عائشة المشرقة @aaaysh_almshrk
كبيرة محررات
نماذج في الحياة "" امي احتويني و احميني ""
امي احتويني و احميني
ليلى فتاة مدللة فهي وحيدة والديها
كانا ينظران الى الدنيا من خلال عينيها
ترقص الدنيا فرحا في عينيهما عند فرحها
و تبتسم لهما بابتسامتها
اما ان احزنها شيء فتجدهما و كانما مصيبة قد حلت عليهما
عاشت ليلى كاميرة في ظل اهتمام والديها
فكلمتها كالامر
لم تسمع يوما كلمة لا من فاه والدها او والدتها
و مضت السنون و كبرت تلك الفتاة
و اصبحت اكثر جمالا و دلالا
و ازدادت طلباتها
فلم يعد لوالدها طاقة علئ ذلك فاضطر الئ السفر للعمل في الخارج عله يستطيع تلبية رغباتها و طلباتها
اصبح الحمل ثقيلا على الام خاصة و ان ابنتها ليلى في مرحلة حساسة من العمر
و هاهي تراها ترتدي الملابس الضيقة
و تتعطر
تقضي معظم وقتها امام التلفاز لمشاهدة المسلسلات و الافلام
تقرا المجلات الهابطة و تحب متابعة اخبار المشاهير
تتفنن في اختيار ما تستمع اليه من اشرطة الاغاني
ووسط كل ما تقوم به صمت رهيب لتلك الام
التي ترى و تعرف بان ما تفعله ابنتها انما هو بداية النهاية
و لكنها تفضل الصمت على ان تغضب اميرتها و وحيدتها
و تمضي الايام و يتفاقم الوضع و تصبح ليلى اكثر استهتارا
فلا تهتم بدروسها
تغيب ان ارادت ذلك
ثم ماذا
تعرفت على رفيقات على شاكلتها
اصبحن معها في كل وقت
ما الذي حدث
انها تطلب من والدها وقد شارف على العودة في اجازة له من العمل
تطلب منه هدية قيمة و كالعادة يلبي الطلب
"" اريد جوالا "" هكذا قالت
هل تكلم?
هل رفض?
هل اشار الى انه ليس لمن هن في سنها ?
لا بل اثر الصمت
و كان لها ما ارادت
و جاء الجوال ثم ماذا?
اينما تذهب تحب ان تغيض صديقاتها
انا عندي ما ليس عندكن
و هكذا و في يوم
انتفض الجوال معلنا بنغمته ان هناك متصلا ينادي
فلبت ليلى النداء
الو من
انه صوت رجل
و بعد تكرار الاتصال لاكثر من مرة
انست لذلك الصوت
بل و اصبحت تشتاق له
فعرف هو بفطنته و خبرته ذلك
فاسترسل في الحديث
و لان لا رقيب و لا رادع لها في البيت خاصة بعد عودة الاب للعمل في الخارج
و هنا وقعت في الفخ
فادمنت الحديث مع المجهول
ثم امتدت العلاقة الى التعارف فطلب اللقاء
كل هذا و الام في واد ثاني تحسب انها تحسن صنعا
طبعا النهاية معروفة تصاغ في كلمة "" ضياع ""
و السبب الاول هو اهمال الوالدين و في حالتنا هذه اكثر المسؤولية تقع على الام
ام ليلى التي اثرت الصمت و السكوت على ان تقف في وجه ابنتها المدللة
اثرت كلمة نعم على كلمة لا التي كان من شانها ان توقف سيل المعاصي التي ارتكبتها ابنتها
وقوفها في وجه ابنتها كان من شانه اعطاء الشجاعة للاب بان يقف وقفة رجل و يردع ابنته و ياخذ بيدها الئ الطريق الصحيح طريق الامان
هناك نموذج اخر لامهات اخريات بات هذا النموذج منتشرا جدا في ايامنا هذه
انه عمل المراة
طبعا مما لا شك فيه بان عمل المراة مشروع طالما انها متمسكة بدينها
فهي المعلمة و الطبيبة و المهندسة و الموظفة و الحرفية و غيرها من المهن الشريفة
و لكن السؤال لماذا تعملين يا ام يامن لديك ابناء و بنات بحاجة الى حضنك و رعايتك و حمايتك من زمن الفتن
فان كانت الاجابة لانني اساعد زوجي فمتطلبات الحياة صعبة و وحده لا يستطيع
فلا باس
