هدى أخت أمريكية الأصل والمنشأ، منّ الله عليها بالإسلام وتزوجت من أخ عربي مسلم، فرزقت بابنتين هما اليوم في العاشرة والثامنة من أعمارهما.
ولما كانت هدى وزوجها حريصين على تربية أولاديهما أحسن ما تكون التربية ـ وهو ما ينبغي أن يكون عليه كل أب وأم ـ اتفقا على أن يدخلا ابنتيهما المدرسة الحكومية بعد أن تكون هدى مدرّسة رسمية في المدرسة لتتابع ابنتيها عن قرب وعلى مدار الساعة وذلك لسابق معرفة هدى وخبرتها بالمدارس الحكومية الأمريكية حيث سوء المستوى الخلقي بدرجة مريعة. وفعلاً بدأت هدى وابنتاها الذهاب إلى المدرسة، وكان على هدى عبئاً إضافياً عن جميع زميلاتها ألا وهو المتابعة الخاصة والدقيقة لابنتيها خشية أن ينالهما شيء من الفساد الخلقي المستشري في مثل تلك المدارس.
مرت فترة من الزمن وهدى تعيش هذه التجربة مع ابنتيها مؤملة مع زوجها أن تكون ناجحة كافية في التحصيل العلمي مع الحفاظ على أخلاق ثمرة فؤاديهما، لكنها ذات يوم فاجأت زوجها بضرورة إخراج ابنتيهما من المدرسة والبدء بالدراسة المنزلية، فسألها زوجها في دهشة وحيرة: ولمَ؟! ألست معهما طيلة اليوم يا هدى؟؟ قالت: بلا، غير أنني لا أستطيع أن أرافقهما في كل دقيقة وثانية، ففي وقت الفسحة مثلاً يذهب الجميع للعب فيختلطون جميعاً، وكذلك على صفوف الدراسة، فلا أملك أن أحفظ أسماعهم مما يسوء، إنهم يتحدثون في أشياء لا تخطر لك على بال، هل تدري أن من الأسئلة المعتادة بينهم: "من هو حبيبك؟ ومن هو عشيقك؟ ومن تفضلين من الأصدقاء؟"؟! قد لا يدرك الطفل أو الطفلة معنى هذا الكلام في هذا السن، لكن هذا يحفر في فكره ومخيلته حتى إذا كبر أو كبرت قليلاً وفهما ذلك بدآ يطبقانه وأنا يا زوجي العزيز أعرف ذلك جيداً وكيف يؤثر على طريقة تفكير وتصرف الطفل حيث تربيت في هذا المجتمع ودرست وترعرعت فيه.
وفعلاً وافق الزوج على إخراج طفليهما من المدرسة والبدء بالدراسة المنزلية النظامية، بل شكر لهدى حرصها وحكمتها واستفادتها من تجربتها هي حين كانت صغيرة ودرست في مثل هذه المدارس المختلطة، بل بدءا يفكران عملياً لإيجاد فرصة عمل في بلد إسلامي بحثاً عن مجتمع أفضل لتربية أطفالهما.
إن القلب حين يرى هذه القصة ليكبر أشد الإكبار ما هي عليه هدى من الحرص على البعد عن ما يفسد أخلاق بناتها وتحمل عبء التدريس المنزلي الذي تتولاه هي والذي يكلفها الكثير من الجهد والوقت، لكن قلبي ـ من ناحية أخرى ـ يعتصره الألم الحاد حين يسمع و يقرأ ما يطرحه بعض إخواننا وأخواتنا الذين ينادون بالدراسة المختلطة في الصفوف الدنيا، فلا أدري ماذا عساهم أن يقولوا عن تجربة هدى ـ وغيرها كثير حتى صار كثير من غير المسلمين في أمريكا يلجأ إلى الدراسة المنزلية؟! وماذا عسى حجتهم أن تكون والتجربة خير برهان وهم ممن يؤمن بالمنهج التجريبي؟! مع ملاحظة أن هدى تقطن في مدينة صغيرة حيث تكون المحافظة أكبر والتحلل الخلقي أقل بكثير من المدن الكبيرة! {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل
للكاتب ياسر التركي من لها اون لاين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مارأيكن أخواتي بأختنا في الله هدى ؟اللهم ثبتها على الحق دوماً
اللهم وسهل طريقها وأهدها وزوجها وذريتها إلى صراطك المستقيم

um Abdul-Aziz @um_abdul_aziz
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.

الوائلي
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة