.. .. .. .. .. .. .. ..
أقبلت ملء فمي كلام
لكنني لما رأيتك تخطرين كواكباً خُضراً، وسرِباً من يمام
ضاعت مفاتيح الكلامْ
* * *
أنا يا مداد الأرجوان
ورقٌ جنوبي يكحله الغمامْ
لكنني ظامٍ إلى عينيك، أبحث في مدارهما عن النجوى، وعن فَلَقٍ،
وبسمة أقحوان
عن نبض أوردتي التي انطفأت، وعن خيلٍ تقاد بلا عنان
أقبلت أبحث عن مكان
في بهوه أغصان فاتحة، وزهرة عنفوان
أقبلت أبحث في الزمان عن الزمان
عن أوجهٍ خضرٍ، وأفئدةٍ لها من طينة الأنصار نكهتُها
فللأنصار نكهة زعفران
* * *
من ها هنا بدأ الغرام
نثّت حروف الشعر من فوق الثنياتِ العذابْ
جورية شربت حنايا القلب والولـه المذُاب
وانشقت الحرّات عن قمرٍ يهلّ بلا غيـاب
عن لؤلؤ أنقى من البلور يزهر من تُرابْ
* * *
ضاقت بي الدنيا فجئت إليك قافية شجيهْ
لكنني لما رأيتك هالةً بيضاءَ، أغنية بهيّـة
ضاعت مفاتيح الكلام
يبست على ثغري التحيةْ
* * *
من أين يا طابه
أروي هوى حرفي
وأدير أكوابه
وأمدُّ ميناءً
للعاشق المنفي
وأفكُّ بـوّابَه
فالشعر أن أُطفي
بمشاعري داءً
بلواه منسابه
أحثو الرؤى قصفاً
للزيف من قبلي
والزيف من خلفي
نيران دبابة
* * *
من أين يا حضن الرسول
آتي وأختصر الفصول ؟
من أين، لا أدري على أيّ الجهات أبثك النجوى، وما البحر الذي عنّي
سيحمل ما أقول ؟
النور من عينيك مشرقه، وفي عينيك مغربه، ولكنّ الغروب بلا أفولْ
ما قلت إني قد أقول ولا أقول
* * *
ضاعت مفاتيح الكلام
فعليه ساكنك السلام
وعليك يا قلبي السلام
للشاعر/ صالح الزهراني
.. .. .. .. .. .. .. ..
أقبلت ملء فمي كلام
لكنني لما رأيتك تخطرين كواكباً خُضراً، وسرِباً...
ثمّ صارَ الآن كالتّمثالِ .. في الظلمةِ يفنى !
كيف أدخلتَ جناحيكَ و تغريدكَ سجنا ؟
كيف شبّ الخيرُ شرّاً ؟؟ كيف عاد الحُبُّ لعنا ؟
تذكرُ الأمسَ ؟؟ و ما في الأمسِ من معنًى و معنى ؟
يومَ كان القلبُ طفلاً ... أدعجَ العينينِ .. أقنى
في الصباحاتِ يُناغي العطرَ .. يغفو .. يتمنّى
فوقَ صدري كأخي الأصغرِ بسّاماً أغنّا
يومها .. كانتْ حروفُ الحُبّ قد تصنعُ كونا
كانت القريةُ طيباً .. و فضاءاتٍ .. و مغنى
لم يكن للشّكِ أرضٌ .. لا .. و لا للخوفِ مجنى
لم يكن يشغل بال الناسِ حقدٌ يتجنّى
و لئن خفنا الحكايا .. فعدونا .. ثم نمنا
لَهْوَ أحلى الخوفِ يا لله .. غيلاناً و جنّا
ليتنا دُمنا صغاراً .. و بقينا حيثُ كُنّا
لم تحجّرنا بلادُ الصخرِ .. لم نندسّ جُبنا
لم نرَ البسمةَ ذنباً .. و سلام الله غبنا
حين عاد الخيرُ فينا حبّةً تُنبتُ مَنّا
و تطاولنا دُخاناً .. يملأ الأجواء حُزنا
أحرقتنا هذه الدنيا .. و لو نُمطرُ .. زدنا !!
.
.
فلماذا صرتَ يا شاعرُ مثل النّاس لونا ؟
و لقد كانت قلوبُ الشعرِ .. للجنّةِ أدنى .......
.
.
الشاعر \\ حسن الصُّميلي \\ الرياض