نماذج من وساوس الشيطان يسلطها على مشاعر المؤمن

🔺نماذج من وساوس الشيطان يسلطها على مشاعر المؤمن :
نقول قبل أن نعدد النماذج أننا مأمورون باتخاذ الشيطان عدوا، قال تعالى: ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾، إذًا فعداوة الشيطان – اتخاذه عدوا – عبادة وامتثال للأمر، ومن الوسائل المعينة على تحقيق هذا الأمر أن نذكر أنفسنا بعداوته، يعني لو جلسنا مجالس للعلم عن عداوته، ولتذكير أنفسنا بها; لكان ذلك عملا يحبه الله تعالى لأنه من عبادته عز وجل، ولو نظرنا إلى المدينة أو القرية التي يحيط بها العدو لرأينا كيف أن رابطة الإيمان التي تسري في دماء المؤمنين تجعلهم يذكرون بعضهم في كل حين: لا تنسوا أن العدو في الخارج، لا يتعرض أحدكم للمواطن التي يطالكم فيها أذى عدوكم، لا يخرج أحدكم ليلا... الخ. فالحرص على أمن المؤمنين هو من شأن المؤمن الصادق في إيمانه، وكذلك الأمر تماما مع عدو المؤمنين الأساسي الذي لا يفتر عن عداوتهم لحظة في ليل أو نهار، وهو يعرف مداخلهم، و يتشمم نقاط ضعفهم، ويجري منهم مجرى الدم، وهم مع ذلك غافلون عنه غفلة كبيرة مما يزيد عداوته خطورة عليهم ؛ بل لهذا السبب ينبغي أن يكون الحرص. ومن هذا العلم وهذا التذكير أن نعلم أن الشيطان يدور حولنا; فليست كل مشاعر تقع في نفوسنا تكون صحيحة، وعلى ذلك فلابد من التفطن لعداوته المنصبة على مشاعرنا وذلك بأن نختبرها كلها، وفيما يلي نذكر أمثلة على مشاعر يتلاعب بها الشيطان:
🔸مشاعر الخوف: هناك خوف شيطاني يذكر به الشيطان، وهناك خوف من عند الله، وقد مر معنا مقياس التمييز بينهما، وذكرنا أن الخوف الذي يدفع للعمل والتوبة والرجوع إلى الله فهذا من عند الله والخوف الذي يشل الأعضاء ويمرض النفس وينهي التقدم ولا يعود المؤمن بسببه إلى الله ولا يتوب بل يشعر بمشاعر القنوط فهذا من عند الشيطان، ومثاله التخويف من الموت تخويفا وسواسيا، أو من القبر أو من العذاب لدرجة تشل العبد، ومنه أيضا التخويف من المستقبل، كأن تكون جالسا في بيتك آمنا وأولادك سيعودون بأمان؛ ثم فجأة تجد قلبك يغلي بأنه قد يكون حصل لهم و حصل لهم و يثيرك الشيطان ويكمل لك قصة ما يكون قد أصابهم إلى نهايتها، وكل هذا من وسواس الشيطان.
🔸مشاعر الطمع في رحمة الله: كذلك الطمع في رحمة الله يدور الشيطان حوله بوساوسه فيتحول إلى طمع شيطاني؛ فإذا وجدت الطمع في رحمة الله يكسلك عن الطاعة ويمنعك منها ويجعلك تتكل عليها فهذا من الشيطان.
وإذا وجدت أن الرجاء في رحمة الله يجعلك تدعو الله وتسأله وتزداد شوقًا إليه فهذه مشاعر صحيحة أتتك من موطن صحيح.
يتبع
الاستاذة اناهيد السميري
-