجميع ولكن العطاء يختلف من شخص لآخر وكل له جهده .,,

استاذ اسماعيل كم أتمنى أن تتراجع عن قرارك ...!!

فاسمك قد ارتسم مع القناة ...

............................................



هذه كلمته التي سجلها بهذه الماسبه....


كان قرارا صعبا .. هل هو كفقد عزيز ؟ أظن أنه أكثر من ذلك .. فكرت كثيرا .. تأملت .. أعدت النظر .. ترددت .. استشرت .. استخرت .. قررت .. توكلت على الله .. ثم أقدمت .. وما زلت أهنئ نفسي على هذه الخطوة في هذا التوقيت .. نعم استقلت من هذا الكيان الرائع .. نعم رحلت ولكن بجسدي وأما قلبي فهو معلق بين جنبات وأسوار المجد .. أحببت أن أخرج من المجد في هذا التوقيت حافظا الود للجميع .. تاركا المساحة لغيري ليبدع فيها ويعوض المجد جوانب القصور لدي .. أحببت أن أترك بصمة جيدة عند كل من عرفني وعاش معي لحظات المجد .. لا أبالغ إن قلت أنني بفضل الله كنت مثالا للنقاء والصفاء .. حملت قلبا لا يعرف حقدا أو كرها أو حسدا ..أفخر بأنني لم أتمنى يوما زوال نعمة زميل .. أفخر بأنني أحببت الجميع وأحبني الجميع ..لم أصطدم بأحد أو أنازع أحد .. لم تحدثني نفسي بأن لو كنت في منصب فلان ..لم أطلب لنفسي مالا إضافيا على قناعتي الكاملة أن ما أقدمه أستحق عليه أضعاف ما أتقاضى .. ولم أطلب منصبا أتمنى البقاء فيه ..كانت تأتيني المناصب وأنا لها كاره .. كثيرا ما طلبت من الشيخ فهد أن لا أكون مسؤولا عن أشخاص وكثيرا ما طلبت منه أن يأذن لي بالتنحي عن إدارة البرامج .. كانت إجاباته دائما بالرفض !! كثيرا ما كنت ألتمس العذر لكل من انتقدني من خارج المجد لأنه لا يعرفني وليس لديه إلا ظاهر الأمر !! لماذا ؟؟ لأنه يسمع بأنني مديرا للبرامج ويظن أنني أنا الأوحد في القرار بشأن البرامج .. لم يكن يعلم أن للمجد مديرا عاما ونواب ومساعدين كلهم يشتركون في القرار .. إن القرار لم يكن يوما لأفراد بل هو قرار لجماعة وما أنا إلا عود من حزمة .. أحمد الله أنني كنت أقول كلمة الحق لا أخشى فيها إلا الله .. عرفت عني هذه الصفة لكل من عمل معي .. لا أتوانى أبدا أن أقول أن الخطأ خطأ ولو كان على نفسي .. أيام المجد كانت أياما مليئة بالسعادة وأنت ترى ثمرة جهدك يراه الملايين من الناس .. وكنت أشعر في نفس الوقت بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي وعاتق زملائي .. وفي الوقت نفسه مقتنعا أن أي جهد وعمل لا بد وأن يخضع للنقص .
هل تتوقعون إخوتي أن ترك المجد أمر سهل خاصة وأنك مكثت فيها بضع سنين .. عشت ولادتها وانطلاقتها .. عشتها وهي تترعرع وتكبر حتى أصبحت كبيرة بكل ما فيها .. كانت جزء لا يتجزأ مني .. عشت هذا الكيان بكل تفاصيله .

تركت المجد .. مكتفيا بما قدمت فيها .. محتسبا كل تعب وجهد وسهر وعناء وغربة .. محتسبا غربتي في دبي على مدى ثلاث سنوات نقلت فيها أسرتي وأبنائي .. كانت دراسة الأبناء صعبة لاختلاف المناهج وطرق التدريس .. انتقلت لدبي لشعوري بأن المجد كانت بحاجة لي هناك .. انتقلت لأنني قد وعدت الشيخ فهد بأنني لن أرفض له طلبا مهما كانت تبعاته .

إنني متأكد أن المجد فقدت قلبا مخلصا لها .. بلا شك فقد فقدت قلبا كان قلبه على المجد .. كان يحترق لأجلها .. تحدثت عني بعض الصحف بأنني كنت سببا لعدد من الأخطاء والله وحده يعلم أنني التزمت الصمت وأنا أعلم أنني لست الشخص الذي قام بذلك وذلك دفاعا عن زملائي وقناعتي بأنني يجب أن أترك الله نصب عيني وأن أراقبه وهو كفيل بالدفاع عني .. قناعتي بأن أصلح ما بيني وبين خالقي وهو كفيل بأن يصلح ما بيني وبين الناس وهو حسبي ونعم الوكيل .. كنت أقول لزملائي العاملين إن أهم شيء يجب إدراكه في المشروع هو أهمية الإخلاص فيه وثقوا تماما بأن الله ناصركم .. لا تلتفتوا لفلان أو علان فإن الرزق عند الله وليس عند البشر .. أصدقوا مع الله وانظروا لعواقب ذلك .. بهذه النية الصادقة كان التوفيق حليفي أينما حللت وفي أي إدارة مسكت .. خرجت من المجد ولست نادما على تصرف فيها حتى استقالتي ما زلت أعتقد أنها كانت قرارا صائبا ناجحا لكلا الطرفين .

