سلمى أتيت وهذا الشوق يحدوني
ولهفةٌ في حنايا القلب تدنيني
سلمى سلامٌ من الرحمن أحملهُ
لكم وأحمل في كفي رياحيني
وأحمل الشعر أبياتاً ارددها
وأحمل الحب يسري في شراييني
أتيتُ أنثرُ في ساحٍ لكم ألمي
أبثكم آهتي شجوي وتلحيني
مدي يديك أعيدي بسمةً ذهبتْ
وأطفئي جمرة بالجوف تصليني
معذَّبٌ وغريب الروح يا أملي
فهل إلى وطني سلمى ترديني ؟
ودمعتي في ظلام الليل نازفة
واحرَّها العين ابكيها وتبكيني
أخشى على الروح إن جفت مدامعها
من الهلاك فهل سلمى ترديني
أتيتُ والهم لا اقوى تحملهُ
فهل لبعضٍ من الأحمال تكفيني
رأيت في السوق مأساة مروعةً
جريمة مثلها ما شاهدت عيني
بنت الجزيرة جانيها وفاعلها
قتلٌ فظيعٌ بلا نار وسكين
رأيتها والدما من كفها نزفتْ
دماء أصلٍ وفصلٍ حشمة دينِ
رأيتها يا لهول العار طرحتها
تئن من رقة فيها وتلوين
رأيتها والعيون السود داعجة
لو رامها جبلٌ لانهد في الحين
عباءةٌ لا وربي لستُ احسبها
إلا كبوابة أو كالميادين
رأيت بنطالها يا عُظْمَ ما نظرت
له العيون أهذي بنت ميمون ؟
أهذه أخت أسماء وفاطمة
لا والذي أمره بالكاف والنون
لِمَ ارتدته ألا جاءت مكشفةً ؟
فليس ثمة فرقٌ في الموازين
لِمَ ارتدته أجيبي وارحمي ألمي
فداك عمري أريحي حرقة فيني
بنت الجزيرة يا سلمى لها نظرتْ
عيني فيا حرقتي يا ضيعة الدين
أين الحياءُ الذي بالأمس نعهدهُ
أمات مع جدتي في حفرة الطين
أمات مع جدتي حتى يصاحبها
في قبرها بعد ذلِّ العيش والهون
فتاتنا تركت ماضٍ يشرفها
وأصبحت بين فتانٍ ومفتون
وغرها عسل الكفار ما علمتْ
بأن داخله سمُّ الثعابين
لباسها من ولاياتٍ وإخوتها
حذاؤها من سمرقند ومن صين
وأتعبت نفسها في السوق باحثةً
خلف الموديلات ماذي بنت ميسون
متى تفيقُ فسكر الفكر أحسبهُ
أشدُّ والله من سكر الطواحين
هذي همومي أيا سلمى بثثتُ بها
فشاركيني وعزيني وواسيني
صيحي بصوتك يا سلمى لتسمعهُ
بنت الجزيرة عذباً ثم تأتيني
قولي لها لا تزيدي مُتعباً تعباً
وعاتبيها بلطف القول واللين
وذكريها بيومٍ لا مفر لها
يوم القيامة يوم الحشر والدين
فربما أنها عادت لمنهجها
ولم تُسَلِّمْ لوسواس الشياطين
واستمسكت بكتاب الله واعتصمت
بحبله واقتفت هدي الميامين
وأسبلت فوقها الجلباب ساترةً
به مفاتنها عن كل مفتون
سلمى أتيت وهذا الشوق يحدوني
ولهفةٌ في حنايا القلب تدنيني
سلمى سلامٌ من الرحمن أحملهُ
لكم...
ولم تُسَلِّمْ لوسواس الشياطين
واستمسكت بكتاب الله واعتصمت
بحبله واقتفت هدي الميامين
وأسبلت فوقها الجلباب ساترةً
به مفاتنها عن كل مفتون
نعم ستعود إن شاء الله
وإنما امره بين الكاف والنون ..
والواقع يشهد غير أن المنظر السيء يلفت أنظارنا أكثر ..
نسأل الله العافية مما ابتلاهن والهداية لهن ..
شكرا لك .