🌿🌸🌿
قال الإمامُ ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ الله:
كان النبيُّ ﷺ أعظمَ الناس صدقةً بما ملكتْ يَدُه،
وكان لا يستكثرُ شيئاً أعطاه لله ولا يَستقِلُّه،
وكان لا يُسْأَل شيئاً عنده إلا أعطاه، قليلاً كان أو كثيراً،
وكان عطاؤه عطاءَ من لا يخاف الفقر، وكان العطاء
والصدقة أحبَّ شيء إليه،
وكان سرورُه وفرحُه بما يعطيه أعظمَ من سرورِ
الآخذِ بما يأخذه، وكان أجودَ الناس بالخير،
يمينُه كالريح المرسلة.
وكان إذا عرض له محتاج آثَره على نفسه،
تارةً بطعامه، وتارةً بلباسه.
وكان يتنوَّع في أصناف عطائه وصدقته،
فتارةً بالهِبَة، وتارةً بالصدقة، وتارةً بالهديَّة،
وتارةً يَشْتري الشيء ثم يعطي البائع الثمنَ
والسلْعةَ جميعاً، كما فعل بجابر،
وتارةً كان يقترض الشيءَ فيردُّ أكثرَ منه وأفضل،
ويشتري الشيءَ فيعطي أكثر من ثمنه.
وكان يَقْبل الهديةَ ويكافئ عليها بأكثَر منها أو بأضعافها،
تلطُّفاً وتنوُّعاً في ضروب الصدقة والإحسان بكل ممكن.
وكانت صدقتُه وإحسانه بما يملكه وبحاله وبقوله،
فيُخرِج ما عنده، ويأمر بالصدقة ويحضُّ عليها،
ويدعو إليها بحاله وقوله، فإذا رآه البخيل الشحيح
دعاه حاله إلى البذل والعطاء، وكان مَنْ خالَطه
وصَحِبَه ورأى هديَه لا يملك نفسه عن السماحة والنَّدى.
وكان هديه يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف،
ولذلك كان أشرحَ الخَلْق صدراً، وأطيبَهم نفساً،
وأنعمَهم قلباً، فإنَّ للصدقة وفِعْلَ المعروف تأثيراً عجيباً
في شرح الصدر، فانضاف ذلك إلى ما خَصَّه اللهُ به
من شَرْحِ صدرِه للنبوَّة والرسالة وخصائصها وتوابعها،
وشَرْحِ صَدْره حِسّاً وإخراجِ حظِّ الشيطان منه.
🌿🌸🌿

ورده الجوري @ordh_algory
فريق الإدارة والمحتوى
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️