لا أحسب أن هناك عاطفة توازي عاطفة حب الأباء لأبنائهم .. أو حنان الأمهات على صغارهن .
حب المال ، وحب النساء ، وحب المجد .. كلها لا تشكل شيئاً أمام رسوخ واستمرار وصدق عاطفة الآباء والأمهات نحو أبنائهم ..!
ومن الأمثلة على هذه العاطفة قصة من التراث حدثت لرجل فقير في العصر العباسي أتاه دائنه ذات يوم لطلب الدين الذي عليه ولما لم يعطه _ لقلة ذات يده
اعتدى عليه الدائن وضربه فلم يقل الرجل المدين شيئاً بل صبر واحتسب .. وجاء الدائن من الغد ولقي ابن المدين فضربه وعندما رأى الدائن يضرب ابنه بكى ا لأب ، فاستغرب الدائن وسأله : كيف بالأمس أضربك ضرباً مبرحاً ولا تبكي واليوم ضربت ابنك ضرباً خفيفاً فبكيت.. فقال الأب المفجوع : بالأمس ضربت جلدي أما اليوم فقد ضربت كبدي فتأثر المدين وعفا عنه .
أجل ..! بالأمس ضرب جلده واليوم ضرب كبده ، وكم هم أولئك الأباء والأمهات الذين يسهرون الليل ويلعقون الجراح من أجل أبنائهم كباراً وصغاراً وربما – مع الأسف – لايشعر الأبناء بذلك .. بل ربما يكون العقوق هو ( جائزة ) هذه العاطفة النادرة .
أما الأمهات فالحديث عن رحمتهن وحنانهن فلا يستطيع أن يكتبه حبر الكلمات .. إذ لا ينقشه إلا دمع العين ودم القلوب وحسبهن أن الجنة تحت أقدامهن لعظمة ما قدمن لأولا دهن من حنان تنضب أمامه مياه البحار .... ولعلنا نذكر تلك القصة ( الأسطورة ) حيث أن فيها دلالة على عظم قلب الأم فجسدها لنا الشاعر في هذه الأبيات :
أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهــلاً بنقوده حتى ينال به الوطـــــــر
قال ائتني بفؤاد أمــــــك يا فــتى ولك الدراهم والجواهر والــدرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها والقلب أخرجه وعاد على الأثـر
لكنه من فرط دهشته هـــــــــوى فتدحرج القلب المخضب إذ عثر
فاستل خنجره ليطعن نفســــــــه طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبـــــر
نــــــاداه قــــــلب الأم كــــف ولا تطعن فؤادي مرتين على الأثــــر
الله يا قلب الأم .... ويا كبد الأب
فهل بعد ذلك يستطيع أن يعق الأبناء والديهم ؟؟!
ريا الليل @rya_allyl
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حلايا غير
•
الله رووووووووووووووووووووووووووووووووعه
الصفحة الأخيرة