هذا بإذن الله نهج السالكين إلى درب النجاه والسعاده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخواتي الغاليات الكل منا لديه هموم تؤرقه وغموم انهكته وأتعبته

الحياه طبعت على كدر وكبد

ولا خلاص أبدا منها الا بعودتنا الى ربي الرحيم بنا الغفور الكريم

نعم يعيش الناس كل يوم مع إشراقة الصباح يتطلعون الى فجر باسم يبدل الأهات المريره الى عالم الأنس والسعاده

فإن أوتو مايريد ركنوالى الدنيا وقالوا إنما اوتينا لأننا نستحق وإن لم يؤتوا مايريدون إنقلبوا على وجوههم خسروا الدنيا

والأخره

أخواتي الغاليات الذنوب هي سبب النكد في الدنيا وهي سبب للضيق والحرمان

ذنب واحد أخرج أبونا أدم عليه السلام وأمنا حواء من جنه عظيمه إلى دار دنيئه لحكمة أرادها ربي

وكيف بحالنا نحن وذنوبنا تبلغ عنان السماء

الله تولى أصحاب الكهف لأنهم فتيه أمنو بربهم وزادهم ربي هدى تركوا ملكا عظيما وقصورا اشتروا رضوان الله فأواهم

ونشر لهم من رحمته ونامو 300 سنه وازدادوا تسعا .فلو أن منا واحدا نام يومين متواصله دون غذاء مايكون حاله ولكن

الله توالهم وكأنهم يطعمون وجعل الشمس تزاورو عن كهفهم ذات اليمين وذات الشمال حتى يستمدا الطاقه والكهف

أصلا لا تدخله الشمس ويقلبهم ذات اليمين وذات الشمال أعواما عده .وأنتم تعرفون أن من يطول به المرض ويبقى

في العنايه دون تقليب مايصل له من تجريح وقد يتعفن

وكلبهم باسط ذراعيه وانظرو كيف رفع ذكر كلب وهو كلب لأنه كان في معية الصالحين

من يشتري رضوان الله يحيطه الله برعايته ويتولاه إن أخلص النيه لله وحده دون رياء وسمعه أو لتحقيق مراد ثم رجعه

لما كان عليه

ولذا قال الله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب)

التقوى هي المنجيه من الكروب والضيق وهي السبيل الأوحد للخلاص من كل هم

من يعيش مع الله ويجعل همه الدار الأخره يكفى من كل هم

ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم

( من كانت الأخرة همه جمع الله شمله وأتته الدنيا راغمه وجعل غناه في قلبه ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره

بين عينه وفرق شمله ولم يؤتى من الدنيا الا ماكتب له)

أخواتي كثير من الناس يعيش هموما بين بعضهم فهناك من تشكو جبروت زوجها أو ظلمه لها

وأخرى تشكو جبروت والديها وأنها لاتشعر بحبهم لها

ومطلقه حرمت من أولادها وظلمت بطلاقها

وغيرهم كثيرر مما يعلمه ربي

ضاقت بهم الأرض بمارحبت فلا خلاص لهم الا بعوده قويه الى ربي الرحيم اللذي لم يبتليهم الاأنه يحبهم ويريد أن يرجعو اليه ويعملو صالحا ليفرج عنهمويجعل لهم ودا في قلوب الخلق

فهو القائل (إن اللذين أمنو وعملو الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)

قال قتاده ما أقبل عبد الى الله الا أقبل الله بقلوب المؤمنين اليه فترى الناس تكن له حبا وتقديرا والكل يحاول كسب رضاه والتقرب اليه

وكم سمعنا من زوجه كانت مع رجل يسومها سؤء العذاب وحينمارجعت الى الله وأدت الواجبات وأكثرت من النوافل والأستغفار وقيام اليل جعل الله لهذا الرجل في قلبه هيبة منها وصار لايجرىء أبدا على التضيق عليها وظل يسعى لكسب رضاها وأقبل بقلبه عليه وبدل الله لها الحال , ومن أصدق من الله قولا

وفي الحديث القدسي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه
قال فيحبه جبريل
ثم ينادي في السماء فيقول
إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء
قال ثم يوضع له القبول في الأرض
وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه
قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض
صحيح

فتصوري بعد حب ربي العظيم كيف يوضع لك القبول في الأرض ويحبك الناس فلن تكون هناك بإذن الله أي مشاكل وخصومات

الحلول بين أيدينا ولكننا ظلنا الطريق نريد حلولا عاجله فنحن في التفكير والله في التدبير

واعلما ان الشرف الحقيقي والسعاده أن تعيشين لله وان يكون همك جنه عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين

وأن قيام اليل هو شرف والله ومنحه ربانيه عظيمه لمن وهبه الله فهو دأب الصالحين ومطرده لداء عن الجسم وصلة في قرب بين العبد والرب وموطن إجابه للدعاء ونبراس وضياء لمن أراد الوصول لقمة شامخه
وجعلوه نهجا لكم حتى إن أعترضتكم حاجه تطلبونها ممن أعتدتهم مناجاته في أخر اليل فيقول ربي صوت مسموع وتجاب دعوتك

أما إذا وقع الفاس بالراس وألمت بكم حاجه قمتم اليه وتطلبون فيقول ربي أخرو أجابته حتى أسمع صوته

والرسول صلى الله عليه وسلم قال (من سره أن يستجاب دعوته في الشده فليكثر من الدعاء وقت الرخاء)

جعلني الله وأياكم ممن يقرأون ويتبعون أحسنه

وأسال الله لكل من قرأت كلامه أن يفتح الله لها أبواب الطاعه ويرزقها من حيث لاتحتسب وأن يوفقها الله ويفرج عنها

وأرجوا منكم الدعاء لي بالمغفره من اللذنوب وأن يتوب علي ويرزقني كل خير ويغفر لوالداي ويثبتهم ويمتعهما بالصحه والعافيه ويغفر الله لأخي الغالي ويجعل قبره روضه من رياض الجنه ويغفر لأخواني وأخواتي وأزواجهم وذرياتهم وللمؤمنين والمؤمنات
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين