ان الحياة الغربية المعاصرة تزيد مخاطر نمو الاورام السرطانية في الثدي في حين ان التقاليد السابقة مثل الانجاب المتكرر ورضاعة الاطفال تبعد شبح السرطان عن صدر المرأة. ويعتبر سرطان الثدي اكثر الامراض السرطانية شيوعاً بين النساء الغربيات. ولا يلعب العامل الوراثي هنا دوراً في نشوء ما يزيد على 3% من الحالات في حين تتزايد الشكوك حول الحياة المعاصرة في حصول نسبة عالية من الحالات الاخرى.
وبالنظر الى صعوبة فصل البدانة عن امراض عصر الفضاء الذي نمر به فإن زيادة وزن النساء تزيد من مخاطر هذا السرطان وهو ما تثبته دراسة جديدة من ميونخ.
وتشير الدراسة الى ان اكثر النساء عرضة الى سرطان الثدي هن النساء البدينات اللواتي يشربن الكحول باستمرار، ممن واتتهن العادة الشهرية في وقت مبكر جداً، وتأخرن جداً في الولادة، وممن تناولن حبوب الهرمونات لفترة خمس سنوات على الاقل خلال حلول فترة سن انقطاع الطمث نهائياً.
وذكر بيرند غريبر، استاذ الامراض النسائية في جامعة ميونخ، ان هذه العوامل مجتمعة ترفع خطر اصابة النساء بسرطان الثدي بنسبة 30% واكد غريبر على عامل البدانة وقال ان تحليله للدراسات التي اجريت في السنوات السابقة يكشف اهمية هذا العامل رغم الخلافات السائدة بين الاطباء حوله. وقال البروفيسور ان الخطر لا يأتي من بدانة الطفولة وانما من الكيلوغرامات الاضافية التي تكسبها المرأة في سن النضوج وتتأكد علاقة البدانة بسرطان الثدي تماماً خلال الفترة التي تلي سن اليأس وذلك بسبب هرمون الاستروجين الذي يؤدي الى نمو خلايا شحمية جديدة تسهم في نمو الاورام السرطانية بشكل فعال.
واستشهد غريبر بدراسة نشرتها مجلة «لانسيت» المختصة وتقول ان نصف الالمان حالياً يعانون من زيادة الوزن مع وجود مؤشرات على ان هذه النسبة ستقفز الى 71% حتى عام 2006. وهذه مشكلة اجتماعية وصحية كبيرة بالنظر الى العلاقة الواضحة بين البدانة والسرطان والعديد من الامراض الاخرى.
وتكفي التغذية المتوازنة لحماية المرأة من مخاطر البدانة حسب رأي الباحث الالماني. وكمثل فإن تغذية اليابانيين على السمك والاقلال من المواد المقلية والمشوية هو سبب انخفاض سرطان الثدي في اليابان بنسبة 400% عنها في اوروبا والولايات المتحدة. فالمرأة التي تتغذى بالكثير من الخضروات والفواكه وتمارس الرياضة بانتظام اقل عرضة من غيرها لسرطان الثدي. وهناك اغذية تتمتع بمفعول واق من سرطان الثدي مثل الصويا والسمك وبعض انواع الخضروات والفواكه.
وربط غريبر ارتفاع معدلات سرطان الثدي بين النساء في السنوات الاخيرة بظاهرة اخرى ترتبط بمجتمع التقنية الحديثة المعاصرة وهو انخفاض معدل سن الحيض الاول عند البنات من 13 الى 16 سنة. فهذا الواقع يعني افراز الاستروجين في جسم المرأة في سن مبكرة والسماح له بالعمل لوقت طويل على النسيج اللبني في الثدي وبالتالي المزيد من مخاطر التعرض لسرطان الثدي.
ويعتقد الباحث بوجود جملة عوامل مؤثرة في ظهور الاورام السرطانية في الثدي ويكشف هذه الحالة الاختلاف بين انواع اورام الصدر السرطانية بين نساء شرق وغرب المانيا. فنسبة سرطان ثدي النساء كانت في شرق المانيا تنخفض بشكل واضح عنها في الغرب الا انها عادت وتساوت معها بعد الوحدة الالمانية. وربما يعود ذلك الى ان نسبة البدينات في شرق المانيا لم تكن تزيد على 2 الى 3% لكنها صارت ترتفع باطراد منذ سقوط جدار برلين عام .

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️