طاطا بصطويسي @tata_bstoysy
محررة برونزية
نفحااااااااااااااااااات
بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب رفع البلاء أو تخفيفه
أم عبد الرحمن
ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي
تصيب المؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو
جماعية ، قال - عز وجل - : ] ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو
عَن كَثِيرٍ ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو
البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض
ليشفي من مرضه ، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد
فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب ، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله
بالتوبة إن أراد الله بها خيراً .
وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها
بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب .. ومن هذه الأسباب وأهمها :
(1) التقوى :
ومعنى التقوى كما هو معروف : هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة
والباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل .
قال - سبحانه وتعالى - : ] ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً .
جاء في تفسير ابن كثير : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير
هذه الآية : أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة . وقال الربيع بن خُثيم :
] يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ .
(2) أعمال البر (كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره) ، والدعاء :
ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت
من الجبل ، فقالوا : ( ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم )
فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً ، وهذا الحديث رواه
البخاري ومسلم .
وقد جاء في الحديث من صحيح الجامع الصغير : ( صدقة السر تطفئ غضب
الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ، وفعل المعروف يقي مصارع السوء ) .
وجاء في الدعاء من صحيح الجامع الصغير : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء ،
ولا يزيد في العمر إلا البر ) .
فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير ، فليثق كل
منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه .
فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول -صلى الله عليه وسلم - عندما عاد
إليها من غار حراء وهو خائف بعد نزول جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له
بسجاياه الطيبة ، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله
وسيرعاه ويتولاه بحفظه .
قالت له : » كلا ، أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً ، إنك تصل الرحم ،
وتصدق الحديث ، وتحمل الكَلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف وتعين على
نوائب الحق « .
ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه : قصة قوم يونس . قال -
تعالى - : ] فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا
عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ . وذكر ابن
كثير في تفسير هذه الآية : أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم
به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه ، ويتضرعون إليه وأحضروا أطفالهم
ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب ؛ فرحمهم الله وكشف عنهم
العذاب .
وتحدث ابن قيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً :
( والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ، ويمنع نزوله ،
ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن ، وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ،
ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه ) .
وقال أيضاً : ( ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله
ورسوله ، وأفقههم في دينهم ، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم ،
وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة : لستم
تنصرون بكثرة ، وإنما تُنصرون من السماء ) .
(3) الإكثار من الاستغفار والذكر :
قال - سبحانه - : ] ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .
وقد كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه
واستغفاره ، قال - سبحانه - في سورة الصافات : ] فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ *
فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله : ] لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ وقال- صلى الله عليه وسلم - عن هذا الدعاء : » دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له « .
وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه
الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء » تعرَّف إلى الله في
الرخاء يعرفْك في الشدة « وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله ؛ عندئذ تؤتي ثمارها
بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه .
إنَّ العبد إن فُتِح له باب من أبواب العمل الصالح فإنه ينبغي عليه أن لا يدعه ،بل يداوم عليه ، وباب الخير نعمة ، شكرها المداومة عليها ، وقد كان هذا دأب
النبي صلى الله عيله وسلم ، في جميع أعماله الصالحة ، تصفه أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها فتقول : كان رسول الله صلى الله عيله وسلم إذا عمل عملاً أثبته .. وروت عنه صلى الله عيله وسلم أنه قال : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ )) . بل كان صلى الله عيله وسلم لشدة مداومته على العبادات إذا عمل عملاً ، ولو كان من المستحبات ، لا يتركه ، ولو حصل له عارض منعه من أدائه ، قضاه بعد زوال المانع ،قالت رضي الله عنها : كان نبي الله صلى الله عيله وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداومعليها ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة وأمر صلى الله عيله وسلم من فاته شيء من عمل صالح أن يقضيه ،
فقال ((من فاته شيء من ورده من الليل ، فقرأه مابين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليله)) وللمداومة على الطاعة ثمرات جليلة ؛ فمنها : امتثال أمر الله تعالى ، والقيام بحقه ،الذي من أجله خلق الخلق، والبعد عن الغفلة التي بسببها يترك الإنسان المأمور ،ويقع في المحظور ، والمداومة سبب محبة الله عز وجل عبده، وسبب حفظ الله له (( احفظ الله يحفظك )) ، وهي من أعظم أسباب حسن الختام ، نسأل الله حسنه ،
قال الله تعالى – في حق المداومين على طاعته
ومن أعظم أسباب استمرار العبد على العمل الصالح : إخلاص التوجه في عبادته لله تعالى ،
وقوة عزيمته على عدم الانقطاع ، واتباع السنة في التوسط ، بعيداً عن التفريط والإفراط
قال الله تعالى أي: داوم على عبادة ربك حتى يأتيك
الموت ، فإن طاعة الله تعالى ، بامتثال أمره ، واجتناب نهيه لا منتهى لها دون الموت
وها أنت – يا أُخي – قد وفقك الله تعالى لفعل الطاعات ، فلا تحرمن نفسك الأجر بالانقطاع عنها ،
واتق الله حيثما كنت
بقلم الشيخ/ أحمد بن عبدالعزيز الحمدان
نوافذ الدعوة
إنها فعلاً رائحة مسك
تقول إحدى مغسلة الأموات بالرياض وقد ذكرت ذلك للعبرة :
توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة …
جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها
فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها …
وليس فيها جروح أو كسور
والعجيب كما تقول:
أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة بريح المسك
!!! سبحان الله !! إنها فعلاً رائحة مسك .
