هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والعمرة

ملتقى الإيمان





هدي النبي صلى الله عليه وسلم
في الحج والعمرة



أ- هديه صلى الله عليه وسلم
في العمرة


1- اعتمر أربع مرات :
إحداها : عُمرة الحديبية
فصده المشركون عن البيت

فنحر وحلق حيث صُد وحلَّ.
والثانية : عُمرة القضاء
حيث قضاءعمرة الحديبية

في العام المقبل.
والثالثة : عمرته التي قرنها مع حجته.
والرابعة : عُمرته من الجعرانه.


2- ولم يكن في عُمَرِهِ
عُمرة واحدة خارجاًمن مكة

وإنما كلها داخلاً إلى مكة.


3- ولم يُحفظ عنه أنه اعتمرفي السنة إلا
مرة واحدة ولم يعتمرفي سنةٍ مرتين


4- وكانت عُمُره كلها في أشهر الحج


5- وقال : (عُمرة في رمضان تعدل حجة)


هديه صلى الله عليه وسلم
في الحج


1- لمّافُرض الحج بادرإليه من غيرتأخير
ولم يحج إلاحجةً واحدةً وحج قارناً


2- وأهلَّ بالنسك بعد صلاة الظهر
ثم لبى فقال :

(لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك
إن الحمدوالنعمة لك والملك لاشريك لك)
ورفع صوته بهذه التلبيةحتى سمعهاأصحابه

وأمرهم بأمرالله أن يرفعواأصواتهم بها
ولزم تلبيته والناس يزيدون فيهاوينقصون
ولاينكر عليهم


3- وخيرأصحابه عند الإحرام بين الأنساك الثلاثة
ثم ندبهم عنددُنُوهم من مكة
إلى فسخ الحج والقران

إلى العمرة لمن لم يكن معه هدي


4- وكان حجه على رحل
لافي محمل ولاهودج

وزِمالته تحته أي : طعامه ومتاعه
فلماكان بمكة أمرأمراًحتماً
من لاهدي معه أن يجعلهاعمرة
ويحل من إحرامه

ومن معه هدي أن يقيم على إحرامه
ثم نهض إلى أن نزل بذي طوى
فبات فيها ليلةالاحد لأربع خلون من ذي الحجة
وصلى بها الصبح ثم اغتسل من يومه
ودخل مكة نهاراً من أعلاهامن الثنيةالعليا
التي تشرف على الحجون
فلمادخل المسجد عمدإلى البيت
ولم يركع تحية المسجد
فلماحاذى الحجرالاسوداستلمه
ولم يُزاحم عليه
ثم أخذعن يمينه وجعل البيت عن يساره
ولم يدعُ عندالباب بدعاءولاتحت الميزاب
ولاعندظهرالكعبة ولاأركانها

وحُفظ من دعائه بين الركنين :
(ربناآتنافي الدنياحسنةً وفي الآخرةًحسنةً
وقناعذاب النار)
ولم يُوّقت للطواف ذكراًمعيناًغيرهذا
ورمل في طوافه هذاالثلاثة الاشواط الأُول
وكان يسرع في مشيه ويقارب بين خُطاه
واضطبع بردائه
فجعل طرفيه على كتفه الايسر

وأبدى الكتف الايمن ومنكبه
وكلماحاذى الحجرالاسود أشارإليه
أوأستلمه بمحجنه وقبّل المحجن
(والمحجن عصامحنية الرأس)
وقال الله أكبر

واستلم الركن اليماني ولم يقبله
ولم يُقبل
يده عند استلامه
فلمافرغ من طوافه جاءخلف المقام فقرأ
(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)
فصلى ركعتين والمقام بينه وبين البيت
قرأفيهما بعدالفاتحة
بسورتي الاخلاص والكافرون

فلمافرغ من صلاته
أقبل إلى الحجرالاسودفاستلمه

ثم خرج إلى الصفا
فلماقرب منه قرأء :

(إن الصفاوالمروة من شعائرالله )
(أبدأبمابدأالله به)
ثم رقى عليه حتى رأى البيت

فاستقبل القبلة فوّحدالله وكبره وقال :
(لااله إلاالله وحده لاشريك له
له الملك وله الحمد

وهوعلى كل شئٍ قدير
لاإله إلاالله وحده

أنجز وعده ونصرعبده
وهزم الاحزاب وحده)

