بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على الهادي الأمين
وعلى آله وأزواجه وأصحابه الطاهرين الغر الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا إطيل عليكم إنه كتاب مهم جداً ويجدر بنا إقتناؤهـ ولمن لا يستطيع
يمكنه تحمبله من الشبكة العنكبوتية
إنـه كتاب
هل يـكـذب التاريخ
لمؤلفه
عبدالله بن محمد الداوود
الكتاب عبارة عن خمسة فصول من القطع الصغير يقع في 335 صفحة
تحدث في الفصل الأول أو المناقشة الأولى التي جاءت بعنوان (أرشيف قرن من الفساد) حيث جاء الحديث فيها حول قضية الاحتشام والستر كان عالمياً، حسب ما نقلته لنا وسائل الإعلام المختلفة!
الكتاب رائع بحق
صفعة جديدة يتلقاها أصحاب الانحلال والتبرج والسفور بكامل أطيافهم ؛
أذناب الغرب و أبواقهم والعلمانيون والتنويريون و .. و .. ،
بستحق
وهذهـ قراءةُ مختصرةُ له بقلم
اختكم د. غادة جزاها الله خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
انا قرأت كتاب "هل يكذب التاريخ؟؟"
كتاب جدآ رائع استفدت منه الكثير ...انا لخصت هذا الكتاب ليستفيد الجميع..
ارجوا منكم الدعوات وجزاكم الله خير...
المقدمة :-
في لحظات (الانتصار) تماما كما في لحظات (الأسى )لا وقت للتأنق في العبارات ، أكتب بين دمعة أسى على مائة عام سلفت من الإفساد المخطط له لعفاف المرأة المسلمة،وبين خفقان قلبي فرحا بمبشرات انتصار المسلمة على خطط اليهود,ومؤامرات النصارى. صار لفظ (تحرير المرأة) شعارا مزيفا ينادي به العلمانيون، مع أن غايتهم ليست (التحرير)، بل غايتهم (الاستعباد)و(السجن) فالمرأة المسلمة لم تكن مستعبدة إلا لله –عز وجل- فمن أي شيء سيحررها العلمانيون؟ بالطبع سيحررونها من العبودية لله تعالى التي هي أعلى مراتب الحرية إلى العبودية للهوى ولأصنام المادية. إن من الواجب أن يعاد لفظ (التحرير) إلى معناه الحقيقي، فالمرأة عبر قرنين من الزمن كانت ولا تزال مستعبدة لألاعيب الصهيونية ومن هنا أطالب أن تحرر المرأة من تحريرهم المزعوم ولقد أمهل التاريخ العلمانيين دهرا قبل أن يقتص منهم بفضح نواياهم التي أضمروها.ولهذا يجتهد العلمانيون في هوس مجنون لإخفاء تاريخهم من صفحات التاريخ ، ومضى قرن وآلاف الردود والمقالات،والدراسات اصطفاها الله لفضح تلك الخطط والمؤامرات فكان شرف السبق وزيادة الفضيلة للأستاذ: محمد طلعت حرب،الذي خط بقلمه أول فضيحة لألعوبة قاسم بك أمين فقد ألف ضد إفساده كتابين هما) تربية المرأة والحجاب )و( فصل الخطاب في المرأة والحجاب).وقد حرصت على أن يكون هذا الكتاب في غالبه عبارة عن مناقشات تاريخية وعقلية. وأخيرا ادعوك أيها القارئ الكريم إلى أعمال العقل فيما اجتهدت فيه وعرضه على ميزان الشرع ،فان كان خيرا فمن الله تعالى وان كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان واستغفر الله من كل زلل.
المناقشة الأولى:
أرشيف قرن من الإفساد
في هذه المناقشة سيتم استعراض سريع لتلك الألبسة التي اتسمت بالاحتشام والستر، رغم أن هنالك اختلافا في ثقافات أهلها ، وديانتهم،ومجتمعاتهم الإنسانية.ورغم أن القضية عالمية، إلا أن الذي يهمنا هو ما يخص العالم الإسلامي بالذات وبناء على هذه الأهمية ،سيتم استعراض ( سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي)الذي يمكن تقسيمه إلى أربع مراحل :
1- مرحلة التنظير. 2- مرحلة التطبيق غير الرسمية. 3- مرحلة التطبيق الرسمية. 4- التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال.
أولا: الاحتشام والستر صفة عالمية:- إن العالم منذ الحقب القديمة ، كان يسير منضبطا على وتيرة واحدة واضحة في قضية الاحتشام للبشر وللمرأة على وجه الخصوص ويؤكد ذلك :
1- الكتب السماوية:- فيها كفاية وافية لإيضاح أهمية الاحتشام ،والمطالبة بالعفاف والستر والحجاب ، حيث جعلتها من الأمور العظيمة.
2- القران الكريم:- يخبرنا أن الأصل هو احتشام المرأة في الأزمنة القديمة، فيقول عن لباس بلقيس ملكة سبأ( قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ) فقوله كشفت عن ساقيها دليل على أن ساقيها كانتا في حالة من الستر.
3- الصور التاريخية والآثار :- التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر كصورة كليوباترا أو ما نراه في صور الفراعنة المنحوتة حتى يومنا هذا تدل على الواقع المحتشم.
4- الإنتاج السينمائي :- وهو البوابة التي نطل من خلالها لرؤية الاحتشام النسائي في الحضارات التاريخية القديمة ،حيث نرى زي المرأة فيها بكامل الحشمة في جميع الأفلام التاريخية التي تحكي قصصا قديمة حدثت قبل مائتي عام.
5- الحضارات الحديثة:- مثل الحضارة الأمريكية والأوروبية ، قد أكدت ثقافتها على العفاف والحشمة ومحاربة السفور والعري، والدليل على ذلك ما نجده في أدبيات التاريخ الأمريكي القديمة بل والحديثة والأفلام الكثيرة التي تصور هيئة المرأة وهي محتشمة بلباس سابغ.
يقول الأمير علي القاضي )وكفى من تاريخ روسيا الحديث دليلا على ارتباط تقدم الأمم المادي والمعنوي بمقام المرأة فيه، فقد بقيت نساء الأشراف في روسيا متحجبات إلى بداية القرن الثامن عشر ... وإذا أريد نقلهن من مكان إلى آخر، نقلن في محفات متحجبات متبرقعات كما تنقل النساء في بلاد الهند). وبعد الثورة الفرنسية العلمانية التي حصلت عام(1789) فنشأت العلمانية على الأيدي اليهودية منذ ذلك الوقت، لتقف على رأس الفتنة وهي نائمة ، فأخذ اليهود ينسخونها ، ويوقظونها حتى استشاطت تضرب فسادا في طول العالم وعرضه فمزقوا أردية النساء ، وحاولوا إبداء الفتنة من أجسادهن، حتى يلتفت الرجال عن السعي لأعمار الحياة إلى السعي خلف الشهوات وحتى تجري المرأة لاهثة صوب تبرج الموضات اليهودية مهملة بيتها.
ثانيا: عام (1825) منعطف جديد؟
عند الحديث عن بداية التدرج الذي أصاب ملابس النساء في أنحاء العالم، وما تبعه من انحلال في أخلاق المرأة ، يدرك المتابع أن الوثائق المتوفرة تشير إلى عام (1825) في ذكر المحطات والمنعطفات التاريخية بصورة واضحة جدا بل ويتكرر ذكر هذا التاريخ أو بعده بسنوات أحصرها ما بين عام (1825-1829م) بصفته ( منعطف العبث العالمي الأول) في التاريخ المعاصر.ومنذ هذا التاريخ والعالم يتسرب إليه الفساد والتكشف، الذي يخالف طبيعة الإنسان والفطرة التي فطر الله –تعالى- الناس عليها فاستشرى الفساد في الأمم البشرية بمختلف أديانها.
يقول د. عبد الوهاب المسيري: ويمكن تقسيم هجرات أعضاء الجماعات اليهودية في العصر الحديث إلى مراحل التالية:-
(أ) لمرحلة الأولى: ابتداء من القرن السادس عشر حتى بداية القرن التاسع عشر وهي مرحلة البدايات الأولى للثورة التجارية الرأسمالية الصناعية في أوروبا.
(ب) المرحلة الثانية: من بداية القرن التاسع عشر حتى عام (1880)
(ج) المرحلة الثالثة من عام (1881) حتى عام ( 1939م):- رغم أن ما ذكره عبد
الوهاب المسيري جاء متطابقا مع هذه التواريخ إلا أن هنري فورد الملياردير الأمريكي أكد القضية في كتابه اليهودي العالمي. إن هدف اليهود هو الإفساد العالمي لكل مجتمعات الأرض بمختلف أديانهم، فهم أصل الشرور والإفساد وتسميم العقول واستغلال المناصب للوصول إلى سيادة العالم ،ثم إفساده. يتضح جليا أن عام(1925م) يصادف الاستقرار الأول للمهاجرين اليهود في أمريكا ، حيث نصبوا من المرأة تمثالا لسهامهم من أجل إفسادها، وإفساد سترها وحشمتها وحجابها للوصول إلى السيطرة على العالم ، فكانت بداية ظهور ملامح التدهور العالمي صوب الدعارة باسم الحضارة.
ثالثا:- الستر والاحتشام في العالم الإسلامي: أنها لخدعة عظمى تؤلم النفس ، وكارثة كبرى في الوعي ، أن ينخدع المسلمون بتوهم أن كشف المرأة وجهها كان هو الأصل في العالم الإسلامي ، وان انتشار التعري ، وقلة الاحتشام التي نراها في واقعنا الآن كان هو السمة الغالبة منذ مئات السنين، ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نرجعها للعقول ، وأن تكون راسخة في المفاهيم ،أنه قبل عام (1924م- 1343هـ) كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع أنحاء العالم الإسلامي ولا وجود للتبرج والتكشف الذي نراه حاليا.والحجاب السابغ كان هو الأصل عند النساء في تركيا إلى أن ألغاه اليهودي المنادي بالعلمانية مصطفى كمال أتاتورك ،في أول قراراته التي أصدرها بعد توليه السلطة.وراح العلمانيون يسمون الفساد في تركيا بغير اسمه، قائلين عنه: نهضة وتطور وحضارة ، وهذا حالهم في تزيين القبيح ، والأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف في البداية . وفي بلاد الشام كان الحجاب متناغما مع الستر المهيمن على المسلمات في العالم الإسلامي وفي لبنان أما عن المرأة المسلمة هناك ، فيقول الشيخ محمد رشيد رضا( اللبناني الأصل) متحدثا عن زيارته للبنان وأخوالها ، فكان مما قال عن حجابهن) إنما يكن مع الرجال سادلات على وجوههن النقاب الاسلامبولي الأسود ...لا سافرات) . لكن السوريين يسيرون معنا جنبا إلى جنب في الطور الذي نسير فيه ، طور السفور الفعلي الكلي الشامل). وفي ألبانيا قام الملك زوغو بنزع الحجاب عن وجوه المؤمنات باسم التمدن والحضارة ، ومن البلاء أن تحقق له ما أراد ، فكتبت عنه المجلات العلمانية معجبة بصنيعه. وفي بلاد الأفغان قامت صاخبة الجلالة (شاه خانم) ملكة الأفغان بخلع الحجاب بطلب من زوجها ، لتكون قدوة للافعانيات المسلمات. وفي بلاد المغرب يعلق مصطفى الحياة على التأثير الفرنسي في مجال اللباس بالمغرب فيقول )ظلت المرأة المغربية لعهود طويلة تعرف بزيها الأصيل والمحتشم الذي يشمل الجلباب والنقاب ولكن عندما خرج الاستعمار الفرنسي ترك نخبة تكونت بفرنسا فبقيت الحياة التنظيمية والعصرية مطبوعة بالطابع الفرنسي، فأثر ذلك على المظهر الخارجي للمرأة المغربية الذي أصبح مطبوعا بالطابع الأوروبي.وعن الكويت يقول الزعيم محمود بهجت سنان ، متحدثا عن ذكرياته فيها: ( إن المرأة الكويتية حتى سنين قلائل كانت ترتدي الجلباب عند خروجها من منزلها) وبعد استعراض هذه الوثائق المتفرقة لبعض البلدان الإسلامية ، سوف يتضح للقارئ أن جميع الصور تميزت بأمور منها:
1- أن الحجاب كان يغطي المرأة كاملة من رأسها حتى أخمص قدميها.
