
يَا ابنْ إسلامي :
أينْ تُراك تكونْ ..؟!
وَ أنت تَرى مِنْ فوقي سُود الغُيوم ..
تُدمر عالمٌ النُّور ..!
تترصد غفلة براءتي , وَ غابر أمسها العقيم ..
أينْ تُراك تكونْ ..؟!
وَ أضَلعي الموبوءة تعزف الألم بينْ زواياها
وَ تَستيقظُ الأنام عَلى نُواحها
وَ حَتى الطيور تُقاسمها شدو النَّحيب ..!
أينْ تُراك تكونْ ..؟!
وَ أمتي تضهد وَ لجراحها تُضمد تراتيل الرَّحيل
على روح بين راحتيك جُفت شهامتها ,
وَ مضتْ إلى سُوء السَّبيل ..!
يَا ابنْ إسلامي :
أرثيك أمْ أرثي حالي ..؟!
بالله عليك خبرني كيف الخلاص ,
و العودة إلى سابق عهدي ..!
إلى وَطني , وَ حضن أمي ..
وَ اعذر يا سيدي عزف طفولتي ؛
عله منك ينقذني ..
عفوًا , عفوًا ..
بلْ أخبر الأطيار عني أنْ تنقذني ,
فأَنت لي كـ الموتِ الدانيء ,
وَ الموتُ عَنوة سَينال مني ..!
يَا ابنْ إسلامي :
أو تذكر حين ...
نقشت على صدرك تاريخ آبائي
وَ مجد عُروبتي ,
وَ عنوان الزمن الجميل ..؟
أمْ غيبك دينار اللحود ,
وَ مارد الأسى , وَ عنفوان الرصاص
عنْ سطورٍ وَ حكايات أغرقت حيث قاع فيه كنّا
وَ الإسلام ُيجمعنا , وَ الحب يكلؤنا ,
وَ النَّصر سُمو غايتنا ..!
يَا ابنْ إسلامي :
ابحث عني في وحدتي وَ شفير الخيال
في الأمنيات الذائبة , والأرواح التائهة
ابحث عني في موتى القبور حيث ضميرك المؤود
وَ شهداء الجوع , وَ ضحايا الكرامة ..!
يَا ابنْ إسلامي :
يا شقيق الأرض وَ ضيف الحلم ..
أحدثك من قلبٍ أرجفه الليل
قارعًا بـ همسه أبواب السراب
لـ نهاية العزآء ...
وَ ينتهي منْ بين الشجر وَ رعشة المطر
منْ بين عالم الوجود و اللاوجود
ينتهي و ذراعيك ملطخة بدماء كرامتي ,
بعريق إسلامي , بعزة أمتي ..
ينتهي وَ ابنة الإسلام لا تهاب الموتْ ..!
فإدفنها حيث شئت .
في حقول الربيع في مسجدٍ ,
في محراب أوطاني ..!
أقول لك .. لاعزاء ! فحشرجة الموت أمست تفترش لها موطناً امتدت رقعته على خريطة المكان والزمان !
نحن الموتى ونحن العزاء .. وما دام الموتى يفتقدون عيون البكاء .. وقد رحلوا عن يقظة الأحياء .. فلا عرق
فينا يخفق .. ولا عزاء !!
قافلة الموت تغفر فاها كل يوم لتبتلع الطريق وهي تسير حثيثاً إلى مقبرة الأحياء ..هناك حيث ينتحر الرجاء
وتختلط المسميات والأسماء فتصطاد البراءة .. وتوقع للأحرار صك الشهادة ..
وتترك مقبرة تعج بأموات الأحياء .. ذباب طفا على سطح الماء !.
هذه حقاً نهاية العزاء كما عزفت أوتار الغضب والحزن الموار فيك أنين ..
أنين حزن وكمد .. !
لك تقدير وتحيات اعجاب بلا عدد
معزوفة العزاء سحر أنين ..
فهل من بعث قريب ؟!