نفسية المرأة غير الجميلة

الأسرة والمجتمع


نفسية المرأة غير الجميلة

سحر السديري

«ليس هناك امرأة قبيحة, هناك فقط نساء لا يعرفن كيف يبدون جذابات».. (كريستيان ديور).


.. المرأة منذ الأزل في بحث لا ينقطع عن الجمال تسعى إليه بفطرتها حتى أن البعض منهن يتمادين.. فيكسرن أنوفهن، ويستسلمن لمشرط الجراح كمحاولة للوصول لمستوى أجمل، وعلى النقيض نجد من يتوقف ويرفع راية الاستسلام مقتنعاً بالقدر البسيط الذي لديه، وأن المهم هو الأخلاق!.
قد تتخلى الأنثى عن الجمال باقتناع تام وأحياناً دون وعي، ولكن يبقى السؤال: متى تكون المرأة جميلة؟، ما الذي يجعلها تبتعد أو تتخلى نهائياً عن هاجس الجمال؟، وما هو دور العائلة في تعزيز المفهوم الحقيقي للجمال لدى الفتاة؟.

المظهر أولاً
من هي الجميلة؟ سؤال قد يبدو سهلاً لكن الإجابة عنه معقدة بشكل كبير, فكما يقال الجمال في عين الرائي، وهو يختلف باختلاف المجتمعات والأشخاص, إطلاق هذه الصفة يتطلب تواجد خليط مركب من الجمال الداخلي والخارجي.
تفاجأت بالإجابات المتشابهة التي عرّفت الجمال الظاهري بأنه الاهتمام والعناية بالمظهر وهذا ما شددت عليه الفتيات خصوصاً، في حين ترك جمال الخلقة إلى آخر قائمة تحديد الجمال!..

الجميلة عطّلت إمكاناتها وبقيت أسيرة لكلمات الإطراء..
"شين مكمل ولا زين مهمل".. بهذا المثل تبدأ "أصايل" حديثها: "الجميلة التي تهمل مظهرها لن يعتبرها الناس جميلة، وبالنسبة لي أعتبر جمالها مملا، فهي تضل كما هي وربما ينطفئ جمالها، أما التي تهتم بأناقتها ومظهرها عموماً، فهي الجميلة حقاً بجمال متجدد ومتغير، حيث تفاجئ الجميع دائماً وكل يوم بشكل جديد.
أكملت زميلتها "سامية" الحديث، قائلة: "المظهر لا يعني الملابس فقط، بل أولاً النظافة، والصحة المنعكسة على مظهر الشعر، والأظافر، والبشرة، والمكياج مهم ولكن بحدود، والحفاظ على الوزن"، وترى "أم خالد" أن الجمال الآن أصبح صناعيا وفي متناول الجميع.
الجمال التفاعلي
إن التفاعل الإيجابي مع الآخرين كالمشاركة والتواصل والعطاء والإحساس بالغير من أسمى أشكال الجمال الإنساني، وهو ما يمكننا تسميته بالجمال التفاعلي، حيث يقوم على أسلوب التعامل الجميل، والتفاعل المتوازن مع المحيطين بلا إفراط أو تفريط.
وهو وإن كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بما يحمله الإنسان من جمال داخلي، إلا أن فقدانه يحول المرأة إلى كائن جامد مهما كانت جميلة شكلاً وجوهراً، فقد تتحول المرأة الجميلة إلى قطعة خزف إن لم تتفاعل مع الآخرين.
تقول "أم ريتال" إن "الجمال أخلاق وتصرفات وتفاعل إيجابي مع الآخرين ينم عن أخلاق عالية وصفاء ذاتي، والتطاول والأنانية والغيرة تجعلك قبيحة وتطمس أي ملمح جمالي, بينما الابتسامة في وجوه الآخرين تزيد الفتاة إشراقاً وجمالاً". وتؤكد "مناير ناصر" على أن "الماكياج لا يجمل الروح, وأساس الجمال هو القلب الأبيض والوجه البشوش والتعامل الجيد"، بينما ترى "عايدة" أن "تدني المستوى الديني أو الأخلاقي لدى الفتاة يقذف بها بعيداً عن دائرة الجمال، فلا أعتقد أن من تلعن أو تكذب أو حتى تتحدث عن الناس بسوء جميلة، مهما كان مستوى جمالها مرتفعاً".
أما نوال الشمري فقد حددت مفهومها الخاص لجمال الفتاة، قائلة: "الأهم هو جمال العقل، ويتضح ذلك في سلوكياتها العامة وتصرفاتها وردود أفعالها؛ خاصة في المواقف الصعبة والأزمات الطارئة".
فتيات قبيحات
ليس هناك فتاة قبيحة؛ لذلك لا يحق لنا طرح التساؤل من هي الفتاة القبيحة؟، التساؤل الذي طرحناه على عدد من الفتيات كان كما يلي: متى تسيء المرأة لجمالها؟، وكانت الإجابات متفرقة:
- إهمال المظهر.
- الجمود وليس الهدوء أو الحركة الزائدة.
- التي لا تتقن فن التعامل والتواصل مع الغير.
- من تأتي قمة في الجمال والشياكة لكنها تفتح فمها فلا تغلقه ويتحول الجميع إلى مستمعين فقط في حضورها.
- المشي بقامة غير منتصبة أو التي تمشي وتؤرجح يديها بقوة كمشية الغوريلا.
- سلاطة اللسان, لا تبقي ذرة جمال.
- طريقة مضغ اللبان.
- المرأة التي ترتدي ملابس لا تناسب سنها أو جسمها.
- البشرة الشاحبة.
- التكشيرة أو المبالغة في رفع الذقن تكبراً.
- التخلي عن الأنوثة تماماً والظهور بشكل (وليه دكر) على حد تعبير أشقائنا المصريين بترك الماكياج الخفيف وعدم ارتداء الإكسسوارات سواء الأصلية أو المقلدة.
- الشكل السيئ للصدر نتيجة ارتداء ملابس داخلية رخيصة أو بمقاس غير مناسب.
- بروز البطن.
- البهرجة الزائدة والمبالغة في وضع الماكياج خصوصاً حول العينين أو الأساس غير المتناغم مع البشرة.
التخلي عن فكرة الجمال
هناك من تعلم الحقيقة وهناك من لا تراها, الصنف الأول يعي مشكلته لكن الثاني مشكلته أنه لا يعي, والحل للاثنين واحد وهو التغيير, لكن ما هي الأسباب؟..
تقول سلمى: "البعض يحطم الفتاة حتى لا تتكبر على الزوج، بل تخضع له وحتى لا تصاب بالغرور لكنها تصاب بقلة الثقة بالنفس، وعلى العكس هناك أهل ينتخبون ابنة ما على أنها ملكة جمال العائلة فتخرج للعالم بإحساس كاذب، حيث تكون أفضل الموجود لديهم فقط!"، مشيرة إلى أن بعض الأهل غالباً ما يصفون ابنتهم (بالعصلا) أو (الدبدوبة) وغيرها من باب الفكاهة، لكنها تترك جرحاً غائراً في أعماق الفتاة، إلى جانب طلب استعجال الفتاة عند الخروج ونهرها عن الوقوف الطويل أمام المرآة بتعليقات تكون لاذعة أحياناً!.
برود الزوج
الزوج أيضاً سبب أساسي، ففي الثقافة المحلية يؤمن بعض الرجال أن مدح المرأة يصيبها بالغرور ويضعف شخصيته وفي المناطق الأقل تحضراً خصوصاً، والمرأة كما تقول "مضاوي" يهمها بالنسبة لجمالها رأي الزوج أولاً وأخيراً, ولا تهتم بآراء الآخرين مهما كانت مشجعة، فمثلاً صديقتي جميلة جداً بشكل ملفت للأنظار، لكنها لا تتلقى أي إطراء من زوجها وهذا يحطمها كثيراً، وللأسف أشباه الرجال يكونون في قلق دائم على سلطتهم ويعتقدون أن أي دعم معنوي للمرأة يضعفه ويزيد من قوتها!.
وترى "أم فارس" أن أي فتاة تخطئ في حق نفسها عندما تعتقد أنها ليست جميلة"!، بينما تقول "سارة" إن "بعض الفتيات تعتقد أنها جميلة كما هي ولا تحتاج إضافات, والجمال الرباني لا يمكن أن يكون ذريعة للتكاسل وإهمال المظهر".
الجمال إحساس
جمال الخلقة مهم لكنه لا يساوي شيئاً وحده, ويختلف باختلاف الأذواق، وإن كان هناك من يصل لمستوى الإجماع، إلا أن امتلاكه لا يعني شيئاً ما لم تحس به الفتاة، تقول أم فارس "لن يراك الناس جميلة ما لم تري ذلك بنفسك أولاً، والثقة بالنفس أو الثقة بالجمال هي أهم عنصر"، وترى "أم رياض" أنه "ليس المهم امتلاك مستوى عالٍ من الجمال، بل المهم الإحساس به, فإحدى قريباتي وهي شابة جميلة جداً في العشرين من عمرها تعاني منذ أربع سنوات من حالة اكتئاب وهي تنظر أحياناً لنفسها في المرآة، وتقول "من يقول إني جميلة، بل أنا قبيحة انظروا إلى شكلي.. أنا قبيحة جداً جداً وأحتاج إلى عمليات تجميل!.
3
984

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الوردة الجارحة
شكرا
ريمان76
ريمان76
موضوع رائع
سلمت يداك
.. Raansi ..
.. Raansi ..
مشكوووره