2- تميز حجاب المرأة في العالم الإسلامي بأنه سميك غليظ بدرجة لا يستطيع أن يميز الرائي لها كانت سمينة أو نحيفة، أو كانت كبيرة أو شابة.
3- امتاز الحجاب بالابتذال ، وعدم جذب الانتباه ، وانسلاخه من أي زينة ، أو مظهر جمال رغم أن زمانهم خلا من الافتتان بالمرأة.
4- دعى المؤلف العلماء ومن لديهم القدرة على الفتوى تذكر فتوى أسماء بنت أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- بتحريم أي لباس يشف أو يصف جسد المرأة .
سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي
(1) مرحلة التنظير ::::
::: أي نشر الأفكار من قبل بعض الكتاب حول ( إفساد المرأة المسلمة)وهناك بعض الأسماء الشهيرة التي تزعمت مرحلة التنظير وهي :
1- أحمد فارس الشدياق : وهو مدير تحرير صحيفة ( الجو ائب ) وهو تركي عثماني وهو أول من دعا إلى تحرير المرأة المسلمة وكان الأتراك هم الأولى في الدعوة إلى التحرير نظراً لاختلاطهم بالأجانب .
-2رفاعة رافع الطهطاوي : وأقام في فرنسا 5 سنوات وعاد منها منبهراً وهائماً بحب فرنسا وجريئاً في انتقاد الإسلام وشرائعه العظيمة ومن بعض أقواله " السفور والاختلاط ليس داعياً إلى الفساد ، والرقص على الطريقة الأوروبية ليس من الفسق في شيء ، بل هو أناقة وفتوة "
-3 قاسم بك أمين : رحل إلى فرنسا ليتم تعليمه هناك وانبهر بالحياة الأوروبية وألف كتاب( تحرير المرأة ) ومن بين أقواله " أكبر الأسباب في انحطاط الأمة المصرية تأخرها في الفنون الجميلة كالتمثيل والموسيقى والرقص " ومن بين أقواله " ولكن الضرر الأعظم للحجاب فوق جميع ما سبق ؛ هو أنه يحول بين المرأة واستكمال تربيتها " ومن أوائل الكتب التي هاجمت الحشمة والحجاب ، كتاب ألفه الدوق الفرنسي (داركير) هاجم فيه مصر والمصريين ، وحمل فيه على نساء مصر ، وأساء إلى الإسلام ، وانتقد الحجاب ، واعتبر قرار المسلمة في البيت تخلفا وراح يستحث النخبة المثقفة المصرية على التمرد وتغيير الأوضاع ، وعلى أثره ألف قاسم أمين كتابا سماه (المصريون) وتحدث بخضوع وانهزامية واستجداء وحاول أن يدافع فيه عن الحجاب وكان يرتجي من (داركير) أن يعتبر الإسلام في مرتبة النصرانية والمجوسية ولكن قاسم أمين بالمقابل استنكر في كتابه هذا على خطة بعض السيدات المصريات اللاتي يتشبهن بالأوربيات.
(2) مرحلة التطبيق الغير رسمية ::::
وبعد نشر الأفكار الملوثة التي نشرها متزعمو الفساد صمت المصلحون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فأصبحت تتطور إلى إجراءات وهي :-
1-إقحام العنصر النسائي :: وعلى رأسهم هدى شعراوي التي قادت ثورة في مصر بمؤازرة سعد زغلول باشا منادية بتحرير البلاد من الاحتلال الأجنبي ولكنها تحولت لثورة لتحرير المرأة من الحجاب ، وأما فضيحتها على المستوى الخارجي فارتباطها بالغرب كان هو البارز من خلال تحريكها بصفتها دمية بشرية تحركها خيوط مربوطة بأصابع خفية.
2-المساندة الصحفية :: والتي سعت لإخفاء صوت المصلحين وتشويه صورتهم وكتم أنفاسهم فتم إصدار مجلة ( السفور ) التي تزعمت الدعوة إلى نزع الحجاب وبالغت في تمجيد الغرب وحضارته ، وظلت الصحافة في هذه المرحلة تستميت في إفساد المرأة ،وانضم إليهم صحفيون آخرون أمثال الدكتور محمد حسين هيكل صاحب جريدة السياسة.
( 3 ) مرحلة التطبيق الرسمية ::::
وهي بعد استلام سعد زغلول زعامة الشعب ورئاسة الوزراء وكانت مسألة تحرير المرأة قد قطعت شوطاً ، أما سعد زغلول فقد دخل في أطوار التفرنج ولم يعد يذهب إلى المساجد إلا في المناسبات وهو خريج الأزهر الشريف ولو كان الأمر بيده لحول مصر إلى تركيا كمالية أخرى ولكن الذي حال دون ذلك نزوع المصريين إلى التدين ويمكن تلخيص هذه المرحلة في :
1- تسويق الرذيلة : وذلك بأن يكون الانحلال أمرً طبيعيا بل يفرحون بانتقال الفساد للمسلمين ومن الوسائل المتخذة لنشر الفساد : الإكثار من إظهار الصور اليهودية لممثلات هوليوود، وهي من أكثر الصور تفننا في العري والإثارة بلا منازع. ً .
2- إباحة البغاء رسمياً : وذلك حين أقدم سعد زغلول على إباحة البغاء واللواط والخمر رسمياً ، وذلك حين أصدر الرخص الرسمية بإقرار البغاء الرسمي للزانيات لكي يمارسن الفاحشة باعتبارها وظيفة رسمية .
وهنا لابد من ذكر جهود ولاة الأمور في محاربة البغاء الرسمي في المملكة المصرية حيث رفع صاحب الفضيلة الشيخ محمود أبي العيون تقريرا إلى صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء يسأله فيه بحرمة الدين والوطن أن يعمل على إلغاء البغاء الرسمي في دولة مصر الإسلامية. وقد الحق الشيخ محمود في تقريره عدة أسباب مقنعة لمنع البغاء أهمها انه:
• مفسد للأخلاق.
• مسبب للأمراض.
• مسهل لجريمة الاسترقاق.
• مروج لتجارة الرقيق الأبيض.
• معطل للزيجة.
( 4)التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال ::::
كانت نداءات أهل التحرير مفعمة بالحرص الخادع على مصالح المرأة والمطالبة المزيفة بحقوقها المسلوبة ولكن خلال وقت قصير اتضح للجميع أن القصد هو الإفساد الذي ينبع من آبار يهودية ويصل إلينا بترجمة عربية . فالصراخ العنيف ضد الحجاب والعفاف قابله مواقف مخزية إزاء إباحة البغاء رسمياً ففريق من هؤلاء المعترضين يدّعي أن البغاء شرا لا بد منه وفريق آخر يقول : ما مصير المومسات ؟! ومن أين يجلبن رزقهن ؟! وقد كان سلاح الإعلام من أشد الأسلحة التي يستخدمها اليهود وأعوانهم العلمانيين لمحاربة الإنسانية .. فما بالك حين يشترك مع سلاح الإعلام قوة أخرى:هي السلطة الرسمية::
1- إضفاء صبغة شرعية مغلوطة : كإظهار أدوار تمثيلية لزوجة نبي وهي تخالط الرجال الأجانب عنها وهذه الخيانة تشاهدها ملايين الناس يجللهم الصمت اللعين .
2- انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية : حيث بدأت تظهر المسلمات المخدوعات متبرجات سافرات فيما يشبه الدعارة والعهر ويكال إليهن المديح والثناء من قبل العلمانيين بل أخرجوا المرأة عارية تماما في أغلفة المجلات عام (1935) ومجلة (أبوللو) أخرجت أكثر من مرة صورة امرأة عارية على غلافها بصورة المفاخرة والمباهاة. .
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : فإذا ما جاء ناصح لهم وناطق بالحق واجهوه بالاستنكار والاستغراب حتى لو كان كلامه من القرآن الكريم .
المناقشة الثانية:-
ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة
بدأت العلمانية في العالم الإسلامي بدخول القائد الفرنسي (نابليون بونابرت) الذي جاء مستعمرا من (باريس) وبلمحة سريعة نجد أن رواد العلمانية والتحرر قد نالهم من باريس نصيب ،فجمال الدين الأفغاني رحل إليها ، ومحمد عبده نفي إليها ، وسعد زغلول تلقى منها بذور الإفساد وقاسم أمين درس هناك ، فقاعدة التزود بالوقود لأولئك المفسدين كانت (باريس) ، وقرحة العلمانية العالمية ظهرت من فرنسا ، حتى مسنا وأهلنا من قيحها وصديدها ، وهنا يمكن استجلاء أمور منها:
1- أطروحات العلمانيين التحررية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت ، وحتى يومنا هذا سوى تغير طفيف لمراعاة الاختلافات البيئية.
2- ولا أقول فقط : إن التاريخ يعيد نفسه ، بل أقول : زيادة على التقليد الأعمى لديهم ، وتكرارهم للأفكار العلمانية القديمة وجمودهم المثير للغثيان ،فإنهم مجرد أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم ، فتمر عبرهم الأفكار اليهودية ،لتخرج لنا أفكارا يهودية بلهجة محلية عربية.
3- العلمانيون يمارسون في العصر الحالي (دور المنافقين) في المدينة وقت النبي صلى الله عليه وسلم ، واتفاقهم الحميم مع إخوانهم اليهود من أهل المدينة ضد الإسلام ، ودفاعهم عنهم ،كما جادل كبيرهم عبد الله بن أبي سلول بشأن المدينة.
4- يقول سليمان الخراشي : ( أخذت أقارن ما أقرأه من كتابات المتحررين والمتحررات بكتاب قاسم أمين ، فاكتشفت ولست مبالغا أن القوم يصدرون عن هذا الكتاب في كل صغيرة وكبيرة ، بل إنهم لا زالوا يرددون إلى اليوم ما ردده من أفكار وأساليب ، وأحاديث موضوعة، وقصص مكذوبة ،دون زيادة أو نقصان.
أولا : أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة:- إن العلمانيين (منافقي العصر الحديث) يسعون لإفساد الأمة بكل ما أوتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف الواضحة لهم ، وان لم تكن واضحة لغيرهم.وهذه الأهداف هي نفسها التي سعوا إليها منذ دخول نابليون واحتلاله مصر عام ( 1798م) كما إنها هي نفسها التي سعى منافقوا المدينة إلى تحقيقها في عهد النبوة على صاحبها الصلاة والسلام. وفي ختام المناقشة سيتم استعراض نموذج معاصر ، توضح المناقشة فيه ملامح الخطة العلمانية بجلاء لإفساد المرأة وهو برنامج التلفزيوني الشهير ( ستار أكاديمي) وهذه بعض الأهداف العلمانية.
1- إقصاء الدين عن الحياة : واستبشاع الرجوع إليه والتذمر والاشمئزاز من التحاكم له في شؤؤن الحياة ، وهو من الكفر البواح.
2- إسقاط العلماء والدعاة وتدمير القدوات الحقيقيين واختراق جدار الهيبة والاحترام الموجود في نفوس الناس لهؤلاء الصالحين والاقتداء بهم.
3- إشاعة الفاحشة في الذين امنوا باسم ( حرية الفكر) أو باسم التجديد والتطور وكأن في هذا مسوغا للطرح الجنسي ومما يدخل تحت إشاعة الفاحشة مفردات كثيرة ابتداء بالعبث بالملابس النساء مرورا بقتل الغيرة في نفوس الناس.
4- الوصول إلى مراكز النفوذ ويدخل في ذلك السيطرة على جميع وسائل الإعلام لنشر أفكارهم وللحرب على من يقف في وجوههم.
