الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد علمنا الله في كتابه العزيز.. أنفي القصص عبرةً للمعتبرين وعظةً لأولي الألباب..وهنا سنستعرض قصصا تبين نصرة اللهعز وجل .. لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم في الدنيا .. ممن أساء إليه وسعى في حربه .. عبر السبِ والشتمِ وسلاطةِ اللسان ..
هي 20 قصة في عقوبة الله عز وجلللمستهزئين برسوله محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد اخترتها من بين الكثير مماحدث منها على مدى 1400سنة علها تكون عبرة لمعتبر وإنذاراً لمعتدي وسلوةلمحزونوطريقا لنصرة نبي الرحمة المهداة على منهج القرآن في الرد على المستهزئينوالذي حدده الله عز وجل في قوله تعالى : . {الحجر}.
فتدبر هذه الآيات إن رمت الطريق فينصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
1
كيف مات أبو لهب؟
قصةُ أولِ شاتمٍ للرسول صلى الله عليه وسلم ...وكيف كانت نهايتُه عبرةًلكل من أساء لنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم...
فبعد ثلاثِ سنينَ منالدعوة سرا .. صدر الأمر الإلهيُّ لنبينا محمدا صلى الله عليه وسلم .. بالجهربالدعوة .. وإنذارِ الأقربين.. فسارعَ نبيُّنا لتنفيذ أمر ربه ..
فخرج رسولالله صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء يوما وصعِد جبل الصفا...، ونادى واصباحاه ... فاجتمعت إليه قريش ..، فقال لهم أرأيتم إن حدثتكم أن العدوَّ مصبحُكم أو ممسيكُمأكنتم تصدقوني؟.. قالوا نعم.. : قال : فإني نذير إليكم بين يدي عذاب شديد.. . فقالله عمُه أبو لهب.. ألهذا جمعتنا ؟.. تبا لك .
فتوعده الله بالتباب .. والخسار بسورة المسد..وهذا ماحدث .. حيث مات على الكفر ليخلد في النار في الآخرة ..كما كانت خسارتُه بانتصار دعوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وانتشارِها.. وكذاعقوبتُه بهذا التشهيرِ بسورة تتلى في ذمِّه والدعاءِ عليه إلى يومالقيامة
وكانت نهايتُه في الدنيا بئيسةً خاسرة، .. حيث رماه الله بمرض تسميهقريشٌ "العدسة".. وهى بثرةٌ تشبه العدسةَ.. ولعله مرضُ الجدري،.. وكانت قريشٌ تتقيهذا المرضَ ..كما تتقي الطاعون،.. ويرون أنه يعدي أشد العدوى.. فلما أصابت أبا لهبتباعد عنه بنوه.. وما أغنوا عنه شيئا .. وبقى بعد موته ثلاثةَ أيام لا تقرب جثته.. ولا يحاول أحدٌ دفنَه ..خشيةَ العدوى.. حتى أنتن في بيته.. فلما خاف أبناؤُه سبَالناسِ لهم ..اضطروا إلىغسلِه قذفا بالماء من بعيد.. مخافةَ عدوى العدسة ،.. ثمألقوه في مكان وقذفوا عليه الحجارة ...
وفي رواية أن أبناءَه لما خافواالعار.. استأجروا بعضَ الناسِ فاحتملوه ودفنوه ..
وفى رواية أخرى أنهم حفرواله حفرةً ودفعوه بعود حتى وقع فيها.. فقذفوه بالحجارة حتى واروه...
وهكذاكانت نهايةِ أولِ شاتمٍ لنبينا صلى الله عليه وسلم ..
2
أسديثأر للرسول صلى الله عليه وسلم
لقد نشأ أهل بيت أبي لهب على طريقته في حربدين الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم بلا مراعاة لقرابة ولا نسب ولا حياء ولا خلق, فكانت زوجة أبي لهب تضع الأذى في طريق النبي وأصحابه، تروح وتغدو.. تنقل الشائعات.. وتثير الفتن وتمشي بالنميمة تبتغي الوقيعة بالمسلمين
وكان الابن "عتبة بنأبي لهب" من أشد المتطاولين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد بلغ منجرمه وعدوانه أنه كان مع والده أبي لهبٍ قد تجهزا في تجارة إلى الشام،.. ،.. فقالعتبة ابن أبي لهب: والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينه في ربه،.. (سبحانه)..
فانطلق حتى أتى النبيَ صلى الله عليه وسلم..، وقال له ،.. أنهيكفر بالذي دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى...
فقال النبي صلى الله عليهوسلم: "اللهم ابعث إليه كلبا من كلابك"...
ثم انصرف ابنُ أبي لهب ورجع إلىأبيه فقال أبولهب لابنه: يا بني، ماذا قلتَ له ؟ .. فذكر له ما قاله للنبي صلى اللهعليه وسلم..،
قال: فما قال لك ؟.. قال: قال: "اللهم سلط عليه كلبا منكلابك".. قال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءَه...
قال الراوي : فسرنا حتىنزلنا الشراة،.. وهي مأسدة،.. ونزلنا إلى صومعةِ راهب،.. فقال الراهب: يا معشرَالعرب ، ..ما أنزلكم هذه البلاد ؟.. فإنها تسرح الأُسد فيها كما تسرح الغنم؟ .. فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبرَ سني وحقي،.. وإن هذا الرجلَ قد دعا على ابنيدعوةً - والله- ما آمنُها عليه..
فطاف بهم الأسد، فجعل عتبة يقول: يا ويلأمي هو والله آكلي كما دعا محمد علي، قتلني محمد وهو بمكة وأنا بالشام، لا والله ماأظلت السماء، على ذي لهجة أصدق من محمد ،.. ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه ثمجاء النوم، فحاطوا أنفسهم بمتاعهم ووسطوه بينهم، وناموا فجاء الأسد يهمس يستنشقرؤوسهم رجلا رجلا، حتى انتهى إليه ، وقال هبار: فجاء الأسد فشم وجوهنا فلما لم يجدما يريد تقابض ثم وثب، فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم ضربة ضربة ففضخ رأسه فقالوهو بآخر رمق: ألم أقل لكم أن محمدا أصدق الناس ؟ ومات فقال أبو لهب،: ألم أقل لكمأني أخاف عليه دعوة محمد ؟ قد والله عرفت أنه ما كان لينفلت من دعوةمحمد.
3
غلامانِ يقتصانِ للرسول صلى الله عليه وسلم
أبو جهل .. هو عمرو بن هشام الخزومي حامل لواء الكفر في مكة.. وفرعون هذه الأمة.. وأكثرالكفار معاندة ومحاربة للرسول وأكثرهم طعناً وشتماً وسباً له صلى الله عليه وسلم،.. قضى حياته كلها في حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن اسحق: مر أبوجهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا. فآذاه ونال منه, ورسول الله صلى اللهعليه وسلم ساكت.
ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد. وبلغالخبر حمزة. وهو عائد من القنص متوشحاً قوسه. وكان يسمى : أعز قريش. . فدخل المسجد- وأبو جهل جالس في نادي قومه - فقال له حمزة:. تشتم ابن أخي وأنا على دينه. ثم ضربهبالقوس فشج رأسه .
فثار رجال من بني مخزوم. وثار بنو هاشم. فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة. فإني سبيت ابن أخيه سباً قبيحاً.
فعلمت قريش أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قد عز... فكفوا عنه بعض ما كانوا ينالون منه.
فكيف كانتنهاية أبي جهل؟
قال عبدِ الرحمن بنِ عوف رضي الله عنه : بينما أنا واقف فيالصف يومَ بدر ... نظرتُ عن يميني وشمالي .. فإذا أنا بين غلامين من الأنصار. . حديثةٌ أسنانُهُما .. تمنيتُ لو كنت بين أضلعَ منهما .. فغمزني أحدهما. فقال : ياعم !.. هل تعرف أبا جهل ؟ ..قال : قُلتُ : نعم .. وماحاجتك إليه يا ابن أخي؟.. قال: أُخبرتُ أنه يَسُبُّ رسول الله .., والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يُفارق سواديسوادَه حتى يمُوت الأعجلُ منَّا... قال: فتعجبت لذلك ... ثم غمزني الآخرُ فقالمثلها.. .قال : فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل يزُول في الناس.. . فقُلتُ : ألاتريَان ؟.. هذا صاحبُكُما الذي تسألان عنه .. قال: فابتدراهُ , فضرباهُ بسيفيهما , حتى قتلاه ... ثُم انصرفا إلى رسول الله . فأخبراهُ ... فقال "أيُّكُما قتلهُ ؟.. "فقال كُلُّ واحد منهما : أنا قَتَلتُ . فقال : هلْ مسحتُما سيفَيْكُما ؟ " قالا : لا .. فنظَرَ في السيفين فقال"كلاكُما قَتَلهُ".. (والغلامانِ هما : مُعاذ بنُعُمرو بنِ الجمُوح ومُعاذُ بنُ عفراء)
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ينظر ماذا صنع أبو جهل ؟ "
قال ابن مسعود : أنا يا رسول الله . فانطلقفوجده في آخر رمق. فأخذ ابن مسعود بلحية أبي جهل وقال: هل أخزاك الله ؟ ثم وضع رجلهعلى عنق أبي جهل ثم قطع رأسه .
وهكذا كانت نهاية فرعون هذه الأمة ولعذابالآخرة أشد وأبقى
4
تيس يقتل ابنَ قمئة
في غزوة أحدوبعد استغلال خالد بن الوليد لنزول الرماة عن الجبل والتفافه على جيش المسلمين ثمحصار المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وقتل سبعة ممن كان يدافع عنه من المسلمينحتى لم يبق حول النبي - صلى الله عليه وسلم- سوى رجلين هما طلحة بن عبيد الله، وسعدبن أبى وقاص، فكانت لحظات عصيبة وكانت أحرج ساعة بالنسبة إلىحياة رسول الله-صَلَّىاللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وفرصة ذهبية للمشركين، ولم يتوان المشركون في انتهاز تلكالفرصة، فقد ركزوا حملتهم على النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وطمعوا فيالقضاء عليه وبالفعل، رمى عتبة بن أبى وقاص الرسول بالحجارة، فوقع على الأرض، وكسرترباعيته السفلى اليمنى، كما أصيبت شفته بكدمة أليمة، وتقدم إليه عبد الله بن شهابالزهري، فشجه في جبهته، وأسال الدم على وجهه، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسوله. ثم ما لبث فترة فتحركت الرحمة في قلبه فعاديقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وجاء عدو الله عبد الله بن عبدالله بن قمئة ، فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم- على عاتقه ضربة عنيفة، ظلت تؤلمهشهرًا كاملا، لكن ابن قمئة لم يستطع أن يهتك الدرعين، فعاود بضربة شديدة على وجنته - صلى الله عليه وسلم- حتى دخلت حلقتان من حلق المغفر الذي يَستر به النبي وجهه فيوجنته، وقال: خذها وأنا ابن قمئة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يمسح الدمعن وجهه : أقماك الله.
وفى هذه الأثناء كان سعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيدالله يقاتلان قتال الليوث دفاعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فأما سعد فقد كانرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأمره بالرمي، وكان ماهرًا به ، داعيًا له بقوله: ارم فداك أبي وأمي، وأما طلحة فإنه قاتل بضراوة حتى وجد سيفًا يوشك أن يصيب النبي - صلى الله عليه وسلم- فاتقاه بيده، فقطعت أصابعه، وجرح يومها بضعًا وثلاثين جرحًا،حتى خرّ ساقطًا بين يدي النبي- صلى الله عليه وسلم-، ثم بدأ الصحابة يتجمعون حولرسول الله من جديد حتى فكوا الحصار عنه صلى الله عليه وسلم.
ثم لحق حاطب بنأبي بلتعة بعتبة بن أبي وقاص ـ الذي كسر الرَّباعية الشريفة ـ فضربه بالسيف حتى طرحرأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه.
وقاتلت أم عمارة.. فاعترضت لابن قَمِئَة في أناسمن المسلمين، فضربها ابن قمئة على عاتقها ضربة تركت جرحاً أجوف، وضربت هي ابن قمئةعدة ضربات بسيفها، لكن كان عليه درعان فنجا.
فلما عاد ابن قمئة لأهله بعدالغزوة خرج إلى غنمه ليرعاها فوافاها على ذروة جبل شامخ فشد عليه تيس فنطحه نطحةأرداه بها من شاهق الجبل فسقط أسفله متقطعا.
وهكذا كانت نهاية هذا المجرم .. الذي حاول قتل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وفي القيامة ينتظره أنيتردى في جهنم خالدا فيها مخلدا.
5
سلا الجزورِ على ظهر الرسول صلىالله عليه وسلم
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال..: بينما رسول الله - صلىالله عليه وسلم- يصلى عند البيت.. وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس .. وقد نُحرت جزورٌبالأمس.. فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزورِ بني فلان .. فيأخذه فيضعه في كتفيمحمدٍ إذا سجد ؟..
فانبعث أشقى القومِ فأخذه .. فلما سجد النبي - صلى اللهعليه وسلم - وضعه بين كتفيه, .. قال فاستضحكوا .. وجعل بعضُهم يميل علىبعض..
قال ابن مسعود وأنا قائمٌ أنظر... لو كانت لي مَنَعةٌ لطرحتُه عن ظهرِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم..- والنبيُ - صلى الله عليه وسلم - ساجد ما يرفعرأسه .. حتى انطلق إنسانٌ فأخبر فاطمة .. فجاءت وهي بنت صغيرة فطرحته عنه... ثمأقبلت عليهم تشتمهم.. فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم – صلاتَه.. , رفع صوتهثم دعا عليهم , وكان إذا دعا دعا ثلاثا... وإذا سأل سأل ثلاثا.. ثم قال ..« اللهمعليك بقريش »...« اللهم عليك بقريش »...« اللهم عليك بقريش »... , فلما سمعوا صوتهذهب عنهم الضحك.. وخافوا دعوتَه ثم قال ..« اللهم عليك بأبي جهلِ بنِ هشام ..وعتبةَبنِ ربيعة.. وشيبةَ بنِ ربيعة.. والوليدِ بنِ عقبة.. وأميةَ بنِ خلف.. وعقبةَ بنِأبى معيط ».. وذكر السابع ولم أحفظه.. فوالذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يومَ بدر.. ثم سُحبوا إلى قليبِ بدر) رواهمسلم
وعن عمرِو بن العاص رضي الله عنه قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتلَ رسولِالله صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوسٌ في ظلِ الكعبة.. ورسول اللهصلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام.. فقام إليه عقبةُ ابنُ أبي معيط .. فجعلرداءَه في عنقِه.. ثم جذبه حتى وقع على ركبتيه.. وتصايح الناس.. وظنوا أنه مقتول.., قال وأقبل أبو بكرٍ يشتد ..حتى أخذ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من ورائِه وهويقول:.. أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟.. ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليهوسلم.. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلما قضى صلاتَه ..مر بهم وهم جلوسٌ فيظل الكعبةِ فقال.. يا معشَر قريش.. أما والذي نفسي بيده .. ما أُرسلتُ إليكم إلابالذبح.. وأشار بيدِه إلى الحلق ..