فكبرنا وذكرنا الله تعالى حتى إن ابنتي وقد كنت أخذها أحيانا معى لتتعلم الغسيل
وهي زميلة للمتوفاة أخذت تبكي …
ثم توجهت وسألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيف كانت حياتها ؟!
فقالت : لم تكن تترك فرضاً منذ سن التمييز …
ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز ، ولا تسمع الأغاني
ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس
وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى .
هذه القصة ذكرها الشيخ مشعل العتيبي في شريط هذه عثراتها
البلسم الشافي لداء الوحدة وضيق الصدر
لا بد أن نعلم أن طمأنينة القلب وانشراح الصدر وزوال الوحشة لا يمكن أن يتأتى إلا إذا رضي عنا ربنا الذي خلقنا ـسبحانه- وهذا لا يتم أبداً ولا يوجد في النفوس إلا إذا ابتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب واقترب من الله تعالى، فللذنوب أضرار في القلوب كأضرار السموم في الأبدان، وكل ضرر واقع في الدنيا والآخرة فسببه الذنوب والمعاصي.
ومن آثارها التي تفسد على الإنسان دنياه وآخرته:
ـ حرمان العلم
ـ حرمان الطاعة
ـ حرمان الرزق
ـ وحشة يجدها العاصي
ـ ظلمة في القلب
ـ ابتعاد الملائكة عنه وتسلط الشياطين عليه
ـ رد الدعاء
وغير ذلك من الآثار الكثيرة .
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق.
ينابيع تنفي عنك الوحشة وضيق الصدر
ينبوع الإيمان بالله
-إن أول ينبوع ننهل منه فترتوي قلوبنا هو: ينبوع الإيمان بالله، إذ لا سعادة إطلاقاً بدون الإيمان الراسخ بالله -عز وجل- وبالقدر خيره وشره, قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ .
ينبوع التوكل على الله
-أما الينبوع الثاني فهو: ينبوع التوكل على الله، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ولا تزعجه الحوادث، لعلمه أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيطمئن لوعده، كما أنه يسعد حين يسعى في بذل الخير للناس ويحسن إليهم ولا ينتظر منهم جزاءً ولا شكوراً، بل يرجو ذلك من ربه سبحانه، قال تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ .
ينبوع القناعة
وثالث هذه الينابيع هو: ينبوع القناعة، حيث إن الذي لا يعرف القناعة لن يعرف السعادة أبداً ولو ملك كنوز الأرض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب. رواه البخاري وغيره. وقال صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم
تلاوة القرآن
-أما الينبوع الرابع فهو: تلاوة القرآن والاشتغال بذكر الله عن هموم الدنيا، واللجوء إلى الله بالدعاء مع اليقين بأنه -سبحانه- سيجيب دعوتك في الحال، أو يدفع عنك من السوء مثلها، أو يدخرها لك في الآخرة.
واعلم أن ما تخشاه على نفسك من النفاق يدل على أن قلبك حي ومتصل بالله، كما قال الحسن البصري رحمه الله: والله ما خافه إلا مؤمن و لا أمنه إلا منافق.
ومما يعينك على طاعة الله وتحصيل لذة العبادة عدة أمور،منها :
ـ تلقي أوامر الله تعالى بالقبول والامتثال، وعدم معارضتها بشهوة أو رأي .
ـ التخلق بالخصال الثلاث التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه
ـ الحرص على الإخلاص، وإخفاء الأعمال عن الخلق قدر المستطاع، ومطالعة عيوب النفس ونقائص الأعمال ومفسداتها من الكبر والعجب والرياء وضعف الصدق، والتقصير في إكمال العمل وإتمامه.
ـ الإشفاق من رد الأعمال وعدم قبولها.