5- تغييب عقيدة الولاء والبراء وطرح فكرة التسامح الديني والتقارب وعدم النفور ورفض وصف الكافر بوصفه الحقيقي الذي وصفه الله تعالى به ، فكلمة ( كافر) بشعة شنيعة مرفوضة لديهم فيستعملون بدلا عنها( غير المسلم)
6- إشغال المسلمين عن هموم الأمة وهو هدف أصيل لليهود ، جاء العلمانيون لتحقيقه في أمتنا ، فقد جاء في البروتوكول الثالث عشر ( سنلهيها أيضا بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معه.
7- تشويه صورة الدولة العثمانية وتسمية حكمها ظلما ( بالاستعمار العثماني) وتعمد إخفاء تاريخها المشرق.
8- إفقار العالم الإسلامي بالرغم من أنه يحوي جميع مقومات الثراء وينطوي تحت ذلك إرهاق
المجتمعات المسلمة بأسلوب التقسيط ، والإنهاك الاقتصادي المؤجل.
9- تجهيل الشعوب المسلمة بكل أنواع الجهل ، وإضعاف النهضة العلمية والأدبية .
10- مهاجمة اللغة العربية الفصحى والدعوة للحديث بالعامية.
11- إفساد المرأة كمدخل لإفساد الأمة وفي هذه المناقشة سيتم التركيز على هذا الهدف بالذات.
ثانيا : منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة: يتبع العلمانيون منهجا واحدا لم يتغير عبر مائتي عام ، من أجل إفساد المرأة ويمكن تلخيص ملامح هذا المنهج في النقاط التالية:
1- التطبيع :- أي جعل الفساد عند الناس أمرا ( طبيعيا ) وكمدخل غير مباشر للغزو الفكري اليهودي ،يتم طرح مجموعة من الأفكار والمقالات الصحفية ونشر بعض الكتب والقصص والروايات والتي تتحدث جميعها عن موضوعات لها ارتباط بقضية إفساد المرأة حتى يبدأ عامة الناس بقبول تلك الأفكار ومن القضايا التي تناولها العلمانيون ما يلي :
( أ) الاختلاط: يقول برتراند رسل ( إن الفضيلة التي تستند إلى الجهل لا قيمة لها وان الفتيات لهن نفس الحق في المعرفة الجنسية كالفتيان. وينطوي تحت ما سبق الدعوة للتعليم المختلط منذ الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر وإزالة الشكوك والنظرة الجنسية الموهومة على حد زعمهم ، ومن تجميل وجه الاختلاط القبيح تحت أسماء زئبقية ، إطلاق اسم ( الملاك الطائر ) على المرأة عندما تكون (خادمة) في الطائرة أو ( ملاك الرحمة) للمرأة حينما تكون في المستشفى ويبخسون الأم (ربة المنزل) المصطلح نفسه عندما تكون (خادمة) في بيتها فلا يطلقون عليها اسم ( الملاك المنزلي ) في حين أن المرأة في بيتها تقوم بصنيع الخادمة في الطائرة.
(ب) إظهار الألبسة العارية على أنها رقي: ابتدأت الدعاية للألبسة العارية والصرخات الأوروبية في المجلات والصحف العربية منذ (1925) أي بعد سقوط الخلافة العثمانية بسنة واحدة فقط وقد ظهرت كثيفة بصورة لم تسبق هذا التاريخ وكان ظهورها جريئا في خلاعته بل أسرفت الصحف في الثناء على الرقصات والاختلاط والفن والتهتك وحين يغيب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن طرق الضغط وإجبار المجتمع المسلم على الفساد ، ما يتم ممارسته مؤخرا بإتخام الأسواق وملئها بأصناف الألبسة الغربية المنافية للدين والحشمة والعفاف ، فيجبرون النساء على ارتدائها لعدم توافر البديل الساتر العفيف .
(ج) إبراز أهل الفن ما بين (ممثلين ، مغنين ، راقصين ، لاعبي الكرة ) على أنهم قدوات فيبرز العلمانيون تفاصيل حياتهم وجدولهم اليومي فأصبح المعروف منهم أكثر مما يعرفه المجتمع عن الأنبياء عليهم السلام أو العلماء أو المجاهدين ، فإذا ما تاب الفنانون وتركوا الفن ورجعوا إلى الله سبحانه وتعالى ، أقلقت العلمانيين هذه الظاهرة ، وفزعوا منها ، فانقلبوا على الفنانات التائبات بالشتيمة والحرب والتشنيع عليهن والكذب والافتراء بالإشاعات والأمثلة أكثر من أن تحصى .
(د) تعظيم الغرب وأهله ، وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى ، والعلمانيون لا يعظمون المظاهر الحسنة التي امتاز بها الغرب كتعظيم الاختراعات والعلوم الطبية ، بل يبتدئ تعظيمهم بالإشارة العجلى الخاطفة إلى حضارة الغرب وتقدمهم ثم يركزون أحاديثهم وجميع إنتاجهم على ما يريدون من فساد وينتهي بهم الحديث عند تلميع الفنانين والراقصين ومن هنا يصنعون القدوات للمجتمع ، فيتعاطون مع محاسن الغرب ، كالصناعة ، والطب ، والصعود للفضاء بالخرس المزمن .
(هـ ) استمراء التفحش بتعويد الناس على أظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن (بطابع علمي) ، أنفاس الجنس فيها تهمس للمراهقين بالذات أو الأفلام الكوميدية ، أو دعاية تجارية سائرين على قاعدة (جل من لا يسهو) . ومن الأساليب الخادعة لنشر التفسخ والفاحشة في المجتمع ، أن يخصص العلمانيون الصفحات الكاملة للحديث عن مشاكل المرأة الجنسية في ( المخدع الزوجي ) بالتفصيل المثير للغرائز ، وهذه الخطة يهودية الفكرة والمنشأ والتصدير فقد جاء في بروتوكولاتهم للسيطرة على العالم (وقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدبا مريضا قذرا يغثى النفوس ) . وتحسين العلاقات المحرمة ، حتى يصلوا إلى تسويغها في النفوس ، فراحوا يبعدون الشباب عن الزواج ، بكل ما في وسعهم وينادون بإلحاح على تأخير وقت الزواج للفتاة بالذات ، ويبررون ذالك بأن في زواجها ظلما للأولاد الصغار ، وأنه من أسباب الطلاق ، بينما يدفعونها بقوة من خلال أفلامهم وأغانيهم إلى تكوين علاقات الحب بينها وبين شاب .
2- استغلال الدين : لعلم المفسدين أن للدين أثر على الناس ، حرصوا أن يركبوا موجته ، ويقولوا (قولا حقا ) ليصلوا به إلى (الباطل) فتراهم ينهجون منهج ( العرض الديني) في أطروحاتهم بإفساد المرأة ، هذا النهج قديم كشفه الله عز وجل في قوله ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) فيفضح الله سبحانه وتعالى طريقتهم في الإفساد ، والعبارات المقدسة للاحتيال والتلبيس ، ومن أمثلة ذلك :
(أ) اللأستدلال بالأقوال الشاذة : فمن الخطط القديمة للعلمانيين ( البحث عن الشذوذ لتأصيل القاعدة) ، فهم يتجاهلون سيرة جميع الصحابيات رضي الله عنهن وما فيه من مواقف العفاف والتمسك بالدين والصلاة والعبادات ، ثم يتحدثون عن أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها بالذات.وذهبوا يستدلون( بمعركة الجمل) وأن أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تقود المعركة ، يفترون كذبا إنها كانت بلا حجاب أو أنها تختلط بالرجال وتقود المعارك وأستطيع الجزم انه لولا هذه القصة لما تذكروا أمنا عائشة رضي الله عنها بل نالها الإهمال .
(ب) ادعاؤهم الفهم الصحيح للدين: غالبا ما يزعم العلمانيون أنهم ( الوحيدون) الذين يفهمون عمق الإسلام ، وروحه , وسماحته، ويهاجمون التفسيرات الصحيحة لأحكام الإسلام.
(ج) التمسح بالدين: لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة ، بالتأكيد على أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية ، ودون المساس بها ، وكثيرا ما تسمع أمثال هذه العبارات : ( فيما لا يخالف الدين )، أو ( في ظل عقيدتنا السمحة )، وذلك كله لا يجاوز حناجرهم ، بينما فكرهم وسلوكهم يعارض ذلك تماما.
(د) التأكيد على الخلاف الفقهي: القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقط هي القضايا التي يفقهون خلافها الفقهي ،وهي الوحيدة التي تجترها ألسنتهم ، كالحجاب ، والاختلاط ، والغناء ، وغيرها مما يمتلأ بها أنتاجهم ، وهم يتميزون في هذا الشأن بأمور :
• تراهم محيطين بالأقوال الشهيرة في قضايا التي يكثرون الطنين حولها ، وهم أجهل الخلق في بقية القضايا المختلفة فيها ،فأحكام الحجاب والاختلاط معروفة، ولا يعرفون كيف صلى النبي –عليه الصلاة والسلام
• حينما يحدثونك عن الخلاف الفقهي ، لا تراهم يبحثون عن الراجح والأقرب للأدلة والإجماع .. كلا . بل يبحثون عن الأقرب لهواهم ولإفسادهم.
3- احتواء الأقلام النسائية ، وأسيرات الشهرة ، والمتهالكات على الظهور الإعلامي : ذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي تستميل الأنثى ، كالمال أو الشهرة ،أو المقايضة بتسهيل أمورهن ، فيكون الانسياق منهن خلف آراء العلمانيين، ثم يجعلونهن ينقلن الأفكار العلمانية إما ( بالإيحاء ) أو بالأسلوب المباشر فيصلون في النهاية لاستعمالهن في الإعلام والإغواء .
4- ادعاء نصرة المرأة : ( أ) استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة ، وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية : تبتعد العلمانية وأهلها عن المطالبة بحقوق المرأة المسلوبة ، ومظالمها الحقيقية ، وان حصل وتحدثوا في حق صحيح ومشروع ظلمت فيه المرأة ، فإنهم لا يطرقونه إلا لتوظيفه وربطه بمشروع تخريبي مفسد.وهذه بعض الأمثلة التي يأتونها بالمبررات البريئة الطاهرة للغايات العلمانية المفسدة :
• كما في كل المجتمعات البشرية يوجد في مجتمعنا تعامل ظالم من بعض الأزواج تجاه زوجاتهم وهذا لا يقره الإسلام ، أو العقل الرشيد ، ومثل هذه الحوادث يتسارع لها العلمانيون لنشرها ، وإعادتها ، وترديدها بكثافة ، ليس لإنصاف هذه المرأة المظلومة ، ولكن لدمج مثل هذه الحوادث مع أفكارهم فيطالبون بخروج المرأة ونشوزها على زوجها وعلى إلغاء ( قوامة الزوج).
• مهاجمة ( تعدد الزوجات ) مستغلين سوء تعامل بعض المعددين مع زوجاتهم ، فيزخرفون تلك المهاجمة بالتصوير الدقيق لما أساء فيه المعدد مع زوجاته ، ويطلبون في انتقاد ظلمه لها بتفصيل يدعو للتقزز ، ليس من أجل الدفاع عن الزوجة المظلومة بل من أجل أن يحاربوا التعدد تبعا لذلك ، فالتعدد هو عدوهم اللدود .
(ب( إقحام الحديث عن( الأم والأخت ): عند الدخول مع العلمانيين في النقاش حول الاختلاط ، أو الحجاب ، يمارسون الاحتيال والتلبيس وغالبا ما يكون ذلك ( السياق المملول) ، هو قولهم : إن المرأة هي الأم التي أنجبتنا لينتقل إلى الاتهام (بأنكم) حين تتحدثون عن المرأة بطريقتكم ،فإنكم تسيئون إلى أمهاتكم ، وأخواتكم ، وزوجاتكم . ومن هنا يقع المحاور معهم في تيه وتفكك ، ثم يجد نفسه في مكان لم يأت إليه ، فتضيع أطراف القضية.
