السلام عليكم
اخواتى
احب اكتب فى موضوعى هذا عن نموذج من الامهات
كلنا نعرفهم وكلنا عاش معهم
احب اكتب عن هذة المرأة محبة فيها وان تكون مثلا لنا ولبناتنا من بعدنا
هذة المرأة
لم تعرف امها من صغرها ماتت وهى صغيرة
لم تجد الحضن الدافىء الذى يحنو عليها ويعلمها الصح من الغلط
عاشت فى قريه صغيرة بعيده كل البعد عن الحضارة مع ان تلك الايام لم يكن يوجد حضارة بالمعنى الصحيح
عاشت بعيد ا ولوحدها
لانها كانت تمضى يومها برعى الاغنام
تذهب من قبل طلوع الفجر
ولا تعود الا عند غروبها
لم تذق طوال يومها الا الخبز الحاف والماء الذى كانت تتناوله من البئر
وتكون فى فراشها الذى تشاركه فيه البهائم مثل الميت حتى اليوم الثانى
بعد ما اكملت ربيعها الخامس عشر
تقدم لها شاب
وافقوا اهلها
حتى تخف عنهم بعض المسئوليه
زوجوها لاول شاب تقدم لها
لم يكن يعرفوا عنه الا انه من اولاد قبيلتهم
لم يسألوا عن وظيفه ولا بيت ولا اى شىء
الشاب
كان ذو شخصيه ضعيفه وابوة هو الذى قام بخطبة البنت وهو الذى زوجه حتى يمكن من دون اخذ رايه
تزوجت
وفرحت انها تزوجت
حتى لاتعود لرعى الغنم
ولكن هيهات
اصبح الهم همين
هم رعى الغنم والاهتمام بالبيت والزوج واهل الزوج
طبعا ايامها كانت
الحياة صعبه بمعنى الكلمه
الزوج لا حول ولا قوة والاب هو الامر الناهى والزوجه لا قريب ولا حبيب
الى من المشتكى
الى الله الواحد القهار
وكان ضنك العيش
اقوى من ان تتحمله وجبروت الاب ادهى وأمر من حياة اهلها
حملت بأول ابنائها
ولم يكن عندها من يقول لها ارتاحى تعبت
بل بالعكس كان الهم اكبر واكثر من السابق
انجبت ابنها الاول...
والحياة لم تتغير
قسوة .... هم .... جوع ............
فى احد الايام ذهبت لعملها المعتاد الذى يبدأ من قبل طلوع الفجر حتى غروبها
هل تعلمون ماهو عملها
يمكن البعض لايعلم عن ذلك الجيل وما كانت تعانيه المراة
دعونى اعطيكم نبذه مختصرة
كان يبدأ يومها حدود الساعه الثالثه فجرا اول شىء تعمله هو
تقوم بطحن القمح لذلك اليوم من وجبة افطار او غداء طبعا لكامل الاسرة
ثم تقوم بعجنه
اذا كان لوجبة الافطار
بعد الصلاة
تخرج البهائم وتنظف مكانها
تجلب الماء من البئر
تعود لتخبز
تجهز الافطار وتذهب لتتحضر الاعشاب للبهائم بعدها تحضر الحطب
يكون بعدها جاء وقت الغداء
تجهز الغداء بعدها يكون هناك شغل اضافى
اما ان تنظف البيت وما حوله
او ان تاخذ الحليب وتخرج منه الزبده وغيرها
او انها تذهب للمزرعه لرعايتها او ان تاخذ اعشاب اضافيه
ناهيك عن وقت المواسم وهى
الحصاد واحضاره الى البيت وفرز القمح عن التبن ورص التبن فى مكانها المخصص وبعده تنقية الحب من الاوساخ وغيرة
هذا مختصر بسيط من يوميات تلك المرأة
فى يوم من الايام كانت لاهيه فى عملها
وهى تسمع الصراخ فى القريه
واسرعت
الا تجد ابنها علي فى عامه الاول ممد
على الارض ووالده يبكى بجانبه
لقد مات
مات فلذة كبدها
مات وهى بعيده عنه
مات بسبب اهمال والديه
لقد قرصته افعى
ومات
شعرت بأن نور الشمس قد تغطى عنها ولم تعد ترى الا الظلام
الدنيا لم تبتسم لها ولا ليوم واحد
اه ياعلي ليتنى لم اتركك وحدك ليتنى كنت بجانبك ولم اهملك
عانت من فراقه الكثير
حينها
قررت ان تخرج من هذا العالم الجائر
من العالم الذى كان السبب فى ضياع ابنهامنها
اخذت زوجها وقالت له:
اما ان تأتى معى والا سأذهب وحدى
والله لن اعيش هذة الحياة
اما ان تأتى والا.............
