السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه مشكلة احدى الاخوات طرحتها في احد المواقع المتخصصة في حل المشاكل امنى ان تستفيوا منها
أنا زوجة منذ 6 سنوات، وأم لطفلين الأول عمره 4 سنوات والثاني عمره 3 أشهر، وأعمل منذ سنتين في وظيفة ممتازة.
مرت السنة الأولى على ما يرام بالنسبة لي نفسيا فابني الكبير وجدنا له حضانة ممتازة تعلم فيها الكثير، وتغلب على مشكلة تأخر الكلام عنده، وتعمل الحضانة إلى الساعة الثالثة عصرا، وكان والده يجلس معه إلى أن أرجع من عملي ثم يعود هو إلى الفترة الثانية من عمله.
مشكلتي بدأت منذ سنة وبالتحديد منذ أن جاءت الخادمة إلى بيتي، فأنا تربيت في بيت لم يكن فيه خدم، وأنا غير مقتنعة بوجود الخدم المقيمين في البيت، فأنا سمعت وقرأت كثيرا عن مشاكلهم، ولكن لظروف عملي، أعمل إلى الساعة 5 مساء، فلقد أتينا بخادمة مسلمة حتى تجلس مع ابني الكبير الذي أصبح يتكلم الآن الفترة التي كان أبوه يجلس فيه معه أي لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط؛ لأني لم أخرجه من الحضانة لخوفي من التأثير السلبي للخادمة عليه، وذلك لأن أباه بدأ يتعب صحيا لعدم تمكنه من الراحة بين فترتي عمله.
وحتى في فترة حملي وبعد ولادتي مباشرة لم أترك ابني للخادمة طول فترة وجودي في البيت، وأصبحت حتى وأنا مرهقة جدا أقوم بطلباته وحاجياته.
ومع هذا فلقد أصبح ابني متعلقا بها، ليس كثيرا، ولكن هذا التعلق أصبح يثير أعصابي لحد بعيد، وأصبحت عصبية كلما ذكر ابني اسم الخادمة على لسانه أو أراد اللعب معها، أحس أن هذا الأمر أصبح يؤثر على صحتي جدا وحتى على تعاملي في البيت وابني من ناحية أخرى يمر بمرحلة الغيرة من أخيه الصغير، وأبذل كل ما في وسعي حتى لا تكون هي البديل لي عند الكبير حتى ولو على حساب صحتي وزوجي.
أصبحت أكره وجودها في البيت مع أني ليس من طبعي الكره، وأكره فضولها الفظيع، بالإضافة إلى أنها منذ أن جاءت والمصائب أصبحت تأتي تباعا، ولكن للأسف نحن مرتبطون بعقد لمدة سنة أخرى، اقترحت على زوجي إيجاد خادمة نصف دوام فقط أي أثناء غيابنا عن البيت، أو أن يجلس أولادي عند إحدى أخواتي فترة غيابي وكلا الاقتراحين لا يروق لزوجي.ظروف بيتي تستدعي عملي لأننا نحتاج إلى راتبي مع أن زوجي لا يريد الاعتراف بهذا، وكلما فتحت الموضوع مع زوجي يخيرني بين وجود الخادمة في حالة عملي أو ترك العمل.
سامحوني واعذروني على هذه الإطالة، ولكني فعلا حائرة ومضطربة وأصبح هذا الأمر هاجسي اليومي، ولكن لم يبقَ لدي إلا شهر ونصف حتى أعود إلى العمل بعد الإجازة، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
اسم الخبير د.نعمت عوض الله
الحل
ابنتي العزيزة،
أصبحت لا أتمنى أن أضطر إلى الرد على زوجة مشكلتها بين أبنائها وعملها؛ لأنني دائما أجدني ألعب دور الساحرة الشريرة في الأفلام..
يا ابنتي،
أنا لا أفهم معنى"بيتي يحتاج مرتبي؟" من الذي خلق هذا الاحتياج؟ من الذي جعله احتياجا؟
لمولانا الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه كلمات جميلة جدا.. منها مثلا:
"إننا نضع المستوى المرجو، ونفند مجموعة من الاحتياجات نضعها في خانة الأولويات، ثم نكد ونعمل لنحصل عليها، وعادة لا نكاد مع أننا لو وضعنا الاحتياجات والمستوى المعيشي والمتطلبات وفقا للمتاح لأرحنا واسترحنا وأعتقد أن هذا ما يفعله أغلب حديثي الزواج إن لم يكن كلهم...".
