نهاية محامي، للكاتب المعروف، محمد بن سليمان الأحيدب ، عن المحامي ماجد قاروب، جدة

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100619/Con20100619356899.htm

نهاية محامٍ
محمد بن سليمان الأحيدب
أن يتجاهل المحامي النواحي الإنسانية في ترافعاته ويدافع عمن لا يستحق الدفاع، فهذا أمر مقبول مهنيا ومقبول اجتماعيا على مضض، أما أن يتجاهل المحامي الأسس الأكاديمية والشمولية المطلوبة في إلقاء ورقة علمية في مؤتمر أو ندوة، فمعنى ذلك أن المحامي لا يفرق بين حديث المجالس و(القهاوي) والاستراحات وبين إلقاء محاضرة علمية، ففي الحالتين هو يتحدث بسطحية وتحيز لوجهة نظره الخاصة.
هذا ما يمكن أن تستشفه من محاضرة أحد المحامين بعنوان الأخطاء الطبية من الناحية القانونية والطبية، والذي أبدى امتعاضه من قرار وزارة الصحة إغلاق غرفة العمليات في أحد المستشفيات التي تسببت في قتل الدكتور طارق الجهني بحجة أن غرفة العمليات هي شريان دخل المستشفى وإغلاقها يكلف ثلاثة ملايين ريال يوميا، كما اعتبر (لافظ فوه بخطأ طبي) أن كتابة الإعلام عن الأخطاء الطبية فيه إسفاف وتسبب في العزوف عن الاستثمار في ***** المستشفيات، وفي هذا رغم مغالطته للحقيقة (المستشفيات الخاصة في المدن في أدوارها ومبانيها وأعدادها تنافس الفنادق)، أقول فيه تركيز على الجانب المادي وتضخيم له وتجاهل للجانب الإنساني وتصغير له، وهذه ــ وربي ــ ليست أخلاق رجال القانون. لو أن المحامي فرق بين المحاضرة الأكاديمية الرزينة الشاملة العلمية المحايدة وبين حديث المجالس، أو حتى المرافعات المنحازة لمن يدفع أكثر، لكان تحدث عن مصير مئات المرضى الذين ينتظرون دورهم لدخول غرفة العمليات التي أغلقت، وما الذي سيتم حيال عملياتهم الجراحية الضرورية؟! وهل رتب لهم إجراؤها في مستشفيات أخرى على حساب صاحب غرفة العمليات التي أغلقت منعا لإهدار مزيد من الأرواح؟!، أم أنهم تركوا ضحية للإغلاق وهو أمر لا ذنب لهم فيه؟!.
لو كان المحامي محايدا ــ علميا وأكاديميا ــ لتطرق إلى ضرورة تقويم وإعادة تقويم واعتماد المستشفيات الخاصة والعامة قبل خراب بصره، وضرورة إطلاع الناس على المستشفيات غير المعتمدة كما يحدث في دول العالم، لا أن يطالب بعدم إغلاق غرفة عمليات ارتكبت فيها أبشع المخالفات من عدم تأهيل طبيبة التخدير وعدم ترخيصها وعدم صلاحية غرفة العمليات ثم القتل.إن ثمة فرقا كبيرا، يا سعادة المحامي المحاضر، بين أن تتحدث في منتدى الطب والقانون، حيث يستمع إليك كل من طلبة الطب والقانون والأخلاقيات والعلاقات الإنسانية وإدارة المستشفيات والتمريض والأشعة والمختبرات، وجميعهم ينتظرون منك في النهاية أن تشاركهم علما نافعا ومعلومة محايدة، وبين أن تترافع دفاعا عن تاجر يتاجر في صحة الناس، وتنتظر منه في النهاية أن يملأ هاتف العملة بما يعادل وزن كلام لم يوزن!!.
ahidibms@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة




تعليقات الزوار ( 7 )
1. ابو امنه : هو واحد يا استاذ محمد
اقلك من واقع خبره ثلاثون عاما في اروقة المحاكم ان امثلة المحامي الذي تحدثت عنه وامثاله كثير والاسوء لمن تنتفخ جغود الواحد منهم ويحسب انه لايوجد على البسيطه من يجاريه مع انه خواء وكما قالوا
أبلغ عن مخالفة
2. عبداللطيف : بين الشرع والعامية
نحمد الله ان المحاكم لدينا تحاول اسناد احكامها للشرع وليس لطريقتك في التفكير
أبلغ عن مخالفة
3. ابو صالح : موكلين
95% من يدعون المحاماة ليسو محامين وليسو موهلين اكادميا لتولي محاماة وربما الشخص المذكور مكلف من قبل المستشفي للدفاع عنه
أبلغ عن مخالفة
4. حسان، جده : هذا المحامي نفسه كان يقف ضد خطأ نفس المستشفى في مقال من سبعة أشهر، ولآن يدافع عنها،
لقد ساءني جدا ، ما قرأته من مرافعة هذا المحامي، وبارك الله لك فقد قلت ما في قلوبنا ايها الكاتب المبدع، هذا المحامي نفسه كان يقف ضد خطأ نفس المستشفى في مقال من سبعة أشهر، ولآن يدافع عنها، لقد احبط صورته ومركزه ، وحسبي الله عليه.
أبلغ عن مخالفة
5. م.عامودي جده : بدل ان يطلب عقوبة على جريمة المستشفى، النكراء ، في قتل الدكتور طارق الجهني، يقف يدافع عنهم
المحامي هذا يترافع مع من يدفع، صح لسانك، ويسعدك ربي، كلنا عارفينه، بدل ان يطلب عقوبة على جريمة المستشفى، النكراء ، في قتل الدكتور طارق الجهني، يقف يدافع عنهم، ليشوه صورة المحاماه الى الابد، الا يكفينا الخوف من ذمم اصحاب المستشفيات؟
أبلغ عن مخالفة
6. ضحى : صح لسانك، وضميرك الحي
صح لسانك، وضميرك الحي، الله يستر علينا من موت الضمير
أبلغ عن مخالفة
7. ريما :
أيها المحامي الفاضل الساكت عن الحق شيطان أخرس فما بال المدافع عن الباطل
أبلغ عن مخالفة