{3 }بسم الله الرحمن الرحيم
(الأخ المتسلط)
الخروج من البيت ممنوع0000
التحدث عبر الهاتف مرفوض00000
زيارة الصديقات غير ممكنة00000
إلا بأذن الاخ وتحت الرقابة المتشددة 0000هكذا حال بعض شرائح فتيات الخليج اللاتي يعانين من تسلط الأخ
بالرغم من أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين بكل ذلك الرصيد الفخم من المفاهيم والأفكار وحتى التقنيات العصرية إلا أن فئة من مجتمعنا ما زلن رهن الاعتقال000
الاخ المتسلط ديكتاتور كبير فقراراته اوامر واوامره لا ترد
يسيطر0000يتحكم0000يفتش000يراقب000يتدخل حتى في اخص خصوصيات اخته
فهو:
-يتدخل في اختيار ملابسها
-يتدخل في اختيار صديقاتها
-يصمم على مرافقتها في كل مكان تذهب اليه
-يتنصت على مكالماتها الهاتفية
-يحرمها من اكمال الدراسة
-يمنعها من الخروج الا بعد الاستئذان منه
-يحدد الفترة الزمنية للمكالمات الهاتفية
-يمنعها من استخدام الهاتف اذا كان خارج المنزل
-يفتش في حقائبها وخزانتها وأغراضها الشخصية
لإنه:
-يستمتع بممارسة السلطة
-يتدرب على الرجولة الشرقية مبكرا
-بسبب ضعف سلطة الاب او غيابه او كبره في السن
-يقلد الاب
-بسبب ضعف سلطة الام
-يحمي اخته
-يشك في تصرفات اخته
مما لاشك فيه انه لايخلو بيت أو اسره من وجود الأخوان والأخوات ونادرا مانجد أخ بلا أخت او
العكس ووجود الأخ في الأسرة بلا شك مهم جدا حيث يكون له دور فعال لاسيما اذا كان قريب من
اسرته يشاركهم الأفراح والأتراح ويتفهم خصوصية أخواته ويقدر مشاعرهن ويتقرب الى مستوى
تفكيرهن وبالتالي سيكون بلا منازع الأخ والصديق ....
ولكن للأسف تفشت ظاهرة التسلط من قبل الأخ على أخواته كثيرا فغالبا مايقتصر دوره على الأمر
والنهي حتى بوجود رب الأسرة (الأب) ولا يأبه بالمسؤلية انما يقتصر دوره على الأوامر والتدخل في
شؤون اخته سواء تعنيه ام لا وحتى لو كان الوالدين متفاهمين للبنت يأتي هو ويقول انا قلت
وكلمتي ماتنزل الأرض وبديهيا سيؤدي ذلك الى المشاحنه والنفور والعناد من قبل الفتاة ويترك
فجوة واسعة بينهما واذا ماحصلت لديها مشكلة فهو آخر من تفكر ان تلجأ اليه وقد يكون بالنسبة
اليها كابوس مفجع ونسمع كثيرا عبارة: ياليت ماعندي أخ أو الله يفكنا منه أو وجوده زي عدمه
سؤالي للبنات هو ما اذا كن يوافقنني الرأي في وجود هذا الصنف من الأخوان ؟؟؟
وسؤالي للشباب هل برأيكم ان اتباع اسلوب الشدة والعنف وعدم التقرب من أخواتكم هو الصواب ؟
ولماذا تعطي لنفسك كامل الحريه في تصرفاتك ولاتقبل التدخل من احد؟
اليس من الصواب التقرب الى اخواتكم اكثر ومعرفة مشاكلهن وظروفهن وتقديرهن واحترام كل
منكما لوجهة نظر الآخر حتى تكون لها الأخ والصديق المقرب الذي تلجأ اليه والمرفأ الآمن الذي تحط
رحاله عنده والصديق الذي يحميها من غدر الزمن حتى لاتتمنى الموت بعد ان تفقد والديها حيث تجد
من يضمها ويزيح عنها الآمها ؟؟؟
الا يوافقني الجميع بأننا بحاجة ان نعيد التفكير في ما تحملة كلمة الأخوة من معاني؟؟؟
اتمنى من الجميع التفاعل مع موضوعي وابداء وجهات نظركم
فهل انت منهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟وهل انتي منهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ا
تمنى المشاركة والنقاش في هذا الموضوع واعطاء جدية فيه
وفعلا الموضوع واقعي بالذات لان مجتمعات الخليج مثل مااحنا عرفين من القبائل الاصيلة والمعروفة
اتمنى اني اشوف ردود كثيرة بها الموضوع
وثاني شي اتمنى ان الموضوع يكون عاجبكم
وتقبلوا تحياتي
lilialgeria @lilialgeria
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
«تحكّم» المراهق عادة يجب «تنفيسها» وتوجيهها
بيروت
بعد جهد كبير ومواظبة يومية على تصفح إعلانات الوظائف في الجرائد والمطبوعات المتخصصة، وقعت ريما على الوظيفة التي تلائم «ظروفها». وتقول: «لا خيار أمامي والوظيفة قد تفتح لي أبواباً أخرى»، فابنة الثامنة عشرة التي لم تجد طريقها الى الجامعة، اكتفت بشهادة مهنية في المحاسبة بعدما «استغنت» عن إكمال تحصيلها العلمي للسنتين الأخيرتين في المدرسة. لم يكن اختيارها المحاسبة «حباً بالأرقام» والجداول المعقدة، ففي اللحظة التي فُرض عليها الخيار بين الجامعة والعمل لم تجد في المنزل من يُحسن توجيهها نحو «الأفضل لمستقبلها» أو يشجعها على تنمية موهبتها في… الغناء.