(5) التشكيك في الحجاب: إن الحجاب لدى العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة ، وهو مصدر الرعب لقلوبهم ، ولا ينتهي العجب من انفعالهم ، وشدة حنقهم وغيظهم منه وهم على يقين أنهم حين يكسرون هذا المفصل وينالون منه يسهل عليهم النجاح في تحقيق بقية إفسادهم لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شريعته أولا ثم في مناسبته لهذا العصر ثانيا فيرتدون قفاز الطهارة ،ويتباكون حينها على تضييع الإسلام ، ويكذبون على أحكامه ، ليوهموا المسلمين بأمور : إن الحجاب ليس من الدين أصلا ، وإنما هو لباس اجتماعي وموروث عن الأجداد . لا يوجد في الأدلة الشرعية دليل يوجب الحجاب ،فمن الفاسقات من تلبس الحجاب ، ومن العفيفات الطاهرات من لا تلبس الحجاب ،( كم من متحجبة وهي سيئة ، وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات ) ثم يأخذون في الغمز واللمز للمحجبات بمثل هذه الدعوى لتنفيرهن من حجابهن . والعلمانيون أيضا يحرصون حين يطالبون بنزع الحجاب إن تكون حججهم بالآيات النبوية ولا يأتون ( باستدلالات طبية ) لأن الطب يخذلهم في ذلك ، ولا يستدلون (بالتاريخ ) لأنه لا يدعم هذا التكشف ، فالدول الإسلامية التي سارت على طريق التحرر من الإسلام ،تقدم نموذجا سيئا للمطالبين بالتحرر ،لأن نتائج التحرر ضدهم ، فلم يكن من طريق لهم إلا ذكر الآيات والأحاديث بفهمهم الخاطئ ، وليس بمقصود الله سبحانه وتعالى وإيهام الناس بأن هذا الفهم هو الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
*مثال تطبيقي : برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني : من قاموس التحرير وتغريب المرأة برنامج إعلامي خرج مؤخرا ، يسمى (ستار أكاديمي) ، وهو أشبه بالنموذج صغير ، للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة في إنتاجهم المقروء ، والمسموع ، والمرئي ،حتى إن رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون قد أثنى على هذا البرنامج ، وقال ( هذا هو الإسلام الذي نريده) ورغم المكاسب المادية الكبيرة التي حققها البرنامج إلا أن هذا لا ينفي أن للبرنامج أهدافا أخرى ، تم تحقيقها غير الربح المادي ومنها:
1- استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس .
2- انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله .
3- إشغال شباب الأمة بالتوافه ، عن القضايا المهمة وقضايا الساعة فهم في عزلة تامة.
4- إزالة الفوارق الدينية وقتل الولاء والبراءة سواء بين المشاركين أو المدربين .
5- على الرغم من وجود مسلمين داخل البرنامج ، إلا أنه لا يوجد ذكر للدين ،فهو مغيب تمام .فقد تم إقصاؤه من تفاصيل الحياة.
6- الاختلاط هو الأصل مع محاولة خداع المشاهدين بان معيشة الشبان والفتيات بهذا الاختلاط البشع هو اختلاط بريء .
7- تلميع نجوم البرنامج ، ليكونوا قدوات مستقبلا ، فأنموذج التفاهة هو المؤهل علمانيا للاقتداء .
8- تلميع نجوم البرنامج ، ليكونوا قدوات مستقبلا ،
9- ترويج الفن والغناء والتمثيل وبالمقابل لا يهتم البرنامج برعاية المواهب التي تعود على المجتمع بالنفع.
*تعظيم شأن الغرب بأمور:
(أ) فكرة البرنامج منقولة من الغرب جملة وتفصيلا.
(ب) نمط الألبسة جميعها من إنتاج الغرب. (ج) نمط المعيشة غربي في التصرفات وفي الأدوات وفي المسكن .
(د)نمط الديانة غربي والقناة التي تبث البرنامج مسيحية نصرانية.
المناقشة الثالثة :
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
تمهيد:
ما أشبه الليلة بالبارحة، قبل أكثر من مائة عام أثار متزعمو إفساد المرأة قضايا حساسة وجاذبة للمرأة؛ كنزع الحجاب، والمساواة، وعمل المرأة، والاختلاط، والسفور، وحقوق افترضوها، وزعموا أنها حقوقاً مسلوبة لا بد أن تنتزعها المرأة. أثاروا هذه القضايا تحت غطاء من الدين، ثم خلعوا عنهم هذا الغطاء، ونجح اليهود إلى حد بعيد في استخدام هؤلاء المفسدين من المسلمين من تقويض مكانة المرأة المسلمة في كثير من البلدان الإسلامية، واليوم يعيد علمانيو هذا العصر طرح هذه القضايا بالسيناريو نفسه، والملامح نفسها، وأكثر ما يلفت الانتباه حول طريقة طرح العلمانيين لتلك القضايا؛ أنه طرح مكرور، وفي هذه المناقشة، فأعرض لجملة من أبرز تلك القضايا؛ وهي: الحجاب، والمساواة، والاختلاط، وعمل المرأة، وأخص بالعرض قضية خامسة ظهرت في المجتمع السعودي؛ وهي قيادة المرأة للسيارة، وسأعرض لتلك القضايا من طريقين: الأول: إظهار مبرراتهم التي يحتالون بها على عامة الناس، ثم أرد عليها ردوداً عقلية وشرعية.
القضية الأولى: الحجاب
الحجاب عبادة من رب الأرباب، وميسم يذيق العلمانيين العذاب، فكلما رأوه يعلو وينتشر في بلد صرخوا، ونخروا، وولولوا، وزمجروا من شدة رعبهم واستيائهم منه، فهو راية المسلمين في معركتهم ضد العلمانيين، ومتى بقي الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات في بلد ما فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية، ومتى ما تحقق لهم ما أرادوا من نزع الحجاب، هان أمامهم ما أرادوه من إفساد، لذا تجد العلمانيين يسعون باستماتة في مناقشة موضوع الحجاب، وبالطريقة المكررة التي يمارسونها؛ حيث يتناولون قضية الحجاب بالتشكيك في مشروعيته، والبحث عن الآراء الفقهية الشاذة، التي تبيح كشف الوجه، ويحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يوهموا الناس بأنّ الحجاب هو ما استدار حول وجه المرأة، وليس تغطية الوجه، وقد نجحوا فعلا في غالب بلاد المسلمين بنشر هذا التصور الخاطئ، وأسوق هنا مجموعة من النقاط، طامحاً أن أقدم فيها جديداً للقارئ، نقاطاً ربما تخفى على الكثير في زماننا، وهي كالتالي:
1ـ يزعم كثير من الكتّاب أن هيئة الحجاب الشرعي، لا تشمل تغطية الوجه، وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه، هم من المتشددين من علماء الحنابلة النجديين فقط،بينما أكثر من (66) كتاباً لعلماء من شتى أنحاء العالم الإسلامي؛ من مصر، وتركيا، والعراق، وسوريا، والمغرب، والحجاز، وقطر، ونيجيريا، والهند، وباكستان، واليمن، وتونس، وموريتانيا، والجزائر، وعلماء السند، وغيرهم، جميع هؤلاء يقولون (بوجوب تغطية المرأة لوجهها)، والعلماء الذين لا يقولون
بوجوب التغطية، يقولون: إن تغطية المرأة لوجهها؛ هو المستحب والأولى والأفضل.
2ـ يلهج العلمانيون بالحديث حول استنكار حكم (تغطية المرأة لوجهها) استنكاراً دينياً
شرعياً، وتتوهم من حماسهم المتوهج أنّ (ارتداء الحجاب)، هو المعصية الكبرى في الدين،فيقودك التوهم إلى أنّ العلمانيين ربما يعانون من (إفراط في التقوى)، و(إسراف في الورع)، ولكن المفاجأة أن انفعالهم أمام الحجاب يقابله (صدودهم النافر) عن الحديث ولو بكلمة واحدة عن (الحرام الواضح)، الذي تظهر فيه السيقان، والشعر، والصدور، والنحور ولم نعد نبصر من يلتزم
بهذا الحجاب المستتر كاملاً إلا في جزيرة العرب، ومناطق قليلة في العالم الإسلامي .
ولم يتبرعوا بأي برنامج، أو كتاب، أو إنتاج إعلامي يستنكرون الحرام، أو ينصحون النساء العاصيات؛ فالعلمانيون المفسدون يبحثون عن الأمور المستحبة لمهاجمتها وإبعاد الناس عنها، ويتركون الحديث عن المحرمات والكبائر التي يشيعونها في الإعلام والمجتمعات.
3ـ ونراهم حين يحاربون الحجاب والستر، يتسترون بشعارات براقة: (كالحرية الشخصية)، و(التعددية)، و(الديمقراطية)، أو (الخلاف الفقهي)، وحينما نتتبع سيرتهم نجدهم يعلنونها حرباً شرسة على الحجاب في ندواتهم، وإنتاجهم الإعلامي، ومنتدياتهم، ونفوذهم الوظيفي، وقراراتهم حين يصلون للحكم، بصورة تدوس أبسط قواعد الحرية والتعددية، تلك الشعارات التي كانوا ينادون بها.
4ـ يعرف العلمانيون التفاصيل الخاصة بأقوال الفقهاء في مسألة (تغطية الوجه للمرأة)، وربما بعضهم يعرف الفقهاء الذين أباحوا كشف الوجه، ولكنك تتفاجأ بأنهم لا يعرفون في أحكام الفقه غيرها، فلو سألتهم عن الأحكام الخاصة بالمرأة، كالحيض والنفاس، أو أركان الصلاة، وشروط الوضوء، أو في الصلاة منفرداً خلف الصف؟ لوجدتهم لا يكادون يفقهون حديثاً، وذلك لأنهم أخذوا من الفقه الشرعي ما يغلفون به قرائحهم الجامدة ليفتنوا به الناس.
5ـ لو صدقنا مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسألة الحجاب الشرعي ـ كما يزعمون ـ فإن هنالك ما يدعو إلى عدم تصديقهم، وهو إنتاجهم الإعلامي، حيث نرى قنواتهم التي يملكونها، ويتربعون عن كرسي القرار فيها، لا تظهر المرأة فيها متحجبة، ولا شبه متحجبة، بل يقومون بإخراج المرأة في وضع حرام متفق عليه، ولا يوجد عالم على وجه الأرض، أو في بطنها يقول بجوازه وإباحته، والأدهى والأنكى أنهم يمنعون أي محجبة من الظهور، ويحاربون خروجها على الشاشة، فتحال ـ أحياناً ـ إلى قسم الإذاعة الصوتية، تلافياً لخروجها متحجبة.
6ـ مما يزيد المعضلة اشتداداً، أن يقف في صفهم مفكرون، وكتاب محسوبون على الفكر الإسلامي، والأكثر إيلاماً، أن ينخدع بهذه الدعوة بعض علماء المسلمين، وطلبة العلم اندفاعاً عجيباً، تحس فيه بالوهن، والتخاذل، والانهزام، والخجل الذميم الذي يمنع من التفاخر بالدين، وكأن قضية الحجاب منقصة في ديننا، وأن تغطية الوجه قباحاً يستحيون منها، وتخلف ينفونه عنهم؛ لأنه لا يليق في عصر التحضر والمدنية فصار الناس للأسف يعتقدون أنّ العلمانيين على صواب في تلبيسهم، وخداعهم، وفهمهم لصورة الحجاب الخاطئ المنتشر في زماننا الشاذ، بينما حقيقة الأمر أننا نحن الذين نعيش في حالة الشذوذ،فالحجاب الذي بدأ يعود بصورته الرائعة المحتشمة، هو من إعادة الحق إلى نصابه، فالروايات التاريخية لحال البلاد الإسلامية،وأحاديث كبار السن الذين عاصروا نهاية الحجاب، وبداية السفور، كل ذلك يؤكد أن المرأة المسلمة تركت حجابها الساتر لوجهها، ولسائر جسدها خلال ما يقارب السبعين سنة الماضية فقط،
7ـ سلوك متكرر من العلمانيين وأتباعهم من المطالبين بتحرير المرأة، وهو أنهم بالرغم من حماسهم العنيف لنزع الحجاب، إلا أن الأغلب منهم لا يسمحون بخروج نسائهم سافرات،وأول مثال على ذلك هو زعيمهم قاسم أمين، فقد كانت زوجته محجبة حجاباً كاملاً، ولم تكن تخرج لتقابل الضيوف الرجال.
