الوائلي
الوائلي
بغدادُ ، مـاذا أرى في حــالـِكِ الظُّـلَمِ ...... نجمــاً يلــوحُ لـنـــا أم لفحـةَ الحِـمَــمِ؟ أرى النواحي وضوءُ الـنارِ يلفَحُهــا ...... فـكيف تجـتـمـعُ الـنـــــيرانُ بـالظُّــلـَمِ؟ بغدادُ ، لا تسكتي .. ردي على طلبي ....... وامحي سؤالي الذي أحكيه ملءَ فمي بغدادُ ، أين زمـــــانُ العِـــزِّ في بلـدٍ ....... كان الســـــــلام به أسمى من العَـلَـــمِ؟ دارَ الســـلامِ ، أيا بغدادُ ، هل بعُـدت ....... عنك الجحافلُ في يومِ الوغى الـنَّـهِــمِ ؟ بغدادُ ، أين سحابُ المزنِ إذ حكمت ....... يـَـدُ الرشـــــيـدِ بعدلِ اللهِ في الأُمـَــمِ ؟ يقولُ أنَّى سكبتِ المزنَ سوف أرى ....... منه الخـراجَ .. ويـأتـيني بــــلا غُـرُمِ أين الجحـافـلُ يا بغـدادُ ، عـن زمـنٍ ...... تخـاذَلَ العُـرْبُ عن أفعــــالِ مُعتصِمِ؟ قــادَ الجحــافلَ لم يهـنـأ بشـــربَتـِـه ....... حتى أتى ثــأرَهُ في الأنـجُـمِ الحـُــــرُمِ بالله ، لا تخجلي واحكي حقيـقـتَـنـــا ....... ولتكشفي حـالـــنـــا .. حالٌ من السَّـدَمِ ***** كتبتُ والحبرُ من نهر الفرات جرى ...... شـعـراً يُـترجِـمُ مجـداً غاصَ في القِدَمِ آمــنتُ بــالله ربــاً لا شـــريــكَ لـَــهُ ...... وكيف يشـــرِكُ مَن يرنـو إلى الـقِـمَـمِ ؟! بالله يا نخلةً مـدَّت جــــذائرَهـــــــــا ....... بين الـفــــراتــين في شّــطٍ من السَّـقَمِ هل روَّعتكِ المآسي فوق طينتِـهــا ؟ ....... وهل ســقـتـكِ دمـــاً تجــريهِ بعــدَ دَمِ؟ وهل تنبأتِ الأنــــواءُ عـن حـــدثٍ ........ يعــيــدُ للمجـدِ نَـوءَ السَّـــعـدِ والحُــلُمِ؟ وهل ســـتأتي أســودُ العُربِ يدفعُها ........ نبضُ الـكـــرامَـــةِ في قـلبٍ لها هَـرِمِ النارُ نارُك يا بغـــدادُ ، فاصطبري ....... فما يفـيـــــــدكِ بعدَ الـحَـــرقِ من نَـدَمِ واســتنجـدي ببني الإســـلامِ إنهمو ....... أُسْــدُ الوغى ، وأسـودُ الشـرك كالعَـدمِ ***** بالله قولي أيا بغـــــدادُ ، مـا فـتـئت ....... يَــــدُ المغــــولِ تزيــدُ الجرحَ بالـكَـلِـمِ مرت قرونٌ ثمـانٍ والجراحُ بنــــا ....... تغــورُ من رجــسِ ما صبُّوه من نـِقـَمِ شمسُ الحضارةِ لم تشرق بساحتنا ........ من بعدِهم وغدونـــــــا أمَّـــةَ الـرَّخـَمِ تباً لمستعصمٍ لم يحـمِ دولــتـَـــــــه ....... فاستهدفتها عـبـيـدُ الرجـس والـصنَـمِ تبا لمســــتعصم كانت بطانَـتُــــــهُ ....... تـُزيـغُــــهُ عن طريــق الحقِ والقيـَــمِ فهل يرومُ من الزنـديــقِ حكمتـَــهُ ....... و( العلقمي) جمــيــلَ الرأي والحُـلـُمِ ؟ تباً لمستعصمٍ يلـقـــاهمُ فــــرحــــاً ....... ويـلـتــقي النـاصحَ الصدِّيقِ بـالـجَـهـَمِ تباً لمستعصم أضحت بطــــانتـُــهُ ....... تدوسُ فــيــهِ كــرامَ الشعبِ بالجِزَمِ تباً لمستعصم أمست حواشـــــــيهِ ....... تُـشــــارك الناسَ في الأرزاقِ واللُّقمِ تباً لمستعصم أدنى الحثـــــالةَ من ....... عَــرشٍ وأبعَـدَ أهلَ الفضلِ والـكَــرَمِ تباً لمستعصم قد خــــــانَ أمــتـَــهُ ....... وســـلـَّــمَ الحُـكــم للأوبـَــاش والدَّهَمِ تباً لمستعصمٍ أفـنى خــزينـتـَـــــهُ ....... على الغواني وأهـلِ الرَّقصِ والنَّـغَـمِ تباً لمستعصمٍ يُـدنـي العـَـــدوَّ لـَـهُ ........ كـأنَّـهُ صـــار عن فـتــكِ العدوِّ عمي تباً لمستعصمٍ يخشـى رعـيـَّـتــَــهُ ....... وآمِــنٌ بـــينَ أعـــداءٍ على الــحُـــرَمِ تباً لمستعصمٍ أهـدى مـَــديـنـَتـَـــهُ ....... إلى المغـُـولِ وظنَّ الأمنَ في السَّــلــَمِ تباً لمستعصمٍ لا يســــتحي أبــــداً ....... ينـقــادُ ذلاً من الأعـــــداءِ كالبـَـهـَـمِ تباً لمستعصمٍ أبدى شــــجـاعـتـَه ....... عـلى الــرَّعـِـيــةِ بالتـنـكيــل والتـُّـهَمِ تباً لمستعصمٍ صــارتْ مهـمـتـُـه ....... يُـشـــتتُ الجمعَ بالتخريفِ في الكَـلـِمِ تباً لمستعصمٍ نـامَـتْ عـوَاطــِفـُهُ ....... وأعينُ الشـعـبِ لم تغمضْ ولم تـَـنـَمِ ***** بالله قولي أيــا بغــدادُ ، لا رقدت ...... عينُ الجـَبَـــانِ إذا نـامَـت عن الهِممِ واستخلفي الله في عصرٍ لقيتِ بهِ ...... ذُلَّ المهــانــةِ بــينَ العُـرْبِ والعَـجَمِ حانَ الوداعُ أيا بغـــدادُ ، فانتحبي ...... فقد أصيبَ جميــــعُ القـــومِ بالصَّمَمِ حانَ الوداعُ أيا بغدادُ ، قد نُحِرَتْ ...... رجولةُ الـقَــومِ في مـيـــدانِ مُـنـتـقِمِ حان الوداعُ .. وعذرُ القومِ أنهمو ...... لا يقدرون على الأرمــــاحِ والحُسـُمِ هذا الوداعُ .. فموتى خيرَ عاصمةٍ ...... مذبوحةً .. ربمـــا مــاتتْ بــلا ألـَـمِ! أحمد الطارش 1/1/1424هـ
بغدادُ ، مـاذا أرى في حــالـِكِ الظُّـلَمِ ...... نجمــاً يلــوحُ لـنـــا أم لفحـةَ الحِـمَــمِ؟...
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها وحنانها وحنوها ، فملكت منا القلوب ، فجزاها الله عنا خير الجزاء ، وقد ترجمتُ موقفها الرائع بأبيات على لسانها ، ثم رددتُ عليها بأبيات.