بين المحاسبة والغناء فرق شاسع، وحدها ريما اختبرت صعوبة التأقلم في الجمع بين ما ترغب فيه «بقوة» وما فرض عليها. «الغناء ممنوع» بأمر من شادي الشقيق الأصغر لريما. وساهمت «ميول» الوالدين في حسم المسألة سريعاً «ما يقوله أخوك هو الصحيح. ما بدنا «نخرّج» مطربة من المنزل». لم تأخذ «الأزمة» العائلية كثيراً من النقاش لأن «مطرقة» شادي، كما في كل الأمور الصغيرة والكبيرة، هي التي تتكفل بإقفال باب الأخذ والرد.
في يوم العمل الأول في شركة المحاسبة نالت ريما «جرعة» تشجيع من شادي الذي يصغرها بسنة واحدة «تعلمين كم أحبك وبدّي راحتك، الغناء ما بفيد، بكرا بتصيري يمكن مديرة شركة محاسبة». لكن «مفعول» الجرعة انتهى فور وصول ريما الى مقر عملها «أدركتُ سريعاً أني في المكان الخطأ. لقد درست المحاسبة لكن هذا لا يعني أن تكون مصدر رزقي والمرادِفة لشخصيتي».
تحكّم الأخ بشقيقته. حالة ليست غريبة عن العديد من العائلات، والتي تصل أحياناً الى حد تحكم الابن بوالديه. تنطلق لا شعورياً من «حب التملك وإثبات الوجود» لتنتهي أحياناً عند الحاق الأذى بمن نظن أننا نحميهم. في حالة ريما، لم يقف «تحكم» شادي عند حدود اختيار الاختصاص والوظيفة لشقيقته، بل تعداه الى التدخل في «التفاصيل». تروي ريما، التي لا تزال تزاول عملها في المحاسبة الى أن تجد وظيفة أفضل، عن محاولاتها الدائمة لإقناع والديها بضرورة منع شقيقها الأصغر من التدخل في حياتها و«فرض شروطه»، لكن الجواب لم يكن يوماً مرضياً لها «هو رجّال العيلة ويعرف أين تكمن مصلحتك».
تشعر ريما، كما تقول، كأنها «تحت المراقبة» ولا خيار لها سوى الانصياع «خروجي من المنزل ونزهاتي مع الأصدقاء تتطلب دوماً موافقة شادي. وأكثر ما أزعجني هو وضعه إحدى صديقاتي على «اللائحة السوداء»، وقرر منعي من رؤيتها مع العلم أنها رفيقتي من أيام الدراسة».
وفي قاموس شادي «ممنوع ارتداء الألبسة القصيرة» (الفساتين والتنانير القصيرة)، واللباس المثير والسهر الى ما بعد منتصف الليل» لائحة ممنوعات تأقلمت ريما مع بنودها، لكن «النق» خبزها اليومي، وهي تعترف بأنها تســتعجل الزواج، علّ فارس الأحلام يكون أكثر مرونة من شقيقها «المتسلط».
يفسّر الدكتور فادي اليازجي الاستشاري في الطب النفسي ميل الذكور، خلال سن المراهقة، الى «التسلط» على العنصر الانثوي في المنزل وإثبات رجولتهم انطلاقاً من عاملين أساسيين: العامل الفيزيولوجي حيث عادة ما يتعرض المراهقون الى فورة هرمونية، تختلف حدّتها بين مراهق وآخر، فتفرز «الغدة الكظرية» فوق الكلى هرمونات في شكل كثيف تولّد تصرفاً عنفياً يتخذ اشكالاً عدة، يصل أحياناً الى حد الضرب وتعنيف الأهل. وهناك العامل النفسي اذ أن مجتمعاتنا عادة ما تعطي الأفضلية للذكر على الأنثى وتقدمه على أنه «النموذج الصالح». وهذا ما يتبدى من خلال ترسيخ عقلية «الرجولة» لدى الطفل الذكر حتى قبل بلوغه سن المراهقة ودفعه الى الإحساس بأنه «ظل الأب» وأحياناً «ظل الزوج».
«العلاج»، برأي الدكتور اليازجي، يتطلب العمل على مستوى العائلة ككل، ذلك أن الأهل يلعبون دوراً أساسياً في استيعاب هذه الحالة النفسية لدى المراهق و«تنفيسها» وتوجيهها في المسار الصحيح، كي لا تتحول الى أزمة تهدد الاستقرار النفسي للعائلة برمتها، ذلك أن أسلوب تعاطي الأهل الخطأ مع هذه الحالة يمكن أن يؤدي الى تفاقمها وإحداث شرخ بين أفراد العائلة.
رواية المراهقة نوال (16 سنة) تعكس جانباً اجتماعياً نافراً من مشكلة «سيطرة» الأخ على أخته. الوالد توفي باكراً واضطرت الأم للعمل في أحد المحال التجارية، أما علي ابن الثماني عشرة سنة فتحمّل مسؤولياته فور وفاة والده، لكنه وسّع «بيكار» صلاحياته الى الحد الذي شكّل فيه عبئاً حقيقياً على والدته وشقيقته. فالعائلة المعروفة بصيتها «النظيف»، ارتقت بفضل «أوامر» علي الى مرحلة «الانعزال عن العالم». وهكذا باتت الأم العاملة ملزمة بالتقيد بدوام عملها كـ «الروبوت»، لا زيارات ولا مــشاريع مع الجيران، باستثناء الأقارب.
