هذا ليس أسلوب في الدعوة .. يا أخي ارتق في أسلوبك .. ( قصص )

ملتقى الإيمان

لا يخفى عليكم ما للدعوة إلى الله من آثار حميدة ومنافع كثيرة في الدنيا والآخرة ( ومن أحسن قولاً ممن دعى إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) , ولا تزال الأرض متعطشةً متلهفةً لدعاة صادقين يدلون الأمم جميعا إلى بر الأمان ومستقر الرحمة والرضوان حيث الإسلام ..

بيد أن للدعوة أساليب وطرق ومفاتيح تفتح بها مغاليق القلوب وتلين .. ولهذا فإن حُسن الخطاب حريٌ بأن يؤثر في الناس ويزيدهم إقبالاً على الله وتعلقاً به - جل في علاه - .

وهنا( أحببت أن أفتح هذا الموضوع ليشارك الجميع بالقصص والتجارب والأساليب الدعوية التي كان لها الأثر على الناس ... لنخرج بفوائد عديدة ترتقي بأساليب وطرق الدعوة إلى الله في عصرنا الحاضر .. وسأبدأ بقصة جميلة وقعت لأحد الدعاة إلى الله ... وآمل منكم المشاركة والتفاعل )...



يقول الدكتور محمد العريفي في كتابه : استمتع بحياتك ...

دعيت في ليلة من ليالي شهر رمضان قبل سنتين إلى لقاء مباشر في إحدى القنوات الفضائية .. كان اللقاء حول أحوال العبادة في رمضان .. وكان انعقاد اللقاء في مكة المكرمة في غرفة بأحد الفنادق مطلة على الحرم ..

كنا نتحدث عن رمضان .. والمشاهدون يرون من خلال النافذة التي خلفنا المعتمرين والطائفين خلفنا على الهواء مباشرة ..

كان المنظر مهيباً .. حتى إن مقدم البرنامج رق قلبه وبكى أثناء الحلقة ..

وكان الجو إيمانياً ما أفسده علينا إلا أحد المصورين !!

كان هذا المصور يمسك كاميرا التصوير بيد .. واليد الثانية فيها سيجارة !! وكأنه يريد أن لا تضيع عليه لحظة من ليل رمضان إلا وقد أشبع رئتيه سيجاراً !!

لكن لم يكن بد من الصبر .. فاللقاء مباشر .. وما حيلة المضطر إلا ركوبها !!

مضت ساعة كاملة ..وانتهى اللقاء بسلام ..

أقبل إلي المصور - والسيجارة في يده - شاكراً مثنياً .. فشددت على يده وقلت .. وأنت أيضاً أشكرك على مشاركتك في تصوير البرامج الدينية .. ولي إليك كلمة لعلك تقبلها .. قال : تفضل .. تفضل ..

قلت : الدخان والسجا ..

فقاطعني : لا تنصحني .. والله ما فيه فائدة يا شيخ ..

قلت : طيب اسمع مني .. أنت تعلم أن السجاير حرام وأن الله يقول ..

فقاطعني مرة أخرى : يا شيخ لا تضيع وقتك .. أنا مضى لي أكثر من أربعين سنة وأنا أدخن .. الدخان يجري في عروقي .. ما فيه فااائدة .. كان غيرك أشطر !!

قلت : يعني ما فيه ؟!!

فأحرج مني وقال : ادع لي .. ادع لي ..

فأمسكت يده وقلت : تعال معي ..

قال : إلى أين ؟

قلت تعالى ننظر إلى الكعبة ..

فوقفنا عند النافذة المطلة على الحرم .. فإذا كل شبر فيه مليء بالناس .. ما بين راكع وساجد .. ومعتمر وباك .. كان المنظر مؤثراً ..

قلت : هل ترى هؤلاء ؟

قال : نعم ..

قلت : جاؤوا من كل مكان .. بيض وسود .. عرب وأعاجم .. أغنياء وفقراء .. كلهم يدعون الله أن يتقبل منهم ويغفر لهم ..

قال : صحيح .. صحيح ..

قلت : أفلا تتمنى أن يعطيك الله ما يعطيهم ؟

قال : بلى ..

قلت : ارفع يديك .. وسأدعو لك .. وأمن على دعائي ..

رفعت يدي وقلت : اللهم اغفر له .. قال : آمين .. قلت : اللهم ارفع درجته واجمعه مع أحبابه في الجنة .. اللهم ..

ولا زلت أدعو حتى رق قلبه وبكى .. وأخذ يردد : آمين .. آمين ..

فلما أردت أن أختم الدعاء .. قلت : اللهم إن ترك التدخين فاستجب هذا الدعاء وإن لم يتركه فاحرمه منه ..

فانفجر الرجل باكياً .. وغطى وجهه بيديه وخرج من الغرفة ..

مضت عدة شهور .. فدعيت إلى مقر تلك القناة للقاء مباشر .. فلما دخلت المبنى فإذا برجل بدين يقبل علي ثم يسلم علي بحرارة .. ويقبل رأسي .. وينحني على يدي ليقبلها ..وهومتأثر جداً ..

فقلت له : شكر الله لطفك .. وأدبك .. وأقدر لك محبتك .. لكن اسمح لي فأنا لم أعرفك ..

فقال : هل تذكر المصور الذي نصحته قبل سنتين ليترك التدخين ؟!

قلت : نعم ..

قال : أنا هو .. والله يا شيخ إني لم أدخل سيجارة في فمي منذ تلك اللحظة ..
8
598

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رووح حواء
رووح حواء
قصة مؤثرة جدآ وفعلا الله يهدي بعض الناس هالايام شوهو صورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باسلوبهم الفض
*اخت النجوم*
*اخت النجوم*
قصة مؤثرة جدآ...
بارك الله فيك.
hader
hader
قصة مؤثرة جدآ...
بارك الله فيك.
شموخ ونشامه
شموخ ونشامه
جزاك الله خير00قصه مؤثره
tawasul
tawasul
رائعه
وأسأل الله أن يعيننا على الامر بالمعروف .. والنهي عن المنكر