ثلاث مرات ودعابين ذلك
ثم نزل إلى المروة يمشي
فلما انصبت قدماه في

بطن الوادي سعى
حتى إذاجاوزالوادي وأصعد مشى

وذلك بين الميلين الاخضرين
وأبتدأسعيه ماشياً
ثم أتمه راكباً لماكثرعليه الناس

وكان إذاوصل إلى المروة
رقى عليه واستقبل البيت

وكبرالله ووحده
وفعل كمافعل على الصفا

فلماأكمل سعيه عندالمروة
أمر كل من لاهدي معه
أن يحل الحل كله حتماًولابد

قارناً أو مفرداً
ولم يحل هو من أجل هديه وقال :
(لواستقبلت من أمري مااستدبرت
لماسُقت الهدي
ولجعلتها عُمره)
ودعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثاً
وللمقصرين مرةً

وكان يصلي
مُدة مُقامه بمكة إلى يوم الترويه

بمنزله بظاهرمكةبالمسلمين
يقصرالصلاة


فلماكان يوم التروية ضحىً
توجه بمن معه إلى منى

فأحرم بالحج من كان أحل منهم من رحالهم
فلماوصل إلى منى نزل بها وصلى بها
الظهروالعصر وبات بها
فلماطلعت الشمس سارمنهاإلى عرفه
ومن أصحابه الملبي والمكبر
وهويسمع ذلك ولاينكر

فوجدالقُبّة قدضربت له بنمرة بأمره
فنزل بها

ونمرة ليست بعرفة
وهي قرية شرقي عرفة

حتى إذازالت الشمس
أمربناقته القصواء فرحلت

فسارحتى أتى بطن الوادي من أرض عرفة
فخطب الناس وهوعلى راحلته
خطبةً واحدةً عظيمةً

قرر فيها قواعدالاسلام
وهدم قواعدالشرك والجاهلية

وقررفيهاتحريم المحرمات
التي اتفقت الملل على تحريمها

ووضع أمورالجاهلة تحت قدميه
ورباالجاهلية تحت قدميه

وأوصاهم بالنساءخيراً
وأوصى الامة بالاعتصام بكتاب الله
واستنطقهم واستشهدالله عليهم
أنه قدبلغهم وأدى ونصح

فلماأتم الخطبة
أمربلال فأذن ثم أقام الصلاة

فصلى الظهر ركعتين
أسرفيهما بالقراءة-وكان يوم جمعة-

ثم أقام الصلاة فصلى العصرركعتين
ومعه أهل مكه

ولم يأمرهم بالإتمام ولابترك الجمعة

فلمافرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف
ولماشك الناس في صيامه يوم عرفه
أرسلت إليه ميمونه بحلاب

وهوواقف في الموقف
فشرب والناس ينظرون

ووقف في ذيل الجبل عندالصخرات
واستقبل القبلة

وجعل حبل المشاة بين يديه
وكان على بعيره

فأخذ في الدعاءوالتضرع
والابتهال إلى غروب الشمس

وأمرالناس أن يرفعواعن بطن عُرنه
وقال :

(وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)
وكان في دعائه
رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين

وقال : (خيرالدعاءدعاءيوم عرفة
وخيرماقلت أناوالنبيون من قبلي
:لاإله إلاالله وحده
لاشريك له
له الملك وله الحمد
وهوعلى كل شئ قدير)

فلماغربت الشمس واستحكم غروبها
بحيث ذهبت الصُفرة

أفاض من عرفة بالسكينة
مُردفاً أُسامة بن زيد خلفه

وضمَّ إليه زمام ناقته
حتى إن رأسهاليُصيب طرف رحله

وهويقول :
(أيهاالناس عليكم بالسكينة فإن البرليس بالإيضاع)

أي ليس بالإسراع
وأفاض من طريق المأزمين
ودخل عرفة من طريق ضبٍّ

ثم جعل يسيرلابالسريع ولابالبطيء
فإذاوجدمتسعاًأسرع

وكان يلبي في مسيرة ولم يقطع التلبية
ونزل أثناءالطريق
فبال وتوضأوضوءاً خفيفاً

ثم سارولم يُصلّ حتى أتى مُزدلفة
فتوضأ وضوءالصلاة

ثم أمربالأذان
ثم أقام فصلى المغرب
قبل حط الرحال
وتبريك الجمال
فلما حطوارحالهم
أمرفأقيمت صلاة
العشاء بإقامة بلاأذان
ولم يُصلّ بينهماشيئاً

ثم نام حتى أصبح ولم يُحي تلك الليلةبالقيام
وأذن في تلك الليلة عندغياب القمر
لِضعفة أهله

أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر
وأمرهم ألايرموا حتى تطلع الشمس
فلماطلع الفجر
صلاهافي أول الوقت بأذان وإقامة

ثم ركب حتى أتى موقفه عندالمشعرالحرام
وأعلم الناس أن مزدلفة كلهاموقف
فاستقبل القبلة
وأخذفي الدعاء والتضرع والتكبير
والتهليل
حتى أسفر جداً ثم سار من مزدلفة
قبل
طلوع الشمس مُردفاًللفضل بن عباس
وفي طريقه أمر أبن عباس
أن يلقط له حصى الجمار