ـ مشاهدة فضل الله وإحسانه ، والحياء منه، لاطلاعه على تفاصيل ما في القلوب, وتذكر الموقف والمقام بين يديه، والخوف منه، وإظهار الضعف والافتقار إليه والتعلق به دون غيره.
ـ ومن أعظم الطرق: معرفة الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا .. والعلم النافع وهو: العلم بآيات الله الكونية والشرعية، الذي يربط القلب بالله.
وكذلك الإكثار من ذكر الموت، والجنة والنار، والإكثار من ذكر الله، وطول التأمل وكثرة التدبر، الذي يورث الصلة بالله تعالى، والمسارعة في الطاعات، واستباق الخيرات،
ونسأل الله أن يشرح صدورنا وأن يقر أعيننا بذوق حلاوة طاعته.
الافلاس
أيها الاخوة والاخوات : يشهد هذا العصر استهلاكا إيمانيا مريعا
من شأنه أن يدفع بالكثير من المسلمين إلى هاوية الإفلاس الإيماني
يقول تعالى :
} فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
فسوف يلقون غيا {
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " رواه مسلم ..
إن كل ما حولنا يصرفنا عن الله ، ويغرينا بالدنيا وشهواتها :
{ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة
من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة
الدنيا والله عنده حسن المآب {
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
" حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " رواه مسلم ..
أكتفي بعرض نموذجٍ بسيط حول عملية الاستهلاك الإيماني في زحمة
من المواقع الاستهلاكية التي لا تبقي ولا تذر :
أمام " نشرة أسبوعية مجانية " تقع في نحو أربعين صفحة ، كل صفحة
فيها تمتلئ بعشرات الدعوات والدعايات التي تستهلك الإيمان والأخلاق
والوقت والمال ، ولا تترك للإنسان فرصة للتنفس الإيماني السليم !!
فهذه دعوة إلى تنحيف الأجساد ، وتأمين الأصدقاء ، واستيراد خادمات
وحاضنات تتناسب مع جميع الأذواق والميزانيات ، وعرض لمقاعد بكبسة
زر تساعدك على النهوض ، وعرض لمعالجة الصلع ، أو إزالة الشعر
نهائيا عن الأجساد إلى الأبد ، وعروض لا تعد في عالم التجميل
وعروض لرفع الصدر وتنحيف الخصر والوشم والتغيير في خلق الله
ناهيك عن عروض بيع السيارات والمفروشات والأدوات الكهربائية
والكومبيوترات والفيلات والشقق والشاليهات ، يرافق كل ذلك عروض
سخيةٌ بالبيع المقسط يمكن أن يستهلك عمر الإنسان كله ، يضاف إلى ذلك
تنافس في عروض المطاعم وحفلات الطرب والرقص وما يمنع
الحياء عن ذكره !!
هذه مفردة صغيرة ومحدودة من وسائل الاستهلاك الإيماني ، يضاف
إليها عالم الإنترنت وعالم الفضائيات ، وكل ما تمخض عنه العقل البشري
ووضع في خدمة الشيطان .. فماذا يتبقى بعد ذلك ؟
- هل يتبقى وقت ؟ هل يتبقى جهد ؟ هل يتبقى عقل ؟
- هل يتبقى مال ؟ هل يتبقى دين ؟ هل يتبقى أخلاق ؟
النتيجة: ضياع العمر وسوء المصير ..
- كيف نواجه هذا الكم من قوارض الإيمان ؟
لابد من مشاريع إنتاجية للإيمان تغالب الاستهلاك وتغلبه ، إن ذلك
يحتاج إلى قوة إرادة ، وعزيمة ، وصبر ، ومجاهدة نفس ، ومغالبة
هوى لا تفتر ولا تتوقف ، إنه يحتاج إلى إنماء إيماني يماثل حجم
الاستهلاك الإيماني على الأقل ..
إن صوم رمضان ، وأداء مناسك العمرة والحج ، وإقام الصلاة فرائض
ونوافل والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقراءة
كتاب الله وذكر الموت ، والنهوض بواجب الدعوة إلى الله ، والإسهام
قدر المستطاع بأحد جوانب الجهاد في سبيل الله ، هذه وغيرها
محطات للإنتاج الإيماني ومعارج رقي وارتقاء إلى الله عز وجل
نحن مطالبون بالإقبال عليها والاستفادة منها ....
مشروع العصر:
" الدنيا ساعة .. فاجعلها طاعة "
ثماني مهمات على طريق الجنة
هذا المشروع مقترح كحد أدنى لكل مسلم و مسلمة ، يتضمن ثماني
مهمات محددة الوقت ، معلومة الثواب ، محققة الفائدة بإذن
الله تعالى ، من ذلك :
مغفرة الذنوب ، الأمان من فتنة القبر ، بناء بيت في الجنة
استجابة الدعاء ، الأمان من الفقر ، قضاء الحوائج ، تفريج الهم ..