فقال له أبو جهل ..يا محمد ما كنتجهولا.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت منهم) .
فأُسر عقبةُ بنُ أبيمعيط ٍ في بدر.. وأَمر به النبيُ صلى الله عليه وسلم لتُضربَ عنقُه.. ولما قدموهللقتل ،.. قال يا معشر قريش.. علامَ أُقتلُ من بينِ من هنا ..؟ قال عاصمُ ابنُثابت.. لعداوتِك لله ورسوله.. ، وتقدمَ عليُ ابنُ أبي طالبٍ فأطاح برأسه ...
أهانَ العنقَ الشريف.. فضربت عنقُه.. وحقرَ الرأسَ المهيب ..فسقط رأسُه ..، عنقٌ بعنق ..ورأس ٌ برأس.. وشتان بين العنقين والرأسين ..، والجزاء من جنسالعمل.. ، هكذا يفعل الله عز وجل بمن نال من نبيه صلى الله عليهوسلم...
6
كاتبُ وحيٍ تنصر
قد يرغب المرء في الهداية .. ويستقيم عليها زماناً .. ثم يغرى بمتع الدنيا .. إما بجاه .. أو وظيفة .. أو مال .. أو صداقة .. فيترك دينه لأجلها..
أو يلتف عليه أقران يزينون له الشهوات .. ويدعونه إلى الملذات.. فيشاركهم في منكرهم .. ويسكت عن معصيتهم .. فينتقل من عزالطاعة إلى ذل المعصية .. فيرتد على عقبيه بعد إذ هداه الله..
كان رجل قارئاًكاتباً .. فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي .. وقد كان حفظ البقرة وآلعمران .. وكان الرجل إذا حفظ البقرة .. وآل عمران ارتفع قدره عندالصحابة..
فأغراه بعض المشركين .. بدنيا .. ومال .. . فارتد عن الإسلام ولحقبعباد الأصنام .. طلباً لهذه المتع .. وأخذ يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم.. ويقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له..
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بخبره .. فقال : اللهم اجعله آية.. فلم يلبث أن مات .... وانقطعت اللذات..
وبقيت الحسرات .. وعظمت السيئات.. فلما مات .. حفروا له فدفنوه..
فلما أصبحوا .. مروا بقبره .. فإذا الأرض قد نبذته فوقها .. وإذا جثته ملقاة على التراب .. فعجبوا !! كيف أخرج منقبره !!
فقالوا : هذا من فعل محمد وأصحابه .. ثم عادوا فحفروا له وأعمقوا .. فدفنوه..
فأصبحوا .. فمروا بقبره .. فإذا الأرض قد لفظته فوقها..
فقالوا : هذا من فعل محمد وأصحابه .. ثم عادوا فحفروا له وأعمقوا أكثر ما استطاعوا .. فدفنوه..
فأصبحوا .. فمروا بقبره .. فإذا الأرض قد لفظته فوقها .. فقالوا : هذاليس من فعل البشر..
فتركوه منبوذاً .. على الأرض.والثعالب تنهش منلحمه..والغربان تأكل من جسده .. نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى..(د.محمدالعريفي)
وهكذا ينتصر الله من أعداء الله ويري الناس فيهم آياته حتى يتبينلهم الحق.
فهذا الأرض الجامدة تنتقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هذاالمتطاول المجرم، وتتركه عبرة وعظة لمن يعتبر أو يتعظ، يقول شيخ الإسلام ابنتيميةفي "الصارم المسلول" معلقاً على القصة: "فهذاالذي افترى على النبي صلى الله عليهوسلم أنه ما كان يدري إلا ما كتب له ؛ قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أندفن مراراً ، وهذا أمرٌ خارجٌ عنالعادة ، يدلُ كلّ أحدٍ على أن هذا عقوبة لماقالهُ، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجُرمَأعظمُ من مجرد الارتداد، إذ كانعامةُ المرتدين يموتون ولا يصيبهم مثل هذا، وأناللهَ منتقمٌ لرسولهِ صلى اللهُعليه وسلم ممن طعن عليه وسبهُ، ومظهرٌ لدينه، ولكذبالكاذب إذا لم يمكن للناس أن يقيموا عليه الحد".
7
قتلُيَهُودِيَّةٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه منولده ووالده والناسأجمعين»
لن يكون المرء مؤمناً حق الإيمان حتى يكون رسولالله صلى الله عليه وسلم أحب إليه ممن تربطه بهم روابط القرابة والنسب أو روابطالصداقة والمصلحة ، فإذا كان حبه يفوق من أنجبه ورباه من والدة وأب وجد وجدة ويفوقحب أفلاذ كبده، ويفوق حب الزوجة والعشيرة وسائر من تربطه بهم علاقة اجتماعية أوسياسية أو تجارية أو أي رابطة أو مصلحة إذا كان حاله كذلك فإنه حينئذ يكون مؤمناًحقاً وعلامة ذلك أن يقدم طاعة الله ورسوله على كل طاعةٍ غيرها وما يحبه الله ورسولهعلى ما يحبه جميع الناس قريبهم وبعيدهم ولو أسخط جميع الناس.
ولا يجد حلاوةالإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
سُئل عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه : « كيف كان حبكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان واللهأحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ »
وها هو عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول وهو في سياق الموت: « ما كانأحد أحبّ إليّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أجلّ في عيني منه، وماكنتُ أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكنأملأ عينيّ منه »
وهذه قصة صحابي آخر فقد بصره إلا إنه لم يفقد بصيرته، كانلديه جارية غير مسلمة تخدمه وتقوم بشأنه إلا أنها لم تكن تقلع عن سب رسول الله صلىالله عليه وسلم، فلم تطب نفس هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه إلابقتلها.
فعن ابنِ عباسٍ..أن أعمى كانت له أمُ ولدٍ تشتم النبي َصلى اللهعليه وسلم وتقعُ فيه.. فينهاها فلا تنتهي.. ويزجُرُها فلا تنزجر ..قال فلما كانتذاتُ ليلةٍ جعلت تقعُ في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمُه فأخذ المغول (سيفقصير).. فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها .. .. فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلىالله عليه وسلم.. فجمعَ الناس.. فقال أنشدُ اللهَ رجلا فعل ما فعل لي عليه حقٌ إلاقام.. فقام الأعمى يتخطى رقابَ الناس ..وهو يتزلزل ..حتى قعد بين يدي النبي صلىالله عليه وسلم.. فقال يا رسولَ اللهِ أنا صاحبُها ..كانت تشتمك وتقعُ فيك فأنهاهافلا تنتهي.. وأزجُرها فلا تنزجر ..ولي منها ابنانِ مثلُ اللؤلؤتين.. وكانت بيرفيقة.. فلما كانت البارحة ..جعلت تشتمك وتقعُ فيك.. فأخذت المغولَ فوضعته في بطنهاواتكأتُ عليها حتى قتلتها ..فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ألا اشهدوا أن دمَهاهدر...
هكذا قدم حب رسول الله على حب أمأولاده.
8
هجاه فقتله
كعب بن الأشرف اليهودي ك****عرا وكان يهجو رسولَ الله صلى الله عليه و سلم ويحرضُ عليه كفارَ قريش.. وكانالنبي صلى الله عليه و سلم قدم المدينة ..وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشدالأذى ..فأمر اللهُ رسولَه والمسلمين بالصبر.. فلما أبى كعبُ بنُ الأشرفِ أن يتوقفعن أذاه ..وقد كان عاهد النبيَ صلى الله عليه وسلم من قبل, أن لا يعينَ عليه أحدا .. فنقض كعبٌ العهد .. وسبه وسب أصحابَه ..وكان من عداوتِه أنه لما قدم البشير بقتلمن قُتل ببدر وأسرِ من أُسر .. قال كعب: أحقٌ هذا.. أترون أن محمدا قتل هؤلاء ؟ .. فهؤلاء أشرافُ العربِ وملوكُ الناس.. والله لئن كان محمدٌ أصاب هؤلاء القوم.. لبَطنُ الأرضِ خيرٌ من ظهرِها ..فلما أيقن الخبر.. ورأى الأسرى مقرنين.. كُبِت وذلوخرج إلى قريشٍ يبكي على قتلاهم.. ويحرضُهم على قتالِه صلى الله عليه و سلم.. ثمرجع إلى المدينة.. فشبَّب بنساء المسلمين حتى آذاهم.. فقال صلى الله عليه وسلم كماروى البخاري.. من لكعبِ بنِ الأشرف ؟.. فإنه قد آذى اللهَ ورسولَه ..، فقال محمدُ بنُ مسلمة : يا رسول الله ! أتحبُّ أن أقتلَه ؟.. قال : نعم .. قال : ائذن لي فلأقل .. قال: قل .. فأتاه فقال له : إن هذا الرجلَ قد أراد صدقة .. وقدشق علينا .. فلما سمعه قال : وأيضا . والله ! لتَمَلَّنَّه .. قال : إنا قد اتبعناهالآن .. ونكره أن ندعَه حتى ننظرَ إلى أي شيء يصير أمرُه .. قال : وقد أردتُ أنتُسْلِـفَني سلفا .. قال : فما تَرْهُـنَني ؟ قال : ما تريد ... قال : تَرْهُـنَنينساءَكم .. قال :لا ..؟ قال له : تَرْهُـنوني أولادَكم.. قال : يُسَبُّ ابنُ أحدِنا . فيقال : رُهِن في وَسْقينِ من تمر.. . ولكن نَرْهَـنُك اللأمة) يعني السلاح ) .. قال : فنعم . وواعده أن يأتيَه بالحارثِ وأبي عبسِ بنِ جبرٍ وعبادِ بنِ بشر.. . قال : فجاءوا فدعوه ليلا ... فنزل إليهم ... قال محمد بنُ مسلمة : إني إذا جاء فسوف أمديدي إلى رأسه .. فإذا استمكنت منه فدونكم .. قال : فلما نزل ..، نزل وهو متوشح .. فقالوا : نجد منك ريحَ الطيب .. قال : نعم .. .. قال : فتأذنُ لي أن أشمَّ منه .. قال : نعم . فشُم .. فتناول فشَم .. ثم قال : أتأذن لي أن أعود ..؟ : فاستمكن منرأسِه... ثم قال : دونكم ... قال : فقتلوه ثم أتوا النبيَ صلى الله عليه وسلمفأخبروه) ...
وهكذا كانت نهاية من يسب رسول الله ويحرض عليه ليكون عبرةلغيره.
9
قُتل متعلقاً بأستار الكعبة
عبدالعزى بنُ خَطلٍأسلموهاجر إلى المدينةوبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا في الصدقة ، وبعثمعه رجلا من خزاعة ، فكان يصنع طعامه ويخدمه فنزلا في مجمع فأمر الخزاعي أن يصنع لهطعاما ، ونام نصف النهار فاستيقظ والخزاعي نائم ولم يصنع له شيئا ، فاغتاظ عليهفضربه فلم يقلع عنه حتى قتله فلما قتله قال والله ليقتلني محمد به إن جئته . فارتدعن الإسلام وساق ما أخذ من إبل الصدقة وهرب إلى مكة، فقال له أهل مكة : ما ردكإلينا ؟ قال لم أجد دينا خيرا من دينكم . فأقام على شركه وكانت له جاريتان مغنيتانوكان يقول الشعر يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمرهما أن تغنيا به ويدخلعليه وعلى مغنيتيه المشركون فيشربون الخمر ويسمعون الغناء بذلك الهجاء.
وفييومِ فتحِ مكة كان عبدالعزى بنُ خَطلٍ متعلقاً بأستارِ الكعبةِ.. فجاء من يخبررسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنه متعلقٌ بأستارِ الكعبة..
فقال عليهالصلاة والسلام: اقتلوه،.. فقُتلهأبا برزة الأسلميوهو متعلقٌ بأستارِ الكعبة ..
والسبب في قتل ابن خطل وعدم دخوله في قوله " من دخل المسجد فهو آمن" أنرسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة قال: لا يقتل أحد إلا من قاتل, إلا نفراسماهم فقال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم تحت أستار الكعبة", وهم عكرمة بن أبي جهل وعبدالله بن خطل ومَقِيس بن ضُبَابة وعبدالله بن سعد بن أبي السرح".
فأما عبدالله بن خطل فأُدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حُريب وعمار بنياسر فسبق سعيد عمارًا وكان أشب الرجلين فقتله.
وأما مَقِيس بن صُبابةفأدركه الناس في السوق فقتلوه.
وأما عكرمة فركب البحر فأصابهم عاصف فقالأصحاب السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا ههنا فقال عكرمة: والله لئنلم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنتعافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أضع يدي في يده فلأجدنهعفوًا كريمًا فجاء فأسلم.
وأما عبد الله بن سعد بن أبي السرح .....فقد اختبأعند عثمان بن عفان وكان أخا لعثمان بن عفان من الرضاعة فجاء به عثمان حتى أوقفه علىالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليهثلاثًا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجلرشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟. فقالوا: ما ندري يا رسولالله ما في نفسك ألا أومات إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنةالأعين.
وهكذا كانت نهاية المرتد عبدالله بنخطل
10
قالابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير عند قوله تعالى "إِنَّا كَفَيْنَاكَالْمُسْتَهْزِئِينَ":".. التعبير عنهم بوصف {المستهزئين} إيماء إلى أنه كفاهاستهزاءهم وهو أقلّ أنواع الأذى، فكفايته ما هو أشدّ من الاستهزاء من الأذى مفهومبطريق الأحْرى.
وفي التّعبير عنهم بهذا الوصف إيماء إلى أن قصارى ما يؤذونهبه الاستهزاء، كقوله تعالى:{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} فقد صرفهم الله عن أنيؤذوا النبي بغير الاستهزاء، وذلك لطف من الله برسوله.
ومن سنة الله.. أن منلم يتمكن المؤمنون أن يعذبوه .. من الذين يؤذون الله ورسوله؛.. فإن الله سبحانهينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه ...
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم علىأمر الله تعالى صابرا محتسبا، مؤديا إلى قومه النصيحة على ما يلقى منهم من التكذيبوالأذى والاستهزاء، وكان عظماء المستهزئين خمسة وكانوا ذوي أسنان وشرف فيقومهم.
وهم الوليدُ بنُ المغيرة، و العاصُ بنُ وائل، والأسود بنُ المطلبِوالأسود بنُ عبدِ يغوث، والحارثُ بنُ قيس.