الأبيات
بناتك يا ضيا عَيْنِيْ باتي
.................... بهنَّ شُغِفْتُ مثل الوالدات

سكنَّ أيا حبيبي عُمقَ قلبي
................... وخالطنَ الحشا والخافقاتِ

لأجلك لو يُرِدْنَ ضياء عيني
................... لقدمتُ العيونَ الناظراتِ

معي يحيينَ في أدبٍ وطهرٍ
................... يَعِشْنَ حبيب قلبي المكرماتِ

سأبذل ما استطعتُ لهنَّ جهدي
.................... ووقتي كي يَحُزْنَ العالياتِ

ولن أرضى لهنَّ الذلَّ يوماً
..................... ولا هوناً وربِّ الذارياتِ

كذا حَسَنٌ سأحفظه بعيني
...................... وأسقيه المشاعر سائغاتِ

بدفئي والحنانِ ألفُّ اْبني
...................... وأمنحهُ العواطفَ مفعماتِ

أربيهِ على التقوى وأُحْيِي
....................... به حبَّ الخصال الطيباتِ

وأزرعُ فيه حب الخير دوماً
....................... وأدعوه لفعل الصالحاتِ

لينشأ مثلما تبغيه شيخاً
....................... تقرُّ به العيونُ الآملاتِ

فلا تهتمَّ يا أغلى البرايا
....................... ولا تحزن فقد سكنوا بذاتي

وأنتَ رفيق مشواري ودربي
........................ وأنتَ القلبُ ينبضُ بالحياةِ

أضيق إذا رأيتكَ في همومٌ
......................... ولا أهنأْ بعيشٍ أو سباتِ

فأطلق نور وجهك في عيوني
......................... فأمنحك الشفاه الباسماتِ

وأمنحك السعادة طول عمري
.......................... وأُنْسِيْكَ الهمومَ السالفاتِ

الرد

حياتكِ يا منى عمري حياتي
........................ وذاتكِ يا ضيا عينيَّ ذاتي

وأنتِ الشمسُ يغمرنا ضياها
........................ وتنشر دفئها في الناحياتِ

وأنت الورد يرقص في رياضٍ
........................ وننشق منه نفحاً عاطراتِ

وأنتِ حبيبتي سكنٌ وبيتٌ
....................... أنخناْ به المطايا الراحلاتِ

فذي أرواحنا سكنت وباتتْ
....................... مهنأة وكنَّ المتعبـــــــــاتِ

منحتينا الودادَ وصدقَ حبٍ
....................... وعانقنا أكفَّاً حانيـــــــــاتِ

