فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ نفَحاتٌ روحانيّة من الحجّ ~

الأدب النبطي والفصيح





الحج ~ رحلة القلوب في لجة الإيمان ..
وهو رحلة حركيّة تحمل كل معاني الانفتاح الروحي ..
ونشاط تعبدي ينطوي على قيمٍ إيحائيةٍ عديدةٍ تحتويها شعائره ..
وطريق مبارك .. تجري به القلوب قبل أن تقطعه الأقدام ..
يقصده المسلمون ( من كل فج عميق ) وقد جرّدوا قلوبهم لله عز وجل قبل عزمهم ،
و تجردوا بإحرامهم من نوازع الهوى ، وزخرف الدنيا وزينتها
فطرحوا عنهم الثياب ، واغتسلوا من كل دنس معنوي ، وارتدوا لباس الطهر ..
ثياباً تمثل لهم حقيقة التساوي بين البشر ، والرجوع إلى الفطرة،
ورفض المقاييس الوهمية التي تفصل بين أبناء الإنسانية.

هتف المنادي فانطلق ياحادي - وارفق بنا إن القلوب صوادي
تتجاذب الأشواق وجد نفوسنا- مابين خافٍ في الضلوع وباد

( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك )
بهذا النداء العميق يلهج الحاج بالتلبية في كل آن ..
مستشعراً عظمة الله في كل عملٍ يقوم به،
وقد عزل قلبه وعزمه عن كل شاغل وحجاب ، وفوض أموره جميعاً إلى الله ..
في كل حركاته وسكناته ، وسلّم لقضائه وحكمه وقدره.
إن المسلم إذ يلبي ليشعر أنه أهل لأن يكون في عداد أولئك
الذين أجابوا دعوة إبراهيم عليه السلام التاريخية ..
ويحس أنه مرتبط بحركة التوحيد الخالص ،
الذي ينزه الله تعالى عن كل مفتريات المشركين ..
و أنه جزء منسجم وملتحم ومتآلفٌ مع كل مافي الكون الذي يردد التكبير
ويشهد بالتوحيد وأنه إذا انفصل عن مسيرة التلبية في قول أو عمل ..فقد غدا نشازاً في بناء الكون ..
وبهذا التجرد القلبي والتسليم يدخل المسلم أيام الحج .. وبمثله يخرج ..
ليستقبل حياته الآتية بكيانٍ جديد
وقد تحرر من ربقة الذنوب فبات كهيئته يوم ولدته أمه.

لبيك فاح الكون من نفحاتها- و تعطَّرت منها ربوع الوادي
لبيك فاض الوجد في قسماتها- وتناثرت فيها طيوف وداد

وهناك عند البيت .. حيث تفوح مباخر الروح بالعطور
ومجامر البخور بالطيب، وتتصاعد متسللة في طباق الجو بأنفاس التقوى
تسمو المشاعر وتحلق القلوب فكأن نسمات الإيمان
ترتقي بها في كل مرة تطوفها .. إلى السماوات درجة ،
وتتسامى بها من سماءٍ إلى سماء في مقام العبودية.
هناك حيث ينتصب بيت الله مشرّفاً صعيد الأرض كأطهر بقعة ،
وحيث تتصاعد تضرعات الحجيج ونفحات ابتهالاتهم ..
تتلألأ بأزاءه في السماء السابعة .. أنوار البيت المعمور
يزخر بطواف الملائكة الأبرار كل حين ..
سبعون ألف ملك كل يوم يطوفون ولا يعودون ..
لتتصل أسباب الأرض بالسماء ..
في نداء واحدٍ..تحت ظل عرش الرحمن ..
فما أعظم إكرام الله للحاج !
وما أروع شعور الحاج بهذه الكرامة الإلهية..
التي حفّت به وانتزعته من ثرى الأرض ..
إلى روئً سماويةً تسبح الروح في أفلاكها ..!

ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي - قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ
وقد شَرقَتْ عينُ المحـبَّ بدمعِهـا- فينظرُ من بيـن الدمـوع ويُسجـمُ

وحين تتوهج الأرواح على صعيد عرفات ..
في وقفات ليس كمثلها وقفات ،
تتلاشى في قلب المؤمن الدنيا وما تحويه من متاع ومغريات وملذات..
هناك لايبقى للوجود المادي في نفس المؤمن أي قيمة ..
حيث يغيب عنه بكليته في هذا الزخم الروحي المترع ..
هناك لا لفح هجيرٍ ولا وهج شمسٍ يسلبه يقظته الروحية ..
إن نفسه قد أشرقت في عظمة هذا الموقف ،وانسلخت من مادية الجسد
وباتت قريبة الصلة بالملأ الأعلى من الملائكة .. منتظمة في ركب الأبرار ..!
إنه عرفة .. يوم قبول التوبة .. والإنابة إلى الله والأوبة ..
هو مشهدُ من المشاهد التي تحيي القلوب الميتة، وتوقظ العقول الغافلة،
وتذكر بالقيامة ..
الحناجر منطلقة تجأر بالدعاء ..
والقلوب خاشعة تنتظر عند باب الرجاء ..
والعيون ساكبة .. والنفوس واجفة ..
والكل ألقى أحماله .. وعبء أوزاره التي ناء بها ..عند رب السماء
يرجو العتق من النار ..!
لبيك اللهم .. ويستجيب الرحمن ..ويسبغ الرحمات وينزل البركات .. ويمنّ بالمغفرة !.