والحال لم تكن أفضل مع نوال «بات يتصرف على أساس أنه رب العائلة، على رغم أن قسماً كبيراً من مصروفنا كان يؤمّنه شقيقي غالب الذي يعمل في الخارج. النزهات ممنوعة مع الأصدقاء والسهر في الليل من المحرمات، وكان يتولى اصطحابي الى المدرسة ويحرص على «الإشراف» على اختيار ما يناسبني من ملابس، ويؤكد لي منذ الآن أن اقتناء السيارة والخليوي لن يكون متوافراً خلال دراستي في الجامعة».
حلم مرتبط بذهاب الشقيق إلى الخدمة العسكرية
دمشق – لينا الجودي
«العالم على نوعين… العالم الذي نحلم به، والعالم الحقيقي» عبارة للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويللو، تكتبها غالية ابنة العشرين على دفتر تخبئه في درج صغير تحت ماكينة الخياطة التي تمضي الفتاة بجوارها أكثر أوقاتها.
رغبتها هي أن يتحول العالم الحقيقي إلى العالم الذي تحلم به، أي أن تستيقظ ذات صباح لتخرج من المنزل وتقصد الجامعة بدلاً من الذهاب إلى السوق برفقة والدتها. وتقول غالية، التي لم تلتحق بالجامعة لمعارضة شقيقها الأكبر متابعة تعليمها: «لم أتابع تعليمي، القرار لم يكن بيدي. لكني لن أتوقف عن الحلم به والعمل لأجله حتى يتحقق».
اختارت الفتاة أن تلتزم الصمت وهي تقف كل صباح أمام نافذة منزلها تتأمل زميلاتها في المدرسة الثانوية وبنات جيرانها يخرجن إلى الجامعة، وتقول متحسرة: «كنت أكثرهن تفوقاً، طوال سنوات المدرسة حلمت بدخول الجامعة والالتحاق بكلية الآداب، أستغرب أن شقيقي الذي درس في كلية الحقوق وتخرج فيها العام الماضي، هو من يمنعني من ممارسة حقي في التعلم!».
ومحاولة التحدث إلى شقيقها باءت بالفشل والجواب الوحيد الذي يكتفي به هو: «كوني أعرف أجواء الجامعة منعت شقيقتي من الانخراط فيها»، جاعلاً من تجربته «السلبية» قاعدة يبني عليها قرارات تنعكس نتائجها على حياة شقيقته الصغرى التي «يخاف» عليها.
أما الشقيقة الصغرى، التي يدل حديثها على وعي ثقافي لم يعكره ابتعادها عن مقاعد الدراسة، فترى أن موقف أخيها مجحف، وتعتبر أن «الخوف على الأنثى ليس مبرراً لمنعها من اتخاذ قرارات حياتها الشخصية وممارسة حقوقها». وتتابع: «أعمل ليل نهار في الخياطة والحياكة، وأحاول ادخار مبلغ يساعدني على متابعة تعليمي في المستقبل»، معولة على ذهاب شقيقها إلى الخدمة العسكرية بعد أشهر. وترى في غيابه عن المنزل «فرصة لتتحرر العائلة من سيطرته على قراراتها، الأمر الذي بدأه منذ أن أصبح شاباً يعمل وينفق على الأسرة مما جعله الآمر الناهي فيها».
وتقول غالية: «أعتقد أن استقلال المرأة المادي يسهم كثيراً في حرية اتخاذ قراراتها الشخصية، الأمر ليس محصوراً في مجتمعنا فقط بل في كل المجتمعات»، وتضيف :«آسف أن التنشئة في مجتمعنا تعطي الذكور مزايا السلطة على الإناث، على رغم أنهم في بعض الأحيان ليسوا أهلاً لها». وترى أنها ليست بصدد التحدث عن تفاصيل قد يعتبرها البعض صغيرة، ولا تستحق الحديث عنها «كحرماني من استعمال الهاتف النقال أو الخروج بمفردي في وقت متأخر أو حتى الدخول إلى شبكة الانترنت، لا يهمني أي من هذا، لكن تعني لي الكثير حريتي في اتخاذ قرارات تحدد مسار حياتي كحقي في التعلم والعمل واختيار زوج المستقبل».
مفهوم «الذكورية» … يهدد كيان الأسرة
شفاعمرو (الجليل) - وليد ياسين
يوم وقفت فيحاء على منصة الشرف لتتسلم شهادة التقدير العالية التي حصلت عليها لقاء بحثها الأكاديمي، انهمرت الدموع من عيون والديها الجالسَين في القاعة مع جمهرة من الحضور. لقد حققت الابنة حلم والديها وغمرتهما بالفرح حين حققت الإنجاز الذي استحقت عليه هذه الشهادة. بعد خروجهما برفقة ابنتهما من قاعة الاحتفال، التقاهم صديق الأب، سامي، الذي جاء هو الآخر من أجل المشاركة في حضور الحفلة برفقة ابنه الفائز بشهادة مماثلة. وبدل أن يصافح هذا الصديق ابنة صديقه ويهنئها على تميزها واستحقاقها، قال موجهاً حديثه إلى والدها، أحمد، من دون أي مراعاة لمشاعرها: «كنت أتمنى لو كان ابنك ادهم هو الفائز بهذه الشهادة، لكن معلش، خيرها بغيرها!».
أدرك أحمد مدى الاهانة التي لحقت بابنته لدى سماعها «أمنية» صديقه، وشعر بالاهانة الشخصية أيضاً من أقوال سامي التي تلمّس منها «معايرته» بفشل ابنه ادهم في الدراسة، فقرر الأب كيل الصاع صاعين لصديقه، فاحتضن ابنته ونظر إلى صديقه نظرة تحد واضحة وقال: «فيحاء تساوي ألف أدهم فاشل».