فعشنا في السعادةِ في هناءٍ
........................ وودعنا الليالي البائساتِ

وكنتِ الأم للأبناء تحنو
......................... وترعاهم كرعي الأمهاتِ

ولي كنتِ الوفية في زمانٍ
.......................... شكا من ندرةٍ في الوافياتِ

لك يا زوجتي القدحُ المعلَّى
.......................... إذا ذكرَ الأنامُ الصالحاتِ
الملاك الغريب
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها وحنانها وحنوها ، فملكت منا القلوب ، فجزاها الله عنا خير الجزاء ، وقد ترجمتُ موقفها الرائع بأبيات على لسانها ، ثم رددتُ عليها بأبيات. الأبيات بناتك يا ضيا عَيْنِيْ باتي .................... بهنَّ شُغِفْتُ مثل الوالدات سكنَّ أيا حبيبي عُمقَ قلبي ................... وخالطنَ الحشا والخافقاتِ لأجلك لو يُرِدْنَ ضياء عيني ................... لقدمتُ العيونَ الناظراتِ معي يحيينَ في أدبٍ وطهرٍ ................... يَعِشْنَ حبيب قلبي المكرماتِ سأبذل ما استطعتُ لهنَّ جهدي .................... ووقتي كي يَحُزْنَ العالياتِ ولن أرضى لهنَّ الذلَّ يوماً ..................... ولا هوناً وربِّ الذارياتِ كذا حَسَنٌ سأحفظه بعيني ...................... وأسقيه المشاعر سائغاتِ بدفئي والحنانِ ألفُّ اْبني ...................... وأمنحهُ العواطفَ مفعماتِ أربيهِ على التقوى وأُحْيِي ....................... به حبَّ الخصال الطيباتِ وأزرعُ فيه حب الخير دوماً ....................... وأدعوه لفعل الصالحاتِ لينشأ مثلما تبغيه شيخاً ....................... تقرُّ به العيونُ الآملاتِ فلا تهتمَّ يا أغلى البرايا ....................... ولا تحزن فقد سكنوا بذاتي وأنتَ رفيق مشواري ودربي ........................ وأنتَ القلبُ ينبضُ بالحياةِ أضيق إذا رأيتكَ في همومٌ ......................... ولا أهنأْ بعيشٍ أو سباتِ فأطلق نور وجهك في عيوني ......................... فأمنحك الشفاه الباسماتِ وأمنحك السعادة طول عمري .......................... وأُنْسِيْكَ الهمومَ السالفاتِ الرد حياتكِ يا منى عمري حياتي ........................ وذاتكِ يا ضيا عينيَّ ذاتي وأنتِ الشمسُ يغمرنا ضياها ........................ وتنشر دفئها في الناحياتِ وأنت الورد يرقص في رياضٍ ........................ وننشق منه نفحاً عاطراتِ وأنتِ حبيبتي سكنٌ وبيتٌ ....................... أنخناْ به المطايا الراحلاتِ فذي أرواحنا سكنت وباتتْ ....................... مهنأة وكنَّ المتعبـــــــــاتِ منحتينا الودادَ وصدقَ حبٍ ....................... وعانقنا أكفَّاً حانيـــــــــاتِ فعشنا في السعادةِ في هناءٍ ........................ وودعنا الليالي البائساتِ وكنتِ الأم للأبناء تحنو ......................... وترعاهم كرعي الأمهاتِ ولي كنتِ الوفية في زمانٍ .......................... شكا من ندرةٍ في الوافياتِ لك يا زوجتي القدحُ المعلَّى .......................... إذا ذكرَ الأنامُ الصالحاتِ
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها...
ما اجمل ان يحس الانسان بالامتنان لانسان اخر ..
كيف وهذا الانسان هو زوجته شريكه حياته .اني لاحس بصدق هذه الكلمات من زوجه وهبت نفسها لرعايه اطفال زوجها ولم شملهم تحت رايه الحب والحنان
