منذ الدقائق الأولى كنت أعرف هذه النهاية أنها ستكون طالت بي الأيام أم قصرت وأنا أنتزع أوراق التقويم عدا المحها في عينيه ثلاثا دون أن تنبس بها شفتاه وكفته مكابح سيارته وهي تنقل لي غضبه المكتوم ونواياه ويده التي أبطأت عن مصافحتي قبل أن ألملم نفسي من سيارته ومن سيارته ومن قلبه ومنه ثم أرحل إلى بيت أهلي أجلس على العتبة الأولى لدرجات المنزل وأضع رأسي في حجري وأصمت ووحدها الدموع الداخلية في تحكي دون أثر ظاهر صامتة عن الحراك سوى من يدي تتهاوى بجانبي في تخاذل حينا ثم تمسح دمعات تتكئ على بوابة عيني قبل أن يدركها أحد اسمع صوت والدي مرحبا متعجبا من حضوري يسألني "حيا الله بنيتي كأن الخميس جاء بدري هالأسبوع" وأقبل رأسه مبتسمة إكراها وقلبي ينطق (سيأتي الخميس مبكرا كثيرا كثيرا(
وتتلقفني أحضان أمي قلقة تحاول ألا تبين لي شيئا ويصدقها حس الأم ويخونها صمتي وتقطيبة تسكن وجهي وأضيع بين ضحكات إخوتي الصغار وبهرجة عشاء يحضرون أنفسهم له يخيرونني برجر لحم أودجاج أو.... وتطول القائمة ولايسكتهم سوى مفردتي (مالي نفس) وتطالني تعليقات ضاحكة أصمد أما مها قليلا ثم أهرب لغرفتي وأغمض أنوارها وأنسل تحت غطائي همسا وتلاحقني نظرات أمي وقلقها
لم يكذب طني ثلاثة أيام طويلة جدا لاتطاق محملة بانتظار أمام هاتفي أنتقل به في كل مكان أضعه أمام عيني وعلى أعلى موجاته الصوتية يجاورني في سريري ويفزعني عند كل رنين يقطع أحلامي لاحضور لا إتصال ولا مجرد رسالة أبحث في قائمة الإتصالات المفقودة ربما لم أنتبه أولعل الشبكة خانتني أقفله ثم أعاود فتحه مجددا ارفع سماعة الهاتف وأجرب الإتصال على هاتفي خشية أن يكون فقد الإرسال ثم يأتي صوت الرنين رتيبا قاتل!!
كل شي كان بخير كل شي هو فقط من يرفض الوصل أوأنه يفهمني بعزلي هذا أي رسالة كان يحملها لي تغييبي في بيت أهلي منذ ثلاث مساءات مضت أقضم أظافري في توتر وقلق كيف سأنقل هذا الخبر الصامت الذي أفهمه لأهلي يفاجئني سؤال أمي متربصا بي وين زوجك وأجيبها وعيني تهرب لأشياء أخرى في غرفتي الصامتة مسافر ثم أستأنف كذبي عليها وعلى نفسي وسيعود وتردد خلفي يرجع بالسلامة إن شاء الله وأسرق جملتيها الأخيرتين في قنوط ورجاء إن شاء الله يعود والدي من عمله ونجتمع على غداء ككل يوم يثرثرون وأغرق في صمتي في حيرتي والتحضير لإجاباتي الكادبة ككل مرة يصيح والدي متذكرا قابلت زوجك اليوم بعمله يكمل عبارته وتتسع عيني فجيعة وإرتباكا وأنا ألملم خجلي وخوفي أنقل بصري بينه وبين أمي والفراغ أعلى الجدار وسقف الغرفة تسأله أمي باستغراب واستنكار ونظرتها تطوقني قابلته في العمل ويجيبها بكل عفوية وأذوب أنافي ثيابي جهاز التكييف في الغرفة تلاشت نفحاته الباردة لتصبح سموما وهواء ساخنا تتعرق منه جبهتي ووجهي ثم أضع ملعقتي وأهرب لغرفتي وأبكي بصوت مرتفع بكاء من نعي إليه أحب الناس على حين غرة أسمع صرير الباب ووجه أمي خلفه للمرة الأولى كنت لاأخشاها لا أخشى غضبها أوعبارتها أوحتى ضربة خفيفة على كتفي لنت خائفة من سؤالها الذي عرفت إجابته وعرفت نصفها وربما جهلت الأغلب منها وخائفة عليها كيف ستستقبل الخبر لم تتحدث بكلمة لكنها عرفت كل شيء عرفت أن بيتي خدش ثلاثا وإلا شي سيجبره أويلملم شظاياه وإنني وقلبي جرحنا وإلادواء سيشفي جروحنا أمي التي كانت تعرف مدى ألمي كانت تعرف يقينا كيف تخرسني الأوجاع وكيف تجعل مني الخسائر لقمة سائغة لصمت لايشفى لم تتحدث بشي شاركتني الصمت من بعيد ثم أغلقت الباب خلفها وتركتني أكمل شهقاتي وحدي وأبكي وأبكي عشرة أيام يمر الوقت ثقيلا فيها المساء لم يكن كامعتاد أقذف بهاتفي بعيدا وأنا أعرف الجواب قطعا ويأتي هو زائز شارحا مخذولا ويترك خلفه ورقة بيضاء وثلاث قاطعات كان أكثر شفقة بي إذ لم يسمعني إياها يسأله والدي ويرص أسبابا عدة أخبرني فيما بعب إنه كان ينتظر مني أن صلحها ولم أفعل ثم ضجر مني ومن بلادتي فيها أمضي ليلتي ألأولى وحيدة استعرض ذكرياتي أتذكر ليالي الأولى ضحكات الخجل ودلال كوني عروسا جديدة خجل لم يدوم طويلا لتمزقه الخلافات والأصوات التي ترتفع كل يوم صراخه وصراخي والباب الذي يغلق خلفه بعنف كل مرة هاربا من مشاكلي ليعود أخر الليل ويقضي ثلثيه صامتا في سيارته بعيدا عن ضجيجي وأصبحت نهايتي بيدي
لاتغرك ضحكتي2050 @latghrk_dhkty2050
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حالمــــه
•
اسال الله ان يعوضك كل خير ياااااااااااااااارب
الصفحة الأخيرة