كنت اتجول في مبنى المدرسة
ولفت نظري وجبة ملقاة بجانب باب دورة المياة !
تتكون من ساندوتش وحبة من الموز
توقعت انها لتلك الطالبة التي كثيرا مااراها ترمي وجبتها وتشتري من المقصف ماتريد
وفعلا كان توقعي في مكانه
فقد لجأت لرميها في هذا المكان هروبا من تلك النصائح الموجهه من معلماتها
وبعد حواري معها تبين انها تخشى والدتها كثيرا
فهي تحاسبها ان لم تأكل وجبتها كاملة
وللاسف والدتها تجبرها دون نقاش
بوجبة صحية من اختيارها !!
ليست هذه وحدها
فهناك طالبتي الصغيرة في الصف الاول
كثيرا مااجدها حائرة لا تدري ماتفعل بالوجبة التي تزيد عن حاجتها
فتأكل مايكفيها وترمي ماتبقى منها لتذهب طليقة تلعب وتجري
غالياتي لا تجبري صغيرتك على وجبات انت من يختارها
لا تجعليها حائرة بين مابيدها وماتراه في المقصف المدرسي من عصائر وشبسات وغيرها
وجهي وحاوري واسمعي وناقشي
واتركي مساحة لطرح الاراء
واجعلي لصغارك بدائل ولا تحرميهم من رغباتهم ومايشتهون
وثقي انه مع توجيههم لما يضر صحتهم وما ينفعها مع اعطاءهم بعض من الحرية
سيجيدون الاختيار فيما يشتروه ويتناولوه في المدرسة
دون الحاجة الى رقابتك .. وهذا ماتسعين اليه بالتأكيد
ولا ننسى ان هناك صغيرات ضربن اروع المثل
فكم يسعدني وانا ارى تلك الطفلة الصغيرة
وهي تتأذى من منظر الطعام على جوانب الساحة
فتارة اجدها تنصح صديقاتها وتارة اراها تحمل البواقي للصناديق الخاصة بالطعام
وامثالها ولله الحمد كثير
فهناك من لم تتجاوز اعمارهن التاسعة
يتوقفن عن اللعب ليحملنا مايرونه ملقى على الارض
غالياتي ان اشد مايؤلم تلك البواقي المرمية في سلة المهملات
فهل ياترى سنصحوا من غفلتا ؟
ام ان المصائب والكرب هي ماستجعلنا نراجع تعاملنا مع نعم الله ؟!
و رغم ان المدرسة خصصت صناديق لبواقي الاكل
الا اننا نجد من يرمي دون اي تردد او خوف !
يجب ان تكون هناك وقفة جادة من الجميع
فاليد الواحدة لا تصفق كما يقال
فلنتعاون جميعا لكي ينشأ لنا جيلا يراقب الله ويخشاه
فالمدرسة والبيت هي اسرة واحدة
فليبذل كلا منهم مابوسعه
فبالنصيحة والتذكير وبعض القصص الهادفة
ستجدي ابناءك وطالباتك يخشون رمي الطعام ويراقبون الله في جميع احوالهم
ولا ننسى أن تواصل المنزل مع المدرسة له اثر كبير ومنفعة عظيمة
فلتتسع قلوب الأمهات لملاحظات المدرسة
لنستطيع حل كثير من مشكلات بناتنا
ولترحب ادارة المدرسة ومعلماتها بكل نقد بناء
من امهات يسعين دائما لما ينفع بناتهن ومجتمعهن
ولنكن عونا لبعضنا في هذا الزمن الصعب
ولنجعل هذا الجيل هو الأفضل
وقبل الختام اذكر نفسي واياكم انه بالشكر تدوم النعم ..