ويذكر الطفلان (أي مصطفى أمين نفسه وأخاه علي أمين) بعد وفاة قاسم أمين بعشر سنوات، أن زوجته كانت تأتي بين وقت وآخر لزيارة صفية زغلول، فلا تكشف وجهها أمامهما، بل إنها إذا تناولت الغداء مع صفية، كانت تعد لهما مائدة في غرفة أخرى، وتناول سعداً الطعام وحده، ذلك أن قاسم أمين الرجل الذي دعا المرأة المصرية إلى نزع الحجاب فشل في إقناع زوجته بأن تنزع حجابها، وظلت متمسكة بوضع الحجاب على وجهها.
8ـ مما يؤكد أن الاحتشام فطرة بشرية، وسمة عالمية، تنزع إليها بنات حواء؛ أن
التحول الذي حصل نحو السفور لم يكن بمبادرة منهن، أو من أهلهن، أو حتى من مجتمعاتهن، بل كان خلع الحجاب، والانحدار نحو السفور، يتم بإرادة سياسة، وقوة سلطانية من أمراء وملوك العصور المتأخرة، سواء كان ذلك في البلدان الإسلامية، أو البلدان الكافرة.
ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء، تزامنت الدعوة لخلع الحجاب، مع وجود المحتل الأجنبي أو مندوبيه، وحاولوا تصويره بتشبيهات توحي بالتبشيع والتقبيح:
1ـ فعن أثر الاستعمار في العراق على قضية خلع الحجاب،ذكر الأستاذ أنور الجندي أن حركة السفور في العراق تأخرت (حتى عام 1921) عندما حمل الإنجليز لواءها على يد الإنجليزية (ألمس كلي)، حيث أسست أول مدرسة للبنات 19/1/1920م احتفل بها العميد البريطاني(
2ـ أما ما يخص مصر، فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني عام (1882م)، صدر كتاب (المرأة في الشرق)، وكان مؤلفه مسيحياً مصرياً ، وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجاباً للعقل، وفي عام (1893م) صدر كتاب آخر لمناهضة الحجاب، كان من تأليف كاتب فرنسي، يدعى (ألكونت داركور)، وقد هاجم فيه المثقفين المصريين لقبولهم الحجاب، وصمتهم عليه، وفي عام (1899م) صدر كتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين، الذي دعا فيه إلى سفور وجه المرأة، ورفع النقاب عنه؛ لأنه ليس من الإسلام في شيء، وقد حظي الكتاب رغم الهجوم عليه من عامة المصريين بتأييد عدد من الزعماء والمفكرين المصريين؛ من بينهم أحمد لطفي السيد، والزعيم سعد زغلول، وكان من بين المعارضين للكتاب الزعيم مصطفى كامل، الذي وصف كتاب (تحرير المرأة) بأنه مهين لها، وبأنه يروج للبريطانيين.
3ـ وأما ما يخص تركيا، فحينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة عام (1924م) أصدر في أول قراراته التي أصدرها (إلغاء الحجاب)، ولعل الغرابة لا تنقضي من العجلة والسرعة في اتخاذ مثل هذا القرار في ظروف تأسيس الدولة الأولى.
4ـ وأما ما يخص الجزائر، فالاحتلال الفرنسي تعامل مع الحجاب بطريقة الإقصاء، والضرب بعنف وشراسة مستميتة، وخلعه بقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات.
5ـ أما تونس ففي عام (1929م)، حين كانت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، دخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ بالسياسة، ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيبة المنشاري، اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة، فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات، ونددت بالحجاب، ولثاني مرة في تونس جرؤت امرأة مسلمة على الوقوف أمام الجمهور ومخاطبته سافرة، مما أحدث رجة في القاعة، فصفق لها المعجبون، وعبس المستنكرون، وكان الجمهور خليطاً من الفرنسيين والتونسيين، وقد اعتلى عدد منهم المنصة، وتكلموا إما للترحيب بالمحاضرة السيدة حبيبة المنشاري،أو إبداء الإعجاب بآرائها.
6- ومما يعضد ارتباط الاحتلال بنزع الحجاب، أن أحد بنود المعونة الأمريكية لأحد البلدان العربية، تمويل بث نسخة عربية من برنامج الأطفال الأمريكي (شارع السمسم)، لتربية الأطفال على أنه لا فرق بين البنت والولد، وأن (البنت مثل الولد(.
7- وأختم بكلام نفيس للدكتور أحمد مورو، يقول فيه: "وقد قام مفكرون إسلاميون مشكورون بفضح ورصد العلاقة بين الاستعمار وهؤلاء العلمانيين، فالعلامة محمد شاكر فضح لويس عوض، وأثبت ارتباطه بدوائر الاستعمار في كتابه الهام (أباطيل وأسمار)، وجلال كشك فضح ورصد العلاقة المريبة بين الأحزاب الشيوعية المصرية خصوصاً، والعربية عموماً وفي الحقيقة فإنه أينما سرت وفتشت، تجد هذه العلاقة بين العلمانية وبين الإنجليز، أو الفرنسيين، أو الأمريكان، أو دوائر التبشير والاستشراق، وهكذا، فعلي عبدالرزاق مثلاً في دعوته لإلغاء الخلافة الإسلامية، والزعم بأنها ليست من أصول الإسلام، وإنكاره بأنّ الإسلام دين ودولة، لم يكن إلا ناقلاً لبحث قام به الإنجليز وعملاؤهم في الهند إبان الحرب العالمية الأولى، وذلك خوفاً من إعلان الخلافة العثمانية لفكرة الجهاد لتعبئة المسلمين ضد الحلفاء في تلك الحرب، فأرادوا التشويش على فكرة الخلافة ذاتها، ثم قبع البحث في أدراج الخارجية الإنجليزية.
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
المظاهرات النسائية وسيلة استعملها المحتل الغربي منذ مائة عام في عدة دول إسلامية؛ لإفساد المرأة من خلال (عقلية القطيع)، دون أن يكون من الناس أي اعتراض، وأعرض نماذج تاريخية لبعض البلدان الإسلامية:
1ـ ففي مصر: انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي زمن الاحتلال الانجليزي عام (1919م) تحت إشراف سعد زغلول، وبقيادة زوجته (صفية) مع رفيقتها رائدة التغريب (هدى شعراوي) إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات، وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي ـ كما أشيع ـ إلا أن المظاهرة تحولت عن مسارها إلى (الهتاف بالحرية ونزع الحجاب).
2ـ وفي الجزائر يقول محمد سليم قلالة: (حدث هذا في مثل هذا الشهر من سنة 1958م يوم الاثنين 27 مايو، فبعد أن ألقى إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس بالجزائر أمام نحو 100 ألف شخص، وصعدت فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكرفون لتقول: لا ندع الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق، ويبدأ فاصل جديد في سياسة الاستعمار الثقافي لبلادنا.. وفي مدينة الشيخ ابن باديس، وفي الساعة السادسة مساء من يوم الثلاثاء 20 مايو 1958م حدث نفس الشيء أيضاً في مدينة وهران بمسرح الاخضرار، حيث تجمع أكثر من 50 ألف شخص.. ألقيت الكلمات من طرف السلطات المحلية يتقدمهم الجنرال ماسو، وعلقت اللافتات ثلاثية اللون، وقد كتب عليها: (الجزائر فرنسية)، (شعب واحد، قلب واحد)، وفي حماس فياض ـ يقول المعلق الصحفي ـ تقوم النساء الموجودات بين صفوف الجماهير، وأغلبهن ربات بيوت بنزع أحجبتهن، ودوسها بالأقدام في الوقت الذي ارتفعت فيه صيحات عديدة: تحيا الجزائر الفرنسية، وتبعها دوي من التصفيق الحار، وروجت الصحافة الفرنسية الخبر، ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن.
3ـ في سوريا (قامت مظاهرة نسائية عام 1926م احتجاجاً على سياسة الانتداب الفرنسي)
4ـ وفي الكويت، يقول الزعيم محمود بهجت سنان: "ويوم كنت في الكويت أقيمت مظاهرة من قبل قسم من طالبات المدارس يطلبن رفع الحجاب، وقد جمعن ما لديهن من البراقع(البواشي) وأحرقنها.
5ـ وفي البحرين: تأخرت المظاهرات قليلاً نظراً لتغير الأوضاع، حيث خرجت في الخمسينيات مجموعة من النسوة بمظاهرة نسائية (سياسية)، إلا أنه ـ كما يقول علي تقي ـ :"قامت إحدى الفتيات بنزع عباءتها، وأخذت تخطب في الجماهير".
6ـ وفي عام 1990م بعد أن قدمت القوات الأمريكية إلى السعودية لتحرير الكويت، قامت مظاهرة نسائية في مدينة الرياض، خرجت فيها بعض النساء السعوديات، ليس لنزع الحجاب، بل لقضية أقل حساسية منها؛ لأن المجتمع لا يمكن أن يتقبل نزع الحجاب الآن، وكانت قضية قيادة المرأة للسيارة.
القضية الثانية: : المساواة
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل ، هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين ، مساواة في العمل ، وأيضاً المرأة تساوي الرجل في حق السيادة في أسرتها وبيتها ، ومنازعتها للزوج على اعتلاء كرسي المسؤولية والقوامة ،، ويشجعون التعليم المختلط تأكيداً على المساواة ، حتى في مادة التربية البدنية ، أي يطالبون بالمساواة التامة سياسياً ، واجتماعياً ، واقتصادياً وثقافياً ، وعسكرياً ، وإعلامياً ، وتربوياً، فهما – حسب زعمهم – متساويان في جميع الخصائص البشرية، إلا الولادة والإنجاب ، وسنرد على مطالبتهم بالمساواة بطريقة الحوار العقلي أولاً، ثم بالقرآن الكريم فقط ثانياً .
الردود العقلية على انتفاء المساواة :
ربما يكون الحوار مع المطالبين بالمساواة هو نوع من أنواع التسلية بالتفكير في أمر لا يحتاج إلى تفكير ، فإن الأدلة التي نسوقها هنا ، هي من باب التنازل معهم في الحوار، وليست أدلة مستقاة من وحي التنزيل ؛ بل من وحي الغرب الذي خدع العالم ببريق الديمقراطية والمساواة المزعومة ، لكي يهين المرأة برميها في أماكن العمل ، وجعلها بائعة في مختلف الأماكن ؛ بل وتكنس الشوارع أحياناً ، وتحرس الأبنية وتمسح الأحذية ، وتحمل الأثقال ، وتصارع المتاعب في العمل ، وفي المناجم ، أو مغنية ، أو ممثلة في المسارح ،وأن ديننا ومجتمعنا أكرم المرأة بأن جعل الرجال يتكلفون بالإنفاق عليها وجلب قوتها وصيانتها، وهذه بعض الأدلة العقلية على انتفاء المساواة :
أولاً : ( التاريخ القديم ) ينفي المساواة ، ويخبرنا عن قيام حضارات وأمم وممالك بادت ، كانت متنوعة الديانات ، متعددة اللغات، مختلفة المفاهيم والأفكار ، لكنها جميعاً اتفقت على أن الرجل ليس مساوياً للمرأة، ولم يطرحوا قضية المساواة أصلاً للبحث ، بل كانوا أعنف وأطغى في إعلاء شأن الرجل
ثانياً : ( أنبياء ) جميعهم رجال في كل الأديان السماوية ، بل جميع (الآلهة) في الأديان البشرية هي ذكور ، (والزعامة الدينية) في الأديان المتنوعة والملك والشرائع هي أيضاً للرجال.
ثالثاً : ( الزعامة والسيادة ) تنفي المساواة ، فقد كانت ( رجولية المعالم)، عبر القرون ، فقد غطى الرجل المساحة العلياء .
والطريف أن المرأة وإن تولت منصباً قيادياً ، فإنها مفتقرة إلى رجال يحرسونها ويحيطونها إحاطة السوار بالمعصم ، لعلمها أن المجال للرجال، ومعلوم أن عدد النساء عالمياً أكثر في النسبة المئوية من الرجال بثلاثة أضعاف، ومع ذلك فاستلامهن لمنصب الزعامة تاريخياً كان من النوادر.
و(جامعة الدول العربية) منذ أن تم ****ؤها وإلى اليوم ترفض المساواة، فلم يحكم في أي دولة
عربية غير الرجال فقط ، فهل يعقل أن تكون الدول العربية التي تحكم (بالإسلام) والدول التي تتبنى (البعث) ، أو تلك التي تطبق أنظمة (الليبرالية الغربية) هل يعقل أن يكون حكام تلك الدول جميعها أجمعوا على ظلم المرأة ؟! أم أن استقرارها في بيتها خيراً وأحكم من كدحها وخروجها ،
ومزاحمتها للرجال في مناحي الحياة.
رابعا : الحروب والمعارك الطاحنة : التي أفنت الملايين من البشر ، كان ضحيتها رجال لأنهم أبطالها ولم يطبع لنا تاريخ الحروب صفحة واحدة لجيش نسائي يغزو العالم ويستعمر الأرض
خامسا : ( التجارة العالمية ) هيمن عليها رجال ، فالتجار والأغنياء اكتسحوا هذا المجال ، أبقوا للمرأة الهامش التجاري إن توفرت لديها الرغبة ومقومات الاقتصاد الناجح ، وتأمل أغنياء العالم العشرة أصحاب الأرصدة الفلكية تجد جميعهم رجالاً .
والمنتجات التي يصنعها التجار ويهدفون منها الربح المالي ترفض المساواة، ولأنهم يعلمون أن المساواة تجعلهم يخسرون فالزوجية في العطور بين نسائي ورجالي ، وأطقم الساعات ، وأصناف الملابس، والأحذية تصرخ في وجه المساواة ، وتقف مع الفطرة .
سادساً : ( المهن ) ترفض المساواة : وأقف مع أمهر الطباخين، أو مخترعي الموضة ، وأباطرة التصميم للألبسة النسائية ، فاندهش أنهم رجال، واستغرب غياب المرأة حتى عن هذا المجال الذي هو من أخص خصوصياتهن!!
سابعاً : ( اللباس والماكياج ) : إن الذين نراهم يطالبون بالمساواة ، لا نسمع صوتهم في المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الاهتمام بالمستحضرات ومساحيق التجميل، فلماذا لا يكون في ضمن بنود المطالبة أن تكون المرأة مثل الرجل ومساوية له في ترك الماكياج والكحل وبقية فروع التجمل؛ كالملابس الشفافة والعارية .
وبعد هذا فإنه حري بالعاقل أن يدرك أثر الأصابع اليهودية خلف دعاوى المساواة ،
ثامنا : قائمة العلماء والمخترعين تخلو من تاء التأنيث ) وتطبع مكانها بصمات الرجولة في الأعم والأغلب وليس الأمر إلى هنا فحسب بل أن الأسماء البارزة في الطب والفلسفة تغيب عنها الأسماء النسائية في الجملة . الفلاسفة والمفكرون من العهد الإغريقي والصيني وفي تاريخ أوروبا الحديثة والقديمة وفي العهد الإسلامي جميعهم رجال وجائزة نوبل تأبى المساواة فعدد الحائزين عليها من الرجال لا يتناغم مع الرقم النسائي مع ملحوظة أخيرة :أن نوبل رجل وليس امرأة.
تاسعا: ( الشعراء ) : يغلب في عددهم أنهم رجال ، والمعلقات العشر كانت لرجال ، ورواة الشعر كانوا رجال ، وليس للنساء إلا الخانة الضيقة جداً، تلبس تاجها الخنساء ، وتتبعها قلائل من الشاعرات ينافسن أصابع اليد في العد .
عاشرا: ( اللغة ) ترفض المساواة ، فتقسم النوع إلى (ذكر) و(أنثى)، و(أب) و(أم) ، و(نون النسوة ) و(واو الجماعة ) وهنالك ثروة لغوية هائلة تفصل بين الجنسين ، ولو تناسينا ذلك كله ، وساوينا بين الرجل والمرأة ، واتفقنا أن كل البشر رجال أو كلهم نساء ، وصرنا نتحدث عن النساء أنهن رجال من باب المساواة، فهل يناسب أن نقول تزوج رجل من رجل.
الحادي عشر : علم الإحياء ينفي المساواة، حيث يثبت أن خلايا الرجل تختلف عن خلايا المرأة تماما ، وأن نسبة الدم في الجسم الرجل تختلف نسبته في جسم المرأة .والفروق الجسدية ترفض المساواة بين الرجل والمرأة ،فمثلا :
- اختصاص المرأة بالحيض والنفاس لا نجده عند الرجل
- الإسراف العاطفي لدى المرأة يقابله طغيان العقل لدى الرجل .
- ندرة الشعر في نموه لدى المرأة يقابله كثافة الشعر لدى الرجل .
- ينطوي تحت بساط الاختلافات الجسدية في الشعر ،ظهور الصلع لدى
- الرجال بصفة سائدة يقابلها انعدام الصلع في الغالبية العظمى لدى النساء .
الثاني عشر : ( سيطرة الرجل جنسيا ) تكسر دعاوى المساواة بين الرجل والمرأة ، فلو أراد الرجل اغتصاب امرأة في حالة إغماء لوقعة جريمة الاغتصاب ولو فرضنا العكس لعجزت عن وقوع الجريمة.
الثالث عشر : سلوك الغرب ( مدعو المساواة ) ينفي المساواة فالثورة الفرنسية قامت على يد رجال ونساء ومنها كانت الشرارة الأولى التي تبعتها أوروبا في مسيرة التحرر وأخذ البنود التي قامت عليها الثورة (المساواة) ومع ذلك لم تحكم المرأة في فرنسا مطلقا.
الرابعة عشر : الأدوار التي تشغلها المرأة في المجتمع تنفي المساواة فالمتأمل لقيادات الجيش وقادة الحرب ورؤساء الدول كلهم رجال بينما في مجال الفن والمجون والرقص تأخذ المرأة
نصيب الأسد والنسبة العالية لها.
وفي كل أنحاء العالم توجد ( مهنة الحمالين ) ولا توجد( مهنة الحمالات ) و أيضا ( وظيفة البوديجارد ) هي ( وظيفة حماية ) ولا يوجد ( وظيفة بوديجارد ) تمارسها النساء
الخامسة عشر : الرياضة تضع بوابة خاصة لدخول النساء فنشاطاتها المختلفة تسد بيديها الباب اعتراضا على المساواة و( مدرجات الأندية ) تبدو على ملامحها الذهول والاندهاش لو رأت امرأة تلعب في فريق الرجال لان هذه اللقطة لم يسجلها التاريخ مطلقا .
السادس عشر : البغاء فمنذ فجر الزمان الأول وهذه الخطيئة تشهد بالفارق بين الجنسين فهذا الميدان الرخيص كان من حصة المرأة فهي التي تتقاضى ثمنه والرجل هو الذي يشتري بضاعته.
السابع عشر : نظام دورات المياه في الأماكن العامة والمطارات والمرافق والمطاعم يفرق بين دورات المياه الخاصة بالرجال والنساء.
الثامن عشر : ( البهائم )( تشارك في رفض المساواة بين الجنسين ، فالأسد يخالف اللبؤة في التركيب والوظيفة في الغابة ، ومهام العمل ؛ بل حتى في الشكل الخارجي ، والديك يترفع عن التشبه بالدجاجة ، وعلى ذلك قس ، ومن لم يصدق فليتذوق حليب الثور.
التاسع عشر : العملية الجنسية تفرق بين الرجل والمرأة بجلاء واضح.
العشرون: وسائل الإعلام: تنفي المساواة فحينما نتحدث عن بشاعة الحروب وترغب في استدراج عواطف الجماهير نراها دائما تقول( تم قصف المبنى وفيه نساء وأطفال ) ولا تذكر الرجال .
الحادي والعشرون : ( الطفولة ) ترفض المساواة ، فالفطرة لدى الأطفال تجعل فواصل عميقة بين البنت والولد في تصرفاتهم ، مهما حاولنا أن نجبرهم على خلاف فطرتهم، والدليل على ذلك نمط اقتنائهم للألعاب ، فالبنت تقتني الدمية ، وأدوات الطبخ ، والولد يقتني السيارة والبندقية؟
الثاني والعشرون : النسب للآباء دون الأمهات بالرغم من أن المرأة الأكثر معاناة وتحملا للمشاق وفي نظرة شاملة لكل صفحات التاريخ نجد أنه لم يحصل إن كان المولود منسوبا إلى أمه فهم يسيرون على النظام الصحيح في التسمية بالنسبة إلى الأب .
الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة :
تسممت بمفهوم المساواة عقول بعض المسلمين ، فتناولوه بالترديد، مما جعله يحقق انتشاراً واسعاً في قناعات ومفاهيم المجتمعات ، وبعد الانتشار الواسع تأتي مرحلة التصديق بها، نسوق هنا الفروق بين الرجل والمرأة من القرآن الكريم فقط دون السنة النبوية، بالرغم من أن السنة النبوية وحي عن الله – عز وجل – وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
ولكن هذه الأدلة التي نسوقها هنا تخاطب فيها أصنافاً عدة، هي :
أ – العلمانيون : وهؤلاء أناس يخفون الكفر ، ويظهرون الإسلام حين يكون الإسلام قوياً حاكماً ، ولا يستطيعون إظهار الكفر ، والمجاهرة بالزندقة والإلحاد برفض الآيات القرآنية ، فإذا سيقت مثل هذه الأدلة من القرآن ، فإنهم يلزمون السكوت ، حفاظاً على صورتهم أمام الناس، كما صنع أسلافهم من منافقي المدينة ؛ حيث قال الله تعالى عنهم يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك .
ب – أصحاب الفكر المستنير أو من يحبون أن يطلق عليهم مصطلح (التنويريون) ، أو ( العقلانيون) ، أو (معتزلة العصر ) ، أو (العصريون) ، وهؤلاء أناس يرون أنهم مجددون في
طريقة فهمهم للإسلام ، وأنهم يمثلون الصورة المتحضرة للإسلام بالفهم المتطور
ج – بقية المسلمين وهؤلاء لا مشكلة معهم ، فالتحاكم للآيات القرآنية هي محل اتفاق معهم ، وهم لا يرون المساواة بين الذكر والأنثى ،
وفيما يلي بعض الأدلة القرآنية التي تؤكد عدم المساواة :
الأول : أن الرجل هو الأصل في بداية الخلق ، والمرأة هي الفرع ، يقول الله سبحانه وتعالى : وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ، فآدم هو الأصل ، وخلق الله من ضلعه حواء – عليهما السلام - .
الثاني : اختلاف الدرجات بين الرجل والمرأة ، فالله – سبحانه وتعالى – أعطى الرجال درجة تميزهم على النساء بقولهم – سبحانه وتعالى ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم.
الثالث : قسم الله – سبحانه وتعالى – مسؤولية الأسرة ، فكلف الرجال بالقوامة دون النساء ، بقوله – سبحانه وتعالى - : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)
الرابع : فرق الله – سبحانه وتعالى – في تقسيم الميراث بين الزوج والزوجة، بقوله : ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد)
الخامس : لم يبعث الله – عز وجل – في الرسل والأنبياء ؛ لتبليغ رسالته إلا رجالاً يقول – سبحانه وتعالى - : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
السادس : وصف الله – سبحانه وتعالى – المرأة في القرآن بأنها تنشأ في الدعة والنعومة والزينة والتجمل ، وأنها عاجزة عن الأمور الشداد، والقتال، والإبانة في الجدل ، والخصومة، كما يقول – سبحانه وتعالى - : أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين
السابع : شرع الله – سبحانه وتعالى – أن الرجل يباح له أن يتزوج من النساء؛ بزوجة وثانية وثالثة ورابعة ، وهذا للرجال فقط دون النساء ، يقول سبحانه وتعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع...