اما ان كانت الاجابة
لانني اريد اثبات ذاتي و اثبات كياني و غيرها من الشعارات الطنانة الرنانة فلها اوجه كلماتي هذه
اخيتي من قال بان العمل فقط هو من سيجعل لك كيانا
و من قال بان مكوثك في بيتك ينقص من ذاتك شيئا
اخيتي لقد كرمك البارئ عز وجل بان جعلك ذات عقل و دين
و اكرمك بان جعلك اما
وهبك صغارا بحاجة الى رعاية و عناية
فبربك اخيتي
كيف يهنا لك عيش و انت ترين ابنك المراهق و هو يستمع الئ الاغاني شارد الذهن يبحر في بحر الاوهام و المجون
و كيف حالك و انت ترين ابنتك و هي ترتدي الملابس الضيقة و العطور
اما المطبخ فلا تسالي فابنتك المصون لا تعرف عنه الا اسمه
فكيف تساعدك و هي لم تراك يوما يا قدوتها تعملين في المنزل
اين سيكون كيانك و ذاتك لو التف رفقاء السوء علئ ابنك و علموه الادمان مثلا
اين سيكون كيانك و ذاتك و اين ستذهب طموحاتك لو التفت ابنتك علئ رفيقات سوء فاخذن بيدها لا للصلاح بل للفساد و الشر
اين سيذهب ذلك الماكياج الذي تعودتي ان تضعيه عند خروجك فاقتدت بك ابنتك
اين سيذهب مع دموعك التي ستنزل و تمسحه دموع فات اوانها
اتعرفين يا من اثرت كيانك و حياتك و ذاتك علئ فلذات اكبادك
يا من راعيت هذه و تلك علئ حساب اسرتك
يا من تزينت لتعجب فلانة بذوقك و علانة بشكلك
و اهملت كلام ربك
اتعلمين يا من اعطاك الوهاب هبة من عنده
مسؤولية جسيمة
لم تحسني حمايتها و لا رعايتها
فباي شكل من الاشكال ستقفين امام الله جل وعلا
عندما تسالين ايا فلانة اعطيتك المال و البنون فما فعلت
هل ستجيبين
كنت اريد ان اركب التطور و اثبات الذات
فنسيت ان ذات اولادي موصولة بذاتي و العكس
نسيت بانني انا من اشرب اولادي من افكاري
انا من ارضعهم اللبنات الاولئ للعلم و التعلم كما ارضعهم الحليب
انا من ادس لهم حب الايمان و القران من خلال كلامي و حديثي
انا من اقص عليهم القصة و اعطيهم العبرة
انا القدوة
اترين هذا ذاتك و كيانك و هذه انت
ما قصدته من كلامي هذا ليس بان لا تعمل المراة
لا و لكن ان تترك المراة ما هي مسؤولة عنه
ان تترك الرسالة التي خلقت لاجلها
ان تترك فلذات اكبادها يصارعون الحياة لوحدهم
ان تترك من نفسها اما بالاسم فقط
فهذا الباطل بعينه
ان تاثر نفسها علئ اسرتها هذا خطا فادح
اخيتي متى ما تزوجت و انجبت فالاولوية كلها لصغارك و اجعلي منهم امتدادا لذاتك
اجعلي قلوبهم و عقولهم تتشرب افكارك الخيرة
تتشرب حب العلم و التعلم
حب الايمان و القران
حب الله و رسوله صل الله عليه و سلم
حب الصحابة الكرام
حب التطور المشروع
فديننا الحنيف يحب العلم و التطور و كل الخير و يعطي لكل شي حقه
اخيتي افيقي قبل ان تبحثي عن ذاتك في اولادك فلا تجدين الا الحقد و الكره و البغض
فلا ينفعك يومها الندم
نموذج اخر لامهات
و هذه المرة مع فضليات اثرن ان يهبن حياتهن لاولادهم
سامية امراة متعلمة جامعية و لديها من الاولاد ثلاثة
محمد - احمد - خديجة
عندما تزوجت سامية كانت تعمل مدرسة في احدئ المدرسات و لكن بعد ان انجبت اخذت اجازة طويلة بدون راتب و اثرت البقاء في المنزل و التفرغ لتربية ابنها البكر محمد ثم انجبت بعده احمد و خديجة
تبدا سامية يومها منذ الفجر تستيقظ للصلاة و توقظ كل عائلتها
زوجها و ابناءها
لقد عودتهم على ذلك رغم صغر سنهم و كانت تقول في نفسها
