نوبات الغضب عند الأطفال .. كيف نتعامل معها؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
نوبات الغضبTemper tantrums
د. رابية ابراهيم حكيم
تخصص الطب النفسي للاطفال من جامعة لندن
عيادة الطب النفسي والارشادي للاطفال
جدة - السعودية
كيف نتعامل مع نوبات الغضب عند الاطفال ؟
نوبات الغضب تتواجد في كثير من الاطفال بين عمر سنتين الى 4 سنوات ..في بعض الاحيان تكون لها خلفية مرضية
نرى ان الطفل اذا لم تلبي رغبته يصرخ بقوة و يبكي ويرمي نفسه على الارض واحيانا يدق راسه غضبا .
ماذا نفعل في هذه الحالة ؟
بالذات لو حصلت هذه المشكلة أمام الناس ..أو في مكان عام .. فالطفل يطلب حلوى في مجمع سوبر ماركت او لعبة في سوق عام .. وعند رفض الأهل يبدأ بالصراخ ومنعا للاحراج نرى أن الاهل يلبوا طلبه فقط لإاسكاته وأبعاد نظرات الناس .
كيف نتحكم في هذه النوبات:
الابحاث و الدراسات السلوكية على الاطفال تفيد بأن تلبية رغبة الطفل عند الصراخ .. و اعطاءه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف يستمر …مرة واحدة يفعلها الطفل و تصبح عنده عادة .. فيعلم أن أسهل طريقة لفعل ما يريد هو الصراخ و الغضب .
فماذا نفعل ؟
1- كن هادئا .. و لا تغضب .. واذا كنت في مكان عام لا تخجل ..وتذكر ان كل الناس عندهم اطفال و قد تحدث لهم مثل هذه الامور.
2- ركز على الرسالة التى تحاول ان توصلها الى طفلك وهى :أن صراخك لا يثير أي اهتمام او غضب بالنسبة لي و لن تحصل على طلبك .
3- تذكر .. لا تغضب و لا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى لو بادرك بالاسئلة
4- تجاهل الصراخ بصورة تامة .. و حاول أن تريه أنك متشاغل في شئ آخر .. و أنك لا تسمعه
لو قمت بالصراخ في وجهه انت بذلك اعطيته اهتمام لتصرفه ذلك
ولو اعطيته ما يريد تعلم ان كل ما عليه فعله هو اعادة التصرف السابق .
5-اذا توقف الطفل عن الصراخ وهدأ.. اغتنم الفرصة وأعطه اهتمامك واظهر له أنك جداً سعيد لأنه لا يصرخ.. واشرح له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد مثلا أن ياكل غذاءه اولا ثم الحلوى أو أن السبب الذي منعك من عدم تحقيق طلبه هو أن ما يطلبه خطير لا يصح للاطفال .
6-اذا كنت ضعيفا امام نوبة الغضب امام الناس فتجنب اصطحابه الى السوبر ماركت او السوق او المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدوءً .
7- ومن المفيد عندما تشعر أن الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل أن يدخل في البكاء حاول لفت انتباه على شيء مثير في الطريق ... إشارة حمراء .. أو لعبة مفضلة .. أو قطة صغيرة .
و أخيراً تذكر .. نقطة هامة دائما مرة واحدة فقط كافية ليتعلم الطفل انه اذا صرخ و بكي و أعطى ما يريد عاود التصرف ذاك مرة اخرى .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كلامك جميل جدا لابد من محاوله فهم االرسائل التي يبعث بها الصغار الينا بارك الله فيك اختي
الصفحة الأخيرة
رافقت هبة - 4 سنوات - والدتها في رحلتها إلى السوق، وسألت هبة أمها أن تشتري لها حلوى،
رفضت الأم..
كررت هبة طلبها باستجداء وأكدت أنها جائعة.
انحنت الأم وقالت لابنتها بعطف: "أتفهَّم أنك تريدين الحلوى، ولكنها ضارة بأسنانك، أحب ابنتي وأتمنى لها أسنانًا قوية.. صحية.. لامعة؛ ولذلك عليَّ أن أرفض".. بالمقابل
أخذت هبة "نوبة غضب"،
ولكن أمها لم تتراجع، بل قالت في صوت هادئ: "أعلم أنك غاضبة، أحيانًا أشعر أنني شديدة الاضطراب مثلك، ولكني الآن أحتاج لحضن من ابنتي"..
تنظر هبة إلى الأم وتقترب منها لتأخذها في حضنها الدافئ..
تقترح الأم تفاحة بدلاً من الحلوى.
بالطبع تبدو لنا مهمة الأم ناجحة بشكل لا يصدّق، ولكن بتحليل الحوار بين هبة ووالدتها بشكل دقيق يمكننا إدراك تكوين هذا الخطاب:
1- أقدر مشاعرك (الاعتراف بتقدير مشاعر الطفل بطريقة متعاطفة).
2- ولكن حينما يحدث ذلك (حدّد الموضوع بطريقة بعيدة عن التهديد، ركز في نقدك على الفعل لا الشخص).
3- أشعر… (حدد مشاعرك).
4- لأن… (أعرض السبب)
5- أحبك.. (أعد التأكيد على حبك له وإن عدم موافقتك لا تعني عدم الاهتمام به)
6- اجعلنا نفعل كذا بدلاً من ذلك (قدم بديلا يفي برغبته ويصرف نظره عن الرغبة الأولى).
وبالرجوع للمشهد في جوهره، فما حاولته والدة هبة هو جدال متفاهم، يمتلئ حبًّا وهدوءاً دون التراجع من أجل مرور الوقت بسلام وعدم الإحراج.
وأخيرًا تصف "د. فيس بيلر" هذه النوبات بأنها قد تتشابه مع الأسئلة التي يطرحها الطفل رغبة في المعلومة أو التأثير، فقد يسأل الطفل "أين أمي؟"؛ لأنه يريد المعلومة وهو نفس السؤال الذي قد يترجم رغبته في الانتباه إليه، فقد يكون السؤال مناشدة أو التماسًا مثل "اسمعي، وأظهري اهتمامك بي".
فلنحاول أن نفهم الرسائل التي يبعث بها الصغار إلينا حتى لو كانت رسائل غاضبة بعض الشيء.