فأتاه جبريلُ فشكاهم رسولُ اللهصلى الله عليه وسلم إليه .., فأراهُ الوليدَ بنَ المغيرة.. فأومأ جبريلُ إلى عِرقفي يد الوليد فقال له الرسول ..: ما صنعت ؟ قال : كفيته .. ثم أراه الأسودَ بنَ عبديغوث .. فأومأ إلى رأسه ، وقال : كفيته .. ثم أراه الأسود بن المطلب ..فأومأ جبريلإلى عينيه فقال : ما صنعت ..؟ قال : كفيته .. ثم أراه الحارث .. فأومأ إلى رأسه ،وقال : كفيته .. ومر به العاصُ فأومأ إلى أخمصِه فقال : ما صنعت ؟.. قال : كفيته .. فأما الوليدُ فمر برجل من خزاعةَ وهو يريش نبلا له(أي : يهيئ النبال لتصلح للرمي) فأصاب يده فقطعها ..، وأما الأسودُ بنُ المطلبِ فعمي .. فمنهم من يقول : عمي هكذا .. ومنهم من يقول : نزل تحت سَمُرةٍ فجعل يقول.. : يا بني ، ألا تدفعون عني.. قدقُتلت ؟.. فجعلوا يقولون : ما نرى شيئا .. وجعل يقول : يا بني ..، ألا تمنعون عنيقد هلكت.. هاهو ذا أُطعن بالشوك في عيني ... وأما الأسودُ بنُ عبدِ يغوث .. فخرج فيرأسه قروحٌ فمات منها ،.. وأما الحارثُ فأخذه الماءُ الأصفرُ في بطنه حتى خرج مافيبطنه من فمه فمات منها ..، وأما العاص.. فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقةوهي نوع من : الشوك) حتى امتلأت منها فمات منها... وقيل أنه: ركب إلى الطائف علىحمار فربض به على شبرقة.. فدخلت في أخمصِ قدمِه شوكةٌ فقتلته .
وهكذا كفىاللهُ عز وجل النبيَ صلى الله عليه وسلم شرَ هؤلاء المستهزئين في ساعةواحدة...
11
صاعقة السماء تحرق المتآمرين
قصة نهايةمجرم آخرمن مجرمي المنافقين لم يكتفي بتحريضه على قتل سبعين من قراء الصحابة في بئرالمعونة، بل سعى إلى اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظ الله رسوله صلىالله عليه وسلم وانتقم من أعدائه.
فعن ابن عبَّاسٍ، أَنَّ أَربد بن قيس ،وَعامرَ بن الطّفَيل بن مَالكٍ قَدمَا المدينة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم،فانتهيا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ، فجلسا بين يديه.
فقالعامر بن الطّفيل: يا محمّد، ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم: لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم
قال عامر بن الطّفيل: أتجعل لي الأمرإن أسلمت من بعدك؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:ليس ذلك لك، ولا لقومك،ولكن لك أعنّة الخيل أي لجامها، قال: أنا الآن في أعنّة خيل نجدٍ، اجعل لي الوبر أيالبوادي، ولك المدر أي المدن، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:لا، فلمّا ذهبمن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال عامرٌ: أما واللّه لأملأنّها عليكخيلا ورجالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يمنعك اللّه، فلمّا خرج أربدوعامرٌ، قال عامرٌ: يا أربد، أنا أشغل عنك محمّدًا بالحديث، فاضربه بالسّيف، فإنّالنّاس إذا قتلت محمّدًا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدّية، ويكرهوا الحرب، فسنعطيهمالدّية، قال أربد: أفعل، فأقبلا راجعين إليه، فقال عامرٌ: يا محمّد، قم معي أكلّمك،فقام معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فخليا إلى الجدار، ووقف معه رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم يكلّمه، وسلّ أربد السّيف، فلمّا وضع يده على قائم السّيفيبست على قائم السّيف، فلم يستطع سلّ السّيف، فأبطأ أربد على عامرٍ بالضّرب، فالتفترسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فرأى أربد وما يصنع، فانصرف عنهما، فلمّا خرجعامرٌ وأربد من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى إذا كانا بالحرّة ، نزلافخرج إليهما سعد بن معاذٍ وأسيد بن حضيرٍ، فقالا: اشخصا يا عدوّي اللّه، لعنكمااللّه، قال عامرٌ: من هذا يا سعد؟ قال: هذا أسيد بن حضيرٍ الكاتب، قال: فخرجا حتّىإذا كانا بالرّقم أرسل اللّه عزّ وجلّ على أربد صاعقةً فقتلته، ثمّ أرسل اللّه علىعامر قرحةً فأخذته، فأدركه اللّيل في بيت امرأةٍ من بني سلولٍ، فجعل يمسّ قرحته فيحلقه، ويقول: غدّةٌ كغدّة الجمل في بيت سلوليّةٍ، يرغب أن يموت في بيتها، ثمّ ركبفرسه، حتّى مات عليه راجعًا.
وهكذا كانت نهاية هذين المتآمرين بصاعقة وبقرحةليكونا لغيرهما عبرة.
12
نهاية كسرى
كتب النبي صلىالله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام.. وكلاهما لم يُسلم،.. لكن قيصرأكرم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكرم رسوله، فثبت ملكُه، ... وكسرىمزّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقتله اللهُ بعد قليل،.. ومزق ملكه كل ممزق،.. و لم يبق للأكاسرة ملك.
وكأنهبتمزيقه لخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمزق ملكه هو، بل ومزق ملك الفرسالذين أنهى المسلمون دولتهم في سلسلة من الفتوحات المجيدة.
فعن ابن عبّاسٍرضي الله عنه أنّ رسُول اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وسلّم بعث بِكِتابِهِ إِلى كِسرىمع عبدِ اللّهِ بنِ حُذافة السّهمِيِّ فأمرهُ أن يدفعهُ إِلى عظِيمِ البحرينِفدفعهُ عظِيمُ البحرينِ إِلى كِسرى وكان نص رسالة النبي إلى كسرى ، هو : (بسم اللهالرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ،وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبدهورسوله ، وأدعوك بدعاء الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حياويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت ، فإن إثم المجوسعليك).
فلمّا قرأ الرسالة مزّقهُا .
فلما بلغ ذلك رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال : اللهم مزق ملكه " وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن: ابعث منعندك رجلين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز، فكتب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقال : أبلغا صاحبكما أن ربي قتل ربه في هذه الليلة ، : وكان ذلك في العاشر منجمادى الأولى سنة سبع من الهجرة .
وكان مقتل كسرى كبير الفرس على يد أقربالناس إليه وهو ابنه الكبير "شيرويه" فيقتله، ثم ما يلبث أن يُقتل هو، ثم يقُتل منقتله، فتمزق ملك كسرى حتى أخذه المسلمون وفتحوا بلاده كلها في عهدالراشدين.
ونظيرُ هذا.. ما جربه المسلمون مراتٍ متعددة ..في حصار الحصونوالمدائن التي بالسواحل الشامية،.. لما حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في القرنالسابع الهجري،.. قالوا: كنا نحن نحاصر الحصن أو المدينة.. الشهر أو أكثر من الشهر ..وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه .. حتى إذا تعرض أهلُه لسب رسول الله صلى اللهعليه وسلم.. والوقيعةِ في عِرضِه،.. تعجلنا فتحه وتيسر.. ولم يكد يتأخر إلا يوماًأو يومين أو نحو ذلك،.. ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمةٌ عظيمة،.. قالوا: حتى إن كنا لنتباشرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاًعليهم بما قالوه فيه
13
كلبٌ ينتصرُ لرسولِ الله صلى الله عليهوسلم
ثلاثة رجال سخروا بنبينا صلى الله عليه وسلم فكيف كانت نهايتهم؟
أما أولهم فهو رجل من حاشية أمير من أمراءِ المغولِ تنصر.. فحضر عندهجماعةٌ من كبار النصارى والمغول.. فجعل واحد منهم ينتقص النبي صلى الله عليه وسلم ..وهناك كلبُ صيدٍ مربوط .. فلما أكثر من ذلك وثب عليه الكلبُ فخمشه .. فخلصوه منه .. وقال بعضُ من حضر ..هذا بكلامك في محمد صلى الله عليه وسلم ..فقال كلا بل هذاالكلبُ عزيزُ النفس .. رآني أشيرُ بيدي فظن أني أريدُ أن أضربه .. ثم عاد إلى ماكان فيه فأطال ..فوثب الكلبُ مرةً أخرى فقبض على حلقه فقلعه فمات منحينه...
