سماحة الشيخ في بداية هذا اللقاء حدثونا عن شيء عن نعيم الجنة, وعن الطرق الموصلة إليها؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فإن الله- جل وعلا- بين في كتابه الكريم صفة الجنة, وصفة نعيمها, وصفة أهلها كما بين- سبحانه- صفة النار, وأغلالها, وأنواع شرها, وصفات أهلها, فالواجب على كل مكلف أن يحذر صفات أهل النار, وأن يجتهد في التخلق والاتصاف بصفات أهل الجنة كما يقول- جل وعلا-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(الذاريات(15-19), ويقول-سبحانه-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ(الحجر46-48) ويقول-سبحانه-: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ(الطور17-18), وقال-جل وعلا-في سورة القلم إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ(القلم34) في آيات كثيرة, فالواجب على المؤمن أن يهتم بهذا الأمر, وأن يعنى بصفات أهل الجنة وأهم شيء أداء الواجبات وترك المحارم, أهم شيء أداء الواجبات وترك المحارم, فيعتني بأداء فرائض الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله, هذا هو السبب الذي جعله الله موصلاً للجنة بفضله ورحمته- سبحانه وتعالى-, وليحذر كل الحذر من صفات أهل النار الذين بين الله حالهم في كتابه العظيم: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ(الزخرف(73-78), هذه حالهم نسأل الله العافية بينت لهم الحقيقة ودعوا إلى أسباب السعادة, وبلغتهم الرسل, وأنزل الله عليهم الكتب ولكنهم تابعوا الهوى والشيطان فندموا غاية الندامة, قال-تعالى-: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ *وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(الزمر71-73) هذه حال هؤلاء وحال هؤلاء, فجدير بالمؤمنة وجدير بالمؤمن العناية بأخلاق المؤمنين والاتصاف بصفاتهم العظيمة من توحيد الله والإخلاص له, والمحافظة على الصلاة, وأداء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت, والاجتهاد في كل خير, بر الوالدين, صلة الرحم, الإكثار من ذكر الله, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير هذا من وجوه الخير, ثم الحذر من جميع ما نهى الله عنه وأعظمها الشرك أعظم ما نهى الله عنه الشرك الأكبر, قال- جل وعلا-: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ(المائدة72), وقال-تعالى-: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء(النساء48), وقال-تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ(الزمر65-66), وقال في صفات أوليائه المؤمنين صفة عباد الرحمن: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(الفرقان63) هذه صفاة عباد الرحمنوَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(الفرقان63) هذه من صفاتهم العظيمة, فينبغي للمؤمن أن يتصف بصفات أولياء الله, وليحذر من صفات أعداء الله أينما كان, وعباد الرحمن هم المتقون, هم أولياء الله, هم المحسنون, هم الذين أطاعوا الله ورسوله واستقاموا على دينه, وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا(الفرقان63), ويقول- سبحانه في صفات عباده المتقين: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ * وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ(الطور17-28), فأنت يا عبد الله الآن في دار المهلة في دار العمل, وهكذا أنتِ يا أمة الله في دار المهلة في دار العمل, فالواجب على كل منكما تقوى الله-سبحانه وتعالى- وذلك بتوحيده والإخلاص له في جميع الأعمال الصلاة, الصوم, الصدقة, الاستغفار, الذكر الإنسان هكذا يتوجه بقلبه إلى الله, ويخلص عمله لله, إن صدق لله, إن صلى لله, إن صام فلله إلى غير ذلك كله لله كما قال- سبحانه-: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(البينة5) ويقول- سبحانه-: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ(الزمر2-3), ويقول- جل وعلا- في كتابه الكريم: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(غافر14), ومن أهم المهمات أيضاً الحذر من جميع المعاصي من الزنا, السرقة, الغش للمسلمين, الكذب, الربا, العقوق للوالدين أو أحدهما, قطيعة الرحم, الغيبة, النميمة إلى غير هذا مما حرم الله الإنسان يحاسب نفسه في أداء فرائض الله والإكثار من طاعة الله, ويحاسب نفسه في الحذر من محارم الله ومعاصيه يرجوا ثوابه ويخشى عقابه- سبحانه- نسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لكل ما يرضيه, وأن يعيذنا وجميع المسلمين من أسباب غضبه وأسباب نقمته إنه جل وعلى جواد كريم. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ على هذه التوجيه المبارك
http://www.binbaz.org.sa/mat/20369
نوره . . @norh_119
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجمعنا في جنات النعيم