نوافذ الذكرى الثآئرة
صفقت نوافذ القلب بقوة حتى أيقظتني من نومة غير هانئة ؛ فقمت ارتعد من برد الذكرى وأحاول إغلاقها، لكن الرياح كانت أقوى ففتحتها رغما عني وأجبرتني على الاستيقاظ والنظر من تلك النوافذ المفتوحة التي يقرع صوتها روحي فتنتفض .
أقبلت أيام مباركة ، وبدأت رياح الذكريات تقبل بحصاد عام مضى بين رمضان السابق ورمضان المقبل :
- هؤلاء كانوا معي وغابوا في غياهب الذكرى تطلب مني أرواحهم الدعاء .
- هؤلاء كانوا معي في ركب الطاعة تربط بيننا أواصر الحب بلا منفعة فتغيروا وتبدلوا واختاروا القطيعة مع عالم جديد فتح ذراعيه لهم.
- وهؤلاء نفوس حبيبة كنت أقاسمها فرحة تلك الأيام وهى الآن تنتظرني وأنا أنتظرها بشوق حتى يحين اللقاء.
- هؤلاء ... وهؤلاء ...
وضعت كفي على عيني ؛ لأبتعد عن كل تلك الوجوه ، ولأنعم بلحظة سكينة تعينني على النوم مرة أخرى ،
فإذا بنافذة يطل منها وجه قوي يجبرني على رفع عيني إليه
إنه وجهي
بدا عابسا ، غاضبا وحزينا
وإذا به يصرخ : لماذا أنت هذا العام لست أنت ؟
لماذا تقصرين في حق نفسك من طاعة أوعبادة؟
لماذا لا أستشعر خشوع قلبك وصدق دموعك؟
لماذا تهربين من واقع لا تريدين مواجهته بشجاعة ؟
ارتعدت مفاصلي ، وكأن الصوت يسرى في جسدي كله ، ووقفت مشدوهة حائرة.
هل أنا الآن حقا كما يقول ؟
هرعت إلى المياه لأتوضأ ، وسكبت مع كل قطرة منها ألم ووجع وشكوى،
ثم هرعت إلى سجادتي وطلبت الغوث:
(رب بلغني رمضان وأنت راض عني.
رب أعني على نفسي واغفر لها ذلاتها.
رب أشهدك أنني قد سامحت كل من أساء وغدر فاغفر تقصيري وانشغالي بمشاكل الدنيا الزائلة وغفلتي عن آخرتي الباقية.
رب إن خانني لساني وبكى أو اشتكى من مرض أو سوء حال أو غدر حبيب وغفل بذلك عن شكر نعمك التي لا تعد ولا تحصى فاغفر لي
فلقد هرعت إليك رب لترضى فارض عني
وأعد لي السكينة التي استشعرها وأنا في حماك
فكل شىء سوى لذة طاعتك باطل ولا يبقى إلا حبك)
وهنا بدأت تختفي الوجوه رويدا رويدا واحدا تلو الآخر
وبدأت نوافذي الثائرة في الاستكانة
وهدأت ريح الذكرى
وشعرت بدقات قلبي تنتظم
فوضعت جبهتي في هدوء على سجادتي المشتاقة
ولساني لا يجد ما يردده سوى كلمة واحدة ... ( يارب )

حنين المصرى @hnyn_almsr
عضوة مثابرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



أصفق لجمال التعبير والفكرة ياحنين !
لحظات مواجهة شجاعة مع النفس
كلنا نحتاج لمثلها..
كلماتك تقطر نداوة حلوة،
وتغتسل في ينابيع الطهر
بلغنا الله جميعاً شهر رمضان
لنعيش الرضى المطمئن
في أفياء الإيمان
ونصفي قلوبنا من الأدران ..!
بوركت حروفك المنسوجة بعناية
ومشاعرك المعبرة بصدق وتفاعل ..!
شكراً يانقاء..!
لحظات مواجهة شجاعة مع النفس
كلنا نحتاج لمثلها..
كلماتك تقطر نداوة حلوة،
وتغتسل في ينابيع الطهر
بلغنا الله جميعاً شهر رمضان
لنعيش الرضى المطمئن
في أفياء الإيمان
ونصفي قلوبنا من الأدران ..!
بوركت حروفك المنسوجة بعناية
ومشاعرك المعبرة بصدق وتفاعل ..!
شكراً يانقاء..!

الصفحة الأخيرة
لحظة محاسبة نحتاجها جميعا قبل قدوم الشهر الكريم
ودمتم جميعا بحب وبود وبخير