نكريم الإنسان

نزهة المتفائلين

🔺 خلق الله الإنسان وأحاطه بالتكريم؛ فقد صوره تعالى بيديه، ونفخ فيه من روحه، وعلمه من علمه، وأسجد له ملائكته،
ثم حين أهبطه أهبطه خليفة في أرضه، مهيّأً له سكنه، محمولًا في البر والبحر، مرزوقًا من الطيبات، مصرحًا له بتميزه عن سائر المخلوقات؛ يقرؤها بلسانه - ولو شاء لملأ بها فؤاده -:
{ ولقد كرمنا بني آدم }!!
ويظهر التكريم الأكبر في الغاية التي أرادها سبحانه من إيجاده، وفي الوسيلة التي ستتحقق بها هذه الغاية:
•• أما ظهوره في الغاية؛ فمن جهة أن الله خلق هذا الكائن -العجيب في نفسه، وعقله، وروحه ،وبدنه - لتكون لحياته قيمة عظمى،
لم يخلقه لينشغل بهمّ رزقه، ولا همّ تدبير شأنه و شأن ذريته؛ بل خلقه ليكون بدنه في الأرض ومقصوده في السماء، يتطلع إليه آناء الليل وأطراف النهار، لا يحيد قلبه عنه إلا إن غلبه غالبٌ غاصب لما ليس له بحق:
《خلقه ليأتيه عبدا طوعا واختيارا 》.
•• وأما الوسيلة ؛ فما أدراك ما الوسيلة؟!
هي الكوكب الدري الذي ترنو إليه العيون، وتتلهف إليه القلوب، وتشتاق إليه الأرواح :
إنها معرفته سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله؛ فإن من حظي بعزها ( تأله) قلبه بحب جماله وتعظيم جلاله؛ ف(ذَلّ) لعظمته، وخضع لكماله، وتطامن ما انتفخ وتعاظم من صورته عن نفسه وأفكاره، و(رضخ) لحكمه باختياره .
وهل العبودية شيء غير هذا ؟
إن العرب تقول : طريق معبد، أي مذلل !
عرّفنا الله (الغاية )، فقال سبحانه وتعالى:
{ وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }،
وجهز لنا (الوسيلة)؛ فجعل كل ما في الكون شاهدًا ينادي الفطرة والعقل عليه،
ثم جهز سبحانه الفطرة والعقل لاستقبال هذه الشواهد،
ثم تفضل فأرسل لهذا المخلوق رسله،
وأنزل عليهم كتبه،
وبلغ الإكرام غايته حين جلى لهم فيها نفسه العلية، وعرفهم بصفاته الحسنى السنية،ونادى عليهم:
ألا هل من مبصر ؟!
من درس: أسباب تعلم أسماء الله
Telegram: Contact @zadaltareq
4
457

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمل الأمة 1
أمل الأمة 1
موضوع جداً رائع... جزاك الله خيرا عليه
عمره عبد العزيز
عمره عبد العزيز
موضوع جداً رائع... جزاك الله خيرا عليه
موضوع جداً رائع... جزاك الله خيرا عليه
واياك💕
أم ناصر ٢٠٠٤
أم ناصر ٢٠٠٤
موضوع قيم ومفيد جزاك الله خيرا.
عمره عبد العزيز
عمره عبد العزيز
موضوع قيم ومفيد جزاك الله خيرا.
موضوع قيم ومفيد جزاك الله خيرا.
واياك 💞