الثامن : وعد الله – عز وجل – الرجل والمرأة في الجنة بالنعيم الدائم الكبير، وخص الرجل بالتنعيم (بالحور العين ) ، فقال سبحانه وتعالى : وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون .
التاسع: أحل الله سبحانه للرجل المسلم أن يتزوج الكتابية ولكن المرأة المسلمة لا تتزوج إلا مسلما.
العاشر : خص الله تعالى أدم عليه السلام بأنه خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بالسجود له دون أن يكون الفضل لأمنا حواء عليه السلام
ومما يجدر ذكره أن عدم التساوي ؛ الذي أكده القرآن الكريم ، لا يعني (دونية المرأة) واحتقارها ؛ بل يعني (الاختلاف) بين الرجل والمرأة، فالسماء مختلفة عن الأرض ، والشمس لا تشابه القمر ، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون .
كما أن عدم التساوي بين الرجل والمرأة لا يعني انحصار الفضل للرجل، بل قد تكون المرأة أفضل وأعلى مقاماً منه، فالجنة تحت أقدام الأمهات، وليست تحت أقدام الآباء ، والبنات ستر من النار لأهلهن دون الأولاد.
مصطلح الجندرية الجديد:
معناه باختصار :أن الخلقة الجسدية سواء للرجل أو للمرأة,ليس له علاقة باختيار أدوارهم الاجتماعية التي يمارسونها, وجاء في تعريف الموسوعة البريطانية ما يسمى بالهوية الجندرية}أن الجندرية هي شعور الإنسان بنفسه بصفته ذكرا أو أنثى, دون النظر للتكوين الجسمي{.
أعلنت الحركات الأنثوية المعاصرة مصطلح "الجندر" بصفته امتدادا لمسألة المساواة المزعومة بين الرجل والمرأة وليس مرادفا لمعنى المساواة فبعد المناداة بإنصاف المرأة من الظلم الذي أوقعه بها الرجل عبر التاريخ كان أقصى ما تطمح إليه دعوات تحرير المرأة هو إنصافها من الغبن الاجتماعي والتاريخي الذي لحق بها مع الحفاظ عل فترة التمييز بين الأنوثة والذكورة فالمرأة حتى وان ساوت الرجل فإنها تحتاج إليه وهو يشتاق إليها دون مهاجمة الدين أو الفطرة .
حتى ظهر مصطلح " الجندر " بصفته خطوة تهدف إلى إلغاء معنى (رجل ) و(امرأة ) فلا يوجد رجولة أو أنوثة اصلآ بل الجميع جندر فهو مصطلح يناسب الرجل والمرأة على حد سواء ولا يمكن أن نفهم من ورائه جنس المقصود إذا كان رجل أو امرأة .
القضية الثالثة : الاختلاط :
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجال والنساء في أماكن العمل بصورة خاصة ،
وفي الحياة بصورة عامة ، إلا أنها تتفاوت في حجم المشكلة من مجتمع إلى آخر ، غير أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لا زال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاماً في قضية فصل الرجال عن النساء في الأماكن العامة وفي أماكن العمل .
مبرر مسألة الوقت :
وهذه حجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط؛ بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر، والفصل بين الجنسين هو سبب الفتنة لأن الممنوع مرغوب، ويزعمون أن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة بدون الحجاب، وعلى مخالطتها للرجال
وهذه الحجة مردودة بأمور منها :
لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قرباناً من أجل أن يتطور المجتمع.
مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ ، وليست فريدة في الواقع المعاصر، فخروج المرأة واحتكاكها بالرجال ومخالطتهم، ثبتت أضراره وأمراضه بمرور الوقت ، أصبح الغرب يعاني من كثرة حالات الاغتصاب.فنساء الغرب لاتكاد تخلو حقائبهن من"عصيا كهربائية"و"بخاخات المواد المخدرة" اثناء تنقلاتهن اليومية خشية الاعتداء عليهن ومحاولة النيل منهن جسديا.فأصبحت هذه البخاخات والعصي مكملة لعلبة أدوات التجميل التي يستعملها النساء من اجل الدفاع عن أنفسهن.
مبرر الثقة في المرأة :
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب قولهم : ( إن نساءنا غنيات بإيمانهن ، قويات بعفافهن ، وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة ) ، ومبرر الثقة مبرر ساقط من عدة وجوه منها :
1 – الله – عز وجل – خالق هذه الأنفس ، وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير ، وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله – سبحانه وتعالى - : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى( وهذا (أمر نبوي) ، بل أن خير البشر وأفضل الخلق – عليه الصلاة والسلام – تأتيه زوجته صفية – رضي الله عنها – في وقت اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر في رمضان فيراه بعض الصحابة معها ، فيسرعان في المشي فيناديهما لإيضاح موقعه ، فيقول : ( على رسلكما إنها صفية بنت حيي) ، فيقولان له ( سبحان الله يا رسول الله ) قال النبي - عليه الصلاة والسلام – ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأني خشيت أن يقذف في قلوبكم شيئاً ).
2 – من القواعد الشرعية ( حفظ الضروريات الخمس ) ، الدين العرض – النفس – المال – العقل ،. وهذه الضروريات يجب على الحاكم حفظها للناس ( حتى لو كان الناس محل ثقة ) و(المستثمر الأجنبي ) يتم التعامل معه بضوابط لحماية أموال الناس .
أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن – ومبرر الثقة :
1-هل يطمع الإنسان في أمه (طمعاً مشبوها)؟! فنساء النبي – رضي الله عنهن – هن أمهات المؤمنين ، وأنزل الله على رسوله -عليه الصلاة والسلام-آيات لتصون نساءه عن نظرات الرجال ، وفي هذه الآية الأخرى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً .
فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمراً طالب الله –سبحانه وتعالى – به نبينه ، فإن خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر ، هو من باب أولى وأشد
2- هذه الأحكام خاطب الله – سبحانه وتعالى – بها أمهات المؤمنين-رضي الله عنهن – ومن المتفق عليه أنهن أمهات المؤمنات كذلك، والأمر من الله – سبحانه وتعالى – للأمهات يتبعه اقتداء من البنات بالأمهات
3-يقول الله تعالى – في سورة الأحزاب : .. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت
ويطهركم تطهيرا. أوضح الله – سبحانه وتعالى- أن الحجاب والفضيلة هو من وسائل إذهاب الرجس ، وحصول التطهير لأهل البيت ، وأمهاتنا هن الطاهرات المطهرات ، وهن زوجات النبي وقد عشن في بيت الوحي، واختارهن الله –سبحانه وتعالى-للزواج من خير البشر ، ومع ذلك
كله أختار الله –سبحانه وتعالى –لهن التطهير.
القضية الرابعة: عمل المرأة
من حجج المنادين بإفساد المرأة ، أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت ، وأن عملها في بيتها ، ومعيشتها بين أربعة جدران للخدمة ، ما بين تنظيف وطبخ وتربية لأولادها ، هو احتقار لها ونقصان من قدرها ، ويصفون بقاء المرأة في بيتها بأنه تجن وظلم لها ، وتنتشر مثل هذه الدعوى ، ثم تتلقفها النساء بألسنتهن وأيديهن ؛ فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء ومهانة ، وبالمقابل لا يزدرون مهنة الخادمة المنزلية ، أو المربية أو الطباخة ، أو مدبر المنزل ، أو المعلمة الخاصة ، على الرغم من أن جميع هذه المهن تحتويها ربة البيت، بل أنها (ربة بيت) وليست (ربيبة) ، فهي السيدة ، والأميرة ، والمطاعة ، فمن يكون أعلى مقاماً الربة المسؤولية المنفذة ؟! أم الربيبة المكلفة المنفذة؟! .
ومن هي الأشرف والأطهر ، التي تنتقل بين أماكن العمل وتتلقاها نظرات مصائد الرجال ؟! أم العاملة في بيتها تحت حماية زوجها وأهلها؟!
وحين أنخدعت تلك البلاد بدعوى أن خدمة المرآة في بيتها صورة غير متحضرة ، جعلتهم (الحضارة الموهومة ) يرمون بها في المطارات ، والفنادق ، فبدلاً من أن تكون خادمة في بيتها ، وسيدة عليه في وقت واحد ، وتنال حقها في التعزيز والتكريم ، سلموها لمن يطالب بتحريرها، فألقاها في أماكن الرجال لتكون في خدمة الناس جميعاً بلا استثناء ، ولنفترض جدلاً أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها ، (أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه ) ، فإن البيت –حتما- سيحتاج إلى امرأة أخرى ترعى شؤونه، وهي (الخادمة) .
وهل هذا هو التحرير الصحيح؟!
أن تعمل نادلة في مطعم أو مضيفة أو مرشدة سياحية أو مندوبة تسويق.
القضية الخامسة : قيادة المرأة للسيارة
قد تكون قضية (قيادة المرأة للسيارة) منحصرة في آخر مجتمع مسلم، (وهو المجتمع السعودي)، لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة، وإن كانت هذه القضية تخصّ المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات الإسلامية، إلا أنه من الجدير التوقف عندها. أثار العلمانيون قضية قيادة المرأة للسيارة؛ بهدف تحقيق الأهداف العلمانية كالاختلاط، ونزع الحجاب، وغيرها في المجتمع السعودي،عجب يمتد إلى غير نهاية! على افتراض أن منعها من قيادة السيارة مشكلة تحتاج إلى حل، هل انتهت مشاكل المرأة السعودية الأساسية والمصيرية؛ كالعنوسة، والطلاق، والعضل، والإيذاء، لنهتم بموضوع قيادتها للسيارة لهذا الحد المبالغ فيه؟!
ثم حين واجههم المصلحون الصادقون، راحوا يلبسون باطلهم ثياب الحق بطريقتهم المعتادة حين يسوقون حججهم ومبرراتهم، وسيتم استعراضها، والرد عليها:
1ـ الخلوة المحرّمة:
من المبررات الممجوجة لديهم أنّ عدم السماح للمرأة بالقيادة، يضطرها إلى الركوب مع سائق أجنبي، وهذا من (الخلوة المحرّمة) شرعاً، فقيادتها للسيارة تمنع هذا الحرام المنتشر في المجتمع الإسلامي، وذاك مبرر ساقط من مجموعة أوجه هي:
1ـ إنّ هذا المبرر يدل على (غيرة حميدة)، ومن كانت لديه هذه الغيرة الحميدة جدير أن نسأله عن غيرته في قضية الخلوة المحرّمة مع الخادمات المسلمات في البيوت،فلماذا لم نسمع حديثاً منهم عن هذا الموضوع، بالرغم من أنّ خطورتهن أشد من خطورة السائقين؛ فخطورة الخادمات في تعاملهن وأثرهن السيئ على الأولاد، والقصص مشهورة هناك خطر جنسي من (السائقين) على (محارمنا)، وهذا صحيح، كيف لا؛ والشيطان ثالثهما، وبالمقابل فإنّ (للخادمات) خطراً أعظم وأكبر على (شباب مجتمعنا) أيضاً.
2ـ قادت المرأة السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعياً كدول الخليج، ومع ذلك لم تتنه (ظاهرة السائقين) من مجتمعاتهم؛ بل بقي السائق في المجتمع، وقادت المرأة السيارة.
3- في المجتمع حالات كثيرة للخلوة المحرّمة، هي أشد وأفظع من خلوة السائق بالمرأة، نراها في (المجالات الطبية) بين طبيب وطبيبة دون داع يذكر في كثير من الأحيان.
4-عندما تقود المرأة السيارة، فإنّ البيوت ستفتقر إلى من يقوم بشأنها، وسيضطرنا الحال إلى إحضار خادمة تقوم مقام (ربة المنزل).
5-لو قادت المرأة وحصل منها (قطع للإشارة) مثلاً، فالنظام يعاقب من قطع الإشارة بالإيقاف (24) ساعة، فهل سينتظر رجل المرور أحد أقاربها ليذهب معها للسجن؛ ليكون محرماً لها حتى نتفادى خطر الخلوة .