لم يكن هذا الصدام بين الصديقين مجرد صدفة، ولم يأت من فراغ، فقد جاء احمد وسامي من عائلتين اختلف فيهما أسلوب التربية والتعامل مع الأبناء. صحيح ان احمد جاء من عائلة فقيرة معدمة، لم تتح له ظروف عائلته الاقتصادية مواصلة تعليمه الجامعي والحصول على الشهادات، الا ان أسرته حرصت على تربية أولادها على الاحترام والمساواة بين الأشقاء ذكوراً وإناثاً، خلافاً لصديقه سامي الذي ينحدر من عائلة ثرية، وفّرت له كل الإمكانات المادية لمواصلة دراسته والحصول على «أعلى» الشهادات الجامعية، لكنه تربى على النزعة الذكورية التي تقوّم الذكر على الأنثى وتجعل من الابن متسلطاً وصاحب الرأي الصائب في مختلف الحالات.
على رغم خصوصية حالة أحمد وسامي، إلاّ أنها تؤكد أن في المجتمع أناساً لم تنغرس في نفوسهم النزعة الذكورية، وربوا أولادهم على المساواة والتفاهم والاحترام المتبادل. من جهة أخرى، تساهم التقاليد والأعراف في المجتمع في إعلاء شأن الذكر على الأنثى، حيث نجد الذكور لا يحترمون أخواتهم البنات ويتعاملون معهن بفوقية وخشونة وتسلط. والمعروف ان هذه النزعة ليست وليدة عصرنا ولا تتوقف على مجتمعنا الشرقي فحسب، بل سادت مختلف المجتمعات في الغرب، أيضاً، حيث عوملت المرأة، قبل هبوب رياح التحرر، على أنها الضلع القاصر وخلقت لخدمة الرجل وإشباع رغباته وغرائزه.
ومن المعروف في مجتمعنا الشرقي ان ولادة الأنثى كانت تعتبر عاراً في المجتمع الجاهلي، وان الإسلام حارب هذه الظاهرة واعتبرها من الكبائر وقضى عليها. الا ان المجتمعين، الشرقي والغربي، واصلا التعامل مع الأنثى بمنظار فوقي يجعل الولد ينظر إلى أخته على أنها مخلوق أدنى منه، بل غرس في نفوس نسبة كبيرة من الإناث، إلى حد ما، الشعور بأنهن أدنى من اشقائهن، وقد استغل الذكور هذه النزعة لفرض سيطرتهم وهيبتهم في غياب التربية الصحيحة أو تغليب الوالدين للذكر على الأنثى.
ويرى علم الاجتماع ان تسلط الابن على شقيقته يزداد مع انشغال الأبوين عن الاهتمام بتربية أولادهم، أو ايلاء محبتهما الزائدة للابن، فعندها يشعر الأخ انه رجل البيت في غياب والده، وأحياناً في حضوره، وأن أوامره يجب ان تطاع من شقيقاته، بل وأحياناً من أمه، لاعتقاده انه يمتلك امتيازات اكبر. وغالباً ما يمارس الابن سلطته بنوع من الاستبداد، فيفرض القيود على شقيقاته حتى لو كنّ اكبر منه سناً وأكثر وعياً، وعلى الأبوين ان يدركا أن عدم تدخلهما لكف تماديه من شأنه تعميق نزعة التسلط هذه في نفسه ومن ثم نقلها إلى أولاده مستقبلاً
بيروت
بعد جهد كبير ومواظبة يومية على تصفح إعلانات الوظائف في الجرائد والمطبوعات المتخصصة، وقعت ريما على الوظيفة التي تلائم «ظروفها». وتقول: «لا خيار أمامي والوظيفة قد تفتح لي أبواباً أخرى»، فابنة الثامنة عشرة التي لم تجد طريقها الى الجامعة، اكتفت بشهادة مهنية في المحاسبة بعدما «استغنت» عن إكمال تحصيلها العلمي للسنتين الأخيرتين في المدرسة. لم يكن اختيارها المحاسبة «حباً بالأرقام» والجداول المعقدة، ففي اللحظة التي فُرض عليها الخيار بين الجامعة والعمل لم تجد في المنزل من يُحسن توجيهها نحو «الأفضل لمستقبلها» أو يشجعها على تنمية موهبتها في… الغناء.
بين المحاسبة والغناء فرق شاسع، وحدها ريما اختبرت صعوبة التأقلم في الجمع بين ما ترغب فيه «بقوة» وما فرض عليها. «الغناء ممنوع» بأمر من شادي الشقيق الأصغر لريما. وساهمت «ميول» الوالدين في حسم المسألة سريعاً «ما يقوله أخوك هو الصحيح. ما بدنا «نخرّج» مطربة من المنزل». لم تأخذ «الأزمة» العائلية كثيراً من النقاش لأن «مطرقة» شادي، كما في كل الأمور الصغيرة والكبيرة، هي التي تتكفل بإقفال باب الأخذ والرد.
في يوم العمل الأول في شركة المحاسبة نالت ريما «جرعة» تشجيع من شادي الذي يصغرها بسنة واحدة «تعلمين كم أحبك وبدّي راحتك، الغناء ما بفيد، بكرا بتصيري يمكن مديرة شركة محاسبة». لكن «مفعول» الجرعة انتهى فور وصول ريما الى مقر عملها «أدركتُ سريعاً أني في المكان الخطأ. لقد درست المحاسبة لكن هذا لا يعني أن تكون مصدر رزقي والمرادِفة لشخصيتي».