ومن زوج احس بان في الحياه قلب اخر يشاركه حياته ويلم شتات عائلته ويمنحها من جديد الامل بغد افضل.....
هذه الكلمات ستكون لها معنى اكبر بكثير من حروفها الصغيره عندما تقدمها لزوجتك .........لتكون شهاده محبه وتقدير
:24:
:24:
عطاء
عطاء
قال عبدالله بن معمر القيسي : حججت سنة ، ثم دخلت ذات ليلة مسجد المدينة لزيارة قبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فبينما أنا جالس بين القبر والمنبر ، إذ سمعت أنيناُ فأصغيت إليه . فإذا هو يقول : شجاك نوح حمائم السدر **** فإهجن منك بلابل الصدر أم عز نومك ذكر غانية **** أهدت إليك وساوس الفكر يا ليلة طالت على دنف **** يشكو السهاد وقلة الصبر أسلمت من تهوى لحر جوى **** متوقد كتوقد الجمر فالبدر يشهد أنني كلف **** مغرم بحب شبيهة البدر ما كنت أحسبني أهيم بها **** حتى ، بليت وكنت لا أدري ثم أنقطع الصوت ، فلم أدر من أين جاء ، وإذا قد عاد البكاء والأنين ، وأنشد : أشجاك من ريا خيال زائر **** والليل مسود الذوائب عاكر واغتال مهجتك الهوى برسيسه **** واهتاج مقلتك الخيال الزائر ناديت ريا والظلام كأنه **** ملك ترجل والنجوم عساكر وترى به الجوزاء ترقص في الدجى *** رقص الحبيب علاه سكر ظاهر ياليل ، طلت على محب ماله **** إلا الصباح مساعد ومؤازر فأجابني : مت حتف أنفك واعلمن **** أن الهوى لهو الهوان الحاشر قال : وكنت ذهبت عند ابتدائه بالأبيات فلم ينتبه إلا وأنا عنده ، فرأيت شاباً مقتبلاُ شبابه قد خرق الدمع في خده خرقين ، فسلمت عليه ، فقال : اجلس من انت ؟ قلت : عبدالله بن معمر القيسي ، قال : ألك حاجة ؟ قلت : نعم ، كنت جالساً في الروضة فما راعني إلا صوتك ، فبنفسي . أفديك ، فما الذي تجد؟ فقال : أنا عتبة بن الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري ، غدوت يوماً إلى مسجد الأحزاب فصليت فيه ، ثم اعتزلت غير بعيد ، فإذا أنا بنسوة قد أقبلن يتهادين مثل القطا ، وإذا في وسطهن جارية بديعة الجمال، كاملة الملاحة ، فوقفت على فقالت : يا عتبة : ما تقول في وصل من تطلب وصلك ؟ ثم تركتني وذهبت فلم أسمع لها خبراً ، ولا قفوت لها أثراً ، وأنا حيران أنتقل من مكان إلى آخر ، ثم صرخ وأكب مغشياً عليه ، ثم أفاق ، كأنما سبغت وجنتاه بورس ، ثم أنشد : أراكم بقلبي من بلاد بعيدة **** فياهل تروني بالفؤاد على بعدي فؤادي وطرفي يأسفان عليكم **** وعندكم روحي وذكركم عندي ولست ألذ العيش حتى أراكم **** ولو كنت في الفردوس في جنة الخلد فقلت : يا ابن أخي تب إلى ربك واستغفره من ذنبك ، فبين يديك هول المطلع ، فقال : ما أنا بسال حتى يؤوب القارظان ، ولم أزل معه إلى أ ن طلع الصبح ، فقلت : قم بنا إلى مسجد الأحزاب ، فلعل الله أن يكشف كربتك فقال : أرجو ذلك إن شاء الله ببركة طاعتك ، فذهبنا حتى أتينا مسجد الأحزاب فسمعته يقول : ياللرجال ليوم الأربعاء ، أما **** ينفك يحدث لي بعد النهى طربا ما إن يزال غزال منه يقتلني **** يأتى إلى مسجد الأحزاب منتقبا يخبر الناس أن الأجر همته **** وما أتى طالباً للخير محتسبا لو كان يبغى ثواباُ ما أتى صلفاً **** مضخماً بفتيت المسك مختضبا ثم جلسنا حتى صلينا الظهر ، وإذا بالنسوة قد أقبلن وليست الجارية فيهن ، فوقفن عليه ، وقلن له : يا عتبة ما ظنك بطالبة وصلك وكاسفة بالك ؟ قال : وما بالها ؟ قلن : أخذها أبوها وارتحل بها إلى أرض السماوة ، فسالتهن عن الجارية ، فقلن : هي ريا بنت الغطريف السلمي ، فرفع عتبة رأسه إليهن وقال : خليلي ، ريا قد أجد بكورها **** وسارت إلى أرض السماوة عيرها خليلي ، إني قد عشيت من البكى **** فهل عند غيري مقلة أستعيرها؟ فقلت له : إني قد وردت بمال جزيل أريد به أهل الستر ، ووالله لأبذلنه أمامك حتى تبلغ رضاك وفوق الرضا ، فقم بنا إلى مسجد النصار ، فقمنا وسرنا حتى أشرفنا على ملأ منهم ، فسلمت فأحسنوا الرد ، فقلت : ِأيها الملأ ، ما تقولون في عتبة وأبيه ؟ قالوا : من سادات العرب ، قلت : فإنه قد رمي بداهية الهوى ، وما أريد منكم إلا المساعدة إلى السماوة ، فقالوا : سمعاً وطاعة , فركبنا وركب القوم معنا حتى أشرفنا على منازل بني سليم ، فأعلم الغطريف بنا فخرج مبادراًًَ فاستقبلنا ، وقال : حييتم يا كرام ، فقلنا : وأنت فحياك . إنا لك أضياف ، فقال : نزلتم أكرم منزل ، ثم نادى : يا معشر العبيد ، أنزلوا القوم ، ففرشت الأنطاع والنمارق وذبحت الذبائح فقلنا : لسنا بذائقي طعامك حتى تقضي حاجتنا ، فقال : وما حاجتكم ؟ قلنا : نخطب عقيلتك الكريمة لعتبة بن الحباب تن المنذر ، فقال : إن التي تخطبونها أمرها إلى نفسها ، وأنا أدخل أخبرها ، ثم دخل مغضباً على ابنته ، فقالت : يا أبت مالي أرى الغضب في وجهك ؟ فقال : قد ورد الأنصار يخطبونك مني ، فقالت : سادات كرام ، استغفر لهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فلمن الخطبة منهم ؟ فقال : لعتبة بن الحباب ، قالت : والله لقد سمعت عن عتبة هذا : أنه يفي بما وعد ، ويدرك إذا قصد . فقال : أقسمت لا أزوجنك به أبدا ً ، ولقد نمى إلي بعض حديثك معه ، فقالت : ما كان ذلك ، ولكن إذ أقسمت ، فإن الأنصار لا يردون رداُ قبيحاُ . حسن لهم الرد . فقال . بأي شيء ؟ قالت : أغلظ لهم المهر . فإنهم يرجعون ولا يجيبون . فقال : ما أحسن ماقلت . ثم خرج مبادراً . فقال : إن فتاة الحي قد أجابت . ولكن أريد لها مهراً مثلها . فمن القائم به ؟ فقال عبدالله بن معمر : أنا ، فقل ما شئت . فقال : ألف مثقال من الذهب ومائة ثوب من الأبراد . وخمسة أكرشة عنبر . فقال عبدالله : لك ذلك كله . فهل أجبت ؟ قال أجل ، قال عبدالله : فأنفذت نفراً من الأنصار إلى المدينة ، فأتوا بجميع ما طلب ، ثم صنعت الوليمة ، وأقمنا على ذلك أياماُ ، ثم قال : خذوا فتاتكم وانصرفوا مصاحبين ، ثم حملها في هودج وجهزها يثلاثين راحلة من المتاع والتحف . فودعناه وسرنا . حتى إذا بقى بيننا وبين المدينة مرحلة واحدة . خرجت علينا خيل تريد الغارة أحسبها من سليم . فحمل عليها عتبة بن الحباب . فقتل منهم رجالاً . وجرح آخرين . ثم رجع وبه طعنة تفور دماً . فسقط إلى الأرض . وانثنى بخده . فطردت عنا الخيل وقد قضى عتبة نحبة . فقلنا : واعتبتاه . فسمعتنا الجارية . فألقت نفسها من البعير . وجعلت تصيح بحرقة . وأنشدت : تصبرت لا أنى صبرت وإنما **** أعلل نفسي أنها بك لاحقه فلو أنصفت روحي لكانت إلى الردى **** أمامك من دون البرية سابقه فما أحد بعدي وبعدك منصف **** خليلاً ولا نفس لنفس موافقه ثم شهقت وقضت نحبها ، فاحتفرنا لهما قبراً واحداً ودفناهما فيه ، ثم رجعت إلى المدينة ، فأقمت سبع سنين ، ثم ذهبت إلى الحجاز ووردت المدينة فقلت : والله لآتين قبر عتبة أزوره ، فأتيت القبر ، فإذا عليه شجرة عليها عصائب حمر وصفر ، فقلت لأرباب المنزل : ما يقال لهذا الشجرة ؟ قالوا : شجرة العروسين . (( الجواب الكافي ابن قيم الجوزيه .... )) منقول
