" لئيم الطبع ، دنيء الهمة ، مريض النفس ، منحرف التفكير ، صفيق الوجه ، عديم المروءة ، ضعيف الديانة ، يتقاطر خسة ودناءة ، قد ترسّب الغلّ في أحشائه ، فلا يستريح حتى يزبد ويُرغى ، ويفسد ويؤذي ، فتانٌ فتاك ، ساع في الأرض بالفساد ، يجوّ الفتن للبلاد والعباد، إنه عضو مسموم ، ذو تجاسر مذموم ، وبذاء محموم ، يسري سريان النار في الهشيم ، يتلوّن كالحرباء ، وينفث سمومه كالحية الرقطاء ، ديدنه الإفساد والهمز ، وسلوكه الشر واللمز ، وعادته الخبث والغمز ، لا يفتأ إثارة وتشويشاً ، ولا ينفك كذباً وتحريشاً ، ولا يبرح تقوّلا وتهويشاً ، فكم حصلت وحصلت من جناية على المؤهلين الأكفياء بسبب شائعة دعي مأفون ، ذي لسان شرير ، وقلم أجير ، في سوء نية ، وخبث طوية ، وهذا سرّ النزيف الدائم في جسد الأمة الإسلامية "
بتلك الكلمات الرائعة يصف فضيلة الشيخ عبدالرحمن السديس إمام الحرم المكي الشريف مروج الشائعات، فكانت وصفاً في غاية الدقة لذلك المروج وسأقوم بنقل خطبة الشيخ عبدالرحمن السديس باختصار شديد حول هذا الموضوع الهام .
فيسرد الشيخ عبدالرحمن السديس آثار تلك الإشاعة بقوله : " إنها ألغام معنوية وقنابل نفسية ، ورصاصات طائشة تصيب أصحابها في مقتل ، وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدو بمخابراته وطابوره الخامس ، مركزة على شائعات الخوف والمرض ، وإثارة القلق والرعب والحروب ، وزرع بذور الفتنة ، وإثارة البلبلة بين الناس ، لا سيما في أوقات الأزمات ، يوافق ذلك فراغ عند المتلقي وفضول، وبطالة وخمول ، فتسري الشائعة في الناس مسرى الهواء ، وتهيج فيهم هيجان البحر المتلاطم ، وتكمن خطورتها أنها سلاح جنوده مغفلون أغرار "
ثم يصف الشيخ متلقي الشائعة فيصدقها عبر الانترنت والمنتديات في الشبكة العنكبوتية فيقول : " وإنك لتأسف أشد الأسف ممن يتلقى الشائعات المغرضة ، وكأنها حقائق مسلّمة ، يجلس أحدهم الساعات الطوال أمام أجهزة الشبكات المعلوماتية بوجهها الكالح ، عبر مواقعه المشبوهة فيلطخ سمعه وبصره من الشائعات الباطلة وتلفيق التهم الصفيفة مما تجفل القلوب من مجرد سماعه ، وتتحرّج النفوس المؤمنة من مطالعته ، فضلاً عن البوح به ، وما درى من هم هؤلاء الجبناء ، خفافيش الظلام ، إنهم أدوات في أيدي من يُعرف باللوبي الصهيوني العالمي ضد أمن الأمة ومجتمعاتها الإسلامية "
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
ويبين لنا فضيلة الشيخ طريقة محاربة الشائعات فيقول : " والأمة مطالبة كل في مجاله للقضاء على هذه الظاهرة التي لها آثارها المدمرة ضد أمن الأمة واستقرار المجتمع ، كما أن على البيت والمسجد والأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام دوراً كبيراً في المحافظة على سلامة المجتمع من شرورها وأخطارها بدءاً بالوعي وتقوية الوازع الإيماني وتبيين الحقائق ونشرها، وعدم التساهل في نقل الكلام وبث الأنباء ، لا سيما في أوقات الأزمات ، وعدم التهويل والإثارة في التعليقات ، والمبالغة في التحليلات المشبوهة ، وإيجاد صيغة علمية وآلية عملية للحوار الحضاري ، والموقف السليم في الأحداث والمتغيرات ، واختلاف الظروف والمستجدات ، بإخلاص وصدق وشفافية ، دون تزييف أو التواء ، رفعاً من روح المعنوية ، وبعداً عن الخور والضعف والانهزامية ، كما قال سبحانه ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين ) آل عمران 173 - 175 "
--------------------------------------------------------------------------------

هاااااااجر @haaaaaaagr
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
أسأل الله أن يمحو هذه الظاهرة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي ،،