نورت ظلمة النفوس و الأكوان يا شهر القرآن..

أوقاتكم عطِر بذكر الله ...

يا من أذكيت فينا الوجدان ..

و قطعت عنّا لذة الوسنان ..

بتَحنانك مسحت الأشجان ..

و كشفت ما كان في طيّ الكتمان ..

في مدرستك ..

تعلمنا حقيقة الصبر و السلوان ..

و قطفنا من أرجائها رحيق الإيمان ..

بأسرار لياليك المرهفات ..

سُقت الأرواح طائعة إلى الروضات ..

متسربلة بأوشحة الأنس و القربات..

تتلذذ في محاريب المناجاة بالنسمات..

لتنسج من سورة النور و الحجرات..

حللا سندسية مرصعة بأزكى الصفات ..

و تطفئ نيران المعاصي بفيض العبرات ..

و تطير باجنحة الشوق إلى اعلى الشرفات ..

لتحلق فوق أنهار الجنان ..

و ترى ما أعدّ لها من قصور و حور حسان ..

و تنعم بنضرة الرّوْح و الريحان ..

فيا سعد من فاز بمقعد في الجنان ..

و نال بحسن طاعته رضى الرحمن ..

فلا تقعد بعد الذكرى مع الهوام ..

انفض عنك غبار لغفلة و الأوهام ..

و اقترب من باب ربك ، ماذا دهاك !

ضع قلبك ثم روحك بين يدي مولاك .

بادر ، ثم بادر قبل أن تغادر دنياك ..


مما راق لي