وافق الزوج بعد الحاحها عليه وهو لا حول ولا قوة
غضب الاب وهاج وماج
انت تسمع كلامها وهى سوف تضيعك و . و . و
لم تعد تخاف من احد لم تعد تفكر فى احد
حرقة قلبها على ابنها
اغلقت عينيها واذانها عن كل شىء
الكل اخذ ينتقد الزوج وانه مطيع لزوجته وانه ستفعل به وتفعل
خرجوا من القريه
وهم لا يملكون الا ما يسترهم من ملابس
سافروا الى مكه ولم يحالفهم الحظ كثيرا عانوا الكثير عمل الزوج بالاجرة حمال
وهى عملت عند الاهالى المعروفين الاغنياء ايامها
لكن لم يرتاحوا
قرروا الذهاب الى الرياض ليجد هو فرصة عمل افضل معهم بعض الاصدقاء كانوا عونا لهم من البدايه
بعد عناء وفقر شديد
وجد الرجل وظيفة بسيطه
اشترك هو وبعض اصدقائه فى اجرة بيت وسكنوا معا
ماهو البيت عبارة عن حوش وبه كم غرفة من الطين
الله الله المستعان على هذة الحياة
هى كانت صامده مثل الجبل لا تشتكى ولا تتذمر
هى من اتخذ قرار الهجرة وهى تتحمل كل النتائج
مرت الاعوام
عوض الله عليها فى ابنها ورزقها الابناء والبنات
زوجها من مكان الى مكان
حتى استقر فى البريد موظف بسيط براتب بسيط لا يكاد يسد حاجتهم
الاب والاخوة لم يرحموه
بعد ماسمعوا انه فى وظيفه اصبحوا يطالبونه بالمساعده وان يرسل لهم
لانه الان يسكن الرياض وهناك توجد الخيرات بلا حساب
لم تكن جحوده ولم تكن قاسيه ولا حقودة كانت تساعده وتجمع معه حتى يساعد اهله
كبروا الاولاد
واصرت على تعليمهم
قررت ان يصبحوا اولادها خيرا منها هى وزوجها
برغم الحال التى هم فيها
كانت تجلس معهم على السفرة ولا تمد يدها حتى ينتهوا من اكلهم تاخذ هى ما تبقى على السفرة
عانت الكثير
لكنها لم تتذمر ولم تشتكى
ليالى كثيرة كانت تقضيها بالسهر لتفكر ما تعمل غدا
وفو ق هذا
كان ايمانها قوى
صحيح انها لم تتعلم حتى فروضها لكن لم تهمل صلاتها
كانت تلجأ لربى العالمين فى كل حال
مرت بهم الايام تلو الايام على نفس الحال
الاولاد فى مرحلة الثانوى
الاب متأمل خير فيهم حتى يجدوا وظيفة ويريحوه
لكن الام ابت الا ان يواصلوا المرحلة الجامعيه
بأصرا ر عجيب منها
برغم ان فى تلك الايام الوظائف متوفرة بشهادة الثانوى
لكن اصرت على انهم يكملون والبنت الكبرى معهم
تخرج ابناها ووجدوا الوظيفه
ليس بأجتهاد منهم لكن بتوفيق من رب العالمين ثم دعائها لهم
كان لسانها لا يفتر عن الدعاء لهم بالهدايه والرزق
سبحان الله
الله استجاب دعائها
هداهم ووسع رزقهم
تحسنت ظروفهم
سكنوا فى شقه افضل من البيت الشعبى باقى الاولاد كمولوا دراستهم
سبحان الله
عندها اصرار عجيب
وتشجيع لهم فى الدراسه لم اشهد مثله
برغم انها لم تتعلم لكن عندها اسلوب فى اقناعهم
اولاد وبنات
بعدما كبروا توجهت هى الى المسجد لحفظ القران
كانت عندما يجلسون بناتها تطلب منهم ان يحفظوها القران
كانت لا تفارق مسامعها اذاعة القران
تعلمت منها احكام دينها ودنياها
هى كانت ولا زالت تحمل هم كل شىء
الزوج كان اساسا ضعيف البنيه كثير الامراض
بعدما تقدم فى السن مرض اكثر
هى تحمل مسؤليه البيت والاولاد والمصاريف وكل شىء
حتى مشاكلهم وازماتهم لا يحلها سواها
لقد اطلت عليكم فى سرد قصة هذة المرأة
لكن تستحق ان اقول اكثر من ذلك
لأنها نموذج رائع من نساء اصبحن نادرات فى زمننا هذا
يمكن هذة المرأة تجسد الكثير من امهاتنا
ولكن كتبت عنها لانى الان اغبطها على تربيتها لأولادها وحسن تتدبرها للأمور
معاملتها مع اولادها وكأنها اخذت دكتوراه فى التربيه
معاملتها مع الناس والجيران والاهل
حياتها كلها
لاقوة الا بالله
اتمنى ان اكون مثلها فى صبرها وحسن تدبيرها
الان
لا قوة الا بالله
اولادها فى مناصب فى وظائفهم
البنات معلمات
كلهم خرجين جامعات
اخلاق دين ادب حسن تعامل كرم .................
اعجز عن وصفهم انهم جميها قمة فى الذوق والاخلاق
من منا تكون مثل هذة المرأة وهذة الأم
تقبلوا منى كل حب ومودة وسامحونى على الأطاله
اختكم ساعة صفا

&ساعة صفا& @ampsaaa_sfaamp
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
ايام زمان مو الحين كلن يبغى شغاله حتى تربية الاولاد صار من اختصاصا الشغاله
ااااااااااااااااااااااااااااااااه:( ليت الزمان يعود يوماً
مشكووووووووووووووووه اختي اللهم اجعلنا متلهم