والقصة الثانية هي من قصص المعاصرين ذات العبر الدالة على الخاتمةالسيئة التي تنتظر كل من تطاول وتجرأ على مقام النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم،وهي أن رجلا ذهب لنيل شهادة الدكتوراه خارج بلده، فلما أتم دراسته وكانت تتعلقبسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته مافيه انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم وتعريض له ، فتردد الرجل بين القبول والرفض،واختار في نهاية الأمر دنياه على آخرته ، وأجابه إلى ما أراد طمعاً في تلك الشهادة،فما أن عاد إلى بلده حتى فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مروع، والعياذ باللهمن الخذلان
أما القصة الثالثة فحدثت في ركن الخطباء" في حديقة "الهايد بارك " الشهيرة بوسط العاصمة البريطانية "لندن".
فقد اعتاد بعض المسلمين الإنجليزالمؤهلين لدعوة بني جلدتهم إلى الإسلام أن يحضروا بصفة أسبوعية في "ركن الخطباء" بالحديقة المذكورة، ليتناوبوا على الخطابة داعين إلى توحيد الله عز وجل، وموضحينحقائق الإسلام، ومفندين شبهات أعدائه، وفى اليوم المذكور وقف أحدهم داعيًا إلى اللهعز وجل، فانبرى له رجل بريطاني نصراني فأخذ يقاطعه ويشوش عليه، ثم تدنى إلى ما هوأشنع من ذلك، فطوعت له نفسه أن يلعن ويسب الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم،والإسلام، فلم يمهله الله طرفة عين، وإذا بالخبيث يخر فى الحال على وجهه صريعًالليدين وللفم ، وأخذت رغوة كريهة تنبعث من فمه، وفشلت كل محاولات إسعافه إذ كان قدنفق في الحال، وأفضى إلى جبار السموات والأرض جل وعلا ،وكان أحد رجال الشرطةالبريطانية المخصصين لحفظ الأمن والنظام يراقب الموقف برمته مع الحاضرين عن كثب،فلما نفضوا أيديهم منه ،وآيسوا من حياته، أقبل الشرطي نحو الخطيب"قائلا له :"هذاربك قد انتقم منه في الحال ؟"، فأجابه الخطيب: "نعم هو الله الذي فعل ذلك، فادعواالروح القدس كي تعيده إلى الحياة إن استطعتم".
14
سببُتأليفِ كتاب " الصارمُ المسلولُ على شاتمِ الرسول
جعل الله سبحانه وتعالىالهداية لعباده على أيدي الأنبياء المكرّمين وخاتمهم سيدنا محمد الصادق الأمين صلّىالله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.فكان من الواجب على جميع المؤمنين توقير واحترامومحبة الرسل لأن محبتهم مرتبطة بمحبة الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
وقد سارعلى هذا جموع الناس حتى من غير المؤمنين، فما يتكلم عقلاؤهم عن هؤلاء الأنبياء إلاّبغاية الأدب والتهذيب.
ولكن شذ من الناس في كل زمن أفراد لا يعدونشيئاً.
وقد قام علماؤنا ببيان العقوبات التي أوجبها الله تعالى على الحاكمالمسلم للدفاع عن مكانتهم العالية ومنزلتهم السامية، ومن هؤلاء العالم المجاهد شيخالإسلام أحمد بن تيمية الدمشقي الذي ألّف كتاباً في بيان أحكام هذا الموضوع، وذلكرداً على من تجرأ على سب النبي صلّى الله عليه وسلم، ولما رأى من تهاون بعض الحكاموتسويغ بعض أهل العلم، فكان كتابه الجامع المانع:
(الصارم المسلول على شاتمالرسول)
وسبب تأليف هذا الكتاب تطاول نصراني اسمه عساف على مقام النبيالكريم صلى الله عليه وسلم.
كان هذا الرجلُ.. ، قد شهد عليه جماعةٌ أنه سبالنبيّ صلى الله عليه وسلم ،.. وقد استجار عسافٌ هذا بابن أحمد بنِ حجي أميرِ آلِعلي.. ، فاجتمع الشيخُ تقيُّ الدينِ بنُ تيمية،... والشيخُ زينُ الدينِ الفارقي.. شيخُ دارِ الحديث.. ، فدخلا على الأمير عزِ الدينِ أيبك الحموي.. نائبِ السلطنة ..فكلماه في أمره فأجابهما إلى ذلك ،.. وأرسل ليحضره فخرجا من عنده ومعهما خلقٌكثيرٌ من الناس ..، فرأى الناس عسافاً حين قدم ومعه رجلٌ من العرب.. فسبوه وشتموه ... فقال ذلك الرجلُ ..: هو خيرٌ منكم - يعني النصراني - فرجمهما الناسُ بالحجارة ..، وأصابت عسافاً ..ووقعت مشادة قوية ... فأرسل النائبُ فطلب الشيخينِ ابنِ تيميةوالفارقي فضربهما بين يديه، .... وقدم النصرانيُ فأسلم ..، وعُقد مجلسٌ بسببه ،.. وأثبت بينه وبين الشهودِ عداوة ، ..فحقن دمه .
ثم استدعى الشيخينِ فأرضاهماوأطلقهما ،.. ولحِق النصرانيُ بعد ذلك ببلادِ الحجاز ..، فاتفق قتلُه قريباً منمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،.. قتله ابن أخيه هنالك ..، وصنف الشيخ تقيُّالدينِ بنُ تيمية في هذه الواقعةِ كتابه " الصارم المسلول.. على شاتم الرسول " .
15
(القربان الصليبي)
لما وقع الحصار على مدينةدمياط حدث أن علجاً منهم، قد ألهج لسانه بسبب النبي صلى الله عليه وسلم، معلناً بهعلى خنادقهم، ومغيظا به لمن يليهم من حرس الإسلام ورجالهم، وكان أمره قد استفحل،وداء اشتهاره بهذه العظيمة قد أعضل، وقد جعل هذا الأمر ديدن جهاده، وذهب عنه أنالله تعالى ينتقم لنفسه من عتو هذا اللعين وعناده.
