نور المحبين في نهار الصائمين (فعالية قرة عيون المحبين)

شهر رمضان شهر التسابيح
والتهجد والتراويح
أوقاته ثمينة وثوانيه فرص لاتعوض
لياليه مزهرة وأيامه مثمرة ..
يجني منها المخلص الصادق
القائم العابد الخلاص والعتق من النار ..
فلننتهز فرصه ولا ندعها تضيع .
🌷🌷
والصلاة من فرض وسنن وتراويح وقيام
هي من أبرز مايوجب الحرص والاستزادة منهافي رمضان
وقد قيل :
الصلاة مكيال فمن وفٰى وُفيَ له ..
ومن طفف فقد علمتم ماقيل في المطففين
أما يستحي من يستوفي مكيال شهوته ....
ويطفف في مكيال قيامه وصلاته؟!
إذا كان الويل لمن طفف في مكيال الدنيا
فكيف حال من طفف في مكيال الدين ؟!
🌷🌷
في حديث لي مع صديقة جاءتني زائرة
تطرقنا لذكر من يضيعون صلاة الظهر والعصر في هذه الأيام ..
بسبب غلبة النوم عليهم لانهم يسهرون حتى الفجر!
وذكرت صديقتي متعجبة ...
أنها تعرف أناساً ينامون بعد السحور وتفوتهم صلاة الصبح والظهر
ويستيقظون قبل العصر..
وتساءلت صديقتي :
ترى ما حكم هؤلاء الناس ؟
وهل صيامهم صحيح بمعنى الصيام الحق ؟
🌷🌷
إن الصّلاة أبرز معالم العبوديّة لله تعالى في رمضان وغير رمضان
وهي الركن الثاني من أركان الإسلام
وفيها تجتمع أنواع عدة من العبادات ؛
كالقراءة، والركوع، والسجود، والدعاء، والتذلل ، والخضوع،
ومناجاة الرب سبحانه وتعالى، والتكبير، والتسبيح،
والصَّلاة على النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلم.
وهي نـورٌ يستضيء بها العبد: نور وهداية له في الدنيا والآخرة، ونور يظهر على وجهه وقوله وفعله

فعن مالك أبي الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك. كل الناس يغدو؛ فبائع نفسه، فمعتقها،
ولها في رمضان نكهة خاصة وعبق يحمل قدسية هذه الأيام
وهي تحتلُّ أرفع مكان بين أعمال رمضان وعباداته،
حيث يحرص المسلمون على إقامة شعائرها في المساجد كالتراويح
و صلاة القيام خاصة في العشر الأواخر فيه.
ومن المعلوم أن الفرائض مقدمة على النفل،
و الواجب مقدم على المستحب،
فما عساه أن يُسمى هذا الذي يفرط في الصلوات المكتوبة،
إما بالنوم وإما بالانشغال بما لا يتفق مع حرمة وقدسية
هذا الشهر المبارك ؟!
وفي الوقت ذاته تجده أحرص ما يكون على صلاة التراويح،
فهو بذلك يكون قد ظلم نفسه وحرمها مما أوجب عليه،
واهتم بالطاعات التي هي من باب النفل والزيادة.
رغم علمه جيدا بأن من ترك الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتُها
دونما عذر شرعي صحيح، لا تبرأ ذمته ولو أعاد صلاته ألف مرة،
إذ إنَّ الصلاة على المؤمنين كتاباً موقوتاً بزمن لايتعداه ،
ومن تركها لانه كان يسهر ليله دون فائدة
او يضيع نهاره بنوم فوق حاجته ؛
فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر...
🌷🌷
وقد اختلف العلماء في تارك الصلاة كسلاً مثلا..
فمنهم من يقول انه إذا صام فصيامه صحيح إن شاء الله تعالى
ولكنه يكون مرتكباً لكبيرة من الكبائر فعليه التوبة النصوحة وقضاء الصلوات المتروكة
ومنهم من يقول ان تارك الصلاة لا يقبل منه عمل ،
لا زكاة ولا صيام ولا حج ولا شيء .
استنادا لحديث روى عن البخاري عن بُرَيْدَة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ ) .
ومعنى "حبط عمله" أي :
بَطَلَ ولم ينتفع به .
فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل اللهُ منه عملاً ،
فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ، ولا يَصْعَدُ له إلى الله عملٌ .
وقد قيل لابن مسعود رضي الله عنه :
إن الله تعالى يكثر من ذكر الصلاة في القرآن :
( الذين هم على صلاتهم دائمون ) ،
و ( الذين هم على صلاتهم يحافظون ) ،
و ( ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) ؛
قال : ذلك – أي : ذلك الوعيد - على مواقيتها ؛
قالوا : ما كنا نرى يا أبا عبد الرحمن إلا على تركها ؟ قال : تركها كفر
🌷🌷
وحضر إلى ذهني قول الله تعالى وتوقفت عنده قليلا :
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ) مريم/59 .
واقشعر بدني حين فكرت فيما تعنيه الآية ..!
فيا من تصومون رمضان وتتركوا الصلاة
إن الذي فرض عليكم الصيام هو الذي فرض عليكم الصلاة
والمسلم مطلوب منه ان يعمل بكل أركان الإسلام لا بأحدها دون الاخر.
🌷🌷
ونحن كنساء علينا مسؤولية أكبر
فنحن مسؤولات عنا وعن أسرتنا كلها
فعلينا متابعة الأبناء والازواج فنوقظهم في مواقيت الصلاة خاصة الفجر
اما الظهر فمن الممكن تأخيره قليلا لما قبل العصر بفترة كافية
ان كان ضروريا وحتما النوم للأطفال مثلا..
فلا تلهنا الدنيا وانشغالاتها ...
والصيام والقيام والسهر عن فريضة الصلاة وعن تذكير من حولنا بها
واما ما قد سلف في ليالي رمضان السابقة فقد قال الله تعالي (:)
{قُل يا عباديَ الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رَّحمة الله
إن الله يغفر الذُّنوب جميعاً} الزمر.
::
نعم إنه يغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها
{إنَّه هُوَ الْغفور الرَّحيم}
ولكن هناك أمراً لا بد من تحقيقه ألا وهو:
{وأنيبوا إلى ربِّكم وأسْلِمُوا له} الزمر:54
فمن قصر فليعد وليتوب إلى خالقه عز وجل
ولنحاو ل أن نجمع ما بين الفرائض والسنن
فمثلا نأخذ قسطا من الراحة بعد صلاة التراويح
وحتى ما قبل الفجر بساعتين مثلا..
كي نلحق بقيام الليل والتهجد وتأخير السحور لما قبل الفجر
فنتسحر ونصلي فريضة الفجر ثم ننام حتي الظهر
ثم نقوم لنلبي نداء الصلاة ونلحق بفريضة الظهر..
::
ومن الممكن النوم مجددا بعد صلاة الظهر إلى العصر لمن يحتاج
لكي نقوي على صلاة التراويح.
بعض التنظيم والترتيب فقط...
يجعلنا نفوز بخيري الدنيا والآخرة ان شاء الله!
فلا تفوتنا فريضة ولا نافلة في هذا الشهر الكريم
الذى تجتمع فيه جل العبادات
فتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
واعاننا على الصيام والقيام
وكل عام ونحن إلى الله اقرب.
‏‫