وكل ذلك لا يستغرق أكثر من دقائق ..
1- المهمة الأولى :
أداء اثني عشرة ركعةً نافلة " السنن الراتبة " ، وهي :
اثنتان قبل الفجر + أربعٌ قبل الظهر واثنتان بعده + اثنتان بعد المغرب
+ اثنتان بعد العشاء ..
الفائدة المرجوة : يبني الله للمداوم بيتا في الجنة ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من صلى في يوم اثنتي عشرة سجدة
تطوعا ، بني له بيت في الجنة " رواه مسلم ..
2- المهمة الثانية : صلاة ركعتين في الليل ..
الفائدة المرجوة : يستجاب الدعاء + يغفر الذنب + تقضى الحاجة ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل
ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول :
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له "
رواه البخاري ..
3- المهمة الثالثة :
أداء صلاة الضحى ركعتين ، أو أربعا ، أو ثماني ركعات ..
الفائدة المرجوة : تؤدي صدقة عن كل مفصل من مفاصل العظام ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " يصبح على كلِّ سُلامى من أحدكم
صدقة فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة
وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة
ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "
رواه مسلم ، وروى البخاري جزءا منه ..
4- المهمة الرابعة :
قراءة سورة الملك ..
الفائدة المرجوة : تنجي من عذاب القبر ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " إن سورة من القرآن ثلاثون آية
شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي " تبارك الذي بيده الملك "
- رواه الترمذي وأحمد -
5- المهمة الخامسة :
قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد
وهو على كل شيء قدير" ..
الفائدة المرجوة : تعدل فك عشر رقاب ، وتكتب مائة حسنة ، وتمحو
مائة سيئة ، وتكون حرزا من الشيطان ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير
في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة
ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل أكثر من ذلك "
رواه مسلم ..
6- المهمة السادسة :
الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مائة مرة ..
الفائدة المرجوة : براءة من البخل ، وصلاة من الله ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " فإنه من صلى علي صلاة
صلى الله عليه بها عشرا " رواه مسلم ..
وقوله : " البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي "
- رواه الترمذي -
7- المهمة السابعة :
قول : " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " مائة مرة ..
الفائدة المرجوة : تغرس له في الجنة مائة نخلة ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله العظيم وبحمده
غرست له نخلة في الجنة "
- رواه الترمذي -
8- المهمة الثامنة :
قول : " أستغفر الله " مائة مرة ..
الفائدة المرجوة : يفرج الله كربه ، ويوسع رزقه ..
الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له
من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب "
- رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم بسند صحيح -
أختم بالإشارة إلى موضوع في مقام زيادة الإيمان ، ودعني أسميه
" المهمة التاسعة " وهو أن الإيمان في ديننا ليس صلاة وقراءة قرآن فقط
بل هو ممارسة وفعل ومعاملة كذلك ، فعندما يقول صلى الله عليه وسلم
مثلا في الحديث الرائع حقا :
" تبسمك في وجه أخيك صدقة لك ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر
صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة
وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم
عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة "
- رواه الترمذي ، وقال : حسن غريب ، ورواه ابن حبان في صحيحه -
هل هذه الأوامر والفضائل لمجرد العلم ، أم هي للممارسة أيضا ؟
وهل لها - إذا ما طبقناها - علاقة بزيادة الإيمان في قلوبنا ؟
ولو كانت ليست لها علاقة بالإيمان ، فمعذرة ، فما فائدتها ؟
ولماذا وردت ؟ ولماذا حث ديننا عليها وأمر بها ؟
لقد أخبرنا رسولنا صلى لله عليه وسلم بعظم أجر هذه المعاملات حين قال :
" بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه
فشكر الله له فغفر له "
- رواه أحمد والبخاريّ ومسلم وأبو داود والترمذي -
علينا إذن أن نتقرب إلى الله بالمعاملة كما تقربنا إليه بالطاعة ..
بالإتقان والالتزام في كل شيء في حياتنا صغر أم كبر ، يبدأ من التزام
الكلمة وصولا إلى التزام العمل والطاعة والحياة ، لنجعل حياتنا قربة
إلى الله تعالى في الطاعة وفي المعاملة ، وعندئذ لن نحس بقسوة القلب
أو بالتراجع الإيماني ، وصدق ربنا سبحانه حين قال :
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
ملطووووووووووووووووووووووووووش
3
481
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ربي يجزاكي الجنة