سبع حصيات
فجعل ينفُضُهنَّ في كفه ويقول :

(بأمثال هؤلاء فارمواوإياكم والغلوفي الدين)
فلماأتى بطن مُحسرأسرع السير
وسلك الطريق الوسطى

التي تخرج على الجمرة الكبرى
حتى أتى منىً وهويلبي

حتى شرع في الرمي
فرمى جمرة العقبة راكباً
بعد
طلوع الشمس من أسفل الوادي
وجعل البيت عن يساره

ومنى عن يمينه يكبر مع كل حصاه
ثم رجع منىً
فخطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها

بحرمة يوم النحر وفضله وحرمة مكة
وأمرهم بالسمع والطاعة
لمن قادهم بكتاب الله

وعلمهم مناسكهم
ثم انصرف إلى المنحربمنى

فنحر ثلاثاوستين بدنه بيده
وكان ينحرهاقائمة

معقولة يدها اليسرى
ثم أمسك وأمرعليّاً
أن ينحر
مابقي من المائة
ثم أمره أن يتصدق بهافي
المساكين
وألايعطي الجزارفي جزارتهاشيئاًمنها

وأعلمهم أن منى كلها منحر
وفِجاج مكة طريق ومنحر

فلماأكمل نحره
استدعى الحلاق فحلق رأسه

فبدأبالشق الايمن
فأعطاه أباطلحه ثم الايسر

فدفع شعره إلى أبي طلحة وقال
(اقسمه بين الناس)
ودعاللمحلقين بالمغفرة ثلاثاً
وللمقصرين مرةً

وطيبته عائشة قبل أن يُحل
ثم أفاض إلى مكة قبل الظهرراكباُ
فطاف طواف الافاضة ولم يطف غيره
ولم يرمل فيه ولافي طواف الوداع
وإنمارمل في القدوم فقط
ثم أتى زمزم بعدأن قضى طوافه وهم يسقون
فناولوه الدلو فشرب وهوقائم
ثم رجع إلى منى فبات بها
واختُلف أين صلى الظهر

فنقل ابن عمرأنه صلاهابمنى
وقال جابروعائشة
صلاها بمكة
فلماأصبح انتظرزوال الشمس
فلمازالت مشى
من رحله إلى الجمارولم يركب
فبدأبالجمرة الأولى التي تلي مسجد الخيف
فرماهابسبع حصيات يكبرمع كل حصاه
ثم تقدم على الجمرة أمامها حتى أسهل فقام
مستقبلاًالقبلة ثم رفع يديه ودعادعاءًطويلاً
بقدر سورة البقرة
ثم أتى الجمرة الوسطى فرماهاكذلك ثم انحدر
ذات اليسارممايلي الوادي فوقف مستقبل القبلة
رافعاًيديه قريباً من وقوفه الاول
ثم أتى الجمرة الثالثة وهي العقبة
فاستبطن الوادي

واستعرض الجمرة فجعل البيت عن يساره
ومنى عن يمينه فرماهابسبع حصيات كذلك
فلماأكمل الرمي رجع ولم يقف عندها
وغالباً أنه كان يرمي قبل أن يصلي الظهر
ثم يرجع فيصلي
وأذن للعباس بالمبيت بمكة
ليالي منى
من أجل سقايته

ولم يتعجل في يومين بل تأخر
حتى أكمل رمي
أيام التشريق الثلاثة
وأفاض بعدالظهرإلى المُحصّب

فصلى الظهروالعصروالمغرب والعشاء
ورقدرقدةَ
ثم نهض إلى مكة
فطاف للوداع ليلاًسحراً

ولم يرمل في هذا الطواف
ورخص لصفية لما
حاضت فلم تطف الوداع
وأعمرعائشة تلك الليلة من التنعيم
تطييباًلنفسها
بُصحبة أخيهاعبدالرحمن
فلمافرغت من عُمرتها ليلاً

نادى بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس.


هذا الهدي مختصر من كتاب
(زاد المعاد في هدي خير العباد)
ولمن أرادت معرفة الهدي النبوي كاملاً
عليها بمراجعة هذا الموضوع
مختصر((زاد المعاد في هدي خير العباد))

اللهم أعنا على إحياء سنة
الحبيب صلى الله عليه وسلم

3
523

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

القــــرآن في قلبي
جزيتي خير الدنيا والاخره وبارك الله فيك وفي
طروحاتك القيمه الله يرفع قدرك جزيتي
الفردوس الاعلى يالغاليه
المشرقة الرقيقة