هذي ضيوفـك يـا إلهي تبتغـي - عفوا وترجو ســابغ البركات
غصـت بهم في حلـهم ورحيلهم - رحب الوهـاد وواسع الفلوات
تركوا وراء ظهورهم دنيا الورى - وأتوك في شوق وفي إخبـات
وفدوا إلى أبواب جودك خشعـا - وتزاحموا في مهبط الرحمـات
فاقبل إله العرش كل ضراعــة - وامــح الذنوب وكفر الزلات


وحين يؤوب الحاج من رحلة الحج المباركة ..
وهو يحمل نفساً جديدةً ممتلئة بالرضى المطمئن
تصاحبه القربى الندية التي عاشها في رحاب البيت
ويشعر أنه كان ولا زال في ملاذ أمين وقرارٍ مكين
وأن الدنيا زادت زهداًفي عينيه ، وهانت لديه ..
وأن الآخرة زادت إقبالاً عليه ..
وأنه غدا أزكى نفساً .. وأرق قلباً .. وأعظم خشية لله
وأكثر إقبالاً على الطاعات ..
وعزوفاً عن المغريات ..
حين يعود بروحٍ تقطر نداوةً ووداً ، وثقة ويقيناً..
يكون بذلك قد بلغ منزلة الحج المبرور ..
اللهم بلّغنا إياه ..!!

12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تغريد حائل
تغريد حائل
"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ"
نفحات روحانية تجلت في روح الإسلام
وسكينة تسري في شعاب الذات طُهراً وسمواً،
وترتجي الغفران في أيامٍ مباركة عظام..!
الحج.. شريط إيمانيات تهفو له النفس،
وتذرف العين مدرارها..
والأذهان تستحضر صورها وأخيلتها في ذلك اليوم العظيم..
ما أقدسه من استحضار للحواس، ولمضغة القلب..!
الغالية فيض:
بين دفتي موضوعكِ القيم فجر أبلج يمد الفكر بالضياء
ويستقر في حصن منيع أسواره الطاعة والتقى..!
سلَّم الله الفكر النيَّر المفعم بنسائم الإيمان
وأنار بقلمكِ مشعل الحق المبين،
وشملنا وإياكِ والمسلمين بالرحمة والغفران، والنجاة من النار!!
أم رسولي...
أم رسولي...
عباراتٌ مغلفةٌ بالزهو والإيمان
ترتفعُ بها الأرواح عنانَ السماء
جمعتِ طيب الكلام ونثرتيه على ضفاف أرواحنا
نفحات الحج تُسامرنا حباً وحلماً
كل عام تهفو القلوب لها وتطيرُ شوقاً لملاقاتها
قلمك سيّال بأجمل العبارات الفياضة
وحروفك تتهادى مختالةً برقتها وجمالها
كيف لا وهي تتحدث عن أعظم المشاعر المقدسة
وركنٌ عظيم شرعه الله لنا ...
تحيةٌ تليقُ بمقامك .. وفقنا الله وإياكم لكل عملٍ صالح
المحامية نون
المحامية نون
هذه أيام المشتاقين لبيت الله الحرام ..
وقد سكبت العبرات وهفت النفوس الى
مغفرة رب العباد
أيام مباركة تحمل خشوع القانتين
وأكف أرتفعت بالدعاء
اللهم أجعلها أيام خير وتقوى
في قلوب المؤمنين

قال أبن القيم ...
يهلون بالبيداء لبيك ربنا....لك الملك والحمد الذي أنت تعلم
دعاهم فلبّوه رضاً ومحبةً ...فلما دعوه كان أقرب منهم

فيض الغالية
سلم لنا أبداع قلمك البار دائماً
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
رحلة الحج ..
لبيك اللهم لبيك
ينبض بها قلبي كل عام
متمنياً تلبية النداء ..
وطامعاً في كرم رب العباد
أن يكون بين الملبين !!
فاض بنا الشوق لذلك الموسم
الذي يتطهر به. العباد
ويعود كل فردٍ بصحيفة بيضاء طاهرة نقية..
اللهم أكتبها لنا كما كتبتها لغيرنا
وأرزقنا النظر الى بيتك الحرام ملبيين مكبرين .

جنائن الورد لحرفك الماسي يافيض عطر
لا حرمنا الله من إطلالتك الرائعة
لك حبي وتقديري
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ" نفحات روحانية تجلت في روح الإسلام وسكينة تسري في شعاب الذات طُهراً وسمواً، وترتجي الغفران في أيامٍ مباركة عظام..! الحج.. شريط إيمانيات تهفو له النفس، وتذرف العين مدرارها.. والأذهان تستحضر صورها وأخيلتها في ذلك اليوم العظيم.. ما أقدسه من استحضار للحواس، ولمضغة القلب..! الغالية فيض: بين دفتي موضوعكِ القيم فجر أبلج يمد الفكر بالضياء ويستقر في حصن منيع أسواره الطاعة والتقى..! سلَّم الله الفكر النيَّر المفعم بنسائم الإيمان وأنار بقلمكِ مشعل الحق المبين، وشملنا وإياكِ والمسلمين بالرحمة والغفران، والنجاة من النار!!
"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ،...
آمين ..!
حروفك نقوش موشاة بتلاوين المعاني
تفيض فيها الأبجدية بالتعابير الزاخرة
وترش الدر النثير على صفحة الواحة ..
تغريد الغالية ~
بورك أول السكب هنا ..
في محطة الإيمان ..
وعلى إيحاءات الحج
شملنا الله وإياكم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار
وجعل دعواتنا مستجابة ..
ورزقنا حج بيته الكريم ..!
دمت يانضرة الربيع ..!