المثل القائل
من شب على شيء شاب عليه
اعتادت على ذلك و كذلك تعود الاولاد
بعد الصلاة يذهب الزوج الى العمل
و تستعد هي لعملها
فتضع لابنائها الفطور و تعدهم للمدرسة تساعدهم في ارتداء ملابسهم و تمشط شعر خديجة
ثم تستودعهم الله و تكمل عملها في المنزل
فتنظفه و تعطره بالبخور
ثم تعد الغداء و
هكذا حين يحين وقت عودة الابناء و بعد ان تتاكد من انهم قد نظفوا ايديهم
تتوسطهم فتضع لهم معها في اناء واحد و تقول
ناكل معا لكي يطرح الرحمن لنا البركة و تشعرهم بانها معهم في كل وقت
و تتبع كلامها ببسم الله الرحمن الرحيم
تستمع اليها من افواه ابنائها و هي تقلب نظرها في كل واحد منهم
و كثيرا ما تقتطع من خبزها لقمات تلقمها لكل واحد منهم مرة
فهذه لخديجة و اخرئ لمحمد و اخرئ لاحمد فيبتهجون و يفرحون لذلك
ثم بعد الغداء تحمد الله علئ نعمته و كذلك الاولاد
هكذا عودتهم ما اصبح او امسى بنا من نعمة فهي من الله فوجب علينا الحمد و الشكر و الثناء
زوجها لا يعود الا عصرا
فلا باس من ان تاخذ قيلولة
تنام و الاولاد ثم تستيقظ قبل عودة الزوج و توقظ اولادها لمراجعة الدروس و كتابة الوظائف المدرسية ان وجدت
عند حضور زوجها تستقبله بابتسامة تريحه من عناء يوم طويل في العمل
و كذلك تحرص علئ ان لا يسمع صخبا و لا مشاغبات بين اولاده
تمر السنون و يكبر الاولاد
فها هو محمد و قد اصبح في الجامعة و احمد و قد اقترب من الانتهاء من المرحلة الثانوية و مثله خديجة
و الجميل انك لا ترى فيهم من يرفع صوته
وجوههم مستبشرة تتهلل بنور الايمان
ي
جوبها ضياء غريب
اما خديجة فقمر ليس لجمالها و حسب و لكن لحيائها فهاهي و قد اسدلت علئ وجهها الخمار و تلحفت بعباءتها السوداء
و اقتدت بامها
و هاهي تساعدها في اعمال المنزل
فتطبخ تارة
و تنظف تارة اخرى
و ها هو احمد يساعد والده في بعض الاعمال فيما يرتل محمد ايات من القران الكريم
اما سامية فقد طاب لها العيش و قد عادت مدرسة من جديد و لكن بعد ان اطمانت علئ فلذاتها خاصة و قد زرعت فيهم خصالا في تربة خصبة
فانبتت تلك التربة نموذجا رائعا لام مسلمة اثرت اولادها علئ ذاتها و ان جعلت لذاتها امتدادا لها في ذواتهم و هذا هو الشيء اللازم وقوعه خاصة في ايامنا هذه
اخواتي الغاليات تكثر النماذج خاصة في حياتنا هذه الايام و لكنني ارتايت ان اقدم نماذج الثلاثة و هي من افكاري
و كل املي ان نكون من النموذج الاخير لا الاول و الثاني
و لا ننسى باننا ان قدر لنا الله و وهبنا ابناءا فانما هي نعمة نسال عنها و مسؤولية جسيمة تقع علئ عاتقنا
فلتحاول كل ام ان تجعل نفسها شمعة تحترق لتضيء حياة اولادها
و تنير الدرب لهم بان تشربهم من الخصال الطيبة و حب الايمان و معرفة الاسلام و قراءة القران و تعلمه
ان تجعل من حياتهم طريقا الى الجنة
ان تلقنهم الخير و الطريق منذ
نعومة اظفارهم
و لا يكون ذلك الا بالتفرغ لهم و الصبر
ينبغي على كل ام ان تجعل اولادها يشعرون بانهم قطعة منها لا كلاما بل فعلا
اجعليهم اخيتي يرتمون في حضنك لا يخجلون من ذلك بل يرتاحون لذلك
و كوني قدوة صالحة يقتدون بها
تم بحمد الله
116
9K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اميره الورود&
•
جزاكي الله خير
الصفحة الأخيرة