هؤلاء هم بذور الألم و القهر

الملتقى العام

عزيزي رئيس التحرير ....

حبة بندول حبتان ثلاث، هل يا ترى ذلك يكفي في هذا الوقت من الزمان؟!! جرائم قتل، حوادث، خيانات، كذب، حروب، مآس، مجاعات، غلاء الأسعار و جشع التجار و جنون البشر و انتحار الشباب و الموت البطيء و البطالة و الفقر و الديون و الهموم و المشاكل و النزاعات و الأحقاد الخفية و الصراع و فقدان الاحباب و الموت و روتين الحياة القاتل، و الحزن و الدموع ثم ماذا؟!! و إلى متى يحدث لنا كل ذلك و على مرأى و مسمع من الكل؟!! و نكاد نعيشها بشكل يومي!! أعاني من صداع رهيب يكاد لا يختفي من جراء كل ذلك اني متصدع(ـة).. اشعر بصداع من كل تلك الأمور.

أشعر بإحباط يفقدني حيويتي عندما اقرأ عن ارتفاع الإيجارات على البسطاء و المواطنين الضعفاء بشكل رهيب و مأساة هؤلاء في أن احدا لا يود مساعدتهم في النظر بالموضوع، و كأن الأمر لا يخصهم و لا يعنيهم!! و صاحب الإيجار يرفعه من أعلى لأعلى و في تصاعد مستمر!! لا تهن البسيط و الضعيف، لعلك تركع يوما و الدهر قد رفعه!! رفقا بهؤلاء و الرحمة الرحمة، ان شر العمى عمى القلب و الاحساس!! من خفف من أعباء الناس و أثقالهم كان من كبار النافعين في هذه الحياة الدنيا.

أشعر بصداع رهيب من كثرة ما اسمع و أرى و أقرأ عن سلسلة الجرائم و القتل و الحوادث فإلى متى تتحول السرعة و السباق بين الشباب إلى خسارة و موت و عذاب للأهالي؟ و الى متى تتكرر سلسلة القتل لأسباب تافهة أو قوية نفقد معها قوة الايمان و نستسلم للشيطان، مقابلة الوحشية بمثلها اعتراف بالافلاس الفكري والخلقي.

أشعر بدوران من قصص التسلية و العبث بين الشباب و البنات و النهايات البشعة و المؤلمة بينهم! فإلى متى نلعب و نستغل باسم الحب و المشاعر؟!! و إلى متى تقع الفتاة ضحية لمثل هؤلاء العابثين؟.. الاندفاع في العواطف أحياناً لا يكون جيداً و لا يوجد من يستحق ان نعطيه الثقة بسهولة في هذه الدنيا، يذهب ضحية الوهم من البشر أكثر من ضحايا كل الأمراض مجتمعة!! فهو المسبب لجميع العلل، انه ضرب من الجنون!! قال عمر بن الخطاب (ثلاث مهلكات شح مطاع، و هوى متبع، و اعجاب المرء بنفسه!.)

أشعر بضيق و نفور من أصحاب القيل و القال الذين لا شغل لهم سوى الحديث عن فلان و علان و المصيبة انهم يدعون الالتزام و الخلق الطيب!! و لكنا نجدهم يتحدثون في الخلف عن كل صغيرة و كبيرة و عما حدث و لم يحدث!! و المعروف من نم لك نم عليك!!، و اني اؤكد لو عرف الجميع ماذا يقول بعضهم عن البعض الآخر في الغيبة لما بقي صديق واحد على وجه الأرض!! قال ابن حزم: لا تجب عن كلام نقل اليك عن قائل حتى توقن انه قاله فان من نقل اليك كذبا، رجع من عندك بحق.

أشعر بقرف واشمئزاز من سلسلة الخيانة المنتشرة بين المتزوجين، و أصحاب الخيانة هم الأكثر فسادا بين خلق الله يعيشون في موت الضمير و فساد الخلق و الحياة الرخيصة بين الخليلة و العاشقة و الغش و الخداع للزوجة و النفاق!! كثير من المتزوجين للأسف يعيشون بالخيانة كالخفاش في ظلام الليل، و هم اخبث الناس بما انهم انطووا على الشر و على الأفعال الرذيلة، لا اسوأ من عاشقة رخيصة و لا شيء يعادل امرأة فاضلة، و ما اسوأ رجلا خائنا و لا شيء يعادل الزوج الفاضل و المحترم ليكن في علم كل رجل خائن: قد تصفح المرأة عن الخيانة لكن لا تنساها أبداً!!، ان موت الأخلاق و الضمير هو في رأيي أكثر المواضيع تأسفا في العالم!! اختر اما ان تحب بصدق أو ان تبتعد و لا خيار ثالثا بينهما!!

أشعر بالملل من روتين الحياة القاتل وادرك جيداً ان هناك الكثير يعانون من الروتين و الملل و الحزن و الشعور بعدم الراحة و السعادة، لكن بشر نفسك بالظفر بعد الصبر و قيمة المرء في الحياة تساوي ما يريده و يقدر عليه و ليس ما يعلمه، و دوما ضع في بالك خططاً و مشاريع سواء في الصيف أو الفصول المقبلة فستجد ان هناك شيئاً سيتغير في حياتك و تبقى على ذلك الأمل و الشعور حتى ترتاح و يختفي الملل!! ان انقى سعادة في العالم لا تخلو من الشعور بالعذاب!

بدر المريشد – امريكا
0
513

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️