قال عبدالله بن معمر القيسي : حججت سنة ، ثم دخلت ذات ليلة مسجد المدينة لزيارة قبر رسول الله ( صلى...
بوركت أخي الكريم..
عطاء
عطاء
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها وحنانها وحنوها ، فملكت منا القلوب ، فجزاها الله عنا خير الجزاء ، وقد ترجمتُ موقفها الرائع بأبيات على لسانها ، ثم رددتُ عليها بأبيات. الأبيات بناتك يا ضيا عَيْنِيْ باتي .................... بهنَّ شُغِفْتُ مثل الوالدات سكنَّ أيا حبيبي عُمقَ قلبي ................... وخالطنَ الحشا والخافقاتِ لأجلك لو يُرِدْنَ ضياء عيني ................... لقدمتُ العيونَ الناظراتِ معي يحيينَ في أدبٍ وطهرٍ ................... يَعِشْنَ حبيب قلبي المكرماتِ سأبذل ما استطعتُ لهنَّ جهدي .................... ووقتي كي يَحُزْنَ العالياتِ ولن أرضى لهنَّ الذلَّ يوماً ..................... ولا هوناً وربِّ الذارياتِ كذا حَسَنٌ سأحفظه بعيني ...................... وأسقيه المشاعر سائغاتِ بدفئي والحنانِ ألفُّ اْبني ...................... وأمنحهُ العواطفَ مفعماتِ أربيهِ على التقوى وأُحْيِي ....................... به حبَّ الخصال الطيباتِ وأزرعُ فيه حب الخير دوماً ....................... وأدعوه لفعل الصالحاتِ لينشأ مثلما تبغيه شيخاً ....................... تقرُّ به العيونُ الآملاتِ فلا تهتمَّ يا أغلى البرايا ....................... ولا تحزن فقد سكنوا بذاتي وأنتَ رفيق مشواري ودربي ........................ وأنتَ القلبُ ينبضُ بالحياةِ أضيق إذا رأيتكَ في همومٌ ......................... ولا أهنأْ بعيشٍ أو سباتِ فأطلق نور وجهك في عيوني ......................... فأمنحك الشفاه الباسماتِ وأمنحك السعادة طول عمري .......................... وأُنْسِيْكَ الهمومَ السالفاتِ الرد حياتكِ يا منى عمري حياتي ........................ وذاتكِ يا ضيا عينيَّ ذاتي وأنتِ الشمسُ يغمرنا ضياها ........................ وتنشر دفئها في الناحياتِ وأنت الورد يرقص في رياضٍ ........................ وننشق منه نفحاً عاطراتِ وأنتِ حبيبتي سكنٌ وبيتٌ ....................... أنخناْ به المطايا الراحلاتِ فذي أرواحنا سكنت وباتتْ ....................... مهنأة وكنَّ المتعبـــــــــاتِ منحتينا الودادَ وصدقَ حبٍ ....................... وعانقنا أكفَّاً حانيـــــــــاتِ فعشنا في السعادةِ في هناءٍ ........................ وودعنا الليالي البائساتِ وكنتِ الأم للأبناء تحنو ......................... وترعاهم كرعي الأمهاتِ ولي كنتِ الوفية في زمانٍ .......................... شكا من ندرةٍ في الوافياتِ لك يا زوجتي القدحُ المعلَّى .......................... إذا ذكرَ الأنامُ الصالحاتِ
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها...
بورك لكما...أخي الأديب..