إن مما يدعوني للفخر أنني خرجت من المجد وأنا في قمة عطائي حيث كنت مديرا للبرامج ومديرا لوحدة روابي مباشر ومسؤولا عن مركز البث بدبي ومسؤولا عن شاشة المجد وكل ما يعرض فيها والبدائل لسد الثغرات إن وجدت ومسؤولا عن sms وهو محتوى الأشرطة التي تعرض في قنوات المجد وعضوا في عدد من اللجان ومسؤولا عن ردود أفعال المشاهدين وعن ملاحظاتهم واقتراحاتهم ومسؤولا ومرجعا عن رقابة ما قبل البث .. إن هذا عطاء مشرف أفخر به وأسر .

كيف أنهي مقالي هذا وأنا لم أقدم الشكر الجزيل لمن كان سببا في نجاحي ولمن كان لهم علي فضل ولمن صاحبتهم وسررت برفقتهم :

1- أشكر سعادة رئيس مجلس الإدارة والمدير العام الأستاذ / فهد الشميمري على كل شيء .. هذا الرجل لا توفيه الكلمات .. كان له فضل كبير بعد الله لما أنا فيه .. لا أنكر فضله وأدبه وتحمله لي .. استوعب الكثير من اعتراضاتي ونقدي .. قمة في الخلق والأدب وسعة الاطلاع وبعد النظر .. لا أبالغ إن قلت لم أشاهد في حياتي إلى هذه اللحظة رجلا كشخصه .. رجل سبق عصره .. رجل يبلغ من العقل ما يفوق سنة بسنوات كثيرة .. كان مدرسة بالنسبة لي تعلمت منه الكثير.. الكلمات في حقه قليلة باختصار

2- الشيخ حمد الغماس عضو مجلس الإدارة .. إذا ذكر الرجال فهو في مصافهم .. ذا عقل حكيم .. لم أسعد بالتعرف عليه إلا قليلا ووجوده في المجد يعد عنصر ثقة ومبعث سرور لمستقبل المجد

3- للشيخ علي الضحيان عضو مجلس الإدارة رجلا متواضعا حبيبا قريبا إلى القلب تألفه من أول مجلس تجلسه معه .. لا تمسك نفسك من الضحك معه .. سعدت كثيرا وتشرفت به وبمعرفته

4- الدكتور يوسف الشميمري نائب المدير العام والمدير المالي والذي ذلل لي الكثير من العقبات خلال مسيرتي في المجد ودعمني في أكثر من موقف

5- الأستاذ عادل الماجد مساعد المدير العام الذي كان سببا بعد الله في التحاقي بالمجد ما زلت أذكر اللحظة التي زرت فيها المجد لمقابلته ومازلت أذكر اللحظة التي اتصل بي فيها ليبشرني بانضمامي للمجد

6- الأستاذ ربيعان الربيعان مساعد المدير العام والذي كان سببا في ظهوري على الشاشة .. قال لي حينها : أنت وجه تلفزيوني لماذا لا تجرب نفسك ؟؟ وأخذني بيدي للأستوديو لعمل اختبار مذيع .. حينها دعمني حتى عرفني السادة المشاهدين مذيعا

7-الشيخ راشد الزهراني مساعد المدير العام مدير القناة العلمية : الحبيب لقلبي والذي تجمعني به محبة وأخوة صادقة .. كثيرا ما كنت مستشاره وكثيرا ما كان مستشاري .. أرتاح لاتصاله وللجلوس معه أشعر أنني أفهمه ويفهمني

8- الأستاذ عبدالله الباز المدير التنفيذي الذي كونت معه فريقا واحدا وكثيرا ما كانت تلتقي أفكاري بأفكاره .. أجزم أنه كان مخلصا للمشروع وعانى لأجله الكثير فتقبل الله سعيه

9- الدكتور عبدالعزيز الجمعة الذي لم أسعد بالعمل معه إلا فترة قصيرة ولكنها فترة ثرية .. لمسنا فيه معنى الإدارة بالحب والحزم .. ذكيا ومتواضعا وإداري من الطراز النادر

10- إخوتي في لجنة البرامج خالد الخلف وعبدالعزيز الدوسري وعبدالله شافي ومروان خالد وهادي الصالح لطالما اختلفنا كثيرا ونحن على طاولة الاجتماعات وربما رفعنا أصواتنا على بعض ولكننا بحق نمثل العبارة ( الاختلاف لا يفسد للود قضية ) كنا نخرج من قاعة الاجتماعات نضحك بقلوب صافية نقية

11- زملائي الأعزاء على قلبي : فهد السنيدي ومحمد المقرن ومحمد الدخيني وعبدالرحمن العمري والذين تجمعني بهم كل معاني الأخوة الصادقة .. مازالت لقاءاتنا خارج المجد هي من أجمل لحظاتي معكم .. اجتمعنا على الخير وسنستمر على ذلك .

12- برقية محبة لأخواي اللذان لم تلدهما أمي محمد الدسوقي وأحمد يونس

أقول للجميع : إنني آسف لكم جميعا إذ جاءت استقالتي مفاجأة لكم .. آسف إن كنت خذلتكم في توقيت استقالتي ولكنني أعلم أن أي مشروع لن يتوقف على شخص بعينه ولعلمي بأن المجد مليئة بالكوادر المدربة والقادة المبدعين .
أسأل الله العلي العظيم أن يكتب كل خطواتي في المجد وأن يجعل ذلك مما يسرني أن أراه يوم القيامة وأشهد الله أنني سامحت الجميع وعفوت عن كل من أساء لي أو اغتابني وكل من حاربني وكل من تكلم عني بسوء في المجد وفي خارجها .

إخوتي الكرام ما ذكرته أعلاه ليس رياء ولا سمعة ؛ أستغفر الله من ذلك .. ما ذكرته كانت تسلية لنفسي وحديثا لها ولعل ما كتبت أن يوافق قلبا صادقا فيستفيد منه .