السلام عليكم
دمعه حزن وحسرة سقطت من عيني العجوز المطلة على النافذة ، أغمضت عينها وكتمت غصة
دامية ، حبست آهات تكاد تقطع أحشاءها ، عرس مطل على نافذتها كم أفرحها وأحزنها ، أرجعت
بذاكرتها للوراء للوراء كم كانت فاتنة وجميلة حينها ، كانت تتمنى زوجا وأسرة وبيت كبيوت
الأحلام ، خدم ، حشم ، هذا ما تتمناه ، أفاقت على الواقع المرير وأعادت بنظرها إلى النافذة رأت
فستان العروس ، تذكرت عبثها بالمجلات وبحثها عما يليق بها ، رفعت ناظرها وأسقطت دمعة
حارة حرقت وجنتيها عادت إلى الماضي من جديد تذكرت ما سبب كل هذا ..
في يوم ربيعي خرجت والدتها برفقة والدها إلى السوق مع أختها الصغرى ، لم تكن تود الذهاب
معهم ، رن الهاتف أسرعت إليه كانت صديقتها المتحدثة ، دعتها إلى نزهة قصيرة والتجول في
أحد المراكز الجديدة ، وافقت دون تردد ، جاءتها صديقتها وذهبتا سوية تبادلتا أطراف الحديث
سألتها صديقتها إذا كانت لديها بوي فريند ؟!!
أجابت بكل براءة وقالت : كيف أخون ثقة أهلي !!
الصديقة : كلام قديم لا أحب سماعه ، فجأة قفزت الصديقة وأشارت إلى أحد المحلات وقالت :
انظري هنالك مجموعة من الشباب هيا لا تضيعي الفرصة ، رفضت رفضاً قاطعاً ، لكن مع إصرارة
صديقتها وافقت بعد عدة جولات ها هي تستلم وتأخذ أحد الأوراق التي رميت عليها ، هنأتها
صديقتها ، وانتهت النزهة وعادت كل منها إلى المنزل كان ضمير الفتاة يأنبها ، لكنها تقلت اتصالا
من نفس الصديقة كان الاتصال كالتالي :
الفتاة : أهلا ..
الصديقة : ألم تتصلي بعد ؟
الفتاة : لا أستطيع !
بعد محاولات من صديقتها استسلمت الفتاة واتصلت ، كانت المحادثة الأولى مختصرة ، لكن الثانية
كانت أطول بكثير ، وانتهت الثالثة بموعد ، عادت الفتاة من الموعد وهي تجر العار وراءها ، ماذا
تفعل ماذا تقول ؟؟
لاحظت بعد أشهر حركة ، يا إلهي ثمرة الخطيئة ، هربت من المنزل خافت من الفضيحة ، ذهبت
إلى أحد النساء الشهيرات بالتوليد في المنزل وهربت تاركة طفلة وراءها ، لجأت إلى التسول ،
اتصلت بالثمن للحبيب المفقد ، أطلق ضحكة ساخرة وأقفل الخط بوجهها ، تم الإبلاغ من قبل
والديها عن اختفائها ، عثر عليها وتم إدخالها الإصلاحية ، خرجت بعد أن أصبحت في الثلاثينات ،
لجأت إلى العمل كخياطة وبقيت وحدها طوال هذه السنين بعد تبرأ أهلها منها !!
دموع متتالية سقطت من عيني العجوز الضعيفة ، رأت فستان العروس وتذكرت ما وعدها به
الحبيب ، دارت بها الدنيا أهازيج العرس تختلط بنحيبها ، وقعت أرضا بعد صرخة دامية ، كانت
تصرخ قائلة : ارحمني يا رب .. ارحمني يا رب ، دفنت دون أن تبكي عين عليها
.. ارحمها يا رب ..
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️