تحكّم الأخ بشقيقته. حالة ليست غريبة عن العديد من العائلات، والتي تصل أحياناً الى حد تحكم الابن بوالديه. تنطلق لا شعورياً من «حب التملك وإثبات الوجود» لتنتهي أحياناً عند الحاق الأذى بمن نظن أننا نحميهم. في حالة ريما، لم يقف «تحكم» شادي عند حدود اختيار الاختصاص والوظيفة لشقيقته، بل تعداه الى التدخل في «التفاصيل». تروي ريما، التي لا تزال تزاول عملها في المحاسبة الى أن تجد وظيفة أفضل، عن محاولاتها الدائمة لإقناع والديها بضرورة منع شقيقها الأصغر من التدخل في حياتها و«فرض شروطه»، لكن الجواب لم يكن يوماً مرضياً لها «هو رجّال العيلة ويعرف أين تكمن مصلحتك».
تشعر ريما، كما تقول، كأنها «تحت المراقبة» ولا خيار لها سوى الانصياع «خروجي من المنزل ونزهاتي مع الأصدقاء تتطلب دوماً موافقة شادي. وأكثر ما أزعجني هو وضعه إحدى صديقاتي على «اللائحة السوداء»، وقرر منعي من رؤيتها مع العلم أنها رفيقتي من أيام الدراسة».
وفي قاموس شادي «ممنوع ارتداء الألبسة القصيرة» (الفساتين والتنانير القصيرة)، واللباس المثير والسهر الى ما بعد منتصف الليل» لائحة ممنوعات تأقلمت ريما مع بنودها، لكن «النق» خبزها اليومي، وهي تعترف بأنها تســتعجل الزواج، علّ فارس الأحلام يكون أكثر مرونة من شقيقها «المتسلط».
يفسّر الدكتور فادي اليازجي الاستشاري في الطب النفسي ميل الذكور، خلال سن المراهقة، الى «التسلط» على العنصر الانثوي في المنزل وإثبات رجولتهم انطلاقاً من عاملين أساسيين: العامل الفيزيولوجي حيث عادة ما يتعرض المراهقون الى فورة هرمونية، تختلف حدّتها بين مراهق وآخر، فتفرز «الغدة الكظرية» فوق الكلى هرمونات في شكل كثيف تولّد تصرفاً عنفياً يتخذ اشكالاً عدة، يصل أحياناً الى حد الضرب وتعنيف الأهل. وهناك العامل النفسي اذ أن مجتمعاتنا عادة ما تعطي الأفضلية للذكر على الأنثى وتقدمه على أنه «النموذج الصالح». وهذا ما يتبدى من خلال ترسيخ عقلية «الرجولة» لدى الطفل الذكر حتى قبل بلوغه سن المراهقة ودفعه الى الإحساس بأنه «ظل الأب» وأحياناً «ظل الزوج».
«العلاج»، برأي الدكتور اليازجي، يتطلب العمل على مستوى العائلة ككل، ذلك أن الأهل يلعبون دوراً أساسياً في استيعاب هذه الحالة النفسية لدى المراهق و«تنفيسها» وتوجيهها في المسار الصحيح، كي لا تتحول الى أزمة تهدد الاستقرار النفسي للعائلة برمتها، ذلك أن أسلوب تعاطي الأهل الخطأ مع هذه الحالة يمكن أن يؤدي الى تفاقمها وإحداث شرخ بين أفراد العائلة.
رواية المراهقة نوال (16 سنة) تعكس جانباً اجتماعياً نافراً من مشكلة «سيطرة» الأخ على أخته. الوالد توفي باكراً واضطرت الأم للعمل في أحد المحال التجارية، أما علي ابن الثماني عشرة سنة فتحمّل مسؤولياته فور وفاة والده، لكنه وسّع «بيكار» صلاحياته الى الحد الذي شكّل فيه عبئاً حقيقياً على والدته وشقيقته. فالعائلة المعروفة بصيتها «النظيف»، ارتقت بفضل «أوامر» علي الى مرحلة «الانعزال عن العالم». وهكذا باتت الأم العاملة ملزمة بالتقيد بدوام عملها كـ «الروبوت»، لا زيارات ولا مــشاريع مع الجيران، باستثناء الأقارب.
والحال لم تكن أفضل مع نوال «بات يتصرف على أساس أنه رب العائلة، على رغم أن قسماً كبيراً من مصروفنا كان يؤمّنه شقيقي غالب الذي يعمل في الخارج. النزهات ممنوعة مع الأصدقاء والسهر في الليل من المحرمات، وكان يتولى اصطحابي الى المدرسة ويحرص على «الإشراف» على اختيار ما يناسبني من ملابس، ويؤكد لي منذ الآن أن اقتناء السيارة والخليوي لن يكون متوافراً خلال دراستي في الجامعة».
حلم مرتبط بذهاب الشقيق إلى الخدمة العسكرية
دمشق – لينا الجودي
«العالم على نوعين… العالم الذي نحلم به، والعالم الحقيقي» عبارة للكاتب البرازيلي الشهير باولو كويللو، تكتبها غالية ابنة العشرين على دفتر تخبئه في درج صغير تحت ماكينة الخياطة التي تمضي الفتاة بجوارها أكثر أوقاتها.
رغبتها هي أن يتحول العالم الحقيقي إلى العالم الذي تحلم به، أي أن تستيقظ ذات صباح لتخرج من المنزل وتقصد الجامعة بدلاً من الذهاب إلى السوق برفقة والدتها. وتقول غالية، التي لم تلتحق بالجامعة لمعارضة شقيقها الأكبر متابعة تعليمها: «لم أتابع تعليمي، القرار لم يكن بيدي. لكني لن أتوقف عن الحلم به والعمل لأجله حتى يتحقق».
