هذه قصة .. طفل عراقي .. لم يتجاوز العاشرة من عمره ..
لربما حدثت هذه القصة .. وقد تحدث .. وكل ما أتمناه .. أن تصل إلى ضمائر الكل ..
ليحس .. من مات قلبه .. بفداحة ما يحدث ..
-----------------------------------------------------------------------------------
نام وهو يحلم .. برؤيةفجر جديد ..
نام وهو يحلم .. برؤية ابتسامة والدته .. بعد أن تقبله ..وتودعه ليذهب إلى مدرسته ..
لكنه استيقظ .. على صراخ والدته .. وبكاء اخوته ..
ما الذي يحدث ؟؟
لم يعي الذي يحدث ..
صمت أصوات الانفجارات .. أذنيه .. وأعمت الأدخنة عينيه .. وتوقف قلبه هلعا .. فما الذي يحدث ؟!
جرته والدته إلى خارج المنزل .. ولم يجد ما يحتمي به .. سوى شجرة صغيرة ..
جلس تحتها .. وهو يرتعد خوفا ..
رأى ذلك الحديد الأصم .. وهو يقتل الحي والميت .. مرة بعد مرة ..
رأى النيران وهي تحرق .. الشجر والكلأ .. وحتى العابه الصغيرة ..
تركته أمه لتذهب لاحضار اخوته ..
تمسك بها .. رافضا ان تتركه ..
فودعته .. بقبلة ..وابتسامة .. ووعدته بأن تعود ..
ولم تمر سوى لحظات .. حتى رأى بعينيه .. تلك الطائرة تلقي بشيء فوق منزله ..
صرخ .. لعل ذلك الجماد .. يحس بما يحدث .. وبأن طفلا خائفا وأما تنقذ أطفالها هنا .. لكنه جماد .. ولن يحس بشيء ..
أغمض عينيه .. واستسلم لقدره ..
لكن قدره كان .. بأن يفتح عينيه في ذلك المشفى ..
بالكاد استطاع أن يتحرك من مكانه ..
لم يعلم من أحضره هنا .. لكن ما تأكد منه .. هو أنه ما زال حيا ..
استغرب من رائحة هذا المكان ..
كان المكان عابقا برائحة الدمار .. برائحة الدم .. برائحة الموت ..
جال في المشفى .. باحثا عن أمه ..
ولم يرى سوى جثث في أكفان بيضاء ..
سأل الناس .. أين أمي ؟! أين اخوتي ؟!
ولكن من سيجيبه ....
خرج من المشفى .. ليبحث عنها بنفسه ..
ولكنه رأى بغدادا جديدة .. ليست بغداد التي عهدها من قبل ..
فقد دمرت المدينة عن بكرة أبيها .. ولم تبقى سوى انقاض مدينة .. وبقايا جثث تناثرت هنا وهناك ..
لم يعرف كيف استطاع أن يحتمل ما رآه .. لكن احتمل ..
وبعد مشي طويل .. وصل .. إلى بقايا منزله ..
ارتاع لما رآه ..
أهذا هو المنزل الذي عشت فيه أجمل ساعاتي ؟؟؟
ركض باكيا إليه ..
وأخذ يرمي الطوب وبقاياه .. لعله يجد شيئا .. ما زال سليما .. !!
وليته ما فعل ..
كان ما رآه ..
يد تلك الأم الحبيبة ..
نعم .. يدها ..
فقد سقط المنزل عليها .. وهي تحاول تلك المحاولة اليائسة .. لانقاذ أطفالها ..
وكانت النتيجة .. وفاتها ..
صرخ باكيا ..
أمي .. كلا .. مستحيل أن يحدث هذا ..
لقد .. لقد وعدتيني بأن تعودي إلي .. !!
أمي .. هيا قومي .. أنا أعلم .. بأنك فقط تمازحينني ..
أمي ارجوك .. ان هذه اللعبة ليست جميلة ..
أمي .. أمي ..
وبعدها .. أدرك .. بأنه فقدها .. وأنها ليست لعبة .. وأنها لن تعود إليه ..
جلس بجانبها .. ممسكا بيدها .. التي كانت الشيء الوحيد الذي استطاع رؤيته منها ..
واجهش في البكاء ..
بكاء .. لن يحتمل رؤيته أقسى قلب .. :44: :44: :44:

***جرناس&& @grnasampamp
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

والله يا اخواتى سيفورة وsoha_k لقد اجهشت بالبكاء !! وخصوصا عندما ذهبت الام لانقاذ اولادها ...وعندما راى يد تلك الام الحنونه الشهيده.... يالله من له غير الله عزوجل لقد مات اخوانه الله يعين هالمسكين الصغير اللى ماله ذنب:29: حسبنا الله ونعم الوكيل والله ما نملك الا الدعاء .....احس بوش وشارون وصدام فراعنة هذا الزمن !!!:mad:الله ينقذ هالابرياء يارب وياخذ الظالمين المفسدين امين يارب العالمين انا لله وانا اليه راجعون......



الصفحة الأخيرة
لقد تفطرت قلوبنا من هول ما نرى :44:
ولكن ماذا نفعل .... الى الله المشتكى .... الى الله المشتكى
الله يسخر جنود من عنده لحماية اولئك الابرياء
حسبنا الله ونعم الوكيل