لقد مرت سنوات ابنك الأول بسلام في الحضانة.. ربما ستر من عند الله.. ربما فضل، ولكن طفل دون الثالثة في حضانة مع أغراب.. ولمدةحوالي 5 أو 6 ساعات.. تجربةلا أنصح بها أي أم.
إن الأطفال يحتاجون أن يكون لهم مجتمع وأصدقاء، وهذا جزء من تربيتهم الاجتماعية، وليس تأهيلا لدخول المدارس، ولكن هذا الجزء عادة لا يفترض أن يبدأ قبل الثالثة.. فطفلك حتى نهاية عامه الثاني هو رضيع بتعريف من رب العباد الذي أباح له أن يظل ملتصقا بصدرك حتى هذه السن..
وبالتالي تكون بداية هذه التجربة الاجتماعية من سن الثالثة بعد أن يتم تهيئته منزليا وإعداده ببعض الخبرات التي تلزمه في التعامل مع الناس، والتي يجب أن يتعلمها منك ومن أبيه أولا ثم يأتي دور الحضانة أو المدرسة أو حتى جليسة الأطفال، ولكنها يجب أن تكون لفترة ليست طويلة ومتدرجة، المهم يا ابنتي أنه حسب قولك قد فاتت تجربة ابنك الأول بسلام فماذا تنتظرين؟
انظري إلى جملة "نحتاج مرتبي" التي قلتِها وادعيت أن زوجك يحاول إنكارها "واحسبيها صح".. أيهما تفضلين؟ أن تكتسبي هذه الاحتياجات أم شخصية أبنائك؟ هذه الاحتياجات أم زوجك وبيتك؟ هذه الاحتياجات أمصحتك النفسية والجسدية؟ هل تسامحينني وأنت ابنتي إذا قسوت عليك قليلا: ماذا تنتظرين يا صغيرتي؟ أن تلبى كل الاحتياجات وتحصلي على كل الكماليات.. فإذا جاء وقت جني الثمار.. كنت عجوزا مستهلكة لا تصلح للاستمتاع بأي شيء ولا تطلب إلا الراحة..
أرجوك يا ابنتي أعيدي ترتيب أولوياتك.. أنالا أطلب منك بالمناسبة طرد الخادمة.. هذا قرار تتخذينه حسب ظروفك.. فربما تحتاجين لمساعدة في أعمال المنزل.. ولكني أطلب منك ألا تفقدي أبناءك مقابل كنوز العالم.
أحيانا تسمح الظروف لبعض الناس بالحصول على أغلب الأشياء.. كأن تكون الحضانة داخل عملك.. أوأن تستمر لساعات أطول.. أن يكون سكنك في بيت أهلك أو أهل زوجك وبالتالي يكون من المعتاد أن يلعب ولدك بينهم.. أحيانا وأحيانا.. ولكن هذه ظروفك أنت.. وظروف زوجك وشرطه.. ولا أستطيع أن أعيب عليه هذا الشرط فلقد ظل الرجل جليسا للطفل الرضيع ولم يتخلَّ عن هذه المهمة إلا لتعبه الجسماني واعتلال صحته.. إذن هو من البداية يريد طفله في بيته ولا يريد له أن يذهب للبقاء عند الأخوال..
انظري إلى قضيتك وأبنائك من منظور آخر.. انظري إلى هؤلاء الأطفال المتعبين على أنهم زرعك الأساسي الذي ستقفين لتحاسبي عليه.. انظري إليهم على أنهم مآل الفخر والاعتزاز والسعادة في خريف العمر.. ليست الثلاجة ولا العمارة ولا الفيلا ولا معلبات البارد والساخن.
نعم يا ابنتي عودي إلى بيتك.. اعملي أنت بنصف دوام إن شئت.. لا تتركي أبناءك لخادمة مهما يكن مستوى أدائها وإخلاصها..

الشامخة الخالدي @alshamkh_alkhaldy
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
ولي عودة !!!
لأن موضوع الخادمات بينرفزني والحمد لله اولادي ما بيطيقوا اسم شغالة ولا خدامة ولا بشكارة !!!