فلما كانت المعركة التيأسر فيها أعلاج الكفر وجنودهم، وأفاء الله على أهل دينه عدوهم وعديدهم، واستولىمنهم على ما يناهز ألفي فارس، عرف هذا العلج في جملة من اشتمل عليه الاستيلاء منهمحصراً وعداً، وعوجل بعقوبة كفره الذي تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرالجبال هدا؛ فلما صفد في وثاقه، وخرس لسانه، أشعر السلطان الملك الكامل بموضعه،فتنوعت المشورات بصورة قتل هذا الكافر، واللحاق بروحه إلى الجحيم التي هي مأوىالفاجر، فصمم الملك الكامل على إرسال هذا العلج مع من يوصله إلى والي المدينةالنبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وإشعاره بأمره، وأن يباشر بذلك المحلالشريف تطهير الأرض من كفره. فما أن وصل حتى أقيم بين يدي قبر النبي المطهر، ونوجيذلك المحل الأطهر، وذلك في عيد الفطر من تلك السنة وقيل: يا رسول الله: هذا عدوالله وعدوك، والمصرح في ملة كفره بسبك وسب صاحبك، قد أرسله محمد سلطان مصر ليقتلبين يديك، ويشكر الله لما وفقه من مجاهدة المشركين الذين كفروا بما أنزل إليك،وقاصدا أن يجعله عبرة لمن انتهك حرمتك واجترأ عليك،... فتهادته أيدي المنايا ضرباًبالسيوف، وفرح المؤمنون بنصر الله لدينه على طوائف الشرك وأن رغمت منها الأنوف،والحمد لله رب العالمين
16
محاولةُ سرقةِ جسدِالرسولِ صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
كان للسلطان نور الدين محمود دور عظيمفي جهاد الصليبيين وحماية ديار المسلمين من الحملات الصليبية كما كان له دور كبيرلا يعرفه كثير من الناس في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته منالصليبيين ففي عام (خمسمئةٍ وسبعةٍ وخمسين) للهجرة .. رأى السلطانُ نورُالدينِمحمودُ . وكان رحمه الله صالحاً.. صادق الرؤيا.. "رأى النبي صلى الله عليهوسلم في ليلةٍ واحدةٍ ثلاث مرات،.. وهو يقولُ له في كل واحدةٍ منها:.. يا محمود.. أنقذني من هذين الشخصين،.. لشخصينِ أشقرينِ تجاهه،... فاستحضر وزيره قبل الصبحِفأخبره،.. فقال له: هذا أمٌر حدث في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهغيرُك،.. فتجهز ـ نورُ الدين ـ وخرج على عجل.. بمقدار ألفِ راحلة .. وما يتبعها منخيلٍ وغير ذلك،.. حتى دخل المدينة على غفلة،.. فطلب الناس عامةً للصدقة،.. وقال: لايبقى بالمدينة أحدٌ إلا جاء،.. فلم يبق إلا رجلانِ مجاورانِ من أهل الأندلس.. نازلانِ في الناحية التي قبلة حجرةِ النبي صلى الله عليه وسلم من خارجِ المسجد.. عند دارِ آلِ عمر بنِ الخطاب،.. قالا: نحن في كفاية،.. فجدّ في طلبهما حتى جيء بهما ..فلما رآهما قال للوزير: هما هذان،.. فسألهما عن حالهما وما جاء بهما،.. فقالا: لمجاورة النبي صلى الله عليه وسلم... فكرر السؤال عليهما حتى أفضى إلى العقوبة،.. فأقرا أنهما من النصارى.. ووصلا لكي ينقلا النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحجرةالشريفة،.. ووجدهما قد حفرا نقباً تحت الأرض .. من تحتِ حائطِ المسجدِ القبلي .. يجعلان التراب في بئٍر عندهما في البيت...
فضرب أعناقهما عند حجرةِ النبيصلى الله عليه وسلم ..خارج المسجد .. وركب متوجهاً إلى الشامراجعاً...
17
صلاحُ الدينِ لأرناط: ها أنا ذا أنتصرُ لنبينامنك
ومن صور انتصار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم على يد أتباعه، انتقامالسلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله من الأمير الصليبي "أرناط"، وكان أرناط منأشد الصليبيين عداوة وغدراً وحقداً على الإسلام والمسلمين، قضى حياته كلها فيمحاربة المسلمين تديناً منه، ووقع في الأسر عدة مرات، ويفتدى نفسه ليخرج لمحاربةالمسلمين مرة أخرى، وكان أميراً على حصن الكرك وكان دائم الإغارة على قوافلالمسلمين، وذات مرة هاجم أرناط قافلة حجاج فقتلهم وسرق متاعهم وأثناء اقترافه هذهالجريمة الشنيعة أخذ في سب النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول للمسلمين "أين محمدلينقذكم؟".
وقد فكر هذا الخنزير الأحمق في الهجوم على مكة والمدينة النبويةوأعد أسطولاً لذلك وقام بغارات مجرمة على قوافل الحجيج، فأقسم "صلاح الدين" على أنيقتل هذا الكلب بيده إذا ظفر به، وجاء يوم الوفاء يوم "حطين" هجرية، يقول ابن خلكانفي وفيان الأعيان: " .. وأما أرناط فإن السلطان كان قد نذر أنه إن ظفر به قتله،وذلك لأنه كان قد عبر عند قوم من الديار المصرية في حال الصلح فغدر بهم وقتلهم،فناشدوه الصلح الذي بينه وبين المسلمين، فقال ما يتضمن الاستخفاف بالنبي صلى اللهعليه وسلم، وبلغ السلطان فحملته حميته ودينه على أن يهدر دمه.
ولما فتح اللهتعالى عليه بنصره جلس في دهليز الخيمة لأنها لم تكن نصبت بعد، وعرضت عليه الأسارى،وسار الناس يتقربون إليه بمن في أيديهم منهم، وهو فرح بما فتح الله تعالى على يدهللمسلمين، ونصبت له الخيمة فجلس فيها شاكراً لله تعالى على ما أنعم به عليه،واستحضر الملك جفري وأخاه أرناط، وناول السلطان جفري شربة باردة فشرب منها، وكانعلى أشد حال من العطش، ثم ناولها أخاه أرناط؛ وقال السلطان للترجمان: قل للملك أنتالذي سقيته، وإلا أنا فما سقيته. وكان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسيرإذا أكل أو شرب من مال من أسره أمن، ثم أمر بمسيرهم إلى موضع عينه لهم، فمضوا بهمإليه فأكلوا شيئاً، ثم عادوا بهم، ولم يبق عنده سوى بعض الخدم فاستحضرهم، وأقعدالملك في دهليز الخيمة، واستحضر أرناط وأوقفه بين يديه وقال له: ها أنا أنتصر لمحمدمنك، ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل، فسل السيف فضربه وتمم قتله من حضر، وأخرجت جثتهورميت على باب الخيمة. فلما رآه الملك على تلك الحال لم يشك في أنه يلحقه به،فاستحضره وطيب قلبه وقال له: لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك. وأما هذا فإنهتجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم، وبات الناس في تلك الليلة على أتمسرور، ترتفع أصواتهم بحمد الله وشكره وتهليله وتكبيره، حتى طلعالفجر".
18
خطيبٌ يسبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم
ومنالقصص ذات العبر في عاقبة المستهزئين والمتطاولين على رسول الله صلى الله عليه وسلمما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في كتابه "كلمة الحق" عن والده محمد شاكر، وكيلالأزهر في مصر سابقاً، أن خطيباً مفوهًا فصيحًا كان يتوافد إليه الناس لسماع خطبه،حضر إليه ذات يوم في خطبته أحد أمراء مصر، فأراد هذا الخطيب مدح هذا الأمير والثناءعليه، وكان هذا الأمير قد أكرم طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية، فلماحضر طه حسين والأمير في الخطبة، قام هذا الخطيب المفوه يمدح ذلك الأمير قائلاله:
جاءه الأعمى فمــا عبس في وجه وما تولى.
وهو يقصد من كلامه هذاالإساءة النبي عليه الصلاة والسلام، لأن الله قال عن قصته عليه الصلاة والسلام معابن أم مكتوم " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " فلما صلى الخطيب بالناس قام الشيخ محمدشاكر والد الشيخ أحمد شاكر رحمهما الله ، وقال للناس : أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قدكفر، لأنه تكلم بكلمة الكفر.