اختارت الفتاة أن تلتزم الصمت وهي تقف كل صباح أمام نافذة منزلها تتأمل زميلاتها في المدرسة الثانوية وبنات جيرانها يخرجن إلى الجامعة، وتقول متحسرة: «كنت أكثرهن تفوقاً، طوال سنوات المدرسة حلمت بدخول الجامعة والالتحاق بكلية الآداب، أستغرب أن شقيقي الذي درس في كلية الحقوق وتخرج فيها العام الماضي، هو من يمنعني من ممارسة حقي في التعلم!».
ومحاولة التحدث إلى شقيقها باءت بالفشل والجواب الوحيد الذي يكتفي به هو: «كوني أعرف أجواء الجامعة منعت شقيقتي من الانخراط فيها»، جاعلاً من تجربته «السلبية» قاعدة يبني عليها قرارات تنعكس نتائجها على حياة شقيقته الصغرى التي «يخاف» عليها.
أما الشقيقة الصغرى، التي يدل حديثها على وعي ثقافي لم يعكره ابتعادها عن مقاعد الدراسة، فترى أن موقف أخيها مجحف، وتعتبر أن «الخوف على الأنثى ليس مبرراً لمنعها من اتخاذ قرارات حياتها الشخصية وممارسة حقوقها». وتتابع: «أعمل ليل نهار في الخياطة والحياكة، وأحاول ادخار مبلغ يساعدني على متابعة تعليمي في المستقبل»، معولة على ذهاب شقيقها إلى الخدمة العسكرية بعد أشهر. وترى في غيابه عن المنزل «فرصة لتتحرر العائلة من سيطرته على قراراتها، الأمر الذي بدأه منذ أن أصبح شاباً يعمل وينفق على الأسرة مما جعله الآمر الناهي فيها».
وتقول غالية: «أعتقد أن استقلال المرأة المادي يسهم كثيراً في حرية اتخاذ قراراتها الشخصية، الأمر ليس محصوراً في مجتمعنا فقط بل في كل المجتمعات»، وتضيف :«آسف أن التنشئة في مجتمعنا تعطي الذكور مزايا السلطة على الإناث، على رغم أنهم في بعض الأحيان ليسوا أهلاً لها». وترى أنها ليست بصدد التحدث عن تفاصيل قد يعتبرها البعض صغيرة، ولا تستحق الحديث عنها «كحرماني من استعمال الهاتف النقال أو الخروج بمفردي في وقت متأخر أو حتى الدخول إلى شبكة الانترنت، لا يهمني أي من هذا، لكن تعني لي الكثير حريتي في اتخاذ قرارات تحدد مسار حياتي كحقي في التعلم والعمل واختيار زوج المستقبل».
مفهوم «الذكورية» … يهدد كيان الأسرة
شفاعمرو (الجليل) - وليد ياسين
يوم وقفت فيحاء على منصة الشرف لتتسلم شهادة التقدير العالية التي حصلت عليها لقاء بحثها الأكاديمي، انهمرت الدموع من عيون والديها الجالسَين في القاعة مع جمهرة من الحضور. لقد حققت الابنة حلم والديها وغمرتهما بالفرح حين حققت الإنجاز الذي استحقت عليه هذه الشهادة. بعد خروجهما برفقة ابنتهما من قاعة الاحتفال، التقاهم صديق الأب، سامي، الذي جاء هو الآخر من أجل المشاركة في حضور الحفلة برفقة ابنه الفائز بشهادة مماثلة. وبدل أن يصافح هذا الصديق ابنة صديقه ويهنئها على تميزها واستحقاقها، قال موجهاً حديثه إلى والدها، أحمد، من دون أي مراعاة لمشاعرها: «كنت أتمنى لو كان ابنك ادهم هو الفائز بهذه الشهادة، لكن معلش، خيرها بغيرها!».
أدرك أحمد مدى الاهانة التي لحقت بابنته لدى سماعها «أمنية» صديقه، وشعر بالاهانة الشخصية أيضاً من أقوال سامي التي تلمّس منها «معايرته» بفشل ابنه ادهم في الدراسة، فقرر الأب كيل الصاع صاعين لصديقه، فاحتضن ابنته ونظر إلى صديقه نظرة تحد واضحة وقال: «فيحاء تساوي ألف أدهم فاشل».
لم يكن هذا الصدام بين الصديقين مجرد صدفة، ولم يأت من فراغ، فقد جاء احمد وسامي من عائلتين اختلف فيهما أسلوب التربية والتعامل مع الأبناء. صحيح ان احمد جاء من عائلة فقيرة معدمة، لم تتح له ظروف عائلته الاقتصادية مواصلة تعليمه الجامعي والحصول على الشهادات، الا ان أسرته حرصت على تربية أولادها على الاحترام والمساواة بين الأشقاء ذكوراً وإناثاً، خلافاً لصديقه سامي الذي ينحدر من عائلة ثرية، وفّرت له كل الإمكانات المادية لمواصلة دراسته والحصول على «أعلى» الشهادات الجامعية، لكنه تربى على النزعة الذكورية التي تقوّم الذكر على الأنثى وتجعل من الابن متسلطاً وصاحب الرأي الصائب في مختلف الحالات.
