ها أنا ذا يا قلمي وها أنت نعود لنلتقي بعد الغياب

ها أنا ذا يا قلمي وها أنت نعود لنلتقي بعد الغياب
سأضمك بين ثنايا يدي ثم أرسلك لتتلقفك أناملي
وتسطر معي بمدادك أنين حروف تسعى للخلود ولو ووري صاحبها يوما تحت الثرى
قلمي
بعد أن أرسلت الدنيا أسري وأعطتني سويعات قليلة لأشتم نسيم الراحة والاسترخاء
بل يا قلمي انتزعت سويعات راحتي من دنياي قهرا واغتصابا
زرت بعدها بحر العطاء الفياض مكتبتي
زرتها بعد أن أجهدني وإياها البعد و طول الفراق
زرتها لأجدد معها عهد ومواثيق الوصال وأطيّب لها الخاطر
كانت لي خير وفية ضمت في حناياها حفنة من درر غالية غلاء النفس والروح وكيف لا وهي غذاء النفس والروح
تناولت من صدرها الحنون إحدى درره التي سبق وأمنتها إياها
غادرتها قاطعة لها وعدا بوصال قريب رغم الأسر
ضممت كتابي شوقا ثم تأملت عنوانه وأطلقت للمدى زفرة اهتزت لها أركان الجسد
ومضيت في كتابي أقرأ عن (( الدار الآخرة ))
أنستنا الدنيا وأنسانا الأمل
دار آخرة هي حصاد للعمل
فيها الوعد والوعيد
وإليها ينقضي الأجل
كان حجم كتابي ينذر بهول محتواه وفظاعة ما قد حواه
وبنفس ترتعش تخطيت مقدمة الدار الآخرة وتجاوزتها فطالعتني (( الحياة الدنيا ))
واستوقفتني كلمات رب البرية سبحانه : ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ))
ومضيت أقرأ :
(( الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذا الكون ولم يتركه نهبا للأفكار والضياع , بل أعطاه الدليل المادي على وجوده سبحانه وتعالى ........))
ومضيت مع كلمات شيخنا الأمام داعية السلام محمد متولي الشعراوي
وتوالت الكلمات تقرب للفكر المسائل وتصف للعقل المشاهد حتى ذاقت كل ذرة من جسدي الضعيف سياط حر حروف (( اليوم الآخر ))
أغلقت كتابي وما زلت في أولى صفحات (( اليوم الآخر ))
شيخي محمد يرسل ضحكة الواثق بربه
وأنا مني العبرات سالت
ضمتها تلك الصفحات
ويراعي بعدها صار حزينا منكسرا
هزت جسمه تلك الأزمات
والجسم صار سقيما
والنفس ماعادت تشتهي اللقمات
ودلا رحلت عن عالم حواء
إلى البرزخ فازدادت الحرات
وسرى الليل طويلا
والمقل افتقدت تلك الغفوات