6-في حالة عطل السيارة سيكون هناك خلوة محرمة، لأنّ المرأة ربما تحتاج إلى سيارة أجرى، وحين ذلك سيكون سائقها رجلاً أجنبياً.
7- إن حصل حادث مروري، فهل ستبقى المرأة بداخل السيارة حتى يأتي رجل الأمن؟ أم أنها ستنزل من سيارتها للتفاهم وحلّ النزاع؟
وأخيراً، فإنّ قضايا هتك الأعراض تظهر في الخادمات أكثر بكثير من السائقين، ولا يتوهم أحد أنني أتلمّس الأعذار لوجود السائقين، فوجودهم بيننا، وواقعنا معهم يحتاج إلى مراجعة، كما هو الحال بالنسبة لمراجعة حالنا مع الخادمات.
ـ التوفير المالي:
من الحجج التي يسوقونها لدفع المرأة لقيادة السيارة حجة (التوفير المالي)؛ فيزعمون أنّ السائق يستنزف أموالاً متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط، بل نخسر عليه (الطعام، والسكن، والعلاج، ومستلزمات أخرى) ناهيك عن الحوادث.
1- لنفترض أنّ المرأة قادت السيارة، وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي، فمن الذي سيقوم بواجبات البيت وقتها؟! لا بد أن تخرج أمامنا مشكلة يكون حلها في الإتيان بامرأة أخرى.
2- السائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة، وهنا تكون دعوى المحافظة على الاقتصاد دعوى عرجاء، لأنّ التخلص من السائق، يترتب عليه (خسائر مادية) في أمور، منها:
• (عدد النساء) أكثر من (عدد السائقين)، فالسائق يخدم في الغالب أكثر من امرأة، فإذا قادت النساء، فإنه يترتب على ذلك شراء عدد من السيارات يفوق (العدد المستعمل)؛
• طبيعة المرأة تستلزم التجمّل و(الإفراط في الزينة)، وهذا يكسر (قانون التوفير المأمول) في الحجاب، فالحجاب هو التوفير الاقتصادي الحقيقي.
ـ الخلل الأمني:
من الحجج التي تساق لإخراج المرأة واستلامها لمقود السيارة؛ هو أنّ وجود العمالة من غير البلد (ربّما) يسبب خللاً أمنياً، وهذا الكلام يتنبأ به بعض المفكرين لقوة احتماله، والناظر في حال المجتمعات يجد أنّ:
1- العمالة من خارج البلد أكثر عدداً في المهن والحرف بصورة أكبر من (قضية السائق)، وبالمقارنة بين عدد السائقين، وعمّال الورش، أو عمال النظافة،يجد أنّ هذه القضية حساسة تحتاج إلى استنفار جهود كثيرة لتأمين البديل من شباب البلد،فإنّ السؤال المطروح حتماً هو: هل الجريمة مقتصرة على السائقين فقط؟، بالطبع.. لا، فهناك أخطار كثيرة موجودة في المجتمع، كالمخدرات، والبطالة، وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى اهتمام أكثر من اهتمامهم المفرط بموضوع قيادة المرأة.
2- الخادمات في البيوت أكثر عدداً من السائقين، وأشدّ خطورة كذلك، ومن المعلوم أنّ الخادمة تخلص إلى داخل المنزل، كغرف النوم، وأماكن الاجتماع الأسري.
لعله من المناسب أن أختم هذه المناقشة بتناقض يقع فيه العلمانيون، وما أكثر تناقضاتهم، وهو أنهم يحاولون إظهار الغيرة على المحارم والاهتمام بها، حين يأتي الحديث عن توظيف النساء، أو في موضوع (قيادة المرأة للسيارة)، ويزعمون الخشية على المرأة من الخلوة المحرّمة بالسائق،فأين نواياهم الحسنة؟
المناقشة الرابعة : رسائل بالبريد :
الرسالة الأولى للعلماء :
إلى علماء الأمة الإسلامية ورثة الأنبياء والرسل :
حملة يهودية شعواء وحرب علمانية ضروس ضد عفاف المرأة وحشمتها وسترها ، حققت بنجاحات مختلفة خلال الأعوام المائة الماضية ، ما بين كتاب ، وجريدة ، ومذياع ، وقناة وكلما أنطفأ موقدهم ألقوا بحطبهم ؛ كي تزداد نار الإفساد سعيراً ، وما القذف والاتهام بنظرية المؤامرة إلا خديعة ومؤامرة) ،صارت أغلب دول المسلمين تظهر فيها النساء وقد نالهن نصيب محزن من التكشف والعري الذي يغضب الله – سبحانه وتعالى.
من حسرة القلب أن ينهزم أهل الخير والعفة والصلاح في حديثهم حول المرأة ، فتارة يظهر لنا عالم يفتي بأن كشف الوجه مسألة خلافية،
أو ربما من أهل الخير من يردد مقولة إن خروج المرأة واختلاطها ، وقيادتها للسيارة
ستحصل لا محالة ، فلا داعي أن نتعب أنفسنا فالأمر محسوم) ، أو نرى من أهل الصلاح من
انطلقت عليه الأحابيل ، فراح يردد أقوال العلمانيين المطالبين بتحرير المرأة دون أن يتلمح الشرر المتطاير من ذلك التحرر ، ونسوا التحذير الرباني (أن يؤتي الإسلام من قبلهم ، وبعض أهل الخير يتحدث بهزيمة لأنه دُعي إلى (قناة فضائية أو برنامج إعلامي)، فصار يتحدث بانكسار ، وضعف يتعب عضلة القلب ، وكأنه حين دعي إلى تلك القناة ، قد منحوه كنوز قارون .
يا علماءنا نريد منكم موقفاً قوياً مشرفاً في الدفاع عن أعراض المسلمات ، كموقفكم في الدفاع عن أمن البلاد . يأيها العقلاء واقعنا يحتاج إلى مراجعة وتصحيح ، ولا يحتاج أن نعطي صورة متسامحة لليهود ولا للنصارى حتى نكفر كما كفروا فنكون سواء ، ولن يرضى عنا أتباع اليهود و النصارى وأذنابهم من العلمانيين ، حتى يرضى عن أسيادهم فلماذا نشوه جمال ديننا بإخفاء أحكامه ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟! فلماذا نعطي الدنية في ديننا؟!.
ياعلماءنا أليست القضية (فتنة النساء) هي أعظم فتنة خافها المصطفى-عليه الصلاة والسلام-على الرجال ، فلماذا لم تنل هذه القضية العظيمة النصيب في نصائحكم ، وتوجيهاتكم ؟!، أنسيتم أن عصرنا هو أعظم عصر صار فيه الانفتاح والتكشف ، ما بين الإعلام ، والشبكة العنكبوتية ، والواقع المرير ، حتى صار العالم ، كالقرية الصغيرة.
فلا بأس فالوعد جاءنا من الصادق المصدوق حين قال :
(الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة) وقال تعالى والله متم نوره ولو كره الكافرون).
الرسالة الثانية للغيورين
يا رجال أمة محمد الغيور على محارم الله :
يأهل الغيرة ، ألم يشدد سيد الغيرة ونبي الطهر على الغيرة حتى قال لا يدخل الجنة ديوث) ، وجاء عن عمار بن ياسر –رضي الله عنه –عن رسول الله ( ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر ،قالوا يارسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ ، قال الذي لا يبالي من دخل على أهله ، قلنا : فما الرجلة من النساء ، قال : التي تشبه بالرجال)؟!.
يأهل الغيرة ، المسؤولية في أعناقكم ، العتب واللوم عليكم أنتم ، فالخطاب جاءتكم في القرآن الكريم : يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون . يأهل الغيرة ، هل مات الحياء من رجال تبرج محارمهم للرجال الأجانب أمام أعينهم ، ما بين كشف الوجه المليء بالأصباغ أو المساحيق،أو اللثام البرقع الذي يظهر على العينين المتكحلتين ، أو النقاب الواسع الفتحات ، فأين رجولتهم وغيرتهم ؟! لعن الله الدياثة ، ولعن الله من نشرها ، ورضي بها ،
يأهل الغيرة ، أين الرجولة والنخوة في رجال يجلبون المجلات القذرة لبيوتهم ، والقنوات العاهرة لمنازلهم ؟! فأين هم من غيرة رسول الله ؟! وأين هم من غيرة الصحابة –رضوان الله عليهم -؟! والله ما ظننا أن يأتي علينا زمان حتى نرى أخواتنا المسلمات يتراقصن أمام العالم ، ليعرضن أجسادهن في القنوات أمام العالم أجمع ، ثم نجلب القنوات للأنس بهذه المفاسد، وخدش الأعراض، وتعري الأجساد ، وكأننا لا يربطنا بهذه المسلمة أي رابط ، وكأن هذا البلاء لا يعنينا بشيء ، فواحسرتاه على صمت أكثر من مليار مسلم بعد أن كان جيش عظيم بقيادة خليفة المسلمين (المعتصم بالله) يخرج معرضاً نفسه للموت ، من أجل الحفاظ على عرض مسلمة،
جيش المعتصم يسير من أجل أمر عظيم ، هو أن النصارى كشفوا جسد مسلمة ، واليوم تنكشف أجساد ملايين المسلمات على يد اليهود ، والنصارى ، والعلمانيين أمام مرأى العالم بأسره
، والمسلمون صامتون ينظرون ، وبعضهم يتلذذون ، ويضحكون ، ولا يبكون .يأهل الغيرة ماذا سنقول للتاريخ والأجيال من بعدنا ، هل سنقول : إنه في عصرنا خرجت المسلمات في جوانب العالم الإسلامي آلة للفواحش بهن الكافر والفاسق؟! أم سنقول في عصرنا ، إن اليهود سلبونا قدسنا ، وعبثوا بمحارمنا وأعراضنا ، وجردوا نساءنا باسم الحضارة والتحرر.
بأي قلم قذر سنكتب أسطر هذه الحقبة من الزمن ؟!
وأي صبر طاهر شريف سيرضي أن تكتب به مخازي عصرنا وفواحشه؟!
وأي موضع كرامة من التاريخ سيقبلنا ؟!
فلم يعد سراً هتك أعراض المسلمات ، فما أثقلها من حجة قامت على أعناقنا !
الرسالة الثالثة للعلمانيين
يا معشر العلمانيين ، يا منافقي العصر الحديث :
أيها العلمانيون المطالبون بتحرير المرأة أنتم ترددون أدلة شرعية تواف
ملكة سبأ1 @mlk_sba1
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حلوه بعيون زوجي
•
الله يجزاك خير وان شاء الله اخذه .....
ام اوج
•
ان شاء الله بأشتري مجموعة وأوزعها على الأقارب
لأن بدا اللبس العاري ينتشر من باب الموضة حتى في الأسر الملتزمه وللأسف
الله يجزاك خير
لأن بدا اللبس العاري ينتشر من باب الموضة حتى في الأسر الملتزمه وللأسف
الله يجزاك خير
حلوه بعيون زوجي :الله يجزاك خير وان شاء الله اخذه .....الله يجزاك خير وان شاء الله اخذه .....
ويجزاكِ الخير
ولا يحرمك الاجر
ويرفع قـدركِ يــا / حلوه بعيون زوجي
بالتوفيق وأرجولك الفائــدهـ .
ولا يحرمك الاجر
ويرفع قـدركِ يــا / حلوه بعيون زوجي
بالتوفيق وأرجولك الفائــدهـ .
ام اوج :ان شاء الله بأشتري مجموعة وأوزعها على الأقارب لأن بدا اللبس العاري ينتشر من باب الموضة حتى في الأسر الملتزمه وللأسف الله يجزاك خيران شاء الله بأشتري مجموعة وأوزعها على الأقارب لأن بدا اللبس العاري ينتشر من باب الموضة حتى في...
ويجزاكِ الخير
ولا يحرمك الاجر
ويرفع قـدركِ يــا / ام اوج
ومبادرتكِ هذهـ قيمـة لنشر الوعي الشرعي بين الأقارب .
بالتوفيق وأرجولك الفائــدهـ .
الصفحة الأخيرة