على رغم خصوصية حالة أحمد وسامي، إلاّ أنها تؤكد أن في المجتمع أناساً لم تنغرس في نفوسهم النزعة الذكورية، وربوا أولادهم على المساواة والتفاهم والاحترام المتبادل. من جهة أخرى، تساهم التقاليد والأعراف في المجتمع في إعلاء شأن الذكر على الأنثى، حيث نجد الذكور لا يحترمون أخواتهم البنات ويتعاملون معهن بفوقية وخشونة وتسلط. والمعروف ان هذه النزعة ليست وليدة عصرنا ولا تتوقف على مجتمعنا الشرقي فحسب، بل سادت مختلف المجتمعات في الغرب، أيضاً، حيث عوملت المرأة، قبل هبوب رياح التحرر، على أنها الضلع القاصر وخلقت لخدمة الرجل وإشباع رغباته وغرائزه.
ومن المعروف في مجتمعنا الشرقي ان ولادة الأنثى كانت تعتبر عاراً في المجتمع الجاهلي، وان الإسلام حارب هذه الظاهرة واعتبرها من الكبائر وقضى عليها. الا ان المجتمعين، الشرقي والغربي، واصلا التعامل مع الأنثى بمنظار فوقي يجعل الولد ينظر إلى أخته على أنها مخلوق أدنى منه، بل غرس في نفوس نسبة كبيرة من الإناث، إلى حد ما، الشعور بأنهن أدنى من اشقائهن، وقد استغل الذكور هذه النزعة لفرض سيطرتهم وهيبتهم في غياب التربية الصحيحة أو تغليب الوالدين للذكر على الأنثى.
ويرى علم الاجتماع ان تسلط الابن على شقيقته يزداد مع انشغال الأبوين عن الاهتمام بتربية أولادهم، أو ايلاء محبتهما الزائدة للابن، فعندها يشعر الأخ انه رجل البيت في غياب والده، وأحياناً في حضوره، وأن أوامره يجب ان تطاع من شقيقاته، بل وأحياناً من أمه، لاعتقاده انه يمتلك امتيازات اكبر. وغالباً ما يمارس الابن سلطته بنوع من الاستبداد، فيفرض القيود على شقيقاته حتى لو كنّ اكبر منه سناً وأكثر وعياً، وعلى الأبوين ان يدركا أن عدم تدخلهما لكف تماديه من شأنه تعميق نزعة التسلط هذه في نفسه ومن ثم نقلها إلى أولاده مستقبلاً
الصفحة الأخيرة
النوع الأول : المتسلط( الضحية والجلاد )
هذاالنوع يتقمص دورالأب في سلطته , بإعتباره الإبن الأكبر في العائلة , ونظرا لانشغال الأب في طلب الرزق .ويتبع قاعدة ( كل مرغوب ممنوع ) في تعامله مع أخته فنجده يتحكم في طريقة لبسها , ويتدخل في صداقاتها ومكالماتها , وطريقة كلامها . ممنوع الخروج , ممنوع استقبال الصديقات , ممنوع المناقشة .. وقد يتعدى الأمر ذلك إلى الأذى النفسي والجسدي - في حال رفض أخته الانصياع لتحكماته - ويكون ذلك بمباركة من الوالدين -غالبا - باعتباره أخوها الكبير وأدرى بمصلحتها أو نتيجة فهم خاطيء لبعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) حيث يفهمها الرجل على أنها تشريف..! إلا أنها في الحقيقة تكليف للرجل , بأن يكون قائما على رعاية شؤن بيته , والإنفاق عليه وتلبية متطلباته . ويزداد الأمر سوءا في ظل غياب الأب ,نتيجة وفاته أو تخليه عن مسؤلياته تجاه بيته وأبنائه . وتحول هذا المتسلط إلى مسؤل عن إعالة والدته وأخواته , فنجده يزوج أخته رغما عنها لزوج لاترضاه دينا وأخلاقا , بسبب مصالح ماديه بين الإثنين - الزوج والأخ - أو بغرض إزاحتها من طريقه للاستيلاء على ميراثها الشرعي .
العلاقة التي تكون بين الأخت وشقيقها المتسلط :
نظره دونية من جانب الأخ , ونفور وأحيانا كره من جانب الأخت . فهو ينظر إليها كمخلوق ضعيف وغبي , وغير قادر على حماية نفسه من أي خطر يحدق به وهي تنظر إليه سببا في تعاستها وتحطيم فرحتها وحرمانها من أبسط حقوقها , ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تلجأ إليه عندما تواجه أي مشكلة مهما كان حجمها .. فهي تعرف النتيجة تهاني إحدى الفتيات اللاتي ابتلاهن الله بمثل هذا الأخ حيث تقول : كان أخي يقوم بتفتيش حقيبتي كلما عدت من الجامعة !! بالإضافة لتفتيش هاتفي المحمول , وجهاز الكمبيوتر الخاص بي , وكأنني فتاة عديمة الأدب وبدون كرامة , وبعد وفاة والدي ساء وضعي أكثر حيث قام أخي بمصادرة هاتفي المحمول وجهازالكمبيوتر , كما منعني من الذهاب لزيارة صديقاتي وكذلك قدومهن لزيارتي وتتابع حديثها : (الحمد الله أني أنهيت دراستي على حياة والدي) الأمر الذي جعلني أوافق على أول خاطب يطرق بابنا - بالرغم من عيوبه الكثيره - فهربت من جحيم أخي إلى جحيم زوجي وتقولها بحسرة : لن أسامح أخي أبدا وأتمنى أن يعاني ما أعانيه الآن فهو الذي دفعني إلى ذلك وكلما ضاقت بي السبل قلت : (حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أخي)
قال صلى الله عليه وسلم :
( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم )
النوع الثاني : الحنون ( الأب الثاني وحمامة السلام )
الأخ الأكبر هنا يكون صمام الأمان بالنسبة لأخواته , تعامله مع أخواته قائم على التفاهم وعدم تجاوز الحدود ,فهو يعرف صلاحياته ولا يتخطاها , ويتصف بالحنان والرأفة والتفهم مع أخواته , وعندما يرى على أخته تصرفا لا يرضاه ينبهها إلى ذلك بكل رفق , ويخبرها أن ذلك من باب خوفه عليها أو يخبر أحد والديه وهم يوجهون ابنتهم . وفي حال عدم وجود الأب نهائيا , يكون هو الشخص المناسب ليكون رجل البيت , ولأخواته أبا ثانيا ويعوضهن عن إحساسهن باليتم . العلاقة بينه وبين أخواته علاقة قوية ومتينه , قائمة على المودة والتفاهم احترام وجهات النظر . وعندما تواجه الفتاة أي مشكلة فأول شخص تلجأ إليه هو أخوها الذي هو سندها في حياتها , دون الخوف من ردة فعله , أو أن ينظر إليها نظرة المتشكك كما في النوع الأول
تقول إيمان :
علاقتي بأخي الأكبر علاقة متينه فهو صديقي وكاتم أسراري وعوني على هذه الحياة , حتى بعد زواجي أستشيره في كثير من أمور حياتي , أطلعه على مشاكلي مع زوجي لآخذ بنصائحه فهو أمي وأبي وأخي وصديقي .