يعلق الشيخ أحمد شاكر قائلاً: ولم يدع اللهلهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسمُ بالله لقد رأيتهبعيني رأسي بعد بضع سنين،وبعد أن كان عالياً منتفخاً، مستعزًا بمن لاذ بهم منالعظماء والكبراء رأيتهمهيناً ذليلاً، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقىنعال المصلين يحفظهافي ذلة وصغار، حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني،لا شفقة عليه؛ فماكان موضعاً للشفقة، ولا شماتة فيه؛ فالرجل النبيل يسمو علىالشماتة، ولكن لما رأيتمن عبرة وعظة.
هكذا كانت النهاية الذليلة لمن أرادعز الدنيا على حساب دينه..
فأضاع دنياه ليعيش ذل المعصية وشؤمعقابها..
19
نهاية رسام عربي
رسامُ كاريكاتيرِ عربي شهير.. رسم صورةً هزليةً في جريدة الأهرامِ عام (ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسةٍ وستين). رسم فيهارجلاً يرمُز به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعرضه بطريقة يسخر فيها منهصلى الله عليه وسلم ومن زوجاته رضي الله عنهن
رسم هذا الكاريكاتير ليضُحِكالناس بالسخريةِ من الرسولِ صلى الله عليه وسلم وأزواجِه.. فعاقبه اللهُ بمرضِالاكتئاب .. فكان عذابُه من جنس عملِه .. وعكس قصدِه.. وعذابُ النفسِ أشدُ من عذابالجسد ..ولما عجز عن الشفاءِ بالأدوية من الاكتئاب ..انتحر ليقتصّ للرسولِ صلى اللهعليه وسلم من نفسِه بيدِه التي رسم بها سخريته...فسبحان الله على قدرتهوعظمته.
ثم يأتي رسامٌ غربي بحجةِ حريةِ التعبير .. فيرسم رسومه المسيئةللنبي صلى الله عليه وسلم.. فعاقبه الله عز وجل بسلبه حريته .. ليظلّ معتقلا متخفيابين يدي الشرطةِ خوف القتل,.. لا يجد فندقا يؤويه.. وليصرح لصحيفة ِدنماركية: .." لم يعُد لي مكان" .. على الرغمِ من أنه يعيش متخفيًا بحمايةِ المخابراتِالدانمركية.. والجزاءُ من جنسِ العمل. .. {طه:127}
{الأحزاب:57}
ومن قبله أساء المرتد سلمان رشدي لنبينا صلى الله عليه وسلموزوجاته رضي الله عنهن بروايته الماجنة الشيطانية فكانت عاقبته العيش منبوذا متخفياخائفا من عواقب جريمته..
20
قتل مخرج غربي
المخرج السينمائيالهولندي ثيو فان جوخ أخرج بمساعدة مرتدة صومالية نائبة في البرلمان فيلمايروي قصةأربعنساء مسلمات وأظهر الفيلم آيات قرآنية مكتوبة على الأجساد شبه العارية للنساءاللواتي تمثلن في الفيلم.
ولقد سبق لهذا المجرم أن سب الله تعالى وسب نبيالإسلام وسب المسلمين ووصفهم بناكحي المعز...
وقال عن النبي صلى الله عليهوسلم بأن عنده شذوذ جنسي ومغتصب بنات بل تجرأ على الله تعالى وكان كثيرا ما يستهزئوعلى التلفزيون مباشرة بالله....بل وصلت به الجرأة أن سمى كلبه باسم الله تعالىالله جل وعلا
فقام المغربي أحمد بويري بإطلاق النار وطعن فان جوخ حتى الموتأثناء ركوبه دراجته في أحد شوارع العاصمة الهولندية عام 2004م.
وهدد في ورقةثبتت على جسده بسكين أيان هيرسي علي وهي نائبة في البرلمان الهولندي وصوماليةالمولد، والتي كتبت نص الفيلم
واعتقل البويري عقب تبادل لإطلاق النار معالشرطة بعد دقائق من مقتل فان جوخ.
وقال الإدعاء الهولندي إن البويري كانيأمل في أن يموت "شهيدا" على أيدي الشرطة.
وأصدرت محكمة هولندية حكما بالسجنالمؤبد على الإسلامي أحمد بويري الذي نفذ الاغتيال.
وكان بويري قد قال انهقتل فان جوخ انطلاقا من التزام ديني وانه سيقتل مجددا باسم الإسلام إذا سنحت لهالفرصة.
واثر اغتيال فان جوخ، استمرت هيسري علي، كاتية سيناريو "الخضوع" بالاختباء لمدة أشهر عديدة.
وقالت أنها "تحتاج إلى وقت طويل كيتفهم فعلا ما الذي حدث وتتخطاه".
وقال البويري لمحكمة في امستردام: "أتحملالمسؤولية كاملة عن أفعالي. وتصرفت باسم عقيدتي الدينية."
"يمكنني أن أؤكدلكم أن يوما ما، إذا أطلق سراحي، فسأفعل الشيء نفسه مرة أخرى."
وقال محاميهللمحكمة إن البويري لن يدافع عن نفسه ولن يفعل أحد ذلك نيابة عنه.
وهو محكومعليه بالمؤبد الدرجة القصوى فلا يخرج من السجن إلا إلى القبر....
كيف ننصررسولنا صلى الله عليه وسلم ؟
أخي المسلم ..
إليك بعض الوسائل التييمكننا من خلالها العمل لنصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا في وقت اشتدتفيه الهجمة الشرسة عليه صلى الله عليه وسلم .
ومن هذه الوسائل الانقياد لأمرالله تعالى بالدفاع عن النبي ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به ، أو نقص ينسبإليه ، كما قال تعالى : ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه).
ومن وسائلالنصرة الحرص على الصلاة على النبيصلى الله عليه وسلمكلما ذكر ، وبعد الآذان ، وفييوم الجمعة ، وفي كل وقت ، لعظيم الأجر المترتب على ذلك ، ولعظيم حقهعلينا.
ومن وسائل النصرة. الحذر والبعد عن الاستهزاء بشيء منسنته.
ومن وسائل النصرة محبة آل بيته من أزواجه وذريته ، والتقرب إلى اللهتعالى بمحبتهم لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولإسلامهم
. ومن وسائلالنصرة محبة أصحابه وتوقيرهم واعتقاد فضلهم على من جاء بعدهم في العلم والعملوالمكانة عند الله تعالى.
. ومن وسائل النصرة تربية الأبناء على محبةالرسولصلى الله عليه وسلم.
ومن وسائل النصرة العمل على إقامة المعارضالمدرسية والجامعية التي تعرف بالرسول صلى الله عليه وسلم
ومن وسائل النصرة تخصيص أركان خاصة في المكتبات تحوي كل ماله علاقة بالرسول وسيرته والاهتمامبه وجعلها في مكان بارز.
ومن وسائل النصرة التحذير في الوسائل المرئيةوالمسموعة والمقروءة من الغلو فيه ، وبيان الآيات التي تنهي عن الغلو فيه صلى الله عليه وسلم وبيان أن المحبة الصادقة هي في اتباعه.
ومن وسائل النصرة :*****مواقع على الإنترنت متخصصة في السيرة والسنة النبوية الشريفة.
ومن وسائل نصرته إقامة الدعاوى القضائية على الساخرين منه والمنتقدين له صلى الله عليه وسلم
إن الواجب علينا جميعاً - كلٌ حسب استطاعته - أن ننصر نبينا وأمامناوحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، جعلنا الله جميعا من أنصار محمد صلى الله عليه وسلم وسقانا من حوضه وجمعنا به في جنته. اللهم اميييين
منقول للامانه
ام يوسف ومنصور @am_yosf_omnsor
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
سواليف قهوة
•
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رواف121
•
فداك ابي وامي وكل غالي عندي ونفسي واهلي ومالي يارسول الله
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كماصليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كماصليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
الصفحة الأخيرة