استمتعت لقراءة حرف الوفاء..
الوائلي
الوائلي
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها وحنانها وحنوها ، فملكت منا القلوب ، فجزاها الله عنا خير الجزاء ، وقد ترجمتُ موقفها الرائع بأبيات على لسانها ، ثم رددتُ عليها بأبيات. الأبيات بناتك يا ضيا عَيْنِيْ باتي .................... بهنَّ شُغِفْتُ مثل الوالدات سكنَّ أيا حبيبي عُمقَ قلبي ................... وخالطنَ الحشا والخافقاتِ لأجلك لو يُرِدْنَ ضياء عيني ................... لقدمتُ العيونَ الناظراتِ معي يحيينَ في أدبٍ وطهرٍ ................... يَعِشْنَ حبيب قلبي المكرماتِ سأبذل ما استطعتُ لهنَّ جهدي .................... ووقتي كي يَحُزْنَ العالياتِ ولن أرضى لهنَّ الذلَّ يوماً ..................... ولا هوناً وربِّ الذارياتِ كذا حَسَنٌ سأحفظه بعيني ...................... وأسقيه المشاعر سائغاتِ بدفئي والحنانِ ألفُّ اْبني ...................... وأمنحهُ العواطفَ مفعماتِ أربيهِ على التقوى وأُحْيِي ....................... به حبَّ الخصال الطيباتِ وأزرعُ فيه حب الخير دوماً ....................... وأدعوه لفعل الصالحاتِ لينشأ مثلما تبغيه شيخاً ....................... تقرُّ به العيونُ الآملاتِ فلا تهتمَّ يا أغلى البرايا ....................... ولا تحزن فقد سكنوا بذاتي وأنتَ رفيق مشواري ودربي ........................ وأنتَ القلبُ ينبضُ بالحياةِ أضيق إذا رأيتكَ في همومٌ ......................... ولا أهنأْ بعيشٍ أو سباتِ فأطلق نور وجهك في عيوني ......................... فأمنحك الشفاه الباسماتِ وأمنحك السعادة طول عمري .......................... وأُنْسِيْكَ الهمومَ السالفاتِ الرد حياتكِ يا منى عمري حياتي ........................ وذاتكِ يا ضيا عينيَّ ذاتي وأنتِ الشمسُ يغمرنا ضياها ........................ وتنشر دفئها في الناحياتِ وأنت الورد يرقص في رياضٍ ........................ وننشق منه نفحاً عاطراتِ وأنتِ حبيبتي سكنٌ وبيتٌ ....................... أنخناْ به المطايا الراحلاتِ فذي أرواحنا سكنت وباتتْ ....................... مهنأة وكنَّ المتعبـــــــــاتِ منحتينا الودادَ وصدقَ حبٍ ....................... وعانقنا أكفَّاً حانيـــــــــاتِ فعشنا في السعادةِ في هناءٍ ........................ وودعنا الليالي البائساتِ وكنتِ الأم للأبناء تحنو ......................... وترعاهم كرعي الأمهاتِ ولي كنتِ الوفية في زمانٍ .......................... شكا من ندرةٍ في الوافياتِ لك يا زوجتي القدحُ المعلَّى .......................... إذا ذكرَ الأنامُ الصالحاتِ
تزوجتها ، فاحتضنت بناتي وأخاهن ، فكانت لهم الأم الرؤوم ، والوالدة الحنون ، غمرتنا جميعاً بعطفها...
قدمتها أختي الملاك ، وهذا أقل ما نقدمه لزوجة أصبحت أماً في أول ايام عرسها ، فسخرت نفسها لزوجها وابنائه ، وبذلت لهم مالا تبذله الأم لأبنائها ، ولن أجازيها على معروفها ما حييت ، لكن حسبها أن جزاءها على أكرم الأكرمين وأجود الأجودين .

جزاك الله خيراً أختنا عطاء ، والحمد لله أنا قدمنا حرفاً يمتع الآخرين .