هذا النوع من الأخوة هو نعمة من الله النوع الثالث :
الرسمي أو المتكلف ( لا أرى .. لا أسمع.. لا أتكلم ) تكون العلاقة بينه وبين أخواته جامدة جدا , وقد يمر الشهر والشهرين دون أن يدور حوار قصير بينهما , فهي تقتصر على بعض بعض الأسئلة مثل : ( تريد عشاء ...لا ) (كيف الاختبار اليوم ...كويس) ومحاولات الفتاة الاسترسال بالكلام , يقابلها صمت مطبق من الطرف الآخر .الامر الذي لا يروق للفتاة فهي تريد أخا تحس أن لديه مشاعر ..يحب .. يكره.. يضحك .. يغضب ..
وهذ ما تقوله أمل حيث تروي علاقتها بأخيها فتقول :
عندما كنا صغار كان أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات عدوانيا ويقوم بضربنا وعمل المقالب الثقيلة معنا , وكانت أمي تنهره دائما وتطلب منه أن لا يؤذينا , خصوصا أننا كنا بنات وهو الولد الوحيد وعندما وصل لسن المراهقة أصبح هادئا جدا , يدخل البيت ويخرج دون أن يتكلم , ومع الوقت أصبحت علاقتنا رسمية ومتكلفة ,الأمر الذي أزعجني .الآن أنا عمري 19 سنة, أحتاج إلى وجود أخ إلى جانبي , أستشيره في أموري وأتكلم معه بأريحية وبدون تكلف .. أعلق على طريقة لبسه , فيرد لي الصاع صاعين أطلب منه طلب فيرفض وألحق به وأتمسك بتلابيب ثيابه , وأترجاه فيضحك ويوافق صارخا ..لكن هذا مجرد حلم وتتابع : بالرغم من أننا نحاول أن نزيل الحاجز عند جلوس أخي معنا بطرح التعليقات والنكات على بعضنا - أنا وأخواتي - موجهين محور الحديث له لكننا في المقابل لا نرى سوى طيف ابتسامة متكلفة حتى إني أتساءل هل يظل صامتا بين أصحابه ؟؟!!
كيف نتعامل مع الأنواع الثلاثة :
النوع الأول (المتسلط) :
- هذا النوع ينظر للفتاة نظرة دونية ويرى أنها غبية (من السهولة الضحك بعقلها) حاولي تغيير هذه النظرة عن طريق تصريفك لبعض المواقف وإدارة الأمور ,وحاولي أن يكون أخوك على دراية بذلك ليعرف قيمة أخته
وأياك ثم إياك والمواجهة في تعاملك مع الأخ المتسلط فهي تأتي بنتائج غير مرضية قد تصل إلى الضرب
-ابتعدي عن العناد في تعاملك معه وحاولي تقبل بعض قراراته (عشان المركب تسير) خاصة إذا كانت قراراته نافذة بالبيت (الشخص المتسلط نتاج تربية خاطئة تعلي قدر الذكر وتحط من قيمة الأنثى وتراها مخلوق من الدرجة الثانية)
النوع الثاني ( الحنون ) :
- قدري قيمة وجوده في حياتك ( فغيرك محروم من هذه النعمة ) واجعليه يعرف ذلك
- لا تتطاولي عليه فتشعرينه بأن طيبته ضعفا وتصبحي ( زي الدبور اللي زن على خراب عشه )
- دلليه وساعدي على توفير الراحة له فهو يستحق منك ذلك
النوع الثالث ( الأخ المتكلف ) :
- حاولي دفعه للحديث بسؤاله عن أشياء تتطلب إجابة مستفيضة
-حدثيه بأريحيه ولو كان يقابل ذلك بالتكلف - حاولي إقحامه في بعض أمورك مثلا ... ( إذا كنت من هواة الرسم اعرضي عليه رسوماتك واسأليه رأيه فيها, وكذلك لو كنت من هواة الكتابة الأدبية أو من هواة الأعمال اليدوية )
_قدمي له هدية واسأليه رأيه فيها ( أحيانا تكون العلاقة المتكلفة سببها المجتمع الذي يضع حواجز بين البنت والولد).